Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

الوطن وأنانية »البعض السياسي«

عادل خاتم

 

بالقدر الذي يتضح لمجتمعنا خطورة ومرامي تلك العناصر التي تتمتع بحس تدميري صرف في أفكارها وتحركاتها أينما ذهبت لمحاولة اجهاض أي مسعى عقلاني يخالف رغباتها ونزواتها المسكونة بالاستهتار تظهر تجليات الحس الوطني لدى السواد الأعظم من أبناء شعبنا لتقف بالمرصاد ضد أصحاب هذه الأفكارالمشرعنة للفوضى وتتجذر لديها أهمية الاحتكام للعقل وحكمة الانضباط بعيداٍ عن الهرولة نحو التهور والتفاعل الأعمى مع الأراجيف والشائعات..

 

وما يؤكد أننا شعب أصحاب حكمة هو أن الحس الوطني استطاع في ذروة هذا الاعتلال الذي يعانيه وطننا ضمن حمى موجة التصدع في الشارع العربي استساغة الواقع والتمييز بين ما يمكن وما لا يمكن والتفريق بين الشطط السياسي ومضمون محتوى المغامرات والمقامرات التي يطلقها ذلك الحزب – أو بالأصح »البعض السياسي« بوعي المدرك للأبعاد والأهداف من واقع تجربة وحدس وطني لا يخطئ البتة في صوابية قناعاته أو توقعاته.

 

لا ننكر أننا احدى البلدان الديمقراطية العربية التي يستهدفها وباء حمى الفوضى القادم من الخارج – التي = أتاحت للبعض السياسي المغامر – اطلاق عنانه الجامع لاستثمارها لأهداف ومصالح ليس لها أدنى حضور – على الأقل في الظرف الراهن – أو اهتمام لدى المواطن وإن كانت قد أظهرت لنا أنانيتها في تجهيلها وتجاهلها لهموم المواطن بيد أن من محاسن الديمقراطية في بلادنا – أنها غير ما يراد لها – فقد عززت من قناعاتنا نحن اليمنيين – وتوافقت مع طبيعتنا – بغض النظر عن تلاعب البعض السياسي الذين يحاولون تشويهها وممارسة رغبات »الأنا« الأمارة بالسوء إلا أنهم على الأقل ظهروا لنا على حقيقتهم فالديمقراطية لا تساوم على الحق أو تتلكأ في إظهار الحقيقة للسلطة أو المعارضة لأن المسألة ببساطة تحتاج إلى وقت وذلك ما يفسر لنا الخطأ الجسيم الذي يضع فيه الخصوم السياسيون أنفسهم عند كل مأزق والمتمثل في تجاهلهم المتعمد لفضيلة الديمقراطية وانجذابهم إلى رذيلة المساومة والمغالطة التي لا تشفع للبعض السياسي كذبهم أو تخلق بذرة اقتناع عند غيرهم.

 

لذلك.. يكذب علينا من يحاول عبثاٍ اقناعنا بأن التخريب هو وسيلة ديمقراطية لامكانية التغيير أو التطوير مهما تمادى في غروره وروج لأراجيفه لتزييف وعي البسطاء لأن الوقوف ضد الحقيقة ظلم للنفس قبل أن يستهدف بتشويهها ظلم الآخرين من حوله.

 

ويكذب علينا وعلى نفسه أيضاٍ من يسعى إلى فرض رغباته بالتفريط في المصلحة العامة لإيجاد شأن لأنانيته في واقع لا يقبل بالترهات وزمن لا يوجد في فضائه أدنى مساحة فراغ للغارقين في الشبهات مهما تلونت اشكالهم وظلت سموم أفكارهم هذه على حالها فالحية لا يمكن أن تقذف السكينة والسرور لمن يجاورها حركة استبدال جلدها فالمسألة بالنسبة لميزان حسابات الحس الوطني أن ما يعتمل على الساحة الوطنية من ممارسات غير مسؤولة تستهدف الاضرار بسكينة المواطن والوطن من البعض السياسي للأسف لا يمكنه قط أن يلغي من وعينا عبوديتهم للمؤثرات الخارجية وعدم انقيادهم إلى الحكمة والسلوك القويم وانزلاق دفاعهم عن الباطل وتبرير العنف والتمرد والخروج على ضوابط الأمن والسكينة وإشعال الأضواء الخضراء لتدخلات الخارج.

Share

التصنيفات: الشارع السياسي

Share