Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

الديمقراطية هي الحل

عادل خاتم

 

من الأهمية أن تدرك جميع الأحزاب السياسية في الساحة الوطنية ونحن نتجه نحو خوض الانتخابات النيابية المقبلة في السلطة أو المعارضة أن الشراكة الوطنية تحتم عليها أن تدرك أن الديمقراطية كخيار وطني لا رجعة عنه هي الوعاء الذي يمهد أمامها الطريق لفهم الشراكة الحقيقية وما تفرضه عليها كأحزاب وطنية يجب أن تراعي مسؤولياتها في إطار ما يعزز تجربتنا الديمقراطية وخصوصيتها ويمكنها أيضاٍ من أداء دورها الفاعل في دعم التوجهات الوطنية الرامية إلى تنمية الوطن والاهتمام بالمواطن وهذا هو المعيار الجوهري لقياس وترجمة الشراكة على الواقع التي تفرض عليها أيضاٍ أن تتبنى حوارات جادة ذات مصداقية تعتمد حلولا للمشاكل والقضايا الوطنية وليس خلافات وتجعل من الانتخابات والتنافس واحترام إرادة الناخبين الوسيلة المثلى لتأسيس التداول السلمي للسلطة وليس أحد عناوين الصراع السياسي بين هذه القوى وجوهر الخلاف والاختلاف.

 

إن الديمقراطية كآلية لها ضوابطها تفرض على أحزابنا السياسية أن تكون أول الملتزمين بتنفيذها وعدم التفريط بهذه المبادئ حتى في أوج اختلافاتها فهي الآلية المثلى لإدارة الصراع وليس العكس وإن صوابية العمل السياسي وحسن التفكير لدى أحزابنا السياسية يجب أن يكون عنوان المرحلة الراهنة لتثبت للجميع أنها تتمتع بقدرات تكسبها احترام الداخل واندهاش الخارج وأنها أكبر من مجرد الاستسلام لأفكار الطيش والمراهقة السياسية التي تجعلها أسيرة مواقف متذبذبة ومتضاربة تفتقد لمقومات الرشد السياسي فالنضج السياسي والديمقراطي  داخل هذه الأحزاب هو المعيار الأساس لخلق الاستقرار السياسي الذي تنضبط معه وتدور باقي المنظومة الوطنية بكل مكوناتها فالصراخ الذي يفقد صاحبه فرصة استماع الآخرين ورد فعلهم سيظل هو ذلك السراب الذي يخيل للضامئ أنه ماء فإذا ما أدركه تولدت لديه القناعة الراسخة بحقيقته وإهالة التراب على القضايا الوطنية كسياسة تنتهجها بعض الأحزاب في مغالطاتها لإيهام الآخرين بحسن مواقفها هو تصرف سلبي لن يحجب عنها أبداٍ حقيقة ما هي عليه أمام منظار الوعي الوطني فهل تراجع مثل تلك الأحزاب حساباتها وتعيد النظر في مواقفها وتؤمن قياداتها بفضيلة النقد الذاتي بمنأى عن العداء الشخصي لتستطيع ترتيب اوراقها وفق آلية وطنية تضمن لها فرصة النجاح في الاستحقاق الانتخابي المقبل بما يعزز وزنها وثقلها في الساحة الوطنية وبما يؤهلها لإدراك نقاط ضعفها والعمل على تلافي ذلك أم ستظل حبيسة أفكار ومواقف لاتعبر سوى عن فشلها الذريع وحظها العاثر¿!..

Share

التصنيفات: منوعــات

Share