Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

اعتبره الجميع درساٍ قاسياٍ في التلاحم الوطني والديني .. تفجير الاسكندرية يفجر العواطف المكبوتة

القاهرة: منى صفوان

 

بعد حالة الصدمة في الإسكندرية والتي فجرت غضبا كامنا كان ينتظر شارة البدء أصيبت القاهرة بحالة هلع  جعلها تترقب للتفاصيل التي تقترب.فخلال ساعات ما بعد تفجير كنيسة القديسين وجد المسلمون أنفسهم في موقف الدفاع سواء عن موقفهم أو عن جوامعهم التي طالتها يد الغضب الهستيري لأناس عبروا  عن رد فعلهم الطبيعي لرؤية  أشلاء أقاربهم و اصدقائهم تتطاير امامهم في ليلة عيد.

 

ولكن المسلمين المتعاطفين مع الأقباط المفجوعين استقبلوا حشود الغاضبين على أبواب جوامعهم بالعصي.. لتبدأ معركة بين قطبي مصر .. معركة  جرى فضها .. معركة كانت مصر تنتظرها.. و تتمنى لو انها  تخلصت منها إلى الأبد.كالعادة هرع الصحفيون للمكان الذي حوط كالعادة ايضا بقوات الأمن الأمن الذي ياتي بعد كل كارثة لينفخ في الزبادي كما يقول المثل المصري الأمن الذي ظهر انه يحاول حماية سمعته أكثر من كونه يحاول حماية الضحايا الذين صاروا خلال ساعات في مواجهه معه مع رشاشات الماء و القنابل المسيلة للدموع.الكاميرات الصحفية التي حاولت رصد الساعات الأولى صورت غضب اناس طبيعيين  يعبرون عن موقف عفوي بكل ما يمكن ان يجول في خاطرهم إلاِ ان هذا الموقف العفوي رسخ جيدا خلال الساعات التي تلت ليصبح موقفا ثابتا.

 

القاهرة: 1انتقل هذا الغضب سريعا للقاهرة التي رجت باصوات المتظاهرين في ميادينها و اليوم الأول كان في العباسية.

 

في منطقة شبرا الماهولة بالأقباط الى هناك تدافع المصريون يدافعون عن كونهم ارهابيين مستنكرين قتل إخوتهم و للاسف عليك هنا استخدام مصطلحات مسيحي و مسلم فقد شعر المسلمون بالذنب تجاه المسيحين من ابناء جلدتهم و شعروا بمزيد من الحقد تجاه حكومتهم جاء هذا التفجير ليفجر شحنة من العواطف المكبوتة عاشتها القاهرة خلال ثلاثة أيام فيبدو أن عقدة الذنب التي تحركت في نفوس المصريين ممن لا يعتنقون المسيحية أتت من كونهم شعروا أنهم كانوا يميزون فيما بينهم ولو بتفاصيل دقيقة كعدم التعامل المالي مع من يختلف معهم في الدين إنه الشعور الطبيعي حين يصاب أخوك الذي كنت على خلاف معه و لكنك تعلم أنه خلاف لا يصل لهذه البشاعة ولا يستحق كل هذا الدم و ان كبيره  ان لا تشتري من محله عصير قصب طالما  انه لا يضع عبارة «لا الله الا الله « او لا يرفع صوت القران.التمييز الاول الذي عاشته القاهرة بين قطبيها كان  خلال السنوات الاخيرة حين  تزايدت  ظاهرة التدين المظهري عن طريق انتشار الحجاب و تعليق اليافطات الدينية الإسلامية لتفرق بين المسلم والمسيحي في الملبس والمأكل فتعرف ان هذه الفتاة مسلمة و ذلك المحل مسيحي.عقد الذنب كانت كفيلة بأن يحرق المصريون بعفويتهم و طيبتهم كل شعور تمييزي عاشوه برغم ذلك و برغم انهم رفعوا الصليب إلا انهم احتفظوا بشيء من حساسيتهم الخاصة تجاه اصدقائهم الأقباط فكان لسان حالهم يقول لن اجعل عواطفي تحمل الصليب لأن هذا ضد ديني و لكني ساعلم ابنائي ان لا يدهسوا الصليب و مثل هذا درسا و طنيا و دينيا ربما كان متاخرا لكن لابد منه.حاولوا في اليوم الاول تجاهل شعور التمييز الموجود اصلا من خلال نشر صور تؤكد ان المجزرة استهدفت الاثنين من خلال ارقام تؤكد و من خلال اراء تؤكد لكن رغم ذلك لم يصلوا  بعد لإزالة الحاجز النفسي تماما الحاجز الذي كان يتلاشى مع إخراج شحنات الغضب رويدا ..رويدا و يعود عند تفريغ شحنات الغضب رويدا .. رويدا.. الغضب بدأ يتجه اكثر ناحيه الحكومة معلنة لها منطقة منكوبة و انها  السبب الرئيس لشعورهم بهذا التمييز الذي لم يستطيعوا التخلص منه ففي لحظة تلاحم نادر بين الطرفين شهدتها ساعات ما بعد الغضب شعر كل طرف بالذنب و شعر المسيحيون بذات الذنب و ان كان مخففا جدا من أعباء صور القتلى التي وجد كل مسلم انه يحمل دمها في رقبته.القاهرة :2كان انفجار الكنيسة درسا قاسيا في التلاحم الوطني و مع اليوم الثاني بدات المشاعر تتزداد نضجا و ظهرت اقوى وانضج فهي هددت و اطلقت شعارات ثورية كانت مكبوته و كان الأمن يحاسب عليها و لكنه تهاون بها هذه المرة لاستيعاب حالة الغضب الامن المصري الاشد صاحب الصحوة و اليد الحديدية وجد نفسه مضطرا لأن يلبس قفازا حريريا لقبول التجاوز وان تمضي مظاهرة ضد النظام بلا اعتقالات على خلاف المتعارف عليه فقط لتهدئة الاجواء

 

الاقباط و جدوها فرصة لإعادة عرض المطالب التي كانت تطالب بها منذ فترة مما بدا ان الحكومة في موقف الذي يتعرض لابتزاز  من الأقباط والمطالبة بالإقالة من المسلمين.المسلمون هم اكثر من خرجوا ليثبتوا انهم ضد ما حدث وان من واجبهم حماية اخوتهم. ولأن الأقباط كانوا في حالة عزاء تخللها حزن لا يفرج عنه الغضب كل المؤشرات في الشارع وقتها كانت تشير  الى ان الغضب و الحزن كليهما يلقيان بظلال ساخنة على الحكومة و كل الاصابع تشير اليها. لتؤكد تقصير الحكومة و زارة الداخلية في أداء  واجبهاالقاهرة : 3و اليوم الثالث الذي شهد صلاة و إشعال الشموع في ميدان طلعت حرب اكد ان وزارة الداخليه بدأت تخاف  التهديد وأن   هذه الجموع يمكنها هز ديوان الوزارة لأنها قريبة منها ولأن صوتها عال جدا وسيسمع لأعلى مستوى وأنه حان الوقت لتفريقها حين بدأت تطالب بإقالة وزير العدل لذلك اطفئت الشموع  وفرقت الحشود.اليوم الثالث لم يكن هادئا و لكنه اعتبراكثر هدوءا من أقرانه و بدات الدعوات تتحدد لما سيحدث في 7 يناير القادم :  سنكون دروعا بشريه لإخوتنا في الكنيسة .. سنذهب لنصلي معهم … ..  لكن الان لم يعد يستطيع أي مسلم ان يدخل أي كنيسة كإجراء امني مشدد و كان هذا سهلاٍ في الماضي الإجراءات الامنية الجديدة ابتداء من إطفاء الشموع وفض المتظاهرين إلى منع دخول المسلمين للكنيسة بسهولة كلها تزيد من التباعد بين الطرفين فقد كانت مناسبة العزاء والمظاهرات فرصة رائعة للالتقاء الوطني وتبريد الدم الحامي…  و لكن  دائما الحكومات تؤدي دورها الذي تعتقد انه سليم لكنه وإن أطفأ الشموع يلهب الصدور و يبعد المسافات ولا يقربها.

Share

التصنيفات: الصفحة الأخيرة

Share