Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

غــــريب

لازلت أذكر صوتك

 

لازلت أذكر صوتك الجدران

 

فاض النور من أحجارها الشطآن

 

سال الطهر في جنباتها الأقمار

 

ذاب الحسن في لآلئها..

 

لازلت أذكر كيف كان يعيدْ

 

ترتيبِ المشاهد

 

واختيار مواقع التصوير في فصل

 

النهاية

 

كيف كان يؤمْ سادات المدينة

 

للصلاة

 

وللحياة

 

كيف كان يعيد تخطيط الشوارع

 

والدروب

 

ورسم خارطة البلاد..

 

كيف تنضج منه حبات العرق

 

فتعادْ زيتوناٍ ونخلا

 

وتعادْ أدخنة المصانع

 

كيف كان يصيرْ زلزالاٍ

 

يهزْ عروض »كسرى«

 

بوارج »الصليبيين«

 

وأضرحة الولاة..

 

كيف كان يصيرْ »بْركاناٍ«

 

يصيب لهيبه برد الشتاء

 

وهدأة الأنغام

 

في دنيا القوافى..

 

لازلت أذكرْ صورتك.

 

عشرات. أسئلة تمرْ بلا حياءُ

 

تهزم »الشاشات«

 

تصدرْ بالمدى

 

آلاف شارات التعجب

 

كيف كانت ترتقى درجات »منبرنا«

 

الجبان

 

بألف »لا«

 

لأجنحة الحمام

 

وأسفار المحبة

 

لاتزان العقل

 

وحصة التاريخ

 

والتزام الصبر دوماٍ

 

للبراءة والتأني

 

وانقضاء العمر

 

والتحلي بالخشوع

 

لأسباب البلاغة

 

وكل أدعية النجاه..

 

كيف كانت تشتهي حلو الضجيج

 

بدل السكون

 

كيف كانت تشترى بمرارة

 

»الإصغاء«

 

وقتاٍ للتمرد..

 

لازلت أذكر كيف كانا

 

يثبتان أنك

 

في أرضك الغروس فيها

 

كل أطرافك

 

في بيتك المبني من فقرات

 

ظهرك

 

في مائك المنساب من دمك المراق

 

»غريب«!.
 

محمد عبدالحميد

Share

التصنيفات: ثقافــة

Share