Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

إلى دْعــــــــاة الانفـــصال وهـــــــواة التقـــزم .. الوحدة قدøمت اليمن بشكله الحضاري للعالم

استطلاع/أحمد المالكي – عبده الأكوع

 

 أكد عدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى وسياسيون وأكاديميون أن الوحدة اليمنية هدف مقدس ناضل من أجله كل الوطنيين الشرفاء واستشهد لتحقيقه مئات بل آلاف الشهداء الشجعان وأن على الأجيال الجديدة تقع مسؤولية التمسك بالوحدة والدفاع عنها ضد أعدائها في الداخل والخارج وأن اللجوء إلى الحوار مع القوى الوطنية وأصحاب المطالب المشروعة يعد حماية »للوحدة« وصوناٍ لها من تمزيق الصفوف وعرقلة مسيرة التنمية.. مشيرين إلى أن التعددية وحرية الرأي تعد أهم المنجزات التي تحققت بالإضافة إلى المنجزات الاقتصادية والتنموية التي حدثت في ظل الوحدة المباركة وأن التشطير قيد حرية وحركة المجتمع سياسياٍ واجتماعياٍ وفكرياٍ وابطأ عملية التنمية الاقتصادية في كلا الشطرين سابقاٍ.

 

وقالوا: إن دعاة الانفصال مجموعة محدودة فقدت مصالحها تاريخهم التخريبي معروف خلال المراحل السابقة لنضال شعبنا.. داعين البسطاء الذين تأثروا بهم إلى رفع مطالبهم دون تدنيس منجزنا العظيم كون الحراك في الجنوب يستهدف تعطيل التنمية.. مؤكدين أن الانفصاليين لن يستطيعوا الغاء أو تبديل حقائق وثوابت الجغرافيا والتاريخ ووحدة الهوية والمكون الاجتماعي للشعب اليمني وأن ما يسمى الحراك يعكس حالة الجهل التي تسيطر على قادته الذين هم بلا هوية وطنية محددة بل هم واجهة وأداة لتنفيذ مخطط استعماري صهيوني لتفتيت الدولة اليمنية وإضعافها وهو المستحيل بعينه لأن الوحدة وجدت لتبقى..

 

التفاصيل في سياق الاستطلاع التالي:

 

 

يشير  اللواء علي عبدالله السلال عضو مجلس الشورى إلى أن الأهمية التي تكتسبها الوحدة اليمنية التي تحققت في الـ22 من مايو 1990م لا ينكرها إلاِ جاحد أو حاقد وأنه لو لم تتحقق الوحدة اليمنية لكنا اليوم نعيش حروباٍ أهلية بين الشطرين سابقاٍ تتجدد بعد كل مشكلة تحدث خصوصاٍ وأن هناك اختلافاٍ آيديولوجياٍ بين النظامين واختلافاٍ في التوجهات السياسية والاقتصادية والثقافية مما أحدث أثراٍ على الحياة الاجتماعية ومستوى المعيشة في كلا الشطرين وفروقاٍ كبيرة كان يستغلها أعداء الوحدة لإثارة المشاكل بين النظامين والوصول بها إلى إشعال حروب أهلية لم تنته أو تتوقف إلا بفضل الوحدة المباركة.

 

مضيفاٍ إن منجز التعددية وإعلان الديمقراطية ونهجها الذي يسمح بطرح الرؤى واحترام الآخر لم يتحقق إلا بعد قيام الوحدة المباركة مما جنب اليمن الموحد العودة إلى الانقسامات والخلاف في الرأي الذي أدى في كثير من الأحيان إلى حدوث تصفيات جسدية في الشطر الجنوبي وتعرض عناصر القوى الوطنية في الشطر الشمالي لدخول السجون ومنعت من ممارسة النشاط السياسي فجاءت الوحدة المباركة لتمنع التصفيات الجسدية وتقييد الحريات أو الزج بالعناصر الوطنية في السجون.

 

أهم المنجزات

 

ويستطرد السلال: إن إنهاء الحروب الأهلية وعدم تقييد الحريات تعتبر من أهم منجزات الوحدة بالإضافة إلى ما تحقق من انجازات تنموية خصوصاٍ في المحافظات الجنوبية التي كانت التنمية في ظل التوجه الاشتراكي والحصار الذي ضرب من المعسكر الرأسمالي على المساعدات والقروض والهبات التي كانت تنهال على الشطر الشمالي بفضل انتهاج النظام الليبرالي الراسمالي والذي مكن النظام في الشطر الشمالي من تحقيق منجزات تنموية كبيرة لم يتمكن الشطر الجنوبي حينها من تحقيقها بنفس الحجم والكمية فكان لا بد من تعويض الفارق في التنمية بالتركيز على المحافظات الجنوبية والتي تحققت بفضل الوحدة قفزات في مجال التنمية لا يستطيع أي منصف أن ينكرها لأنها منجزات تنموية للوطن اليمني الموحد والذي ندعو الله أن تتواصل في عموم اليمن تحقيقاٍ لمبدأ العدالة في توزيع الثروة وتحريك عجلة التنمية الشاملة في الوحدة والتي كانت أهم هدف من أهداف الوحدة المباركة..

 

سلبيات

 

وفي ما يتعلق بالسلبيات التي كانت موجودة قبل إعلان الوحدة اليمنية والوطنية أوضح السلال بالقول: السلبيات كانت كثيرة وأهمها هو ذهاب نصف الميزانية لكلا الشطرين في شراء السلاح والمعدات العسكرية المتقدمة أما بهدف الهجوم على شطر واستعداد الشطر الآخر للدفاع عن نفسه واما بهدف تنفيذ المخططات المعادية لكلا الشطرين أو بهدف السيطرة على سياسات وتوجهات الشطر الآخر وكانت هذه السلبيات تترك أثرها في أوساط الجماهير وتنشر الكراهية بين أبناء الشعب الواحد رغم أن الجماهير كانت تنتظر بلهفة شديدة حلول يوم التوحد وإعادة اللحمة للجسد اليمني الواحد الذي شطره الاستعمار وحكم الإمامة..

 

ويضيف: ما نشهده اليوم وما يجري الآن بعد تحقيق حلم الشعب وأمله في التوحد من مساع خبيثة لنشر الكراهية واستعداء الإخوة الأشقاء ضد بعضهم البعض من قبل العناصر الانفصالية وهي قليلة اندست داخل ما يسمى بالحراك لتفسد على الحراك سلمية توجهه وتعود بنا إلى أيام التشطير والتمزق الاستعماري الإمامي بحجج واهية وشعارات بالية تحت اسم الانفصال أو فك الارتباط وكأن الوحدة وأهميتها وكيانها العظيم في نظر هؤلاء مجرد لعبة اشتراها أولئك المطالبون بالانفصال وفك الارتباط لأولادهم ليلعبوا بها ثم بعد أن قام الأطفال بكسرها أرادوا إعادتها.

 

الولاء الوطني

 

ويقول اللواء السلال: إن أهمية الوحدة ومنجزاتها العظيمة وأهدافها السامية النبيلة تستدعي التنازل من الجميع سلطة وحراكاٍ وإعادة وضع قضية الحراك إلى المطالبة بالحقوق المشروعة واصلاح الأوضاع المأزومة وعلى السلطة الاستجابة لتلك الحقوق وتلبيتها وتجسيد المشاركة الحقيقية في السلطة لعناصر الحراك السلمي الوطني الذي يجب عليه أن يتخلص من تلك العناصر الفاسدة الشريرة التي تسيء له ولمقاصده لأن منجز الوحدة هدف مقدس ناضل وضحى في سبيله الرعيل الأول والرعيل الثاني من المناضلين والوطنيين واستشهد في سبيل تحقيقه مئات بل آلاف الشهداء الشجعان الذين هزموا ثاني امبراطورية في ذلك الزمان بريطانيا واسقطوا أسوأ حكم إمامي على مر التاريخ وعلى الأجيال الجديدة تقع مسؤولية التمسك بمنجز الوحدة والدفاع عنها ضد أعدائها في الداخل والخارج وفاء من هذا الجيل لدماء آبائهم الزكية وأرواحهم الطاهرة وعلى من تبقى من جيل الرواد والمناضلين تقع مسؤولية غرس الولاء للوطن الموحد والسعي لإصلاح ما أفسده أعداء الوحدة من المتنفذين والفاسدين والمفسدين والذين هيأوا الفرصة للمتنفذين والمفسدين داخل الحراك الذين تسللوا إلى صفوفه ليحولوا المطالب المشروعة وقضية إصلاح الأوضاع إلى مطالبة بالانفصال وفك الارتباط وزرعوا الكراهية والعداء بين أبناء الشعب الواحد.

 

زراعة الكراهية

 

ويختتم  السلال حديثه بالقول: إن هؤلاء المندسين داخل صفوف الحراك الذين ينادون بالانفصال وفك الارتباط ويزرعون الكراهية والعداء بين أبناء الشعب الواحد الموحد لم يسيئوا إلى الوحدة فحسب بل أساءوا للحراك نفسه الذي كانت قضية المنضمين اليه وبعض قادته الوحدويين والوطنيين الذين كانت مطالبهم وحراكهم السلمي قد وجدت تعاطفاٍ من بعض القوى الوطنية والوحدوية داخل السلطة وفي صفوف المعارضة لكن بعض الأحداث المؤسفة من قبل عناصر يدعون قيادة الحراك قد أساءت إلى أهداف الحراك الوطني السلمي وعرقلت مطالب القوى الوطنية والوحدوية داخل السلطة وخارجها للتسريع بإجراء حوار مع تلك القوى الوطنية وأصحاب المطالب المشروعة لحماية الوطن اليمني من التمزق وإعطاء الفرصة لأصحاب التوجه الوطني داخل السلطة لتشرع بعقد جديد من الاصلاحات وتسريع عملية التنمية الشاملة كهدف مهم له الأولوية من أهداف الوحدة المباركة.

 

ويقول السلال: أما الأحزاب التي ستلحق بالمجتمع اليمني لو حدث انفصال لا سمح الله فإني أقول أنه لن يحدث انفصال ولا فك ارتباط لو أننا حكمنا العقل والحكمة التي يتحلى بها الأخ الرئيس الذي قبل أن يفاوض قوى ملكية أرادت إعادة حكم الإمامة فما بلك بقوى وطنية تقدمية تتمسك بالوحدة ولها مطالب مشروعة فما هو المانع أن تخطو خطوة شجاعة ونتحاور معه واسأل الله أن يحمي يمننا الموحد من كل سوء ومكروه وأن يلهم قوانا الوطنية الرشاد والعودة لطاولة الحوار وتغليب المصلحة العامة على كل المصالح.

 

في كل العصور

 

الدكتور عوض بامطرف يقول: أولاٍ كلمة »وحدة« دائماٍ تعني ابعاد التشرذم والتفرقة ولقد تم الإشارة لها في التاريخ بأنه عندما تتوحد الأمم تزداد عزة وقوة ويتم  بتوحدها انتعاش اقتصادها ومكانتها.. فعندما تم إعادة توحيد يمننا الحبيب في 22 مايو 1990م تم تحقيق حلمنا الذي كنا نتطلع اليه منذ زمن طويل وكفاح شعبنا اليمني كان يهدف إلى تحقيق الوحدة وكانت كل القوى السياسية في الساحة اليمنية رافعة شعار الوحدة ومن أهم الأهداف التي نتطلع لتحقيقها ولو عدنا إلى وثائق كافة القوى السياسية سنجدها تشير إلى رفع شعار الوحدة في كل العصور بل وأن تاريخ اليمن في كل العصور السابقة يشير إلى أن اليمن بوحدته كان الأقوى وكان الأكثر انتعاشاٍ وحضارته يشهد لها الجميع وعند التفرقة كانت تطمع به الأمم الأخرى ويتعرض إلى السطو الخارجي والتشرذم..

 

نهاية الفتن

 

ويضيف الدكتور بامطرف: إعادة تحقيق الوحدة في 22 مايو 1990 ارتفع مقام اليمن في الإقليم والعالم وتعتبر الوحدة نهاية لكل الفتن والتي كانت تخيم على الساحة اليمنية فبالوحدة دخلت اليمن إلى العالم من أوسع أبوابه وارتفع شأنها والتم شمل الأسرة اليمنية وتم التكامل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي في ربوع يمننا العزيز.. ولا شك أن من أهم المنجزات التي تحققت القضاء على الأحكام الشمولية وازدهار الاقتصاد اليمني وخيمت التنمية على كافة الخدمات الأساسية وتوسع التعليم في كافة مستوياته وتم العمل بمبدأ الديمقراطية من خلال التعددية الحزبية وممارسة الرأي والرأي  الآخر ومشاركة الفرد والمجتمع في اختيار ممثليه عبر الانتخابات البرلمانية والمجالس المحلية وتم تشجيع الاستثمار في كافة النواحي الاقتصادية واتسعت رقعة الأنشطة التجارية سواء كانت المحلية أو الإقليمية والدولية كما أن الصناعة أصبحت تهدف إلى تحقيق المطالب المعيشية للمجتمع من خلال الصناعة السمكية أو الغذائية أو الانشائية..

 

سلبيات التشطير

 

وعن مساوئ التشطير يوضح الدكتور بامطرف انها كثيرة وعانى منها وطننا الكثير ومنها أن التشطير سلب الفرد والأسرة والمجتمع الحق في معرفة الحقيقة وكمم الأفواه وحرية التعبير كما أن التشطير قيد حركة المجتمع سياسياٍ واجتماعياٍ وكان الرعب يهيمن على كل حركة فكرية وتم تحريم حق الملكية الخاصة وعملية التنمية كانت بطيئة ولم تشمل كافة المناطق والأنشطة الاقتصادية كانت مقيدة ومحدودة وبشكل آخر كان التنوع في كافة أوجه الحياة معدوماٍ كما أن علاقة اليمن بالخارج محدودة وإذا وجدت فالتوجس من قبل العالم الخارجي كان إحدى ميزات النشاط الدبلوماسي وكان شبح الحرب بين الشطرين يهيمن على الساحة اليمنية وكانت المركزية الشديدة مهيمنة على كافة الانشطة الحكومية..

 

تسوية

 

ويختتم الدكتور بامطرف حديثه بالقول: إن الانفصال شعار رفعته مجموعة فقدت مصالحها الشخصية بعد قيام الوحدة وحاولوا أثناء المرحلة الانتقالية تشويه وجه الوحدة مستفيدين من بعض القصور الذي حدث لأسباب داخلية أو خارجية فالقصور ليس سببه الوحدة بل أسباب موضوعية أحياناٍ ناتجة عن تصرفات بعض الأفراد.. ولكن دعاة الانفصال هؤلاء بدلاٍ من أن يتم طرح الحقائق أمام المجتمع والاستفادة من المناخ الديمقراطي المعاش ما كان منهم إلا أن يقوموا بتشويه أعظم  انجاز حققه شعبنا وهو الوحدة وهي بريئة من مقولتهم وهذه المجموعة محدودة وتاريخها التخريبي معروف في المراحل السابقة لنضال شعبنا وأدعو الإخوة البسطاء الذين تأثروا بهذه المجموعة أن يستفيدوا من المناخ الديمقراطي وأن يرفعوا مطالبهم عبر القنوات المختصة دون تدنيس منجزنا العظيم.. فالوحدة حقيقة واقعية وتاريخية وحتمية ناضل شعبنا لأجلها وأعاد تحقيقها في الـ22 من مايو 1990م فبالوحدة تم تشكيل اليمن بشكله الحضاري وواكب مسيرة البناء ولحق بالحضارة وأعيد موقعنا بين الأمم وعرف العالم خصائصنا الحضارية ومن هنا نقول لا مكان للانفصاليين بيننا والأيام القادمة ستكشف زيفهم ورغم هذا فالوطن صدره يتسع للجميع شريطة عدم الخروج على الثوابت الوطنية فشعبنا وقائدنا حراس لحماية وحدتنا والله دوماٍ معنا..

 

المسار الصحيح

 

من جانبه تحدث الأخ محمد نجيب الحزمي عضو مجلس النواب عن الأهمية التي تكتسبها الوحدة اليمنية قائلاٍ: الوحدة اليمنية حققت المسار الصحيح لمستقبل أبناء اليمن من أقصاه إلى أقصاه ورسمت معالم واضحة وأسست لخطوات تسير في ركبها الأجيال دون تعثر مهما واجهتهم من الصعاب ما داموا يسيرون في دربها فالوحدة كانت طموح الآباء والأجداد وحلمهم الذي أصبح حقيقة وهي عز وقوة ومستقبل الأبناء والأجيال الصاعدة لقد كانت الوحدة اليمنية الانطلاقة الحقيقية نحو بناء اليمن الحديث وخلال العشرين عاماٍ من عمر الوحدة يمكن القول أن بلادنا شهدت تطوراٍ في شتى مجالات الحياة فهناك إنجازات في التعليم والصحة والطرقات وغيرها واعتقد أن المحافظات الجنوبية والشرقية شهدت نهضة في البنى التحتية بشكل ملفت للنظر فالذي  عرف حضرموت في بداية التسعينيات ويزورها حالياٍ يعرف مدى التغير الكبير الذي طرأ على هذه المحافظات فالإنجازات كبيرة وخير الوحدة عم جميع محافظات الجمهورية وأي منصف لا يمكن أن يتجاهل هذه المكاسب ولا يستطيع أحد أن ينكرها ففي عهد الوحدة المباركة حققت اليمن تطوراٍ فعلياٍ في التوجه المدني نحو المنظمات المدنية والتعددية السياسية وحرية الرأي والرأي الآخر وكذا حرية الصحافة وذلك من خلال الصحف الحزبية والمستقلة وقد شهدت بلادنا خلال هذه الفترة انتخابات نيابية ورئاسية ومحلية قدمت فيها اليمن أروع الصور ويكفينا أن الوحدة المباركة أوجدت لليمن كياناٍ في المنطقة يفتخر به جميع اليمنيين في ظل التمزق والشتات الذي تعانيه امتنا العربية والإسلامية.

 

مساوئ التشطير

 

ويوضح الحزمي: لا شك أن سلبيات التشطير قبل الوحدة عديدة منها وجود حكم شمولي لا مجال فيه للرأي والرأي الديمقراطي الحر والتعددية السياسية وتعرض المواطن للاعتقالات والتعذيب دون سبب وينعت بصفات مثلاٍ (إمبريالي رجعي عميل زمرة ماركسي شيوعي.. الخ) وكانت هناك مواجهات مسلحة تزرع الألغام التي راح ضحيتها آلاف المواطنين بين قتيل وجريح وحالة الحرب الدائمة بين الطرفين بالإضافة إلى الحواجز التي كانت تمنع المواطنين من الالتقاء ببعضهم خاصة قاطني الأطراف الواقعة بين الشطرين فالرجل يمنع من لقاء أرحامه وأقاربه بسبب البراميل في كرش والشريجة حيث منع تبادل الزيارات العائلية والأخوية فإبن الجنوب أو الشمال يمكن أن يذهب إلى الاتحاد السوفيتي سابقاٍ أو أمريكا ولا يمكن أبداٍ أن يلتقي مع أخيه الذي يراه عن قرب ويستحيل ملامسته..

 

إضافة إلى عدم وجود تنمية تهتم بالإنسان اليمني خاصة في المناطق الجنوبية والشرقية من الوطن مثل الطرقات والمدارس والمستشفيات والبنية التحتية الكاملة وتكفي الإشارة هنا إلى الديون التي أثقلت كاهل دولة الوحدة وهي ناتج طبيعي لحالة الحروب الدائمة والتي تحملت ثقلها دولة الوحدة ما نسبته ٠٧٪ على الشطر الجنوبي و ٠٣٪ على الشطر الشمالي..

 

إلغاء الهوية

 

ويختتم محمد الحزمي حديثه: هناك مفاهيم ومصطلحات جديدة حاولت أن تدخلها قوى ما يسمى بالحراك الانفصالي على الثقافة وتغرسها في عقول الكثير من الشباب وحتى الأطفال من سلوكيات وأخلاقيات متطرفة ومحاولة خلق ثقافة انفصالية بحتة هدفها إلغاء الهوية الوطنية اليمنية عن سكان المحافظات الجنوبية والشرقية برفع الأعلام التشطيرية وكذا رفع أعلام الدول الاستعمارية ولا شك أن الحراك في الجنوب فيه تعطيل للموارد واستنزاف للتنمية ويجب أن يدرك هؤلاء أن اليمن لن يعود إلى عهد التشطير وسيأتي اليوم الذي يدركون فيه أن مطلب الانفصال بعيد المنال وأنهم غير قادرين على إلغاء أو تبديل حقائق وثوابت الجغرافيا والتاريخ ووحدة الهوية والمكون الاجتماعي والثقافي الوحدوي للشعب و »الحراك الجنوبي« يعكس حالة الجهل التي تسيطر على قادته وأنهم بلا هوية وطنية محددة فهم يحاولون نزع الهوية الوطنية عن جزء كبير من الوطن وإخراجه من تاريخه وارثه الحضاري الذي يقوم عليه حاضره ومستقبله وما هم إلا واجهة وأداة لتنفيذ مخطط استعماري صهيوني لتفتيت الدولة اليمنية واضعافها ولن يكون لهم ذلك بفضل الله ثم بالتفاف أبناء الوطن حول النهج الوحدوي الأزلي بإذن الله.

 

نهج الشهداء

 

من جانب آخر تحدث الأخ لحسون صالح مصلح – وكيل محافظة الضالع قائلاٍ: الوحدة حلم أبنائنا وأجدادنا الذي تحقق وأصبحنا نعيشه واقعاٍ ملموساٍ بفضل حكمة وقيادة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح – حفظه الله – صانع ومحقق الوحدة اليمنية العظيمة والتي كانت تاريخياٍ الأصل والتجزئة الاستثناء بفعل تآمرات داخلية وخارجية..

 

مؤكداٍ على أن عزتنا وكرامتنا بالوحدة التي أعطت اليمن  مكانة كبيرة تؤثر وتتأثر بما حولنا في العالم لذلك عمت المنجزات والأمن والاستقرار والتنمية في المجالات كافة ربوع الوطن بما فيها الديمقراطية التي تمخضت عنها التعددية السياسية والحزبية والمنظمات المدنية والجماهيرية والنقابية التي أصبحت من أكثر الملامح المميزة.

 

مضيفاٍ: في عهد التشطير لم يكن هناك أمن واستقرار ولا تنمية ولم يكن لليمن موقع ومكانة أو ثقل مثل اليوم حيث كان هناك حروب تأثر منها الشعب لكن الحمد لله القيادة الحكيمة التي وحدتنا في الـ ٢٢ مايو ٠٩٩١م وسارت على نهج الشهداء والأبطال ودافعت عن الوحدة عام ٤٩٩١م قضت على معظم الآثار السلبية ولانزال تعالج ما تبقى منها لكن أعداء الوطن اليمني والتطور والتنمية يحاولون بين الفينة والأخرى التدخل لإنكاء الجروح وإثارتها بهدف عرقلة توجه الحكومة نحو التنمية الشاملة التي نعيشها في شتى المجالات.

 

وأكد مصلح أن الوحدة راسخة رسوخ »شمسان وعيبان الشماء« ولا توجد كلمة انفصال ولا أحد مع من ينادي بها فالشعب كله مع الوحدة وأعداؤها قليلون فهي تترسخ كل يوم بفضل قيادتنا الحكيمة وهؤلاء الحالمون بإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء لفظهم الشعب بعد أن عانى من ويلاتهم وظلمهم فهم مكروهون ومنبوذون أبد الدهر لأنهم أقزام وكل من يفكر بتجزئة اليمن هو »قزم«.. مشيراٍ إلى أن دعاة الحراك والانفصال ارتكبوا جرائم بحق الشعب وأياديهم ملطخة بالدماء فهم يحاولون بين الفينة والأخرى أن يطلوا بوجههم القبيح متآمرين على شعبنا ووحدتنا مستغلين الديمقراطية والظروف التي تعيشها اليمن من حراك انفصالي »وقاعدي« و »حوثي« لبث سمومهم وأحقادهم وعمل قلاقل واختلالات أمنية وارتكاب جرائم قتل ونهب للممتلكات العامة.

 

ويضيف لحسون: هؤلاء قلة لهم مصالح شخصية ضيقة فمنهم من يحلم بأحلام ماضوية قضت عليها ثورتا سبتمبر وأكتوبر ومنهم من تآمر وارتكب المجازر والجرائم ومنهم من يريد عودة مشروعه القزم كالسلاطين والأمراء الذين يريدون إعادة المشيخات والسلطنات ومنهم من يريد أن يصل إلى السلطة بالفوضى فهؤلاء المأزومين لا يمكن أن يختارهم الشعب..

 

ويختتم حديثه: نحن في الضالع عشنا ويلات التشطير وكانت أراضينا ألغاماٍ وكان القتل هنا وهناك بحكم الموقع ولكن بفضل الوحدة اليمنية المباركة عمت المباني والخدمات المختلفة فمنذ تأسيس المحافظة عام ٨٩٩١م وحتى العام الحالي تم تنفيذ ٩٣٨ مشروعاٍ في شتى المجالات الخدمية بتكلفة إجمالية أكثر من ٤٣ مليار ريال فأبناء الضالع وحدويون بحكم تاريخنا الذي ورثناه عن آبائنا المناضلين الوحدويين لذلك نحن مستعدون لتقديم قوافل من الشهداء لأجل الوحدة اليمنية ووحدة الصف الوطني متمسكين بقيادتنا التاريخية ممثلة بالقائد الرمز علي عبدالله صالح – رئيس الجمهورية.

 

مرتزقة

 

من جانبه أكد  الدكتور أحمد محمد الكبسي – أستاذ العلوم السياسية – نائب رئيس جامعة صنعاء للشؤون الأكاديمية أن إعادة تحقيق وحدة الوطن اليمني كانت أملاٍ لكل الشعب شمالاٍ وجنوباٍ وأنها كانت حلماٍ للجميع حيث استمد المناضلون نضالهم بالنظر إلى الوحدة أنها غاية وهدف لكل الحركات الوطنية وبهذا اكتسبوا شرعيتهم.

 

وأكد الدكتور الكبسي أن الدعوات النشاز التي تنادي بإعادة تشطير الوطن لا تصدر عن مواطنين يمنيين بل عن مجموعة من المرتزقة الذين ولدوا وشبوا خارج الوطن وبعد ذلك أتوا للارتزاق داخله مشدداٍ على أن الوحدة من الثوابت الوطنية وأن الانفصال لا يوجد إلا في خيال المرتزقة الذين يمكن أن نطلق عليهم »أعداء الوطن« بكل ما تعنيه الكلمة فالانفصال لا يمكن أن يتحقق بعد إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في الـ٢٢ مايو ٠٩٩١م.

 

جسد واحد

 

وفي ذات السياق يؤكد الدكتور مازن شمسان – أستاذ علم النفس – نائب عميد كلية الآداب لشؤون الطلاب – جامعة عدن- أن الوحدة اليمنية أعظم منجز في تاريخ الشعب اليمني الحديث لا يختلف عليها اثنان كما أنها أنهت عهوداٍ من التشطير والتفرقة والصراع وشكلت مرحلة جديدة بكل المقاييس جعلت المجتمع اليمني يعيش أفراحاٍ غامرة جاشت بها قلوب الملايين وبالوحدة برزت المكانة الحقيقية لليمن على المستوى العربي والدولي وحشدت الإمكانات البشرية والمادية لصنع اليمن الجديد.

 

مشيراٍ إلى أن التشطير زرع في النفوس الإحباط والانقسام والخوف والقلق والحزن في كافة مجالات الحياة فالمجتمع اليمني موحد منذ أقدم العصور والتشطير جاء بفعل الاستعمارين البريطاني والعثماني لليمن لما يخدم مصالحهما مؤكداٍ أن المجتمع اليمني جسد واحد وأي محاولة للعبث بجزء منه سيصيب بقية الأجزاء باختلالات وجروح لا يمكن تضميدها على المدى القريب ولا البعيد.

 

ويضيف الدكتور شمسان: على دعاة الحراك والانفصال ألا يمارسوا مكايدات كانت مجدية في الماضي لكنها لا تصلح للحاضر والمستقبل فالوحدة حياة ينبغي نبذ كل أشكال الكراهية والعنف والمناطقية من أجلها.

 

مشروع حضاري

 

فيما أكد الأخ صالح فاضل الغشمي – عضو اللجنة الدائمة “برلماني” سابق – أن الوحدة اليمنية كانت راسخة في فكر الرعيل الأول من الثوار بصفتها الأمل نحو المستقبل كما أنها مشروع حضاري من خلال الوسائل التي تحققت بها وعقب إعلان قيامها وأنها كانت الأصل في التاريخ اليمني والتجزئة الاستثناء.. مشيراٍ إلى أن التحول السياسي الذي رافق إعلان الوحدة اليمنية المباركة المقترنة بالديمقراطية شكل مخرجاٍ للنظام السياسي في الشطرين من الأزمات والعوامل والتطورات الداخلية والاقليمية والدولية التي كان لها تأثير مباشر أو غير مباشر على النخب السياسية  الحاكمة وعلى مختلف القوى السياسية والاجتماعية.

 

نهضة تنموية

 

مؤكداٍ على أن الوحدة اليمنية ضرورة ملحة لأهل اليمن لأنها حققت مزيداٍ من الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والعسكري حيث أتاحت حرية تشغيل رأس المال لليمنيين في جميع أنحاء اليمن مما أدى إلى انتعاش النشاط التجاري الذي أدى بدوره إلى خلق فرص عمل جديدة كما أن الوحدة الاجتماعية عبر العلاقات الأسرية من زواج ومصاهرات بين جميع اليمنيين شمالاٍ وجنوباٍ أدت إلى تذويب التعصب القبلي والمناطقي وخلق علاقات تلاحم واخوة صادقة بين كثير من الأسر اليمنية بما يعزز الوحدة الوطنية.

 

ويستطرد الغشمي: الآيديولوجيا الاستعمارية هي من زرعت التشطير فاليمن بشطريه قبل إعادة تحقيق الوحدة لم يكن سوى معتقلين كبيرين حتى جاءت الوحدة المباركة فحررت الإنسان اليمني من قيد الخوف والتشطير والزيارات البوليسية الليلية الدائمة التي كانت سائدة في العهد الشمولي عهد الذل والخضوع أما الأبواق التي نسمعها من هنا وهناك فإنها لا تمثل إلا نفسها..

Share

التصنيفات: حــوارات

Share