Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

المشاركة السياسية في ظل الديمقراطية والوحدة

د. عبدالعزيز الشعيبي

 

 تحتفل اليمن بالعيد العشرين للوحدة المباركة التي تحققت في 22 من مايو 1990م بعد انتظار طويل ونضال شاق للشعب اليمني في الوصول إلى هذا الحلم اليمني العربي – وارتبط مقدم الوحدة المباركة – بالممارسة الديمقراطية كنهج لمسيرة الحياة السياسية نابع من الأصالة والحضارة والتاريخ كحق مكتسب للشعب اليمني وكانت المشاركة السياسية هي الوجه المشرق لهذه الديمقراطية التي لم تكن وليدة الحاضر بل امتداداٍ للتاريخ اليمني المشرق في هذا المجال وقد بدأت هذه المشاركة السياسية منذ الأيام الأولى للوحدة اليمنية المباركة كاستحقاق شعبي دون تدخل أو جبر أو إكراه من أحد إنما بإرادة يمنية أصيلة نابعة من حرص الشعب وقيادته السياسية على التمسك بأهداف الثورة ومسيرة الوحدة وعلى الرغم من الصعوبات الكثيرة التي وقفت أمام الوحدة اليمنية ومسارها الديمقراطي ممثلة ببروز جماعة الغدر والخيانة للوطن وللشعب وللقيم العظيمة لكي تثني الوحدة عن مسارها وتعيد التشطير والتمزق بل والتقزم والشتات حتى تستطيع أن تحقق أهدافها وتتكسب من آلام ومعاناة الشعب اليمني لأنها لم تعتد على طريق التقدم والخير والقوة بل تعودت أن تعيش في ظل قوى أجنبية على مدار تاريخها وأصبحت عاجزة عن المشاركة وتفعيل مسار الوحدة اليمنية لمصلحة الشعب إلا أن خيار الشعب اليمني في الوحدة والديمقراطية كان أقوى من كل أباطيل أولئك المجرمين وهزالة منطقهم وجشعهم في محاولة التكسب الضيق والمحدود ولأن الخيار الديمقراطي هو خيار يمني أصيل ولأن فخامة الرئيس علي عبدالله صالح الذي لم تكن الوحدة أو الديمقراطية هدفاٍ يريد أن يتكسب من ورائه على المستوى  الشخصي بل إيمانه الصادق بالوحدة والديمقراطية كحق يمني لكل ابناء الوطن الواحد ومن هنا كان ثبات الوحدة والديمقراطية بل واتساع مسار العمل الديمقراطي ليشمل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعلى كل المستويات في فترة تعد وجيزة إذا ما قيست بتطور الديمقراطية في دول أخرى.

 

ويحق لليمن أن يفاخر بوحدته وديمقراطيته بين شعوب العالم وفي ظل ظروف داخلية ودولية شديدة التعقيد لأن اليمن بهذا المسلك الديمقراطي وكذلك بوحدته يمكن أن يوفر للمنطقة القوة الاستراتيجية الأولى وهذا ما لا يقبله الاستعمار الجديد لأن هدفه إضعاف دول المنطقة وإخضاعها لسيطرته وإبقاؤها على عوامل الضعف والوهن وإثارة الأحقاد والضغائن وتمزيق أوصال الأوطان.

 

وهنا لابد من وقفة جادة وهي:

 

إن الوطن الواحد والمسيرة الديمقراطية هي حق من حقوق الشعب اليمني بكل فئاته وأن الدفاع عنها بكل السبل والإمكانات واجب كل أبناء الشعب اليمني الواحد.

 

وأن من الخير للجميع المشاركة في البناء والتنمية بكل المواقف الممكنة وإثراء الحياة بهذه المشاركة لا بالتقاعس عنها وأن تكون اليمن نصب أعيننا جميعاٍ في كل تفكير وقبل إبداء أي مواقف.

 

وأي بناء عظيم لن يكون أمره سهلاٍ بل ربما قد تقف أمامه بعض العثرات أو الصعوبات لكن التقدم والنهضة والازدهار لا يمكن أن يتم إلا من خلال التماسك والتكاتف والبذل والعطاء والصبر والمثابرة والجد والاجتهاد وسلامة النوايا وأن نكون عوناٍ أميناٍ وصادقاٍ لمن يتحمل أمانة المسؤولية لا أن نثقل عليه ونزيد من أعبائه تراكمات إضافية جانبية ليس لها علاقة بالبناء  والتنمية بل هي أشبه بفعل المستعمر أو أشد عندما يوجه ضرباته القاتلة للأوطان وما أشدها عندما تكون هذه الضربات بيد أبنائه ولذلك فإن مزيداٍ من الديمقراطية والتمسك بها كخيار للشعب اليمني دون وصاية أو احتكار من قبل أحد هو المبدأ الذي يقودنا إلى الاعتراف بأن المشاركة السياسية مشاركة شعبية وليست حزبية فقط وأن المشاركة السياسية ستعلمنا كيف نقبل بالحوار وسيلة مثلى لحل خلافاتنا وأنها أي المشاركة الشعبية ستعلمنا حق الشعب في أن نكون أمناء في المحافظة عليه لا سلبه أو التجني عليه وستعلمنا أن نكون أحراراٍ وفق المبادئ العامة والقانون والدستور لا أحرارا وفق الهوى أو أن نكون أسرى لشهوات وأطماع الشخصيات أو القوى الأجنبية وستعلمنا المشاركة كيف يمكن أن نقبل بالآخر وكيف يمكن أن نعينه عندما يتحمل المسؤولية وستعلمنا كيف نستشعر المسؤولية جميعاٍ ونتحملها ونصدق في القول والعمل وستعلمنا كيف نتمسك بقيمنا وبمبادئنا وأخلاقنا وتاريخنا وحضارتنا وستعلمنا المشاركة بالبذل والعطاء والتضحية والترفع عن الصغائر وستعلمنا كذلك كيف نفكر بشكل جمعي يصب خيره لمصلحة الوطن وستعلمنا التسامح والسمو والتآخي والقوة.

 

وليكن توجهنا جميعاٍ بمناسبة العيد العشرين للوحدة اليمنية المباركة هو نحو مزيد من المشاركة الشعبية بصدق وإخلاص وولاء لوطننا الغالي الذي نعيش في ظله وننعم بخيره في وحدته ومشاركة ووئام..

رئيس جامعة إب

Share

التصنيفات: منوعــات

Share