Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

الدواء اسمه الوحــــدة

أنور نعمان راجح

 

هناك الكثير من الأمراض الفكرية والثقافية والاجتماعية والنفسية قد تشكل واحدة منها أو جميعها حالة من العداء تجاه الغير وقد يدخل سبب آخر فيربط بواحد أو بأكثر من الأمراض السابقة فنرى ما يحدث هنا أو هناك من عدائية وصلت إلى الوحدة وإذا بالمرضى يناصبونها العداء.. مشكلة أولئك الناس ومن يسير على نهجهم ومن يرضى عن تصرفاتهم وأفعالهم أنهم غير راضين عن ذواتهم في حقيقة الأمر.. سواء أدركوا ذلك أم لم يدركوا.. فاسقطوا ذلك على المجتمع وعلى الوحدة تحديداٍ ورفعوا شعارات العداوة ورايات الكراهية والحقد تجاهها .. المشكلة مقرها الأساسي في عقولهم وفي نفوسهم فانعكست على الوحدة والبلد وعلى الناس كنتيجة إذ لا يمكن التفريق بين الوحدة والناس فمن يعادي الوحدة يعادي الناس جميعاٍ في هذا البلد ولو قال غير ذلك ومن يعادي الجميع لا مجال لوصفه بالصحة والعافية والاستقامة والهداية.

 

آيديولوجية الوحدة في محتواها لها مرجعية دينية واضحة النصوص ولها مرجعية ثقافية متوارثة وأخلاقية ترفض التجزئة والفرقة بصورة تلقائية وعفوية بغض النظر هل اطلع الإنسان على الآيديولوجية أم لم يطلع في الحالة السوية فإن الوحدة تمنحك الشعور بالاعتزاز والقوة وتعطي نظرة مستقبلية متفائلة مهما تكن تعقيدات الحاضر وصعوباته وإخفاقاته في بعض الجوانب ومن لم يشعر بذلك عليه أن يراجع حساباته ومعتقداته فالخلل قائم في فكره وثقافته وعقيدته عليه أن يفتش جيدا في ظاهر حياته وفي أغوار نفسه ويتتبع الخلل ولسوف يجده بنفسه أو ليبحث عمن يساعده في معرفة الخطأ أو المشكلة ومن ثم في العلاج عندما يحدث أي خطأ أو خلل هنا أو هناك فالخلل في الأفراد الذين يقترفون الأخطاء ويمارسون السلبيات مهما يكن حجمها فلماذا يجري اسقاطها على الوحدة¿ ولماذا الوحدة تتحمل أوزار الأفراد والمختلين في سلوكهم وممارساتهم.. من حق الإنسان أن يصارع من أجل حقوقه لكن بعيداٍ عن الحقد والكراهية والعداء تجاه الوحدة لنمارس نضالاٍ سلمياٍ للتخلص من الأخطاء والسلبيات.. لنناضل جميعاٍ للتخلص من الفساد من أجل الوحدة لا العكس..

 

إن الأنانية والاستسلام لها يمكن أن يؤدي إلى انهيار البيت الواحد المكون من عدد محدود من الأفراد وعلى مختلف التكوينات الاجتماعية سوف يحدث نفس الشيء في حضرة الأنانية ولن يقف مسلسل الانهيارات ولن يتوقف المرضى عن مزاولة الفوضى والعداوة لأن المشكلة في الصدور ويجرى إسقاطها على الأرض والإنسان تحت ذرائع ومبررات مهما صدقت لا يمكن أن تكون سبباٍ لكل هذه العداوة التي تقطع الطريق وتقتل عابر السبيل وتروع الآمنين في مساكنهم ومقرات أعمالهم بتصنيفات تؤكد حقيقة المرض وحجم الخلل في العقيدة والفكر والثقافة وصولاٍ إلى القيم والأخلاق التي طالها نفس الخلل فانعكس الأمر.. فوضى وخرابا وقطع طرقات ورفع رايات التمزق ومعاداة الوحدة بالصورة التي نراها.. فهل آن الأوان لأن يعالج المرضى أنفسهم فهذه مناسبة مهمة وملائمة لذلك..

Share

التصنيفات: منوعــات

Share