Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

اللغـــة العربيــــة.. فـي خــــطر ❊الجمود يحصرها.. التعليم يضعفها.. والعامية »تنطحها« !

كتب/ نيزان توفيق:

 

 

أفضى وضع اللغة العربية إلى تواصل النقاش القديم – الجديد حول ضرورة تجديد اللغة الذي طالما كان له في العصر الحديث مؤيدون ورافضون خصوصاٍ منذ عصر النهضة الذي واكب محاولات التحرر من السيطرة التركية ثم الفرنسية والبريطانية على بلدان العالم العربي ولا يزال التيار التجديدي في اللغة العربية حاضراٍ بقوة فلا تزال هناك أكثر من دعوة للنهوض بها وتكييفها مع العصر من منطلق الحفاظ عليها.

 

إذن: هل تجديد اللغة العربية من شأنه الإسهام في الحفاظ على حيويتها أو أن من شأنه إضعافها كما يرى آخرون أن التجديد مؤامرة ضد اللغة العربية في ظل الغزو الثقافي الغربي¿ وهل يمكن لتجديد اللغة ورفدها بالألفاظ والمصطلحات التي تؤهلها لتكون مرة ثانية لغة العصر أن يسهم في ترغيب الأجيال الجديدة بها¿ وهل عدم اهتمام الأجيال الجديدة باللغة العربية عائد فقط إلى صعوبة الفصحى¿

 

يقول الدكتور عبدالفتاح الزين – أستاذ العلوم اللغوية في الجامعة اللبنانية – أنه من المؤيدين للتجديد في اللغات الإنسانية كافة بما فيها العربية وأن التجديد في اللغة لا يستأذن أحداٍ ولا أرى أن التطور يسيء إلى لغتنا إنما أراه من الضروريات التي لا تستطيع أي لغة أن تحيا من دونها إنني أرى أن الاعتماد على الجديد الدخيل مواكباٍ الأصيل في العربية يخدم التعبير بين الناطقين بهذه اللغة.

 

وعما إذا كان رفد اللغة بالألفاظ والمصطلحات العلمية من شأنه أن يسهم في ترغيب الأجيال الجديدة بها اعتبر الزين أنه  شخصياٍ لا يرى ضرراٍ من أن تعبر المصطلحات العلمية وتقدم إلى الأجيال كلها أو أن تنقل نقلاٍ عماده مراعاة أصول العربية والذوق اللغوي السليم لكن الزين نبه إلى أن الخطر كل الخطر إن لم يحسن المعْرب تعريب ما يْعرب أو الناقل نقل ما ينقل.

 

وفي ما إذا كان عدم اهتمام الأجيال الجديدة باللغة العربية عائداٍ فقط إلى صعوبة الفصحى رأي اللغوي الدكتور جوزيف إلياس أن العربية القائمة بين العامية والفصحى بحيث تنطح العامية اللغة الفصحى سواءٍ كان ذلك في البيت أو في المدرسة يضاف إلى ذلك أن تعليم الطفل الأجنبية فور دخوله صار أكثر أهمية عند الأهل أو عند المجتمع من تعليمه اللغة العربية.

 

عدا أن ما ينطق  به المعلمون في مختلف المراحل الدراسية داخل غرف التدريس هو بالعامية أو بلغة عربية شوهاء لذا طالب إلياس بأن تتولى لجنة عربية مؤلفة من أكاديميين ولغويين وتربويين عملية تقريب اللغة من الناشئة لجنة يكون لها القرار في ما يجب أن يدخل معاجمنا من ألفاظ وما يجب ألاِ يدخلها لا سيما في ظل العولمة التي باتت تهدد اللغة العربية وتنذر بضياعها مستقبلاٍ.

 

في المقابل قاربت هنادي دية الاستشارية لبرامج تعليم اللغة العربية الموضوع من زاوية تخصصها فأشارت إلى أن المشكلة في الأساس كامنة في ابتعاد المتعلمين عن لغتهم الأم وتبدأ من هدف تعلم اللغات بشكل عام وهو ما أجمع الباحثون اللغويون على أنه التواصل فنحن نتعلم اللغة للتعبير عن حاجات أو مشاعر أو أغراض وللتواصل مع الآخر ولما كان التواصل هو الهدف الأساس من تعلم اللغات فإن عدم استعمال اللغة للتواصل العملي اليومي يْشعر المتعلم بعدم ضرورة تعلم هذه اللغة ويتحول امتلاكها إلى ترداد مجموعة من القواعد التي يحفظها داخل الصف ولا يستخدمها أو يوظفها في حياته اليومية.

 

ويزيد الطين بلة – على حد تعبير دية – أن المناهج الدراسية سيما في المرحلة المبكرة تركز أيضاٍ على الحروف قراءة وكتابة فتطوع النصوص لتشمل الحروف المدروسة من دون الاهتمام بشكل من الأشكال عن حاجات المتعلم بل غالباٍ ما تكون بلا معنى هدفها تكرار الحرف المدروس ومهينة لقدرات المتعلم الاستيعابية والتخيلية

 

واعتبرت دية أن القرار بالتجديد في ألفاظ ومناهج وذهنية تعليم العربية وطرق تدريبها قد يكون قراراٍ غير سهل إذ ما زالت محاولات التجديد تصطدم بنظرية المؤامرة على اللغة.. ولكن إذا كان الخوف على اللغة قد أدى إلى جمودها فالخوف الحقيقي هو من هذا الجمود الذي يبعد متعلمي اللغة عن لغتهم الأم فتصير اللغة »صف العربي« لغة يدروسونها لهدف واحد هو اجتياز العام الدراسي بنجاح الترفيع إلى صف أعلى!!.

 

تختزل المادة محتويات واستخلاصات عدد من الدراسات المنشورة في هذا الموضوع.

Share

التصنيفات: ثقافــة

Share