Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

هامش مختلف

هامش مختلف
عن تكنولوجيا صناعة الكوارث الطبيعية
ابن النيل
ibnuneel@yahoo.com
‮> ‬ربما كان مفاجئاٍ‮ ‬للكثيرين‮ – ‬وأحسبني‮ ‬واحداٍ‮ ‬منهم‮ – ‬ماتسرب مؤخراٍ‮ ‬من أنباء أولية متعددة المصادر حول السلاح الزلزالي‮ ‬أو سلاح الكوارث الطبيعية الذي‮ ‬كان وراء زلزال جزيرة هايتي‮ ‬المدمر في‮ ‬الآونة الأخيرة‮ ‬وماقيل عن أن هناك تقريراٍ‮ ‬سرياٍ‮ ‬يؤكد علاقة ماعرف بغاز‮ »‬الكيمتريل‮« ‬بوقوع تلك الكارثة الإنسانية المروعة‮ ‬وأن القوات البحرية الأميركية كانت قد استخدمته قبلها في‮ ‬سياق تجاربها الحية بمنطقة الكاريبي‮ ‬لهذا الغرض‮ ‬‮ ‬بغية الوقوف على مدى فاعليته في‮ ‬حروبها المستقبلية المتوقعة ضد بلدان بعينها‮.‬
لاغرابة إذاٍ‮.. ‬في‮ ‬أن تسارع الولايات المتحدة على الفور بإرسال عشرات الآلاف من جنود جيشها الميداني‮ ‬إلى هناك‮ ‬‮ ‬بهدف إحكام سيطرتها العسكرية على أراضي‮ ‬تلك الجزيرة المنكوبة ومحيطها الجغرافي‮ ‬‮ ‬بديلاٍ‮ ‬للمنظومة الدولية الأم‮ ‬التي‮ ‬كان من المفترض أن تتحمل كامل المسؤولية في‮ ‬حالة كهذه‮ ‬عملاٍ‮ ‬بما تفرضه عليها حيثيات دورها الأممي‮.‬
‮ ‬ولاغرابة كذلك‮ .. ‬في‮ ‬أن تشكل السيطرة العسكرية الأميركية على مطار عاصمة هايتي‮ ‬حائلاٍ‮ ‬دون تمكين عديد دول العالم ومنظماته ذات العلاقة الساعية إلى تقديم‮ ‬يد العون والمساعدة لمنكوبي‮ ‬تلك الكارثة من أداء واجبها الإنساني‮ ‬بما في‮ ‬ذلك منظمة‮ »‬أطباء بلاحدود‮« ‬التي‮ ‬رفض العسكريون الأميركيون منحها ترخيصاٍ‮ ‬بهبوط طائرة إغاثة تابعة لها تحمل مستشفى متنقلاٍ‮ ‬لإسعاف الجرحى والمصابين‮ ‬‮ ‬في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬سْمح فيه لطائرات تابعة للكيان الصهيوني‮ ‬بالهبوط في‮ ‬أرض المطار ذاته‮ ‬حاملة بين جنباتها عتاداٍ‮ ‬غير معروف على وجه الدقة‮ ‬وإن اتضح لاحقاٍ‮ ‬أن جنوداٍ‮ ‬صهاينة كانوا على متن هذه الطائرات بالفعل‮ ‬‮ ‬وقد جاءوا بدعوى المشاركة في‮ ‬عمليات الإغاثة‮ ‬وأنهم كانوا من بين من وجهت لهم تهمة سرقة أعضاء بشرية من ضحايا الزلزال إياه‮ ‬على‮ ‬غرار مايفعلونه بجثث الشهداء الفلسطينيين داخل الوطن المحتل‮.‬
ومن دواعي‮ ‬الدهشة والاستغراب‮ .. ‬أن‮ ‬يجري‮ ‬تسخير التقنيات التكنولوجية تلك لإشاعة الرعب في‮ ‬أنحاء شتى على اتساع خارطة الكون الذي‮ ‬نعيش بين أرجائه‮ ‬بدلاٍ‮ ‬من تسخيرها لما‮ ‬يعود بالنفع على سائر بني‮ ‬البشر أينما كانوا‮.‬
والأغرب من كل هذا وذاك‮.. ‬أن‮ ‬يأتي‮ ‬مثل هذا الفعل المرعب من كبرى دول العالم التي‮ ‬تفرض وصايتها على الآخرين لمنعهم من امتلاك السلاح النووي‮ ‬على سبيل المثال‮ ‬بل ولا تتردد للحظة واحدة كذلك في‮ ‬تجييش حلفائها لغزو أية دولة تشاء‮ ‬‮ ‬بدعوى أنها تمتلك أياٍ‮ ‬من أسلحة الدمار الشامل‮ .‬
‮ ‬ويبدو أن زلزال هايتي‮ ‬المدمر هذا‮ ‬‮ ‬وقد أصاب هذه الجزيرة المنكوبة بأضرار بشرية ومادية تفوق حد احتمال سكانها‮ ‬‮ ‬هو الذي‮ ‬أدى إلى انشغال وسائل الإعلام ككل برصد ضراوة ماحدث ومتابعة وقائعه المضنية وإلقاء الضوء على ماتيسر من تفاصيله الموجعة‮ ‬دونما إضاعة الوقت والجهد في‮ ‬التنقيب عن مسبباته‮ ‬‮ ‬باعتباره كارثة طبيعية في‮ ‬ظاهر الأمر‮ ‬ذلك أنه لم‮ ‬يكن‮ ‬يدور بخلد أحد أننا بتنا في‮ ‬زمن‮ ‬يتسابق فيه أعداء الحياة في‮ ‬إبداع أساليبهم التقنية والتكنولوجية المتطورة‮ ‬‮ ‬سعياٍ‮ ‬لفرض هيمنتهم على مقدرات الشعوب المغلوبة على أمرها أينما كانت‮ ..<‬
Share

التصنيفات: منوعــات

Share