Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

من هم الإرهابيون ¿ وماذا يريدون¿!

متابعة/ أحمد المالكي

 

ملف الإرهاب لعام 2009م يكشف أن القاعدة ليس لديها استراتيجية سياسية لإقامة ما يسمى بالدولة الإسلامية .. »أوليفرروي« مؤلف كتاب »الإسلام العالمي« والأستاذ في معهد الجامعة الأوروبية في فلورنس بإيطاليا.. يتناول هذه القضية متسائلاٍ بالقول:

 

ما هو القاسم المشترك بين الإرهابيين الذين حاولوا مهاجمة الأراضي الأميركية في 2009م¿ وما علاقتهم بالشرق الأوسط العربي الذي يعرض على أنه مهد للتطرف الإسلامي.. ويقول: يبدو أن الجواب على هذه التساؤلات متواضع جداٍ..

 

فما الذي يربط بين عمر فاروق عبدالمطلب الذي ولد بنيجيريا وتلقى تعليمه في بريطانيا وتدرب في بريطانيا ويتهم بمحاولة تفجير فاشلة لطائرة رأس السنه وبين أنور العولقي الخطيب الاسلامي الراديكالي المتشدد الذي يحمل شهادة في الهندسة المدنية من جامعة كلوراد و الاميركية فضلاٍ ماجستير من جامعة دينية عربية وكذلك نضال مالك حسن طبيب النفس العسكري الأمريكي المنحدر من أسرة فلسطينية والمتهم بهجمات نوفمبر على فورت هود في تكساس ويضيف أوليفرروي: لفهم ذلك يجب الأخذ في الاعتبار ناشطين أقل شهرة مثال داينال بوتريك يويد أمريكي أبيض اعتنق الإسلام ويتهم بقيادة جماعة جهادية في شمال كارولاينا وبريانت نيل فيناس مواطن أميركي أسباني من لونج إيلاند في نيويورك أدين العام الماضي بمساعدة القاعدة وتهم آخرى تتعلق بالإرهاب.. كل هؤلاء الأشخاص ليسوا مسلمين من الشرق الأوسط أو غادروا مجتمعاٍ عربياٍ أصولياٍ ممزقاٍ بالحروب من أجل مهاجمة الغرب معظمهم ليس له علاقات وثيقة بالشرق الأوسط يشكل معتنقو الإسلام عدداٍ أكبر بين ناشطي القاعدة من جوس باديلا إلى دين باروت الذي حكم بالسجن في 2006م للتخطيط لمهاجمة بورصة في نيويورك أو مواقع أخرى وهؤلاء شبان من أرجاء العالم يحلمون بأمة إسلامية وغالباٍ ما مرت حياتهم بثلاث مراحل وهي عندما تكون أسرتهم من بلد معين ثم تنتقل إلى دولة غربية أو أنهم ولدوا هناك حيث يصبحون راديكاليين ومن ثم يذهبون لمحاربة بلد ثالث ويقول: ليست باكستان ولا اليمن ولا أفغانستان المكان الأساسي للراد يكالية حيث يذهب هؤلاء الإرهابيون إلى تلك البلدان بعد أن يلقنوا أفكاراٍ راديكالية في الغرب أو في بيئة غربية ولا تظهر الراديكالية في ممارسة سياسية واقعية بل في تجارب فردية لمجتمع غير واقعي موجود على الشبكة العنكبوتية..

 

النيجيري

 

درس النيجيري عبد المطلب في مدرسة دولية إنجليزية في توغو الناطقة بالفرنسية قبل ذهابه إلى المملكة المتحدة وجاء  ديرين  باروق من أسرة هندية تعيش في أفريقيا وتلقى تعليمه في المملكة المتحدة حيث اعتنق الإسلام وتعد الإنجليزية لغة تجنيد وتواصل وليس لهم أي علاقة دائمة ببلد محدد كما هو حال مؤسسيها في التسعينيات يتحولون من جهاد لآخر ويستخدمون معسكرات تدريب حيث ما يتاح لهم ذلك ولم يخوضوا في الشؤون الداخلية لدول التدريب أو الإقامة وغضبهم ليس ضد مجتمع واقعي بل ضد مجتمع تخيلي.

 

تباعد وعزلة

 

معظم الإرهابيين انفصلوا عن أسرهم أو أصبحوا مبعدين كما ينجلي هذا في شكاوى العديد من الآباء مثل والد عبدالمطلب الذي حذر السفارة الأميركية من راديكالية ابنه إن إسلامهم يصاغ من جديد وليس الإسلام الأصيل إنهم لا يطبقون التعاليم الإسلامية أو الإسلام الحقيقي الحنيف كما لا يتحدثون عن فتاوى علماء معروفين ويتصرفون على أساس فردي بعيداٍ عن الروابط المجتمعية التقليدية (الأسرة المسجد المجتمعات الإسلامية) وفي العادة يبقون بعيداٍ عن أية جماعة ثقافية وينتقلون بشكل فردي ولا ينخرطون في عمل اجتماعي أو سياسي أو حتى يقوم على أسس دينية.. ويخلقون علاقة اجتماعية في الإرتباط الشخصي مع أشباههم سواءٍ من جماعة رفقاء منغلقة محلياٍ أو من مخيم تدريب في مكان معزول في باكستان أو حتى عبر التحادث على الشبكة العنكبوتية عن طريق الموت.. هناك شيء محير في القاعدة في حين أن أكثر من الإرهابيين غير مهمين مثل »جوباديلا« أو ريتشارد ريد مفجر الحداء استراتيجية الطلقة الواحدة تحرم المنظمة من أشخاص متألقين كانوا أكثر فاعلية على المدى الطويل..

 

قضية الإرهابي الاردني الذي فجر نفسه لتحقيق نجاح مذهل لكنه قصير المدى في قاعدة وكالات الاستخبارات المركزية الأميركية في أفغانستان خير مثال على ذلك وكان أكثر فاعلية كعميل لقيادة القاعدة على المدى الطويل..

 

فالإرهاب الانتحاري ليس له تكتيك بل نهاية في حد ذاتها وجزء ليس لها من التعظيم مايعني هذا إن القاعدة استراتيجية لإقامة دولة إسلامية ولا تعمل القاعدة في الطليعة أو تلعب دوراٍ أساسياٍ في صراعات الشرق الأوسط بل تحارب بشكل أساسي في محيطها ولديها عدو عالمي هو الغرب وليس الأنظمة المحلية وبدلاٍ من تشجيع خلافة إسلامية في الشرق الأوسط تلتزم القاعدة بجهاد عالمي ضد القوة الأعظم في العالم الولايات المتحدة في مواصلة للكفاح الراديكالي المعادي للامبريالية في الستينيات والسبعينيات مثل عصابة تشي جيفارا أو بادر ماينهوف.

 

جولة أخيرة

 

ويختتم أوليفر: تشدد القاعدة على العمل الراديكالي الفردي وتخاطب جمهوراٍ أوسع من مجرد مخاطبة المجتمع الإسلامي ومعتنقي الإسلام وتلعب الأيدلوجية دوراٍ لا يكاد يذكر في راديكالية شباب الجهاد العالمي لكنهم ينجذبون بمجموعة من الأحداث وليس بالفكرة ولو أن الولايات المتحدة وباقي الدول الغربية تتجهز مرة أخرى لجولة أخيرة من محاربة الإرهابيين بدون فهم هذه الوقائع فلن يكون لها تأثير كما كان في الثمان سنوات والنصف الماضية منذ الحادي عشر من سبتمبر.. إن الخطر لا يصدر عن أرض يمكن غزوها أو احتلالها بل ينبع من الشبكة العالمية المعقدة في الوقت الراهن.

 

عدو وهمي

 

الدكتور حكيم عبدالوهاب السماوي أستاذ العلوم السياسية والقانون الدولي بجامعة صنعاء بدوره. تحدث في هذا الصدد فقال: في الغالب قيادات هذه الحركات ليس لديها أيدلوجية واضحة وتشربوا أفكار الراديكالية من الغرب في دول غربية حيث بعضهم درس في مدارس أو جامعات غربية وجاءوا إلى بلدانهم يحملون أفكاراٍ غريبة باسم الدين ويكونون حركات أو تنظيمات ثورية أو دينية ضد القوى العظمى أو التدخل الأجنبي في البلدان العربية والإسلامية ولكن ومع الأسف الشديد فإن هؤلاء الأشخاص أو عناصر ما يسمى بالقاعدة أصبح من الواضح أن ليس لديهم أهداف واضحة يمكن أن تتعاطف معها الشعوب العربية والإسلامية كون أفكارهم خرجت عن المألوف أو ما يمكن أن نسميه محاربة الاستعمار أو التدخل الأجنبي داخل الدول العربية والإسلامية وأصبحوا يحاربون عدواٍ وهمياٍ في البلدان المسلمة التي لا يوجد فيها محاربون محتلون وهذا العدو هو الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون سواءٍ في دول الخليج وخاصة في المملكة العربية السعودية أو في اليمن مثلاٍ ويضيف الدكتور السماوي: هذا الفكر المنحرف والذي لايمت للدين الإسلامي الحنيف بصلة أصبح يتيح ويبيح لهؤلاء العناصر الإرهابية قتل الأبرياء في الأسواق وفي الطرقات وقتل الآمنين المعصومين من أخوانهم المسلمين مما يتنافى تماماٍ مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي يحرم قتل النفس الإنسانية بدون وجه حق وكذلك حرم دم المسلم على المسلم بقوله صلى الله عليه وسلم فيما معنى الحديث »كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه« فكيف أحل هؤلاء قتل أخوانهم من المسلمين وقتل المعاهدين الأبرياء من الأجانب في البلدان العربية والمسلمة لا ندري..

 

ويضيف الدكتور السماوي: هذه الايدلوجية وهذا الفكر الغريب لا يمكن أن يحقق نجاحاٍ أو طموحاٍ بتكوين دولة إسلامية أو حكم إسلامي بهذا الشكل المخيف ولا يمكن لأي من المتابعين والمحللين أن يقرأ بوضوح ماهية هذه الايدلوجية أو الفكر الإرهابي الغريب على دين الإسلام الحنيف دين الوسطية والاعتدال دين الحب والسلام والحكمة والايمان.

 

تباعد والتقاء

 

عدد من المحلليين والسياسيين ربطوا بين ايديولوجية الإرهابيين والفكر الحوثي الذي ظهر في بعض مناطق اليمن والخاصة في محافظة صعدة وقالوا أنه برغم تباعد الفكر الايديولوجي لهذه الحركات والتنظيمات إلا أن هناك ربما تقارباٍ في الأهداف والسياسات يتمثل في أنها تخدم سياسات دولية أو إقليمية تريد أن توجد لها مساحة للتدخل في هذه المناطق لتحقيق أهداف سياسية وإقليمية بعيدة المدى وقالوا: القاعدة ليس لديها ايديولوجية واضحة يمكن تحديد أهدافها من خلالها وكذلك الفكر الذي تنادي به الحركة الحوثية في صعدة يصعب تحديد أهدافها بوضوح إلا أن هناك من السياسيين من يقول أن الحوثيين لهم أهداف في الوصول إلى سدة الحكم في اليمن لكن برغم هذا الطموح فإن ايديولوجيتهم غير واضحة لأن أفكارهم التي يريدون الوصول إلى هذا الهدف عن طريقهما غير واضحة كما أنهم يقومون بالقتل والإرهاب للآمنين المسلمين المعصومين من اخوانهم المسلمين وكذلك الآمنين والمعاهدين الأجانب وهي ممارسات تلتقي في نقطة واحدة مع أساليب تنظيم القاعدة الإرهابي برغم تباعد الآيديولوجيات الدينية.

Share

التصنيفات: تحقيقات

Share