Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

المخططات الارهابية والضربات الاستباقية في اليمن

تحقيق: عاصم السادة

 

 

جاء الاعلان عن تأسيس مايسمى تنظيم »قاعدة الجهاد في جزيرة العرب« مطلع العام 2009م كأحد العوامل التي أدت إلى توافد عناصر إرهابية أجنبية إلى اليمن بغرض الإساءة إلى سمعة اليمن سياسياٍ والإضرار بالمصالح الاقتصادية لا سيما في مجالي الاستثمار والسياحة وتحريض العناصر الإرهابية في المنطقة والعالم على القدوم إلى اليمن والحصول على الدعم المالي لتنفيذ العمليات الإرهابية وخلق حالة من التوتر وعدم الاستقرار وتنفيذ أجندات خارجية تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن والسعودية.

 

كما عاش هذا التكوين الإرهابي حالة من الوهم  بقدرته على التخطيط لإقامة وإعلان إمارات إسلامية مزعومة في بعض المحافظات مثل محافظة أبين على غرار ماقامت به طالبان في افغانستان من خلال إنشاء المعسكرات التدريبية واستقطاب عناصر إرهابية إليها والترويج بأنها أصبحت مناطق محررة وجعل المنطقة الواقعة مابين محافظات أبين وشبوة ومارب والجوف وحضرموت مناطق خطرة لا تشجع المستثمرين والسياح على القدوم إليها.

 

وقامت عناصر القاعدة خلال العام 2009م ومنذ إعلان مايسمى »تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب« على التخطيط الدائم لتنفيذ عمليات إرهابية ضد المصالح المحلية والأجنبية وعمدت إلى استهداف ضباط وأفراد القوات المسلحة والأمن ومنها استهداف قيادات أمنية وعسكرية في حضرموت في3نوفمبر 2009م حيث تم اغتيال وبطريقة إجرامية بشعة كل من العميد علي سالم العامري مدير الأمن العام والعميد أحمد باوزير مدير فرع الجهاز المركزي للأمن السياسي بوادي حضرموت واثنين من مرافقيهما بالاضافة إلى خطف واعدام المقدم بسام طربوش رئيس قسم التحريات بالمباحث بمارب فضلاٍ عن خطف الخبير الياباني في أرحب وقتل الألمانيتين والكورية واستهداف سياح أجانب في مارب وحضرموت.

 

في مواجهة أظهرت اليقظة والاقتدار اللأجهزة الأمنية وقدرتها على حماية منجزات ومكتسبات الوطن وصيانة أمنه واستقراره من كل معتد وعابث تلقى تنظيم القاعدة الارهابي ضربة قاصمة نهاية العام 2009عبر العملية الأمنية الاستباقية والنوعية الكبرى والمزدوجة التي استهدفت تجمعات الإرهابيين في محافظة أبين ومديرية أرحب بمحافظة صنعاء وكذا أمانة العاصمة في آن واحد حيث أسفرت عن مقتل »34« عنصراٍ واعتقال »21« عنصراٍ من تنظيم القاعدة..

 

 هذه العملية حظيت بتقدير واسع على الصعيد المحلي والخارجي حيث جسدت الثقة الكبيرة في جهود اليمن الدؤوبة في مكافحة الإرهاب .. ولم يقلل منها ايضاٍ بعض الأصوات النشاز التي تحالفت مع الشيطان وأظهرت التباكي على إجهاض عمليات إرهابية كان يتم التخطيط لها لضرب المواطنين الأبرياء والمنشآت والمصالح الحكومية والسفارات الأجنبية والاقتصاد الوطني واغتيال العديد من المسؤولين والشخصيات الاجتماعية.. وقد تم الحصول على المعلومات الكاملة لعمليات أبين وأرحب وأمانة العاصمة عن مخططات الإرهاب في اليمن والتي كانت تنوي هذه المجاميع الضالة تنفيذها وكانت على وشك ازهاق العشرات من الأرواح وسفك الدماء..

 

 خلية أرحب الإرهابية

 

وأكدت مصادر أمنية: أن خلية أرحب كانت تستهدف سلسلة من الأهداف لتفجيرها من بينها السفارة البريطانية ومصالح أجنبية ومقرات حكومية فضلاٍ عن استهداف حياة عدد من القيادات العسكرية والأمنية.. حيث أفادت المصادر أن العملية كانت في مراحلها الأخيرة وأعدت لها مجموعة من الانتحاريين من تنظيم القاعدة بلغ عددهم »8« أشخاص كانوا ينوون تنفيذ عملياتهم من خلال لف أحزمة ناسفة حول أجسادهم بالإضافة إلى استخدام سيارتين مفخختين كانتا تستخدمان في الهجوم على السفارة البريطانية على غرار العملية التي نفذت ضد السفارة الأميركية.

 

وقالت المصادر أن معلومات توافرت لدى أجهزة الأمن بدخول عناصر إرهابية من تنظيم القاعدة عن طريق الجوف أرحب للانضمام إلى عناصر أخرى من نفس التنظيم كانت قيد المتابعة في أرحب بيت »المران« قرية سلم وبيت »مجلي« بغرض التمهيد لتنفيذ عمليات إرهابية انتحارية في أمانة العاصمة ومنها السفارة البريطانية ومقرات بعض الشركات النفطية وبعض المدارس الاجنبية ومن خلال المتابعة الامنية تم وضع خطة لإفشال المخططات الإرهابية حيث تم التنسيق مع القوات الجوية وتم رصد ثلاثة مواقع في أرحب تتواجد فيها العناصر الإرهابية أولها نوبة تجمع فيها الإرهابيون.

 

 وأضافت : أن عملية النوبة استهدفت أربعة عناصر إرهابية حيث أسفرت عن مصرع »3« ارهابيين هم: هاني شعلان وهو أحد العناصر العائدة من غوانتانامو ومطيع الرطاس و سمير المطري في حين جرح الإرهابي أحمد المهرس كما تم تحريز مجموعة مضبوطات كانت بحوزة العناصر الإرهابية أظهرت أن المتفجرات التي عثر عليها مع الخلية هي من ذات النوع الذي تم به استهداف الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الخارجية السعودي أما عملية التبه فكان يتواجد فيها سيارة »نيسان « حمراء يستخدمها الإرهابيون في تنقلاتهم وكان بها ثلاثة أشخاص تمكنوا من الفرار وهم الإرهابي قاسم الريمي والارهابي حزام صالح مجلي وشخص لم يحدد بعد بينما أسفرت عملية بيت »مجلي « عن ضبط الارهابي عارف مجلي حيث تعرضت الحملة الامنية لكمين بعد العودة من تنفيذ المهمة من قبل عناصر القاعدة وتم التعامل مع هذه المجموعة التي أسفرت عن إصابة ضابط وفرد وإلقاء القبض على عناصر المجموعة وعددهم »٨« هم: قاسم العصامي وعلي ناصر القطيش وفرج هادي مسعود الغدراء وردمان الغدراء وعبدالله محسن الحكمي وأحمد محسن الحكمي وأحمد علي المهرس وعارف مجلي.

 

وكشفت المعلومات أنه أثناء المداهمات تم القبض على »٩١« عنصراٍ يشتبه في انتمائهم للقاعدة وما زال التحقيق جارياٍ معهم للتعرف على مدى ارتباطهم بهذا التنظيم.

 

خلية أبين

 

وكشفت المصادر الأمنية عن وجود معسكر تدريبي للقاعدة في منطقة »المعجلة« بمديرية المحفد يضم مجموعة من العناصر اليمنية والأجنبية ويستخدم للتدريب وايواء العناصر الإرهابية تمهيداٍ لإرسالها لتنفيذ عمليات إرهابية.

 

وبينت المصادر أن الضربة الجوية النوعية التي استهدفت المعسكر أسفرت عن قتل عدد من العناصر الإرهابية اليمنية والأجنبية ومنهم: محمد صالح الكازمي وميثاق عبدالله الجلد وعباد سالم مقبل وسمير شيخ محمد أمقيدة وهو ابن عم الإرهابي عبدالمنعم القحطاني وشخص سعودي يدعى محمد الذرعان وشخص سعودي آخر يدعى الكندي فضلاٍ عن وجود عدد من الجثث لم يتعرف عليها نتيجة تفحمها وأفادت المعلومات أنه تم دفن خمس جثث من تلك العناصر في منطقة المعجلة فيما تم نقل »٦« جثث إلى مديرية مودية ودفنها في منطقة أمقيدة إضافة إلى دفن »٧« جثث في مقبرة »زارة« بمديرية لودر.

 

وأشارت المعلومات إلى أنه أثناء العملية جرح »٥« من العناصر الإرهابية تم نقلهم إلى مستشفى لودر ومن تم نقلهم مساء نفس اليوم من المستشفى إلى منطقة غير معروفة وهم عبدالله سالم علي وحيدرة سالم علي ومحمد علي سالم وعبدالرحمن قايد وفتاح العمري مشيرة إلى أن من بين الضحايا عائلة الإرهابي محمد صالح الكازمي وعائلة عضو التنظيم في القاعدة عبدالله شيخ حيث تم جلب تلك الأسر وتسكينها في مخيم لغرض اعداد وتجهيز الطعام للعناصر المتواجدة في المعسكر وهذا ما ينفي استهداف أي مدنيين في الضربة.

 

وذكرت المعلومات أن الإرهابي محمد صالح الكازمي الذي لقي مصرعه في هجوم معجلة واحد من القيادات البارزة لتنظيم القاعدة في أبين وهو الذي أنشأ المركز التدريبي للتنظيم بتعاون مع الإرهابي عبدالمنعم القحطاني والذي يعد من أخطر العناصر الإرهابية في أبين حيث وفر الكازمي الحماية والدعم اللوجستي..

 

وأكدت المصادر أن اجتماعاٍ لقيادات كبيرة في تنظيم القاعدة عقد سراٍ في منطقة معجلة بمديرية المحفد وبالتحديد في منزل القيادي في التنظيم عبدالمنعم القحطاني والذي كان مستهدفاٍ في العملية إلا أنه تم تأجيل ذلك في اللحظات الأخيرة بسبب تواجد عدد لفيف من المواطنين الذين يسكنون بالقرب منه.

 

وقد حضر هذا الاجتماع ناصر الوحيشي زعيم ما يسمى بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب وبدر سعود العوفي »سعودي الجنسية« وعدد من الوافدين إلى المنطقة لتقديم العزاء لأسر زملائهم الذين لقوا حتفهم في عملية أبين.. لافتة إلى أن عناصر القاعدة قامت بتفخيخ موقع المعسكر الذي تم ضربه حيث زرعت ألغاماٍ ومتفجرات فيه لاستهداف فريق التحقيق الأمني ولجان تقصي الحقائق سواء من مجلس النواب أو الحكومة في حال دخولها إلى المعسكر وفي تاريخ 21 ديسمبر 2009م انفجرت العبوات المفخخة وأودت بحياة شخصين هما العقيد ناصر السعيدي ومسعود قطياني وجرح عدد آخر من المواطنين كما وقع حادث آخر في مدينة المحفد نتيجة قيام بعض الأشخاص بأخذ مواد متفجرة من معسكر القاعدة المضروب وأدى الحادث إلى اصابة أربعة أشخاص.

 

خلية أمانة العاصمة

 

أوضحت المصادر الأمنية أنه في إجراء متزامن مع العمليتين السابقتين تم التنسيق لالقاء القبض على مجموعة من العناصر الإرهابية في أمانة العاصمة صنعاء كانت مرتبطة بعناصر مديرية أرحب وأسفرت العملية عن القاء القبض على »٤١« عنصراٍ من تلك العناصر ويجري حالياٍ التحقيق معهم.

 

وقد حظيت العمليات الثلاث المتزامنة بتقدير شعبي واسع وارتياح في مختلف الأوساط السياسية والجماهيرية التي أعربت عن سعادتها بنجاح أجهزة الأمن في دحر معاقل الإرهاب واجهاض محاولاتها الشريرة لإسالة دماء اليمنيين وتكدير أمنهم واستقرارهم كما حظيت بارتياح عربي وأجنبي..

 

العمليات الإرهابية

 

تشير الاحصاءات إلى أن عناصر القاعدة قامت خلال الفترة من عام ٢٩م وحتى ٩٠٠٢م بتنفيذ حوالي »٥٦« عملية إرهابية كانت تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن.

 

وتفيد البيانات الرسمية أن القضايا الخاصة بتنظيم عناصر القاعدة والمحالة إلى القضاء في السنوات الأخيرة بلغت »٥٢« قضية إرهابية هي كالتالي:

 

– قضية جيش عدن أبين وعدد عناصرها »١١« عنصراٍ في ديسمبر عام ٨٩٩١م.

 

– قضية تفجير المدمرة الأميركية كول وعدد عناصرها »٢١« عنصراٍ في أكتوبر عام ٠٠٠٢م.

 

– قضية الاعتداء على السفارة البريطانية وعدد عناصرها 4عناصر في اكتوبر 2000م.

 

– قضية الاعتداء على ناقلة النفط الفرنسية ليمبرج وعدد عناصرها »٥« عناصر في أكتوبر عام ٢٠٠٢م.

 

– قضية الاعتداء على طائرة هيلوكوبتر تابعة لشركة هنت وعدد عناصرها »٨« عناصر في نوفمبر عام ٢٠٠٢م

 

– قضية التفجيرات بأمانة العاصمة وعدد عناصرها »٨« عناصر عام ٢٠٠٢م.

 

– قضية أنور الكيلاني وعدد عناصرها »٨١« عنصراٍ في سبتمبر عام ٣٠٠٢م.

 

– قضية خلية الإرهابي أبو علي الحارثي الصغير وعدد عناصرها »٧٢« عنصراٍ في فبراير عام ٥٠٠٢م.

 

– قضية خلية الحزام الناسف وعدد عناصرها »٥٢« عنصراٍ في فبراير ٥٠٠٢م.

 

– قضية اطلاق النار على السفارة الأميركية وعدد عناصرها عنصر واحد.

 

– قضية تحرير وثائق رسمية تتعلق بتزوير هويات عناصر إرهابية وعدد عناصرها »٩«.

 

– قضية ايواء وتستر على أحد العناصر الفارة وعددها عنصر واحد.

 

– قضية تشكيل عصابة مسلحة والقيام بأعمال تخريبية وعدد عناصرها »٦٢«.

 

– قضية اغتيال الأطباء الأميركيين في مستشفى جبلة في إب وعدد عناصرها »٨١«.

 

– قضية الاشتراك في عصابة مسلحة وتقديم دعم لعناصرها وعدد عناصرها »٢«.

 

– قضية تزوير جوازات والتستر على عناصر مطلوبة وحيازة أسلحة ومتفجرات وعدد عناصرها »٢٢«.

 

– قضية محاولة اغتيال السفير الأميركي وعدد عناصرها »١١«.

 

– قضية  تهريب السلاح إلى الصومال وعدد عناصرها »٥« من جنسيات مختلفة.

 

– قضية  الاشتراك في عصابة مسلحة ومهاجمة منشآت النفط في مارب وحضرموت وعدد عناصرها »٨١«.

 

– قضية  الاشتراك في عصابة مسلحة »خلية مسيك« للقيام بأعمال إجرامية وعدد عناصرها »٢«.

 

– قضية  التخطيط للقيام بأعمال إرهابية على أفواج سياحية وأوروبية وعدد عناصرها »١١«.

 

– قضية  خلية توفيق الفقيه التي خططت لاستهداف أفواج سياحية وعدد عناصرها »٤١«.

 

– قضية  خلية تريم والتي نفذت عدة عمليات إرهابية في حضرموت والأمانة ومارب وعدد عناصرها »٣١«.

 

– قضية  خلية باب القاع التي استهدفت أجانب عاملين في اليمن وعدد عناصرها »٧«.

 

استهداف السفارات

 

بعد أن هددت عناصر تنظيم القاعدة باستهداف السفارتين البريطانية والأميركية في صنعاء سارعت كلا السفارتين إلى إغلاق أبوابهما تحسباٍ منهما لأي هجمات إرهابية عليهما بالإضافة إلى تقوية الحراسة والحماية الأمنية على السفارتين وذلك خوفاٍ من أن تخترقا كما حدث للسفارة الأميركية في منتصف العام ٨٠٠٢م وما إن مضى ثلاثة أيام على احتجابهما عن العمل حتى عاودت السفارتان مجدداٍ بالإعلان عن استئناف فتح أبوابهما للعمل فيهما..

 

ورغم إعادة افتتاح السفارتين إلا أن التهديد الذي تشكله القاعدة في اليمن بالنسبة للأميركيين والبريطانيين ما يزال كبيراٍ وتواصل السفارتان تحذيراتها للمواطنين الأميركيين والبريطانيين في اليمن بمواصلة أخذ الحيطة والحذر.

 

وبعد يوم من القرارين الأميركي والبريطاني بفتح أبوابهما قررت كل من السفارتين الفرنسية واليابانية إغلاق أبوابهما في صنعاء أمام المراجعين إلى أجل غير مسمى وذلك وسط تنامي المخاوف من استهداف السفارات الأجنبية في البلاد من قبل تنظيم القاعدة الذي بدأت القوات اليمنية استهدافه.

 

إذ أكد مصدر مسؤول في وزارة الداخلية أن الحمايات الأمنية للسفارات الأجنبية جرى اعدادها وتدريبها على نحو ممتاز وعلى مستوى عال من المهنية منوهاٍ أن الخدمات الأمنية المكلفة بحماية السفارات قادرة على القيام بمهامها الأمنية على أكمل وجه وأنها على يقظة عالية واستعداد دائم للتعامل مع مختلف التوقعات والاحتمالات.

 

وكشف المصدر أن أجهزة الأمن فرضت طوقاٍ أمنياٍ على عناصر تنظيم القاعدة في مختلف المناطق التي يحتمل وجودهم فيها وأن مراقبتهم وملاحقتهم من قبل الأجهزة الأمنية تجري على مدار الساعة مشيراٍ إلى أنه تم خلال الأيام القليلة الماضية ضبط »٥« من العناصر الإرهابية في كل من محافظات صنعاء والحديدة وأمانة العاصمة إضافة إلى »٢« من الإرهابيين  بمنطقة أرحب بمحافظة صنعاء..

 

مؤكداٍ أن هذه العمليات الأمنية ستستمر إلى أن يتم اجتثاث الإرهاب والعناصر الإرهابية في اليمن.

 

حرب يومية

 

ألقت الأجهزة الأمنية اليمنية القبض على ثلاثة أشخاص مشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية مطالع هذا الشهر حيث كانوا قد أصيبوا أثناء محاولة »وحدة من مكافحة الإرهاب القاء القبض على محمد أحمد الحنق زعيم تنظيم القاعدة بمنطقة أرحب في محافظة صنعاء«.

 

وحذرت الأجهزة الأمنية أي مواطن يقوم بايواء العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة أو التستر عليهم أو تقديم أي نوع من أنواع المساعدة لهم موضحة بأنه سيخضع للمساءلة القانونية.

 

وأكدت وزارة الداخلية أنها حولت مواجهة الإرهاب ومكافحته إلى حرب يومية حيث تجري مداهمة أوكاره في أكثر من محافظة وبطريقة متتابعة لا تعطي للعناصر الإرهابية فرصة لالتقاط أنفاسها أو إعادة ترتيب صفوفها.

 

وأوضحت أن العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة لم تعد هي صاحبة المبادرة في تحديد زمن المواجهة ومكانها بل أصبحت الأجهزة الأمنية هي الممسكة بزمام مبادرة مهاجمة الأوكار الإرهابية والقضاء عليها.

 

اليمن ليست افغانستان

 

من جانبه قال وزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي: إن اليمن لم تكن تركز على مكافحة تنظيم القاعدة بالشكل الكافي لأنها تواجه »تمرداٍ في الشمال وحركة انفصالية في الجنوب«.

 

وأضاف: ان اليمن لا تقبل بتدخل أميركي مباشر على أراضيها لأن اليمن قادر على التصدي لتنظيم القاعدة.

 

وأوضح أن الولايات المتحدة تعلمت من تجاربها في افغانستان والعراق أن التدخل المباشر يمكن أن يفضي إلى هزيمة مشيراٍ إلى أن اليمن ترحب بالمساعدة من أميركا ودول أخرى في الدعم الاستخباراتي والعتاد والعدة.

 

واستنكر ما يردده البعض من أن اليمن أصبحت افغانستان أخرى في اشارة إلى فترة حكم طالبان حيث كان مأوى للتنظيم.

 

انتكاسات

 

وأشار القربي إلى أن هناك من »٠٠٢« إلى »٠٠٣« مسلح من تنظيم القاعدة في اليمن ونشاطهم يشكل مصدر قلق لنا لافتاٍ أنه إذا لم تحصل اليمن على المساعدة في مكافحة الإرهاب فإن انتكاسات ستحدث مثل محاولة تفجير الطائرة الأميركية الفاشلة التي قام بها عمر فاروق النيجيري في ولاية ديترويت قبل أسبوعين.

 

تبادل المعلومات

 

وفي المقابل قال الأستاذ علي الآنسي – رئيس جهاز الأمن القومي أن ما يتردد عن وجود القاعدة في اليمن »مبالغ فيه« ويصب في استهداف اليمن كما حدث بعد هجمات ١١ سبتمبر / ايلول .. لافتاٍ إلى أن اليمن ليس كما يروج له البعض ملاذاٍ آمناٍ للقاعدة معتبراٍ أن مثل هذه التوصيفات »نوع من المبالغة المبنية على مناكفات«.

 

وأوضح: ان التنسيق الدولي في مكافحة الإرهاب مع الدول المتقدمة يجب أن ينتقل إلى المبادرة بالمعلومات وليس تبادلها فحسب.. ووجه الآنسي انتقادات ضمنية إلى الولايات المتحدة والدول الغربية بعد حديث الرئيس الأميركي باراك أوباما عن القاعدة في اليمن من خلال القول بأن صنعاء لم تكن لتسمح بدخول النيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب الذي حاول تفجير طائرة أميركية لولا وجود تأشيرة دخول أميركية على جواز سفره.

 

نرفض التدخل الأجنبي

 

وحول التكهنات التي يرمي إليها الكثير من السياسيين ورجال الدين في أن الهدف من مؤتمر لندن لدعم صنعاء والمقرر انعقاده أواخر شهر يناير الحالي هو تدويل قضية الإرهاب في اليمن ومحاولة إرسال قوات أجنبية على أراضيه لمواجهة تنظيم القاعدة ندد الشيخ عبدالمجيد الزنداني – رئيس جامعة الايمان بالمؤتمر المقرر عقده في لندن لدعم صنعاء معتبراٍ أنه مقدمة لإعلان اليمن دولة فاشلة.

 

وحذر الزنداني الحكومة اليمنية من احتمال أن تفرض وصاية أجنبية عليه.. رافضاٍ أي تدخل أميركي مباشر في اليمن لمكافحة القاعدة.

 

ووصف تدخلاٍ كهذا بأنه احتلال واستعمار قائلاٍ: نرفض الاحتلال العسكري لبلادنا ولا نقبل عودة الاستعمار مرة ثانية.

 

وأكد أكاديميون سياسيون أن اليمن لن يقبل على أراضيه وجود أي قوات أجنبية وأن التعاون القائم بينه وبين العديد من الدول الشقيقة والصديقة في مجال مكافحة الإرهاب يتركز على مجالات التدريب وتبادل المعلومات.

 

الأضرار الاقتصادية

 

كان للعمليات الإرهابية التي تعرضت لها الجمهورية اليمنية منذ العام ٢٩م أكبر الضرر على الاستقرار والسكينة العامة والذي انعكس بدوره سلبياٍ على الاقتصاد الوطني ومسيرة التنمية والاستثمار وسمعة البلاد الدولية ويمكن ايجاز أهم تلك الآثار والأضرار المادية والمعنوية على النحو التالي:

 

– تضرر القطاع الاقتصادي اليمني كثيراٍ وعلى وجه الخصوص المنشآت والوسائط السياحية الأمر الذي أدى إلى انخفاض العائدات السياحية لليمن إلى أدنى المستويات جراء إلغاء البرامج السياحية وتراجع توافد السياح بأعداد كبيرة حيث تشير الإحصاءات إلى تسريح ما يقارب »٠٤١« ألف عامل يمني يعملون في قطاع السياحة وخسارة بلغت حوالي »٤٤١« مليون دولار سنوياٍ جراء أعمال الإرهاب.

 

– انخفاض عائدات النشاط الملاحي في مختلف الموانئ نتيجة لارتفاع أقساط التأمين علي البواخر والبضائع الواصلة إلى الموانئ اليمنية بنسبة ٥٣٪ تحت ما يسمى مخاطر الحرب مما أدى إلى ارتفاع أجور الشحن وارتفاع أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية الأخرى في الأسواق اليمنية كما أحجمت الكثير من الشركات الاستثمارية وأصحاب رؤوس الأموال عن تنفيذ المشاريع الاستثمارية المقرر تنفيذها والمقدرة بملايين الدولارات مما يتسبب في ضياع الكثير من فرص العمل وارتفاع نسبة البطالة.

 

– تعرض القطاع المالي والمصرفي لأضرار وهزات اقتصادية نتج عنها خسائر كبيرة كما تأثرت سلباٍ التحويلات المالية من قبل المغتربين في الخارج مما أضطرت الحكومة إلى زيادة مخصصات الإجراءات الأمنية والتدابير الاستثنائية التي تتطلبها عملية مكافحة الإرهاب والتطرف.

 

– تجميد الكثير من المشاريع الخدمية والتنموية وذلك من أجل توفير المبالغ المالية اللازمة للإجراءات والتدابير الأمنية الاستثنائية التي تتطلبها عملية مكافحة الإرهاب والتطرف.

 

– استنزاف كثير من الموارد المالية التي كانت معدة أصلاٍ لتطوير التنمية ورفع مستوى البنية التحتية حيث تم تحويل هذه الأموال المخصصة أصلاٍ للاعمار  والتنمية إلى مجال تحديث الوسائل الأمنية وتزويدها بالمعدات والإمكانات اللازمة لنجاح عملية مكافحة الإرهاب.

 

إضافة إلى ما نتج عن العمليات الإرهابية من ضحايا أبرياء ومصابين خلال تنفيذ هذه العمليات الإرهابية أو خلال التصدي لها وهذه الخسائر والأضرار البشرية لا تقدر بثمن مادي..

Share

التصنيفات: تحقيقات

Share