Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

مفاوضات.. أم إملاءات¿!

ابن النيل

وكأنما جرى استبدال ما اصطلح على تسميته في زمن مضى بالقضية المركزية لأمة العرب – حكاماٍ ومحكومين – بلعبة المفاوضات الماراثونية العقيمة بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني في أيامنا هذه أو كأنما لم يعد لدى ملاييننا ما يشغل البال من قضايا مصيرية جامعة.. سوى متابعة تلك السخافات الصهيونية الراهنة والمتمثلة في دعوة السلطة الفلسطينية إلى استئناف مفاوضاتها مع مغتصبي حقوق أهلنا في الوطن المحتل دونما شروط مسبقة ودونما إلحاح من جانبها في المطالبة بوقف بناء المستوطنات أو تعليق بنائها على الأقل ولو  إلى حين ودونما تردد في الإقرار بيهودية الكيان العنصري المصطنع إلى غير ذلك مما يعتبره قادة العدو محض مسلمات لا ينبغي إخضاعها لمبدأ المناقشة على وجه الإطلاق.

أما الراعي الحصري لتلك المفاوضات الفلسطينية الصهيونية فلم تتردد وزيرة خارجيته الحسناء »هيلاري كلينتون« في سياق لقاءاتها الأخيرة مع بعض من وزراء خارجية بلداننا.. في أن تفضي صراحة لعديد وسائل الإعلام العربية والعالمية التي حظيت بالحديث معها على هامش تلك اللقاءات الدبلوماسية الساخنة.. بما يعد استنساخاٍ حرفياٍ لما سبق وأن أفضى به كبار المسؤولين الصهاينة أنفسهم في الاتجاه ذاته وهو ما لا ينبغي اعتباره محصلة لتنسيق سياسي مسبق بين كل من واشنطن وتل أبيب بقدر ما هو مجرد توارد خواطر ليس إلا بغض النظر عما ينبغي أن يتحلى به الراعي الحصري إياه وفي حالة كهذه من حيادية مفترضة لا تدع مجالاٍ للشك أو التشكيك في سلامتها..

الأعجب من كل هذا وذاك أن أياٍ من فرسان أنظمة الحكم في سائر بلدان أمتنا لم يعد يتحدث إن سراٍ وإن علانية عما عرف في سالف العصر والأوان بقضية الصراع العربي الصهيوني بمفهومها المتعارف عليه منذ كانت النكبة الأولى حتى ولو كان ذلك على سبيل الاستهلاك الإعلامي وكأنما انحصر اهتمام جميعهم بترقب ما قد تسفر عنه دعوة بني صهيون إيانا إلى استئناف مفاوضاتنا معهم ومدى استجابة الجانب الفلسطيني لدعوتهم هذه ومن ثم تتمحور تصريحاتهم الرسمية بعدها حول تفاصيل ما يجري في هذا الصدد وما إذا كانت هناك إمكانية لتذليل ما قد يقف حائلاٍ دون دعوة الجانبين إلى طاولة المفاوضات من صعوبات إن وجدت إلى غير ذلك من سبل إلهائنا بعيداٍ عن جوهر هذا الصراع التاريخي مع أعدائنا متجاهلين في ذلك حقيقة أنها مجرد مضيعة متعمدة للوقت وأنه لا سبيل إلى انتزاع حقوقنا من براثن مغتصبيها بغير إعادة الاعتبار لخيار المقاومة وهو ما يستوجب بالضرورة إعادة النظر في مجمل ما انتهجناه من سياسات مهينة في هذا الشأن على أهميته منذ كانت مهانة تسليمنا بالعجز دون مبرر في مواجهة عدو يمعن في إذلالنا كلما أتيحت له فرصة اجبارنا على القبول بما لا نريده ولا نرضاه.

الأكثر مدعاة للدهشة والاستغراب أنه لا أحد منا بمقدوره التكهن بكنه هذه المفاوضات – المتوقع استئنافها بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني – أو معرفة فحواها وليس جدواها وقد وضعت »القدس« بكل ما فيها ومن فيها خارج نطاق التفاوض حولها إذعانا لمشيئة العدو بينما جرى إدراج نصيبها المستحق من المستوطنات المزمع استحداثها في الجانب الشرقي منها على قائمة أولويات الخطة الاستيطانية الجديدة لحكومة نتنياهو وفقاٍ لما أفضت به المصادر ذات العلاقة في هذا الخصوص.

وحتى ما سبق وأن تردد من أحاديث شبه رسمية حول دولة فلسطينية مقترحة بحدود مؤقتة لم يشأ مروجوها الإفصاح علناٍ عن ماهية تلك الدولة أو عن أمد صلاحية حدودها المؤقتة لنجد أنفسنا في نهاية المطاف وكأنما نحن أمام نوع غير مسبوق من الطلاسم أو اللوغاريتمات..

ibnuneel@yahoo.com

Share

التصنيفات: منوعــات

Share