Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

قراءة في كتاب نظرة الإمامية الإثني عشرية إلى الزيدية.. بين حقيقة الأمس وتقية اليوم

عرض/ بشير راوح

منذ سنين والعلماء يحذرون من الجهد الدؤوب للرافضة في نشر عقائدهم وأفكارهم بين أبناء اليمن خاصة وقد أجمع علماء المسلمين باختلاف مذاهبهم على ضلالاتها ..

 والرافضة منذ القدم يستغلون رحابة صدور أبناء اليمن ويدغدغون عواطفهم باسم الحوار والتقارب والأخوة كل ذلك ليكونوا يوماٍ من الأيام »رافضة مثلهم« ورغم الحقائق التاريخية والنصوص الثابتة الموثقة المشحونة بها كتبهم وسيرهم إلاِ أن مصالحهم تتطلب منهم التقية في هذا الزمان ليلبسوا على عامة الناس دينهم..

كتاب »نظرة الإمامية الاثنا عشر إلى الزيدية بين حقيقة الأمس وتقية اليوم«.. جاء ليبين تلك الحقائق التي حرص الرافضة على إخفائها ويبين الفرق بين اليوم والأمس وماوراء ذلك من مكر..

الكتاب يتكون من 74صفحة من القطع المتوسط صدرت طبعته الأولى عام 1423هـ عن مركز الإيمان الخيري في محافظة إب فإلى التفاصيل:

حقيقة الصراع القديم

استهل الكتاب الشيخ محمد المهدي رئيس مجلس أمناء مؤسسة الإمام الشوكاني الخيرية ورئيس فرع جمعية الحكمة اليمانية بمحافظة إب بمقدمة بين فيها حقيقة الصراع القديم بين الإمامية الاثنا عشرية والزيدية وبدايته وأسبابه.. كما ركز على نظرة أئمة الزيدية المتقدمين والمتأخرين إلى الروافض »الإثنا عشرية« وتحذيرهم منهم .. حيث ابتدأ ببيان موقف الإمام زيد بن علي رحمه الله المتوفي في 122هـ ثم القاسم بن إبراهيم المتوفي في 246هـ ثم الإمام الهادي يحيى بن الحسين المتوفي في 298هـ الذي ذكر في كتابه »الأحكام في الحلال والحرام « أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي رضي الله عنه :» ياعلي يكون في آخر الزمان قوم لهم نبز يعرفون به يقال لهم الرافضة فإن أدركتهم فاقتلهم قتلهم الله فإنهم مشركون«:

ثم ذكر العلامة المنصور بالله عبدالله بن حمزة المتوفي في 614هـ مبيناٍ بعضاٍ من كتبه التي تبين فساد عقائد الرافضة ورده عليهم وذكر بعد ذلك كلاماٍ للإمام يحيى بن حمزة رحمه الله المتوفي في 749هـ الذي دافع عن الصحابة رضي الله عنهم ورد على الرافضة وأشباههم من الجارودية.

ثم ذكر موقف الشيخ مجدالدين المؤيدي من الرافضة ومما قال فيهم وهو يشرح خروج الإمام زيد بن علي على الأمويين: »ولم يفارقه إلاِ هذه الفرقة الرافضة التي ورد الخبر الشريف في ضلالها«.

ثم يعقب المهدي بقوله : أما كلام مجتهدي الزيدية من القدماء والمعاصرين فطويل جداٍ حول الرافضة والجارودية وانحرافهما وهناك آخرون من العلماء ردوا على الرافضة كابن الوزير وابن الأمير الصنعاني والشوكاني وغيرهم.. ويكفي كتاب محمد بن إبراهيم الوزير »العواصم« ومختصره »الروض الباسم« وأما الصنعاني فكلامه مبثوث في نثره وشعره وفي رسائله.. وهما من آل بيت النبوة.. وأما الشوكاني فكلامه طويل الذيول ولو لم يكن له إلا »إرشاد الغبي إلى مذهب آل البيت في صحب النبي « لكفى..

بين الإمامية والزيدية

ثم يقول المهدي مبيناٍ التناقض بين الإمامية والزيدية وكم في الزيدية عبر التاريخ من محطمين للرفض والجارودية كيحيى بن الحسين بن القاسم في مؤلفاته مثل »الرد على الإمامية« و» الرد على من زعم أن القرآن ذهب بعضه« والإمام المرتضى محمد بن الهادي يحيى بن الحسين الذي ألف كتاباٍ أسماه »الرد على الرافضة«.

 ومن تلك المؤلفات »روضة المشتاق في ما بين الزيدية والإثنا عشرية من الافتراق« لأبي القاسم الحميري و»الرد على الرافضة من أصحاب الغلو« للإمام القاسم الرسيو »الرد على الرافضة« للإمام القاسم العياني و» الصراط المستقيم في تمييز الصحيح من السقيم.. الفوارق بين الزيدية والإثنا عشرية« لجعفر بن عبدالسلام و »صيانة العقيدة والنظر عن سب صحابة سيد البشر« لأحمد السياغي.

 ثم ذكر المهدي كلاماٍ للشيخ المقبلي رحمه الله من كتابه »العلم الشامخ« الذي بين فيه نظرة الرافضة للزيدية ومكرهم عليهم وتساهل بعض الزيدية معهم وخطر ذلك عليهم..

 وهذا تعليق للمهدي يلخص فيه أهم ماذكره المقبلي في نقاط:

يذكر كلام المقبلي بالعداء التاريخي بين الزيدية والرافضة من أيام الإمام زيد فقد ذكر بقول الإمام زيد في الرافضة »الرافضة حربي وحرب أبي في الدنيا والآخرة«..

وضوح منهج الرافضة في الحكم على الإمام زيد وأتباعه أنهم من أئمة الكفر والضلال.

 تعاطف بعض الزيدية مع الإمامية .. ولعل هؤلاء المتعاطفين من الزيدية ممن مردوا على الجارودية والرفض لا ممن سار على منهج زيد رحمه الله وقد وجد من وقع في الرفض من أدعياء الزيدية قوم لهم في العلم والأدب نصيب كالقاضي أحمد المسوري والحسن الهبل والمخلافي ويحيى بن الحسين بن المؤيد ومحمد بن صالح السماوي الملقب بابن حريوه..

تصدير الثورة

بين المهدي دهاء الرافضة في تصدير خرافاتهم إلى الآفاق باسم الثورة الإسلامية وذلك باستخدام أسلوب الخداع »التقية« واستغلالهم لطيبة الآخرين.

 ثم بين الآثار التي نتجت عن محاولات اختراق الرافضة للزيدية قائلاٍ : لقد اختلطت الأوراق في الأوساط الزيدية وعلى مستوى كثير من الأسر الهاشمية وصار مفهوماٍ عند البعض أن هناك تلازماٍ بين حب الآل وبغض الأصحاب وأن التشيع ليس فيه أقل من سب الأصحاب وبغض أهل السنة والمسلمين عموماٍ .

 ثم يقول : واستغلت هذه الغفلة سفارات الدولة المصدرة لثورتها وملحقاتها الثقافية ومراكزها الطبية في عدة دول واستغلت المحتاجين فساعدتهم واستدعت الطلاب إلى جامعاتها وحوزاتها ودرستهم مذهبها واستغل أئمة الرفض في أكثر من بلد من عرب وعجم شباب الزيدية المهاجرين فغادروا من رحلاتهم من تلك الديار كالعراق ولبنان بل وفي أميركا وأوروبا داعين إلى ولاية الفقيه والاثنا عشر والعصمة لهم والتقية .. إلخ تلك الضلالات وهي مصطلحات غريبة عن الفكر الزيدي فضلاٍ عن السني..

ثم بين المهدي بعض المظاهر الملحوظة لاختراق الرفض في بعض أوساط الزيدية أهمها التأثر بالآيات والشخصيات الأثنا عشرية والطعن في الصحابة.. والاتجاه الفكري المغالي والمخالف للزيدية من بعض الصحف الصادرة باسمهم ثم بين المهدي رد الفعل لعقال الزيدية ومعتدليهم في بيان خطر الرافضة وكشف مخططاتهم .. ومن هؤلاء الزيدية »عبدالله محمد إسماعيل« الذي قال :»ولكن منذ فترة قصيرة بدأت الإمامية محاولة جادة في نشر مذهبهم  بين صفوف الزيدية في اليمن فقد نجحوا نجاحاٍ ملموساٍ أثره ولكنه محدود الانتشار«.

حقيقة الحوار

بين المهدي بعض أساليب الروافض في المراوغة لنشر أفكارهم باسم الحوار واستغلالهم لدار التقريب في القاهرة للحصول على فتاوى بصحة التعبد على المذهب الجعفري.. وكل ذلك دون أن يتزحزحوا عن مذهبهم خطوة واحدة.. وما فتئوا ينشرون في أوساط المسلمين كتبهم القائلة بتحريف القرآن وتكفير السلف وتمزيق الصفوف.

ثم ينتقل المهدي لبيان بعض أهم الفوارق بين الإمامية الاثنا عشرية والزيدية في مسائل القول بتحريف القرآن وتكفير الصحابة وعصمة الأئمة ورفض إمامة الشيخين أبوبكر وعمر رضي الله عنهما واستعمال التقية والمهدي الذي في السرداب مع بيان مصادر الاستدلال عند كل منهما وإباحة الرافضة لزواج المتعة وتحالفهم مع أعداء المسلمين وقولهم بالمسح على الرجلين.. كل ذلك مع بيان مروياتهم في تلك المسائل وبيان براءة الزيدية من ذلك.

بعد أن بين المهدي أهمية الرد على الرافضة وفوائد ذلك بالنسبة للزيدية ذكر نبذة مختصرة عن مكانة أهل البيت عند أهل السنة.. مبيناٍ خصائصهم ومناقبهم »رضي الله عنهم« ابتداء بعلي رضي الله عنه ثم فاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد »الباقر« وزيد بن علي وجعفر »الصادق« وموسى »الكاظم« وعلي »الرضا« ومحمد الجواد رضي الله عنهم..

زيدية أم نواصب

وبذلك تنتهي المقدمة الطويلة.. لكنها مقدمة هامة تعتبر مدخلاٍ للاستفادة من متن الكتاب الذي ابتدأه المؤلف بذكر بعض ما ورد في كتب الرافضة من ذم الزيدية وتشبيههم بالنواصب قائلاٍ: قد وردت روايات كثيرة في الطعن في الزيدية وتشبيههم بالنواصب الأمر الذي يؤكد أن ما يدعيه الإمامية اليوم من إخوة الزيدية وقربهم منهم ونجاتهم معهم في سفينة النجاة »أهل البيت« ليس إلا إدعاء محضاٍ شأنه شأن إدعاء الإمامية لإخوة أهل السنة لهم.. فها هي النصوص تكشف تقية أخرى للإمامية فبينما هم يدعون صفاء النية والحب فإن نصوصهم أظهرت العداء والطعن.. مبيناٍ لجوء المعاصرين منهم إلى »التقية« وإظهار التقارب مع الزيدية لاقتضاء مصلحتهم لذلك الوضع وإن كان خلاف ما يبطنونه..

ويعلل المؤلف ذلك الاختلاف بين النصوص القديمة من أصول كتبهم وبين محاولات التقريب حديثاٍ بقوله: حينما صارت المصلحة في التقرب إلى الزيدية والتزلف لها والاستفادة من صفاء نية الزيدية تجاه هذا التقارب وجدنا أبواب الحوزات العلمية في قم وشيراز وغيرها مفتوحة لاستقبال الجيل الجديد من الاثناعشرية عن طريق استقطاب شباب الطائفة الزيدية ودعم المراكز والأحزاب الزيدية لكسب القلوب وكسر الحاجز العقائدي بحيث صارت تلك المراكز معبراٍ سهلاٍ لهؤلاء الشباب إلى عقيدة الاثناعشرية من حيث لا يدرون.. حتى صار من السهل أن تقتني كتب الاثناعشرية في اليمن بما في تلك الكتب من غلو فاحش وتكفير لصحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وطعن في تراث الأمة.

طعنهم في الزيدية

تحت عنوان: »كيف ينظر علماء الجرح والتعديل عندهم إلى الزيدية« بين المؤلف طعن علماء الجرح والتعديل عندهم في الزيدية وتصنيفهم في المجروحين وإن كانوا ثقات صادقين موضحاٍ ذلك بأمثلة من كتب الجرح والتعديل عند الاثناعشرية.. منها »رجال الكشي« و»رجال ابن داود الحلي« و»رجال ابن المطهر الحلي« وأخيراٍ كتاب »تنقيح المقال في علم الرجال« للمامقاني حيث قال في كتابه: »لا شبهة في كون الزيدية فسقة بحكم الصادق والجواد والهادي (عليهم السلام) نصاباٍ أو بمنزلتهم«.

ويذكر المؤلف تكفير المجلسي »المسمى عندهم بشيخ الإسلام« للزيدية حيث قال: كتب أخبارنا مشحونة بالأخبار الدالة على كفر الزيدية وأمثالهم من الفطحية والواقفية وغيرهم من الفرق المضلة المبتدعة.

بين المؤلف بعد ذلك نظرة علمائهم إلى الإمام زيد بن علي رضي الله عنه بسبب إدعائه الإمامة مخالفاٍ بذلك عقيدتهم في إمامة الاثناعشرية.

ومما ذكره قول المجلسي في الإمام زيد: حيث بين في جملة حديثه أن الأخبار في الروايات الاثناعشرية مختلفة فقسم منها تعتبره كافراٍ بسبب إدعائه الإمامة وأخرى تعتبر أن خروجه كان لدفع الكفرة ورد الحق إلى أهله.

يقول المؤلف: صحيح أن هناك روايات كثيرة في الثناء على الإمام زيد عند الاثناعشرية.. إلا أن هناك روايات أخرى كذلك في الطعن المبطن أو قل الصريح منها في الإمام زيد.

ثم ذكر المؤلف بعضاٍ من تلك الروايات التي تطعن في الإمام زيد بن علي من كتاب »بحار الانوار« و»رجال الكشي«..

انتقل المؤلف بعد ذلك لبيان طعن الرافضة الاثناعشرية في مؤسسي وعلماء الحركات الزيدية القديمة مثل السليمانية والعجلية والبترية..

 التقية

التقية هي إظهار خلاف ما في الباطن وهي رخصة رخص الله لعباده استخدامها في حالة الاضطرار فقط.. إلا أنها عند الرافضة دين يتعبدون الله به يقول بابويه القمي »اعتقادنا في التقية أنها واجبة من تركها كان بمنزلة من ترك الصلاة«

ونسبوا للإمام جعفر بن محمد القول »إن تسعة أعشار الدين في التقية ولا دين لمن لا تقية له«..

وينسبون للإمام الصادق القول: إنكم على دين من كتمه أعزه الله ومن أذاعه أذله الله.

ثم يقول المؤلف: بل إن التقية تجري حتى وإن لم يوجد ما يبررها فأخبارهم تحث الشيعي على استعمال التقية مع من يأمن جانبه حتى تصبح له سجية وطبيعة فيمكن التعامل بها حينئذ مع من يحذره ويخافه بدون تكلف ولا تصنع وقد ورد في أمالي الطوسي ورسائل الشيعة وبحار الأنوار قولهم: »عليكم بالتقية فإنه ليس منا من لم يجعلها شعاره ودثاره مع من يأمنه لتكون سجيته مع من يحذره«.

بل إن بعض رواياتهم تدخل التقية في اليمين المغلظة أي أنه بإمكان الرافضي أن يقسم بأغلظ الأيمان كذباٍ ويعتبرها تقية ويحسبها عبادة تقربه من الله.

Share

التصنيفات: نور على نور

Share