Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

أهم روافد الإرهــــاب في‮ ‬اليمن .. طوفان اللجوء الأفريقي‮ ‬غير الشرعي

‬قضية اللاجئين مشكلة أخرى باتت تؤرق الحكومة نتيجة الأعباء الإضافية التي‮ ‬صارت تتحملها جراء توافد مئات الآلاف من القرن الافريقي‮ ‬إلى اليمن حيث بلغ‮ ‬عدد الأفارقة الوافدين إلى بلادنا أكثر من‮ ‬850‮ ‬ألف لاجئ‮ ‬700‮ ‬ألف منهم صوماليون و100‮ ‬ألف إثيوبي‮ ‬و1200‮ ‬اريتري‮ ‬و4‮ ‬آلاف كيني‮ ‬و6‮ ‬آلاف منهم جيبوتي‮ ‬75٪‮ ‬من هذا الإجمالي‮ ‬مهاجرون‮ ‬غير شرعيين‮.. ‬وبالتأكيد أن تسرب هؤلاء إلى أوساط المجتمع اليمني‮ ‬له انعكاساته السلبية والخطيرة على المجتمع حيث ازداد معدل ارتكاب الجرائم ما بين سرقة ومخدرات ودعارة وغيرها بسبب هؤلاء الذين دخلوا البلاد بطرق‮ ‬غير شرعية وأصبحوا منتشرين في‮ ‬مختلف مدن ومحافظات الجمهورية بعيداٍ‮ ‬عن أعين الرقابة من الجهات المختصة وهناك مخاوف من استغلال هؤلاء الأشخاص من قبل قوى تخريبية وإرهابية تضر بأمن واستقرار اليمن‮.‬
تحقيق‮/ ‬عاصم السادة‮ – ‬أحمد المالكي

الدكتور عارف الشيباني‮ ‬أستاذ العلوم السياسية المساعد‮ ‬جامعة صنعاء‮ ‬في‮ ‬البداية تحدث حول هذه القضية فقال‮: ‬بالنسبة للاجئين بين اليمن والقرن الأفريقي‮ ‬هناك علاقة تاريخية متبادلة بين الجانبين‮ ‬ففي‮ ‬عصور‮ ‬غير بعيدة استقبلت تلك المناطق‮ ‬يمنيين في‮ ‬حالات عدم الاستقرار في‮ ‬اليمن ونحن الآن نرد الجميل لهذه المنطقة ولابد أن نستقبل هؤلاء اللاجئين ولكن برؤية واضحة وبالكيفية التي‮ ‬لا تلحق الضرر بالطرفين وفي‮ ‬إطار خطة مدروسة سواء بدعم داخلي‮ ‬أو دعم دولي‮ ‬ونحن في‮ ‬اليمن نحاول أن نؤسس معسكرات معينة ولم نمنع هؤلاء الناس من الاختلاط بالمواطنين في‮ ‬هذه الفترة وأغلبيتهم دخلوا بطريقة‮ ‬غير شرعية ووجودهم داخل البلد أثر علينا من نواح كثيرة فقد أتوا ولديهم كثير من العادات والتقاليد‮ ‬غير المتفقة مع عاداتنا وانتشرت الكثير من الجرائم داخل البلد كالسرقة والمخدرات وتجارة السلاح التي‮ ‬أثرت علينا من الجانبين سلاح وارد وصادر من المنطقتين‮.‬
والتأثير الثاني‮ ‬هو الأخطر في‮ ‬حرب‮ ‬94‮ ‬هناك مؤشرات ظهرت في‮ ‬تصريحات كثيرة بأن الصوماليين الذين كانوا في‮ ‬معسكرات الجنوب حاربوا مع القوات الانفصالية ضد الحكومة الشرعية المركزية وتم استبعادهم إلى خارج الوطن وحاولت المنظمات الدولية الضغط بعودة هؤلاء الناس ولكن الحكومة رفضت وأثناء جولات مجابهة الحكومة للمتمردين الحوثيين هناك معلومات وأخبار تشير إلى أن هناك عناصر من هؤلاء اللاجئين قاموا بمساعدة الحوثيين مقابل تلقيهم مبالغ‮ ‬معينة‮.‬
حساسية
إذنú‮ ‬هم في‮ ‬حاجة ولذلك‮ ‬يمكن أن‮ ‬يتم استغلال هؤلاء في‮ ‬أمور تضر بأمن اليمن واستقراره ورغم ذلك فهم كأفراد لاجئين مرحب بهم داخل اليمن ومن خلال دراستي‮ ‬في‮ ‬هذه المنطقة فالناس في‮ ‬القرن الأفريقي‮ ‬لديهم حساسية من الأجنبي‮ ‬حتى العربي‮ ‬مصرياٍ‮ ‬أو سعودياٍ‮ ‬أو‮ ‬غيرهما فعندما تنظر إلى تاريخ الروابط والعلاقة بين اليمن وهؤلاء الناس تجد أن اليمنيين عاشوا بينهم في‮ ‬سنوات ماضية واستطاعوا أن‮ ‬يدخلوا داخل النسيج ولم‮ ‬يكونوا‮ ‬يشعرون أن هناك فارقاٍ‮ ‬وتزوجوا فيما بينهم والشعب اليمني‮ ‬أكثر قبولاٍ‮ ‬لدى هؤلاء الناس ولهذا كان من المفروض أن تستغل الروابط التاريخية والثقافية والاجتماعية ويكون لنا ثقل في‮ ‬هذه المنطقة وقدرة على لعب دور أكبر من دور أي‮ ‬دولة في‮ ‬صراعات القرن الأفريقي‮ ‬بشرط أن تكون خطواتنا مدروسة في‮ ‬إطار استراتيجية واضحة وسنستطيع أن نلعب دوراٍ‮ ‬مؤثراٍ‮ ‬بمواردنا المحدودة لكن للأسف نحن لا ننظر إلى القرن الأفريقي‮ ‬إلا‮ ‬في‮ ‬حالة وجود مشكلة إذا حصلت حروب هناك ويبدأ التحرك اليمني‮ ‬في‮ ‬الوصول إلى مرحلة قوية من التحرك لذلك بدأ تأثير اللاجئين على اليمن‮ ‬يزيد عن حده كما أن مشكلة الصومال ليس لدينا استراتيجية واضحة نحوها ودائماٍ‮ ‬ننتظر الفعل وليس ردة الفعل وهذه مشكلتنا وبالعكس القرن الأفريقي‮ ‬منطقة قابلة لأن تكون مفتوحة مع اليمن ويمكن أن تحقق فيها إنجازات كثيرة ويمكن أن ننافس فيها ونتولى دوراٍ‮ ‬قوياٍ‮ ‬وزعامة داخل المنطقة لكن في‮ ‬إطار علاقتنا بالخليج لا نستطيع أن نقوم بهذا الدور تجارياٍ‮ ‬أو اقتصادياٍ‮ ‬فسلعنا الموجودة بالنسبة لهم تعتبر صناعة راقية نستطيع أن نوجد سوقاٍ‮ ‬تجارياٍ‮ ‬وسوقاٍ‮ ‬اقتصادياٍ‮ ‬داخل هذه الدول ويضيف‮: ‬اليمن حاولت أن تقوم بدور سياسي‮ ‬في‮ ‬الصومال ولدينا أكثر من مبادرة سياسية حاولت اليمن فيها لكنها كانت ضعيفة ولا ترتقي‮ ‬إلى مستوى الحدث المطلوب‮.‬
فأنا أتمتع بإمكانيات وقابلية جيدة لدى هؤلاء الأشخاص لم أستغل هذه العلاقات وقمت بأدوار سياسية ولم أصل إلى نتيجة واضحة ومع ذلك تظل اليمن من أكثر الدول العربية اهتماماٍ‮ ‬بالمنطقة بالعكس أدوارها‮ ‬يمكن أن تكون مميزة حتى عن دور مصر الدولة التي‮ ‬تقود الوطن العربي‮.‬
تفريغ
هؤلاء الناس ماداموا في‮ ‬بلادهم‮ ‬يعيشون في‮ ‬ظل عدم استقرار‮ ‬يفترض أن نستوعبهم ولكن كيف‮ ‬يتم الاستيعاب نحن لدينا عمالة‮ ‬يمنية بالملايين في‮ ‬غالبيتها عاطلة عن العمل فنحن محتاجون لمن‮ ‬يساعدنا وفي‮ ‬رأيي‮ ‬أن هناك منظمات دولية ودول الجوار في‮ ‬الخليج المفروض أن تقدم دعماٍ‮ ‬لليمن والاقتصاد اليمني‮ ‬لاستيعاب أبناء اليمن أولاٍ‮ ‬ومن ثم لدعم جهود اليمن في‮ ‬إيواء اللاجئين الصوماليين ويفترض من الدول التي‮ ‬تدعو حالياٍ‮ ‬إلى مؤتمر دولي‮ ‬لليمن أن تتبنى هذه الجوانب الاقتصادية بدلاٍ‮ ‬من تفريغ‮ ‬هذه الدعوات لجوانب تهم مصالح هذه الدول في‮ ‬المنطقة‮.‬
تسرب
ويضيف‮: ‬والحكومة لم تقصر بإمكانياتها المتواضعة في‮ ‬إيواء هؤلاء اللاجئين والدولة حاولت تصريف هؤلاء الناس وتغض الطرف عن تسربهم من معسكرات اللاجئين وبرغم القدرة لدى الدولة على حصر هؤلاء داخل المعسكرات إلا أن صعوبة المعيشة والحياة في‮ ‬تلك المعسكرات جعلت السلطة في‮ ‬اليمن تسمح لهم بالتسرب إلى المدن وفي‮ ‬أوساط المجتمع اليمني‮ ‬ولكن هذا أثر علينا لأنه ليس كل اللاجئين بنفس المستوى فهناك منهم من‮ ‬ينتمي‮ ‬إلى عصابات ومنهم‮ ‬غير صالحين‮ ‬ونحن في‮ ‬اليمن نحتاج إلى دعم حتى نستطيع أن نعالج قضية اللاجئين ونستوعبهم داخل اليمن ولابد أن‮ ‬يكون ذلك في‮ ‬إطار منظم حتى‮ ‬يتم معرفة عددهم بالضبط كم وأين تواجدهم بالأسماء وغيرها ويكون هناك تنسيق بين القنصلية الصومالية في‮ ‬عدن والسفارة في‮ ‬صنعاء لأن هناك كانت اختلافات فالقنصلية كانت تابعة لبعض الأجنحة والسفارة تابعة لبعض الأجنحة وهذه تصرف جوازات وتلك تصرف جوازات أيضاٍ‮ ‬لأصحابهم والحاجة الخطيرة الثالثة أن هناك أناساٍ‮ ‬أثناء تواجد اللاجئين ادعوا أنهم من أصول‮ ‬يمنية ولم‮ ‬يكن لديهم ما‮ ‬يثبت فتقدموا إلى الجوازات والأحوال الشخصية واستطاعوا أن‮ ‬يستصدروا جوازات وجنسية‮ ‬يمنية وفي‮ ‬معظم الأحوال لا‮ ‬يستحقونها بأي‮ ‬حال من الأحوال وتم صرف جوازات كثيرة لهؤلاء الناس بعضهم عناصر لا نعرف هويتهم الحقيقية فتم التنقل إلى بعض الدول بهذه الجوازات وهذه أثرت علينا‮.‬
وأنا كنت في‮ ‬عام‮ ‬2002‮ ‬وزارة العدل صرفت أكثر من‮ ‬4‮-‬5‮ ‬آلاف جواز للصوماليين‮.. ‬والقضية وما فيها في‮ ‬ظل الوضع والفساد أن بعض الصوماليين منتمون لمنظمات دولية ويستلمون بالدولار أو خرجوا من الصومال ولديهم أموال ويريدون أن‮ ‬ينتقلوا من اليمن إلى بوابات أخرى فدفعوا فلوساٍ‮ ‬وأخذوا الجنسية للأسف الشديد لم‮ ‬يكن هناك تدقيق في‮ ‬شخصية مثل هؤلاء الأشخاص‮.‬
الدور لدى اللاجئين في‮ ‬اليمن كان أمراٍ‮ ‬طبيعياٍ‮ ‬وأغلب الدول أغلقت الأبواب أمامهم واليمن رحمة بهؤلاء ووفاءٍ‮ ‬للعلاقات بيننا فتحنا لهم والمشكلة هي‮ ‬كيف ننظم عملية استقبالهم‮.‬
أشارت إحصائية رسمية حديثة صادرة عن مركز الإعلام الأمني‮ ‬التابع لوزارة الداخلية إلى أن عدد اللاجئين الصوماليين الوافدين لليمن خلال العام‮ ‬2009م بلغ‮ ‬60‮ ‬ألف لاجئ صومالي‮ ‬بينهم حوالي‮ ‬15‮ ‬ألف امرأة و2000‮ ‬طفل‮ ‬وصلوا عبر قوارب تهريب مجهولة وبعضها مملوكة لصيادين‮ ‬يمنيين وهو ما‮ ‬يزيد عن العام‮ ‬2008م بـ8‮ ‬آلاف لاجئ‮ ‬والذين بلغ‮ ‬عددهم‮ ‬52‮ ‬ألف لاجئ‮.. ‬مشيرة إلى أن اللاجئين الصوماليين تدفقوا إلى الأراضي‮ ‬اليمنية بصورة شبه‮ ‬يومية وبأعداد تراوحت ما بين‮ ‬150‮-‬200‮ ‬لاجئ‮.‬
مليون لاجئ صومالي
وقالت‮: ‬إن اللاجئين الصوماليين وصلوا بدرجة رئىسية إلى سواحل ذباب بمحافظة تعز ورضوم بمحافظة شبوة وبروم بمحافظة حضرموت وأحوار بمحافظة أبين وأعداد قليلة منهم قصدت سواحل محافظات الحديدة ولحج وعدن‮.. ‬لافتة إلى أن عدد رحلات لجوء الصوماليين التي‮ ‬انطلقت من ميناء بصوصو إلى اليمن خلال العام‮ ‬2009م بلغت‮ ‬1157‮ ‬رحلة كانت محفوفة بالمخاطر لكون بعض تلك القوارب متهالكة تنعدم فيها أبسط الشروط الإنسانية‮ ‬وهو الأمر الذي‮ ‬أودى بحياة ما لا‮ ‬يقل عن‮ ‬800‮ ‬لاجئ صومالي‮ ‬في‮ ‬عرض البحر بينهم‮ ‬200‮ ‬امرأة وطفل نتيجة انقلاب القوارب التي‮ ‬كانوا على متنها أو عن طريق إجبارهم من قبل قوارب التهريب على النزول في‮ ‬عرض البحر قبالة السواحل ليكملوا رحلة وصولهم إلى الشواطئ سباحة فتموت أعداد منهم قبل أن تطأ أقدامهم الساحل‮.‬
وأكدت الإحصائية أن الأجهزة الأمنية اليمنية ضبطت خلال الفترة نفسها‮ ‬35‮ ‬قارب تهريب لاجئين من بينها عدد من القوارب اليمنية بالإضافة إلى‮ ‬25‮ ‬صياداٍ‮ ‬يمنياٍ‮ ‬تورطوا في‮ ‬عمليات تهريب لاجئين صوماليين إلى السواحل اليمنية‮.. ‬منوهة إلى تفاقم مشكلة اللاجئين الصوماليين على اليمن بموارده المحدودة والذي‮ ‬ترك وحيداٍ‮ ‬في‮ ‬مواجهة هذه المشكلة التي‮ ‬تفوق إمكانياته بكثير خاصة مع ارتفاع أعداد اللاجئين الصوماليين المتواجدين على أرضه والذين تجاوز عددهم المليون و800‮ ‬ألف لاجئ‮.‬
فبرغم الأعداد الهائلة من اللاجئين الصوماليين في‮ ‬اليمن والتي‮ ‬لها تأثيرات عكسية وسلبية على الاقتصاد الوطني‮ ‬وكذا الكيان الاجتماعي‮ ‬يظل الدور الحكومي‮ ‬لدى بلادنا حيال هذه‮ »‬الكارثة‮« ‬غائباٍ‮ ‬تماماٍ‮ ‬عن أجندتها في‮ ‬إيجاد حلول سليمة ووضع حد لهذا التفاقم المخيف لأعداد اللاجئين إلى اليمن منذ عام‮ ‬1992م‮.‬
دور الحكومة سلبي
انتقدت دراسة حديثة أعدها الدكتور علي‮ ‬العوج رئيس مركز دراسات الهجرة واللاجئين بجامعة صنعاء نشاط الجهات الرسمية في‮ ‬تسجيل اللاجئين حيث وصفته بالسلبي‮ ‬لانعدام الدور المباشر للسلطات في‮ ‬مناطق وصول اللاجئين‮ ‬مما‮ ‬يعني‮ ‬أن السلطات لا تسجل إلا من‮ ‬يصل إلى مقراتها طالباٍ‮ ‬تسجيل نفسه لديها من تلقاء نفسه أي‮ ‬أن عملية تسجيل اللاجئين لأنفسهم لدى السلطات عملية طوعية اختيارية‮.‬
وأشارت الدراسة إلى عدم وجود آلية لمتابعة اللاجئين من أجل تسجيل أنفسهم وأن السلطات لا تتخذ أي‮ ‬إجراء تجاه من لم‮ ‬يسجلوا أنفسهم كلاجئين حتى بالنسبة لأولئك الذين مضى على تواجدهم في‮ ‬اليمن فترات طويلة‮ ‬الأمر الذي‮ ‬يترتب عليه عدم الشعور لدى اللاجئين لأنفسهم السلطات اليمنية إضافة إلى مخاطر أخرى‮.‬
مؤكدة أن ثمة معلومات تقطع بوجود أنشطة لبعض اللاجئين مع بعض الجماعات الإرهابية‮.. ‬داعية إلى بحث وتحري‮ ‬دراسات معمقة لما‮ ‬يمثله ذلك من أهمية قصوى لأمن واستقرار البلد واللاجئين على حد سواء‮.‬
صوماليون مع الإرهاب والتمرد
إن عدم تسجيل اللاجئين‮ ‬يترتب عليه مخاطر كثيرة من بينها إمكانية تسلل عناصر إرهابية بين اللاجئين وتغلغلها داخل أماكن تواجدهم وتجنيدهم خصوصاٍ‮ ‬وأن الدعم الدولي‮ ‬لليمن في‮ ‬ما‮ ‬يخص اللاجئين متواضع مقارنة بمتطلبات إدارة عملية اللجوء ومتابعة إشكالاتها‮.‬
وهذا ما هو حاصل اليوم بالفعل في‮ ‬بلادنا حيث رأت جماعات التمرد‮ »‬الحوثية‮« ‬في‮ ‬هؤلاء اللاجئين قوة‮ ‬يمكن تجنيدهم واستخدامهم في‮ ‬خوض الحروب ضد الدولة وكذا عناصر تنظيم القاعدة‮.. ‬وبالتالي‮ ‬فإن اللاجئين الصوماليين لم‮ ‬يجدوا ما‮ ‬يعملون فيه لكسب المال في‮ ‬بلادنا فقد استغلت تلك الجماعات الإرهابية في‮ ‬استقطابهم وإعطائهم المال والسلاح لمواجهة الدولة‮.‬
إذ أوضح العقيد الركن عبدالله عبدالجليل مدير عام قوات خفر السواحل في‮ ‬قطاع البحر الأحمر أن أجهزة الأمن بمحافظة صعدة ضبطت‮ ‬30‮ ‬صومالياٍ‮ ‬يشتبه ارتباطهم بعناصر الفتنة والإرهاب والتخريب الحوثية في‮ ‬وقت كان أفراد حرس الحدود السعودي‮ ‬ضبطوا في‮ ‬إحدى القرى الحدودية رشاش كلاشنكوف و(‮٠٠٧) ‬طلقة ذخيرة و‮‬20‮ ‬طلقة بلجيك وجهاز لاسلكي‮ ‬تصنت بحوزة صوماليين‮.‬
وقال‮: ‬إنه عقب إعلان الجماعة الصومالية للقاعدة كثفت قوات خفر السواحل الدوريات والرقابة الساحلية في‮ ‬كل الأطر لما في‮ ‬ذلك استخدام المروحيات‮.. ‬مشيراٍ‮ ‬إلى تشديد إجراءات التفتيش للقوارب القادمة من الدول الأفريقية والتأكد من هويات القادمين على متنها وأسباب قدومها إلى اليمن‮.‬
إرهاب دولي
أحمد الحاج نائب رئيس مصلحة الهجرة والجوازات والجنسية أكد أن الأجهزة الأمنية تواجه صعوبات في‮ ‬التعرف على العناصر المشبوهة من بين فئات اللاجئىن الصوماليين الذين‮ ‬يدخلون أراضي‮ ‬الجمهورية بطريقة‮ ‬غير شرعية وينتشرون في‮ ‬كل مناطق اليمن مع احتمال أن‮ ‬يكون بينهم بعض محترفي‮ ‬جرائم السرقة والتزوير ومروجي‮ ‬المخدرات ومعهم بعض عناصر الإرهاب الدولي‮.‬
وشدد الحاج على ضرورة وجود سياسة وطنية واضحة في‮ ‬التعامل مع ملف اللاجئين والإسراع باتخاذ خطوات عملية لمعالجة هذه الإشكالية من خلال النصوص الكفيلة بتنظيم عمل الهيئات المعنية بشؤون اللاجئين اختصاصاتها وبيان طبيعة الحقوق والواجبات ذات الصلة باللاجئين في‮ ‬علاقاتهم مع أجهزة الدولة المختلفة وعلاقتهم مع أفراد المجتمع المدني‮.. ‬منوهاٍ‮ ‬أن صدور قانون وطني‮ ‬خاص باللاجئين هو الوسيلة المثلى لهذا النوع من التنظيم القانوني‮ ‬وأنه لا‮ ‬يوجد مبرر معقول للتخوف من صدور هذا القانون‮.‬
ودعا الحاج في‮ ‬ورقة عمل قدمها لدورة للإعلاميين عن اللاجئين إلى تحديد الجهة المعنية بتنفيذ النصوص القانونية والتعليمات الإدارية المتعلقة بموضوع اللاجئين لأن ملف اللاجئين في‮ ‬اليمن قد أصبح من الملفات التي‮ ‬تتنازع بشأنه العديد من الجهات داخل الدولة كوزارة الداخلية ووزارة الخارجية والأجهزة الأمنية ومصلحة الهجرة والجوازات والجنسية‮.. ‬وبالتالي‮ ‬فإن الجهة المختصة للإشراف على اللاجئين هي‮ ‬الإدارة العامة لشؤون اللاجئين بمصلحة الهجرة والجوازات والجنسية‮.‬
هجرة مختلطة
من جانبه دعا الدكتور علي‮ ‬مثنى حسن نائب وزير الخارجية المجتمع الدولي‮ ‬لإيلاء قضية الهجرة المختلطة في‮ ‬خليج عدن الاهتمام الذي‮ ‬تستحقه اليمن‮ ‬لكونها تستقبل آلاف اللاجئين الصوماليين بسبب تدهور الأوضاع السياسية والأمنية والمعيشية في‮ ‬الصومال بالإضافة إلى استقبال أعداد أخرى من المهاجرين‮ ‬غير الشرعيين القادمين من بعض دول القرن الأفريقي‮ ‬لأسباب اقتصادية وهروباٍ‮ ‬من حالة الجفاف الذي‮ ‬تعيشه المنطقة مما زاد من حدة الأعباء الملقاة على كاهل اليمن والوضع الصعب الذي‮ ‬تواجهه الحكومة اليمنية في‮ ‬الوقت الراهن بسبب محدودية مواردها إضافة إلى ما تعانيه من آثار الأزمة المالية العالمية‮.‬
وأشار نائب وزير الخارجية إلى أبرز الجوانب التي‮ ‬يمكن فيها مساعدة اليمن كالعمل على إيجاد بعض الحلول لمسألة اللاجئين الصوماليين من خلال إقامة أماكن تجمع ومخيمات في‮ ‬الأقاليم المستقرة في‮ ‬الصومال تتوفر فيها كافة الإمكانيات التي‮ ‬تشجع الصوماليين للقاء فيها وبما‮ ‬يجنب اللاجئين والمهاجرين لأسباب اقتصادية ويلات الرحلة البحرية التي‮ ‬تعرضهم للخطر وغيرها من الانتهاكات التي‮ ‬يتعرضون لها‮.‬
وأكد مثنى على أهمية دعم وتأهيل قوات خفر السواحل اليمنية حتى تستطيع القيام بالمهام الموكلة إليها بما في‮ ‬ذلك عمليات الإنقاذ البحري‮ ‬وحماية اللاجئين والمهاجرين والمشاركة في‮ ‬محاربة عمليات القرصنة في‮ ‬خليج عدن‮.. ‬وكذا إيجاد الدعم الكافي‮ ‬لتغطية احتياجات اللاجئين من‮ ‬غذاء ومشرب وخدمات صحية في‮ ‬المخيمات وأماكن تجمعهم وبما‮ ‬يضمن بقاءهم فيها وبالرغم من الزيادة المهمة التي‮ ‬رصدت لمكتب مفوضية اللاجئين في‮ ‬اليمن إلا أنها لا تلبي‮ ‬احتياجات العدد المتزايد من اللاجئين‮.‬
مشدداٍ‮ ‬على ضرورة إنشاء مراكز مهنية وفنية لتعليم أبناء اللاجئين حرفاٍ‮ ‬ومهناٍ‮ ‬يستطيعون أن‮ ‬يقتاتوا منها بدلاٍ‮ ‬من بقائهم عالة على الآخرين‮.. ‬بالإضافة إلى أهمية تكاتف جهود الدول والمنظمات المانحة لتشجيع العودة الطوعية للاجئين القادمين من أقاليم وأماكن مستقرة في‮ ‬الصومال‮.‬
لافتاٍ‮ ‬إلى أن اليمن تتعامل مع القضية الصومالية على عدة مستويات منها حث الأطراف الصومالية للجلوس على طاولة الحوار وإيجاد حل سياسي‮ ‬يكون أساساٍ‮ ‬لعملية المصالحة الوطنية والمساهمة في‮ ‬عملية محاربة القرصنة في‮ ‬خليج عدن وكذا في‮ ‬بناء القدرات للحكومة الانتقالية الصومالية وتقديم عدد من المنح الدراسية لطلاب قادمين من داخل الصومال في‮ ‬عدد من الجامعات اليمنية والمعاهد الفنية اليمنية‮.‬
650‮ ‬صومالياٍ‮ ‬يومياٍ
الجدير بالذكر أن اليمن‮ ‬يستقبل أكثر من‮ ‬650‮ ‬لاجئاٍ‮ ‬صومالياٍ‮ ‬يومياٍ‮.. ‬وحسب مصلحة الهجرة والجوازات والجنسية فإن عدد اللاجئين المسجلين لديها من جنسيات مختلفة منذ بدء عام‮ ‬2009م وحتى أغسطس وصل إلى‮ ‬165‮ ‬ألفاٍ‮ ‬و782‮ ‬لاجئاٍ‮ ‬منهم‮ ‬114‮ ‬ألفاٍ‮ ‬و372‮ ‬ذكوراٍ‮ ‬و51‮ ‬ألفاٍ‮ ‬و410‮ ‬إناث‮.‬
خدمات مجانية للاجئين
وبالنسبة لجهود المنظمات الدولية في‮ ‬رعاية اللاجئين قالت ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في‮ ‬اليمن أن المفوضية تقدم المساعدات الغذائية للاجئين الأفارقة المسجلين في‮ ‬المراكز التابعة لها كما تزودهم بالخدمات الصحية والتعليمية‮.. ‬مشيرة إلى أن عدد اللاجئين الأفارقة في‮ ‬اليمن والمسجلين في‮ ‬مراكز الإيواء التابعة للمفوضية بلغ‮ ‬133‮ ‬ألف لاجئ من ضمنهم‮ ‬126‮ ‬ألف صومالي‮ ‬والباقين من دول اريتريا وأثيوبيا والعراق‮.‬
وأضافت‮: ‬إن الخدمات تشمل اللاجئين الماكثين خارج مراكز الإيواء من خلال رعايتهم في‮ ‬المجال الصحي‮ ‬وإقراض بعضهم مبالغ‮ ‬ميسرة لتنفيذ مشاريع صغيرة وتدريب الآخرين في‮ ‬بعض المهن‮.. ‬منوهة أن التنسيق والتعاون مع اليمن شمل حصر أعداد اللاجئين وتحديد نوعية انضباط القادمين إلى اليمن بهدف تقديم المساعدات للاجئين في‮ ‬مواطنهم بالإضافة إلى مساعدة اليمن في‮ ‬احتواء اللاجئين القادمين من الساحل الأفريقي‮ ‬وحمايتهم‮.‬
واختتمت المفوضية السامية للاجئين‮ »‬كلير بورجوا‮« ‬حديثها بالقول‮: ‬إن هناك تعاوناٍ‮ ‬مع المنظمات الأهلية اليمنية والهلال الأحمر اليمني‮ ‬كشركاء منفذين في‮ ‬تقديم الخدمات الصحية والإنسانية مجاناٍ‮ ‬للاجئين الأفارقة المتواجدين في‮ ‬السواحل اليمنية في‮ ‬البحر الأحمر وخليج عدن‮.‬
خرز والبساتين
إحصائية لمفوضية شؤون اللاجئين أشارت إلى احتمالية زيادة عدد اللاجئين في‮ »‬البساتين‮« ‬عن خرز حيث وصل إلى‮ ‬15500‮ ‬لاجئ صومالي‮ ‬بينهم مولدون و25‮ ‬أسرة أثيوبية لاجئة اتخذت لها الجانب الجنوبي‮ ‬من المخيم‮.. ‬أما الجزء الغربي‮ ‬من منطقة البساتين فيسكن فيه لاجئون صوماليون مع مولدين‮ ‬يمنيين والجزء الشرقي‮ ‬على خط عدن تعز المولدين من اليمنيين‮..

Share

التصنيفات: تحقيقات

Share