Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

ثقافة الكراهية

عارف الدوش

 

الكراهية تبدأ من ظلم تم تجاهله وعدم الاعتراف به من قبل المجتمع والدولة وعندما يتوسع الظلم ويصعب رده ويترافق معه أستكبار يبدأ بتجريح الأخرين وينتهي بإلغائهم بعد الإساءة إليهم تتطور الكراهية الى عنف  لفظي ومادي يصعب السيطرة عليه .ولهذا فإن ما زرعناه بالأمس نحصده اليوم ولا يمكن لمن يزرع الظلم إلا أن يكون محصوله وفيراٍ من الكراهية وثقافتها الممقوتة .

 

علينا الاعتراف أن ثقافة الكراهية هي المسيطرة على واقعنا السياسي والاجتماعي ليس في اليمن فحسب وإنما في معظم دول المنطقة العربية إن لم يكن كلها. وثقافة الكراهية المسيطرة لم تتوالد عن أسباب وعوامل سياسية فقط .بل أن جملة من الأسباب المعقدة  قد أنتجت هذه الثقافة .

 

ولا أعتقد أن مجتمعنا اليمني استورد ثقافة الكراهية من غيره ولا أظن أبداٍ أن خزائن الأحقاد وصلتنا من غزو ثقافي أو بواسطة شركات العولمة ! إنها ثقافة أينعت بعد زمن من الألأم والمعاناة وممارسة الظلم والتوحش فيه. وركام من القمع والاضطهاد والتهميش والتشويه والتضليل والأكاذيب والشعارات فنبتت ثقافة الكراهية بين ظهرانينا وغذيناها بتصرفاتنا واليوم نحن جميعاٍ -لا أستثنى أحداٍ- نجني مخرجات مدخلاتنا في عقول الأجيال الذين كانوا بالأمس شباباٍ وصاروا اليوم قادة ومسئولين.. كما أننا نجني ما زرعناه في عقول شباب اليوم قادة المستقبل.

 

وفي مجتمعنا اليمني ثقافة الكراهية تغذيها ترسبات سياسات الماضي وإعلام الماضي ومناهج الماضي وشعارات الماضي الذي عايشناه خصوصاٍ منذ النصف الثاني من القرن العشرين وما بعده وولد ذلك الأحقاد وزرع الكراهية بين أفراد المجتمع وفي مراحل سياسية ليست بعيدة تم إحياء النزعات الانقسامية وتوحشت الأحزاب الأيديولوجية ومورس الإقصاء بشكل سياسي وأحيانا مذهبي وطائفي وطبقت ممارسات شوفينية بأسوأ أفعالها وجناياتها.

 

لقدعشنا خلال تجزئة الوطن اليمني أطواراٍ من السياسات البدائية والشعارات المتوحشة التي جنت على تفكير أجيال القرن العشرين الذين  قاموا اليوم بالهروب الى انتماءات أقل ما يقال عنها إنها متخلفة ضيقة تمجد الجهوية والمناطقية الجغرافية بعد تشظي الهوية الآيديولوجية وتفاقم التطرف إلى حدود لا يمكن تخيلها أبداٍ.

 

لقد كانت السياسة في النظامين ما قبل 22 مايو 90م  بتشوهاتها وتوحشها البغيض وعبادة الشخصيات وترديد الشعارات والترنم بالخطابات على مدى عقود خلت هي ناموس الحياة اليومية من دون أن نفقه أسرار تقدم مجتمعات أخرى كانت كسيحة وغدت متطورة بمواردها ومنتجاتها وعلومها وفنونها . مجتمعات تعلمت من تجاربها السياسية والرجعية المتخلفة والطوباوية والاشتراكية والرأسمالية وكل المصطلحات التي تعرفونها جيداٍ . مجتمعات تعترف بالأخر ولا تقمعه وتتصالح معه ولا تخافه وتتعامل معه ولا تكفره . مجتمعات لم تجد نفسها إلا خلايا نحل عاملة متعاونة من أجل تحقيق مصالحها ومصالح مستقبل أبنائها.

 

ونحن عندما حققنا الوحدة اليمنية في الـ22 من مايو90م كنا جميعاٍ بمختلف شرائحنا الإجتماعية وانتماءاتنا السياسية مستبشرين ( بيمن ديمقراطي موحد) بعد انتهاج التعددية السياسية والحزبية وممارسة حرية التعبير فقال أرباب السياسة والثقافة أن التعددية السياسية وحرية التعبير  ستكون صمام أمان وستذوب في بوتقتها ترسبات الماضي المتوحش. ولكن! والمصيبة في لكن هذه ! فبعد سنوات قليلة وجدنا أن السياسي بترسباته الماضوية المتوحشة يطفو على السطح بعفنه وتقيحاته وبما يمتلكه من مخزون الكراهية والأحقاد فكان بديلاٍ مدمراٍ لروح الوحدة والمحبة والتسامح والألفة  لينفجر أثناء وبعد حرب صيف 94 تقيحات وعفنا لازلنا نعاني من قرفه حتى اليوم .بل توسعت مساحات التقيح والعفن في جسم وطننا اليمني الأصيل  والعريق في تاريخ التعايش بين أبنائه على مر العصور.

 

صحيح ان إرادة الوحدة أنتصرت وتم المحافظة على منجز اليمنيين العظيم الوحدة اليمنية لكننا فقدنا المحبة والسلام الاجتماعي وكنا خلال السنوات التي تلت حرب صيف 94م نعتقد جازمين أنه يمكن التعلم من تجاربنا المؤلمة القريبة والبعيدة . لكننا غبنا مرة أخرى في لجج من المثالب والتباعدات ونبش ترسبات الماضي المتقيح والعفن بوحشية ولم نلتفت الى خطورة ذلك ودفنا  رؤوسنا في الرمال مثل النعامة ولم نحرك ساكناٍ  بفعل يقاوم ثقافة الكراهية لا أفراد ولا مؤسسات ولا أجهزة دولة وحكومة وكأن الأمرلا يعنينا وزدنا الى مخزون الماضي من الكراهية أحمالا جديدة بتصرفاتنا فتفاقمت ثقافة الكراهية مع مرورالزمن وأخذت المحبة  والانسجام والرأفة والسماحة والرفقة والتعايش والشراكة.. الخ من القيم العظيمة  تندثر.

 

أن مجتمعنا اليمني اليوم بحاجة ماسة الى من يتسامح ويغسل نفسه من كل الأحقاد والكراهية  لأن العالم اليوم بات يعتني بمجتمعاته وأن الثقافات والهويات المختلفة والمتناقضة  بدت متعايشة وغير متنافرة وأن الحياة لم تعد تتصارع بل تتنافس وأن المجتمعات الذكية غدت تسعى للحصول على مكتسبات أكبر وأن السباق بات اليوم للأحسن في المجتمعات وليس للأقوى أن ثقافة الكراهية لابد أن تزول من العقول والأنفس وأن يعمل كل الكتاب والمثقفين والدعاة والواعظين على استئصالها . وعلينا ان نتشبث بكل المعاني الحضارية والقيم  الجميلة التي عرفها مجتمعنا اليمني منذ ألاف السنين  فالكلمة الطيبة صدقة  والمجادلة بالتي هي أحسن فضيلة والابتسامة جواز مرور للمحبة  وإعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا .. وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ..  الخ.

 

إن قراءة عميقة لمعرفة العوامل والأسباب التي أنتجت ثقافة الكراهية  في المجتمع أمر ملح وضروري وعلى الجامعات ومراكز البحوث ومنظمات المجتمع المدني معرفة الطرق المناسبة لتجاوز التأثيرات السلبية والمدمرة  لثقافة الكراهية وأضعف الإيمان  محاصرتها والتقليل من حدوثها وبروزها في الفضاء  الإجتماعي  الوطني باعتبارها تنشر العداء والعداوة بين أبناء الوطن الواحد  وعلينا التنبه  إلى أن عوامل عدة تشترك  في إنتاج ثقافة الكراهية موضوعية وذاتية داخلية وخارجية .

 

وفي إطار سعينا الحثيث أفراداٍ  ومؤسسات  علينا إرساء ثقافة الحوار والتسامح وحقوق الإنسان في فضائنا الاجتماعي الوطني وأن نبدأ من البيت والمسجد والمدارس والجامعات . ومن الأهمية بمكان تفكيك  ثقافة الكراهية ومعرفة العوامل المباشرة لحدوثها وما هي الكيفية أوالآليات المناسبة للتقليل منها في فضائنا الاجتماعي الوطني . فهل من الطبيعي أن يقود الاختلاف الآيديولوجي أو السياسي إلى العداوة والكراهية¿ أم أن هناك عوامل وأسبابا أخرى تتدخل في هذا الأمر فتحولت الاختلافات بكل مستوياتها إلى مصدر من مصادر العداوة والكراهية. إننا بحاجة ماسة اليوم إلى قراءة الواقع وإزالة كل موجبات الكراهية والعداوة من فضائنا الاجتماعي الوطني . وذلك لأنه حينما يسود العداء الواقع الاجتماعي فإن الأخطار الحقيقية تتلاحق علينا. ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تستقر أحوالنا وأوضاعنا ونحن نحتضن ثقافة تدفعنا إلى ممارسة الكراهية ضد بعضنا  البعض لمجرد الاختلاف في التصورات والقناعات. وثقافة الكراهية قادرة بتأثيراتها وانعكاساتها على شحن النفوس بشكل سلبي ضد المختلف والمغاير سياسياٍ واجتماعيا  وجغرافيا. وهي تنتج السلوك العدواني  الذي هو في جوهره حالة نفسية سلبية ضد الآخر المغاير سياسياٍ واجتماعيا  وجغرافيا بحيث تنفيه وترفضه في وجوده ونفسه أو في موقعه ومنصبه أو في مصالحه وعلاقاته وتتحرك نحوه بطريقة عدوانية – تدميرية. فالعلاقة بين الثقافة التي تبث الكراهية بين أبناء الوطن الواحد وبين السلوك العدواني بكل مستوياته والذي يستهدف تدمير الآخر وإلغاءه هي علاقة السبب بالنتيجة. فلا يمكن أن تنتج ثقافة الكراهية والبغضاء والإلغاء واقع المحبة والألفة والتسامح بل تنتج واقعاٍ من طبيعة ماهيتها وجوهرها. وهو العدوان بكل صوره ومستوياته. فالسلوك العدواني هو عبارة عن فكرة في العقل وغريزة في النفس وممارسة تدميرية وإلغائية في الواقع فالأفكار والآيديولوجيات التي تلغي الآخر المختلف والمغاير سياسياٍ واجتماعيا  وجغرافيا  ولا تعترف بحقوقه أوصلتنا في المحصلة النهائية إلى انتشار ظاهرة العنف والتطرف والإرهاب  والتخريب والتقطع وانتهاك حرمات الناس. والمشروعات السياسية التي سادت في مجالنا الاجتماعي الوطني  بصرف النظر عن أيديولوجيتها وشعاراتها كانت ولا زالت  تحمل مضموناٍ سيئاٍ عن المغاير سياسياٍ واجتماعيا وجغرافيا. وأوصلتنا إلى أنها تحولت إلى مصدر من مصادر العدوان والعنف في الواقع الاجتماعي والسياسي. فالمشروعات الآيديولوجية والسياسية التي لا تحمل موقفاٍ حضارياٍ وتعددياٍ من الآخر المختلف والمغاير سياسيا وأجتماعياٍ وجغرافيا ساهمت بشكل أو بآخر في نشوء ظاهرة العدوان والعنف والتطرف والتخريب والفوضى. فحينما يختلف الناس في مواقع الفكر أو في مواقع الحياة الخاصة والعامة ويتفاوتون اقتصادياٍ واجتماعياٍ وجغرافياٍ تثور المشاعر وتتعقد المواقف حتى تتحول إلى خطر كبير على العلاقات الإنسانية في المجتمع عند ها يتجه الموقف إلى الصدام الذي يهدد الجميع ويقطع التواصل في أفراده.. فهناك أسلوب السيئة الذي يعمل على إثارة الانفعال الذي يتحرك بالحقد والعداوة والبغضاء ويدفع بالموقف إلى القطيعة والصراع  وذلك بالكلمة الحادة والنابية والموقف الغاصب واليد المعتدية.

 

لذلك فإن المدخل الحقيقي لعلاج ظاهرة العنف والعدوان  والإرهاب والتخريب والتقطع في الفضاء الاجتماعي الوطني هو إعادة تأسيس العلاقة والموقف من الآخر المختلف والمغاير سياسياٍ واجتماعياٍ وجغرافياٍ .وعلينا ترسيخ الإيمان بشكل مطلق بأن الآخر والمغاير سياسياٍ واجتماعيا  وجغرافيا  هو مرآة ذواتنا  وإذا أردنا أن نتعرف على خبايا وخفايا ذواتنا فعلينا أن نتواصل مع الآخر والمغاير سياسياٍ واجتماعيا وجغرافيا فهو مرآتنا الذي نكتشف من خلالها صوابية أفكارنا أوخطئها وسلامة تصوراتنا أو سقمها.

 

لهذا كله فإن إعادة تأسيس العلاقة بين الذات والآخر المغاير سياسياٍ واجتماعيا وجغرافيا على أسس القبول بالتعددية والاعتراف بحق الاختلاف والخصوصية ونسبية الحقيقة هو الذي يزيل من ذواتنا وفضائنا الاجتماعي الوطني الكثير من موجبات العدوان والتخريب والتطرف والإرهاب بكل مستوياته وأنواعه وأشكاله اللفظية والعملية

 

فالاختلاف الآيديولوجي أوالسياسي أو الاجتماعي أو الجغرافي  ليس مدعاة لانتهاك حقوق الآخرين بل على العكس من ذلك تماماٍ حيث إن الاختلاف بكل مستوياته ينبغي أن يقود إلى التواصل والتعارف ومعرفة الآخرين على مختلف المستويات.. إذ يقول تبارك وتعالى ((يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباٍ وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير)) (الحجرات 13). فإلغاء الخصوصيات لا يمثل نهجاٍ واقعياٍ في التعاطي مع الواقع لأن الإلغاء من أي طرف كان لا يغير شيئاٍ من المسألة في طبيعتها الذاتية أو من تأثيراتها الموضوعية باعتبار أنها تمثل بعداٍ في عمق الذات لا مجرد حالة طارئة على الهامش مما يجعل من مسألة الإلغاء مشكلة غير قابلة للحل. والرؤية القرآنية تؤكد على ضرورة أن تحرك الخصوصية في دائرتها الداخلية في الجانب الإيجابي الذي يدفع الإنسان للتفاعل عاطفياٍ وعملياٍ مع الذين يشاركونه هذه الخصوصية في القضايا المشتركة.  

 

إن وأد ثقافة الكراهية من مجتمعنا وفضائنا  الآجتماعي الوطني بحاجة إلى إعادة الاعتبار إلى الآخر المختلف والمغاير سياسيا واجتماعياٍ وجغرافياٍ فالاختلاف مهما كان حجمه لا يشرع للحقد والبغضاء وممارسة العدوان الرمزي بالقول والمادي بالعدوان بل يؤسس لضرورة الوعي والمعرفة بالآخر المختلف والمغاير سياسياٍ واجتماعياٍ وجغرافياٍ ويزيل من نفوسنا الأدران والأحقاد والهواجس التي تسوغ لنا بشكل أو بآخر معاداة المختلفين معنا

 

فحينما يختلف الناس في مواقع الفكر أو في مواقع الحياة الخاصة والعامة تثور المشاعر وتتعقد المواقف حتى تتحول إلى خطر كبير على العلاقات الإنسانية في المجتمع عندما يتجه الموقف إلى الصدام الذي يهدد الجميع ويقطع التواصل في أفراده.. فهناك أسلوب السيئة الذي يعمل على إثارة الانفعال الذي يتحرك بالحقد والعداوة والبغضاء ويدفع بالموقف إلى القطيعة والصراع  وذلك بالكلمة الحادة والنابية والموقف الغاصب واليد المعتدية. 

 

 إننا اليوم وفي ظل الأوضاع الحرجة التي نعيشها على أكثر من صعيد أحوج ما نكون إلى ثقافة  تدفعنا إلى  تضييق الفجوة مع المختلفين معنا سياسياٍ واجتماعياٍ وجغرافياٍ  وتحثنا على التعارف والتواصل والتفاهم والحوار المستديم وتلزمنا باحترام الإنسان وحقوقه  وإلى تلك المبادرات الاجتماعية والسياسية التي تستهدف إزالة كل ما من شأنه أن يشين إلى بعضنا البعض ويعمق أواصر التلاقي والمحبة ويجذر خيار التعايش والسلم الأهلي.

 

فلتتكاتف كل الجهود والطاقات والإمكانات من أجل الخروج من شرنقة التعصب الأعمى للمواقف والاتجاهات السياسية إلى رحاب التواصل والحوار ومن ضيق التطرف والتخريب  والغلو والإرهاب إلى سعة الرفق والتيسير ومن دائرة الجمود المميتة إلى فضاء التجديد والاجتهاد والكدح المتواصل من أجل الحق والحقيقة.

 

إن الظروف الحساسة التي يعيشها  الوطن تتطلب منا جميعاٍ الانعتاق من أسر الجمود والتعصب والأنانية القاتلة وذلك حتى نتمكن من مجابهة هذه الظروف والتحديات التي تستهدفنا جميعاٍ.

 

ولهذا نرى أنه لا يمكن لأي واقع  أن تنصلح أموره من دون نقد ومكاشفة جريئة وبالتالي إصلاح حقيقي يلمسه أصحاب المصلحة الحقيقية في الإصلاح والمطلوب منا جميعاٍ أفرادا ومؤسسات وأجهزة دولة وحكومة أن نؤمن أن المجتمع اليمني بأمس الحاجة الى تنمية فكر وتفكير والى نقاء سريرة وتصالح مع النفس والى محبة الآخر المختلف سياسياٍ واجتماعياٍ ونفي ثقافة الكراهية من خلال التفكير بثورة  ثقافية واسعة وعميقة تخاطب عقول الشباب تعلمهم كيف يندمجون مع بعضهم البعض ليتعلموا ويبدعوا في مجالات الحياة المختلفة وهذا لن يكون إلا بانتهاج النقد والمكاشفة بصدق وأمانة لتصحيح كل الاختلالات وتقويم كل ما هو معوج في حياتنا..

Share

التصنيفات: الصفحة الأخيرة

Share