Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

قبل وداع العام

أيام قليلة وينقضي عام هجري وبعدها سننتقل إلى عام جديد لا ندري كيف نكون فيه فبعد أن ودعنا موسماٍ كاملاٍ أودعنا فيه ما شاء الله أن نودع من سيئات وحسنات كل في علم الله من جمع ماله وما عليه ومستقبلين عاماٍ هجرياٍ جديداٍ.

وصدق الله حين يقول »يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الألباب« وقال »وتلك الأيام نداولها بين الناس«.

والمتأمل الحكيم لهذا السير من إنتهاء الأعوام وتقاربها ليقربنا أكثر إلى الآخرة ويباعدنا عن الدنيا.. يباعد من دار العمل إلى دار الجزاء ويقول علي بن أبي طالب كرم الله وجهه »ارتحلت الدنيا مدبرة وارتحلت الآخرة مقبلة ولكل واحدة منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فاليوم عمل ولا حساب وغداٍ حساب ولا عمل«.

إن عامنا هذا أزف رحيله وطوى بساطه وشد رحاله عام كامل تصرمت أيامه وتفرقت أوصاله وقد حوى بين جنبيه حكماٍ وعبراٍ وأحداثاٍ وعظات.. فكم من أناس قد ماتوا.. وكم من أطفال قد وضعوا في الحياة.. وكم من أناس قد تشقى.. كم أناس سعدوا فيه.. وكم من أناس قد حزنوا فيه.. فيه أطفال قد تيتموا ونساء قد ترملن!!

آلام تتقلب أفراحاٍ والعكس.. أحد يتمنى زوال يومه ليزول معه همه وغمه!.. وآخر يتمنى دوام يومه ليتلذذ بفرحه وسروره.. أعوام تمر على أصحابها كالأيام وأيام تمر على أصحابها كالأعوام.

مرت سنون بالوئام والهناء

                                    فكأننا وكأنها أيام

ثم أعقبت أيام سوء بعدها

                                    فكأننا وكأنها أعوام

حضر فلان وغاب فلان مرض فلان ودفن فلان.. وهكذا دواليك فسبحان الله ما أحكم تدبيره وما أجمل صنعه يعز من يشاء ويذل من يشاء ومن لم يعتبر بما جرى حوله فقد عين نفسه.

فيجب علينا أن نراجع أنفسنا أولاٍ مع الله ثم نقف مع أنفسنا وقفة محاسبة قبل أن نحاسب ونرى ماذا قدمنا في عامنا وما الذي يجب أن نحققه في عامنا الآتي فربما يفاجئنا الأجل ونحن في غفلة..

خالد يحيى الصايدي

Share

التصنيفات: نبض الشارع

Share