Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

ما يمكن أن نستفيده من درس الهجرة لوأد الفتنة¿!

أحداث التمرد في صعدة والحراك في الجنوب لم تكن إلا نتيجة لولاءات خارجية ينفذها العملاء في الداخل ويمولها الأعداء من الخارج.

ولم يتوان الساعون في تلك الفتن في أن يدعوا لأنفسهم الحق ولمطالبهم الأولوية.. ومايزالون يستعملون شعارات براقة تحاكي هموم وتطلعات أبناء اليمن.. إلا أنها جميعاٍ زائفة.. وهي كما يقال كلمات حق يراد بها باطل.. فمن أراد مصلحة البلاد فعليه أن يبني ولا يهدم وأن يحرص على جمع الكلمة والتئام الشمل وليس التفرق والانفصال ونحن على مشارف انتهاء عام وقدوم عام آخر حرصنا على التقاء بعض أهل العلم لنقف معهم وقفات حول تلك الأزمات:

وقفة محاسبة

الشيخ أحمد بن حسن المعلم عضو جمعية علماء اليمن ومستشار وزير الأوقاف والإرشاد قال في هذه المناسبة: مضى عام من عمر هذه الأمة وقد جرى فيه الكثير من الأحداث والأحوال على مستوى كل فرد وعلى مستوى الشعب اليمني بأكمله ولا شك أن ما جرى هو حصاد لما غرسته أيدينا وكل عامل سيحصد ما عمل.. والواجب أن نعتبر لما جرى وأن نعيد حساباتنا فننظر إلى الأسباب التي أثمرت الخير فنحافظ عليها وننميها ونزيد منها ثم ننظر إلى الأسباب التي أثمرت خلاف ذلك فنعمل على تلافيها والبعد عنها واستبدالها بأسباب تثمر الخير.. وتوصل إليه وتسهم في رقي هذه الأمة وسعادتها وأمنها واستقرارها.

وفي نظري أن ما أصابنا من بلاء ومصائب فإنه بسبب بعدنا عن الله وانحرافنا عن سبيله وعلينا أن نتوب إلى الله ونصطلح معه ونسعى في مرضاته على كافة المستويات بحيث نحكمه في سائر شؤوننا على مستوى الفرد والجماعة ثم لا نجد في أنفسنا حرجاٍ مما قضى ونسلم تسليماٍ كاملاٍ.

فتنة المتمردين

وإني أوجه رسالتين إلى عموم الشعب اليمني والقوى السياسية الأولى حول التمرد في صعدة وأن هذا الأمر ليس مسألة سياسية تؤخذ في السياق السياسي مقطوعة عن حقيقتها العقائدية والطائفية بل هي بالنسبة للمتمردين مسألة عقائدية مذهبية يراد بها مواجهة ما عليه جماهير أهل هذه البلاد والانحراف بهم عن المنهج الصحيح منهج الكتاب والسنة وما كان عليه الصحابة وسلف الأمة.

أيضاٍ يراد بتلك الفتنة إشاعة العقائد المنحرفة المخالفة للكتاب والسنة وإشاعة البغضاء والكراهية لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. يدفع إلى ذلك ولاءات عرفت بعدائها لأهل السنة من المسلمين وللعرب على وجه الخصوص وبالتالي فإن النظر إليها النظرة الحزبية والسياسية المقطوعة عن التاريخ وعن الدين ستكون نظرة خاطئة ذات نتائج وخيمة على الأمة.

وعلى الجميع أن ينظروا إليها النظرة الصحيحة ويقفوا منها الموقف الذي يفرضه الدين وتقتضيه مصلحة البلاد والعباد.. وهو القضاء عليها وعدم تمكينها من الرسوخ في هذه الأرض المباركة.

فتنة الحراكيين

أما الرسالة الثانية فهي حول الحراك في الجنوب وإني أنصح بأن توجه هذه الجهود – جهود الحراكيين – للبناء وترسيخ الوحدة ومحاربة الفساد والظلم بشكل دقيق ومحدد وأن تتحد الجهود ويجتمع الناس على ذلك والكل يطالب بهذا المطلب وهو ليس مطلب محافظة معينة من المحافظات.

وأن نعلم أيضاٍ أن كل محاولة لتشتيت شمل الأمة وتفريق أبناء الوطن الواحد إنما هي خدمة لأعداء الأمة والوطن.

في المقابل أقول للدولة والقيادة السياسية إن غياب المبادرة والتضافر لتلبية المطالب »الصحيحة والحقيقية« والتسويف أو الوعود التي لا ثمرة لها هي من أهم الأسباب التي تجعل الناس يلتفون حول الداعين إلى الانفصال.. فليبادر المخلصون إلي إيجاد الحلول والمعالجات الصحيحة والناجعة..قبل أن يتحول الوضع إلى الأسوأ وعند ذلك سوف ندفع أضعاف أضعاف ما يمكن أن ندفعه الآن..وقد لا نتمكن من الحل..

الشعور بالمسؤولية

وفي الأخير أتمنى أن يكون العام القادم عاماٍ حافلاٍ بالتغير في التفكير وفي السياسات والأداء وأن يكون عام جد واجتهاد وأن لا يمضي بأخذ الأمور دون مسؤولية وأن يستشعر كل منا المسؤولية التي على عاتقه..

أما الدكتور علي الأهدل أستاذ الثقافة الإسلامية والفقه وأصوله المشارك جامعة صنعاء فيقول: أما الفتن فهي موجودة وقد يرسلها الله للتذكير وما يحدث في اليمن هو حقيقة تذكير لنا حتى نقف عندها ونتوب ونرجع.

وهؤلاء الذين يقومون بالفتن عليهم أن يتركوها ولا يتمادوا فيها ولن يكون هناك ازدهار أو تقدم في البلاد إلاِ إذا تكاتفنا جميعاٍ.

وعلى الحكام والمسؤولين في البلاد الإسلامية أن يتقوا الله ويتصالحوا مع شعوبهم وأن يقدموا الخير للأمة وأن يبذلوا من أجل ذلك جهدهم ولهم عبرة في عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قيل له »عدلت فأمنت فنمت«.

نسأل الله أن تكون هذه السنة بداية خير على الأمة الإسلامية والعربية وما نراه من مشاكل وفتن في حياة الأمة لعلها تكون فرصة للمراجعة..

Share

التصنيفات: نور على نور

Share