Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

درء ثقافة‮ ‬التعود السلبي

حافظ مصطفى علي
‬لا تكفي‮ ‬النوايا الحسنة والخطب الرنانة والحماسية الدينية منها والوطنية‮ ‬كي‮ ‬يتعود الناس الحصول على حقوقهم الطبيعية كمواطنين‮ ‬‮ ‬والنقطة الأساسية في‮ ‬ذلك هي‮ ‬التعود‮ ‬التعود على السكوت وعدم طرق أبواب القانون في‮ ‬حالة إهدار الحقوق‮ ‬التعود على قبول الأحكام الظالمة والتذرع بقيم الصبر والقبول بالقدر‮ ‬التعود على الخوف من مقارعة الباطل‮ ‬التعود على صور الظلم الاجتماعي‮ ‬تتكرر بوضوح دون مؤازرة‮.‬
إن هذا التعود‮ ‬يتيح للبغي‮ ‬أن‮ ‬يستمر ويتيح انتشار ثقافة الشعور بالغبن واللاعضوية لدى المواطن‮ ‬لأن الله جِبِلِ‮ ‬عبيده على عدم قبول الظلم‮ ‬جبلهم أيضا على الصبر ولكن على مضض‮ ‬فجعل سبحانه وتعالى الناس‮  ‬يحتكموا إلى قوانين مستوحاة من روحه الإلهية‮  ‬وضمنها رسالاته السماوية وأتاح لأهل الذكر من الناس الاجتهاد بما كسبوا من علم‮ ‬وذلك لخلق حالة من الرضا والتعاون على بناء الأوطان والمجتمعات‮ ‬فاذا نظرنا من حولنا سنجد قضايا ما كان‮ ‬يجب عليها أن تستمر‮ – ‬كمرض مزمن‮ – ‬لولا التعود على الظلم من قبل الظالم والمظلوم على حد سواء‮ ‬بدليل‮ ” ‬الجمعية السكنية في‮ ‬منطقة الحتارش‮ ‬وقضايا الجمعيات السكنية في‮ ‬عموم الوطن‮”‬‮ ‬أليس لهذه الجمعيات خطط‮  ‬لتأوي‮ ‬الالآف من الأسر اليمنية ولترفع عن كاهل الشباب عبء الإيجارات¿ أليس الوقوف والانتصار لمن أهدرت حقوقه مقصداٍ‮ ‬وطنيا أخلاقيا قانونيا بامتياز¿ ويؤمن حياة عادلة لأولادنا من بعدنا‮ ‬مادام الأمر كذلك بماذا نفسر السنوات الطوال العجاف للحصول على هذا الحق الذي‮ ‬كفله الدستور والقانون¿ ولكن إذا ما نظرنا إلى الأمر من زاويته الإيجابية سنجد أن تأسيس هذه الجمعيات‮ ‬يعد انتصاراٍ‮ ‬أوليا للحق وخطوة عملية لمجاهدة النفس المتعودة والمتعايشة مع الظلم ولكن على مضض‮ ‬وقس على ذلك في‮ ‬ما‮ ‬يخص الجمعيات الأخرى مثل جمعيات حماية المستهلك‮.. ‬إن مثل هذه الجمعيات في‮ ‬البلدان التي‮ ‬تنتهج سياسة السوق تخلق توازنا طبيعيا بين ما‮ ‬يجب أن‮ ‬يكون وما هو كائن‮ ‬وليس مطلوبا منا بعد تأسيسها إلا‮ ‬التعود على التمسك بالحقوق من خلالها والالتفاف حولها ومؤازرتها على قاعدة القانون‮ ‬الأمر الذي‮ ‬من شأنه تحفيز أجهزة السلطة التنفيذية كالشرطة في‮ ‬حمايه حقوق أراضي‮ ‬الجمعيات وغيرها من أراضي‮ ‬المواطنين‮ ‬‮ ‬وكالبلدية في‮ ‬فحص كافة السلع في‮ ‬بقالاتنا عبر مختبرات الصحة العامة دون انتظار بلاغ‮ ‬من أحد عن وجود سلع تالفة أو عدمه‮ ‬إن تفعيل دور الجمعيات‮ ‬يعد الحجر الأساس لتفعيل ثقافة الوعي‮ ‬بالقانون وتنشيط الدور الرقابي‮ ‬والنقابي‮ ‬للمواطنين وتأسيس ملامح حقيقية للمجتمع المدني‮ ‬القائم على احترام عضوية الفرد والدفاع عن حقوقه‮ ‬فالعياذ بالله من شر التعود واستفحال‮ ( ‬المضض‮) ‬إلى حالة متوطنة‮..

Share

التصنيفات: منوعــات

Share