Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

التسامح والتهاون شجع على تكرار الجرائم‮!!‬

محمد عبدالرحمن المجاهد
‬كثيرا ما تحدث ويتحدث الناس في‮ ‬تجمعاتهم أو مقايلهم‮ ‬وكثيرا أيضا ما تكتب المقالات في‮ ‬الصحف وعبر مختلف الوسائل الإعلامية مطالبين بضرورة وأهمية إثبات وفرض هيبة الدولة وهيمنتها على عامة الناس وخاصتهم‮ ‬حتى تستقيم الأمور ويعم الأمن والأمان وتستقر حياة الناس دون خوف أو قلق‮.. ‬وذلك من خلال فرض القانون ودستور البلاد وتطبيقهما على كل الناس‮ ‬كبيرهم قبل صغيرهم وغنيهم قبل فقيرهم‮ ‬فلا تمايز لأحد أبدا‮ ‬لأنهم بحكم الشرع الإسلامي‮ ‬وبنظر القانون والدستور سواسية كأسنان المشط‮ ‬أما إذا مورست الانتقائية في‮ ‬المعاملة والتنفيذ فلا شريعة ولا قانون ولا دستور‮ ‬ولا هيبة ولا هيمنة للدولة أبدا‮ ‬فبسبب ذلك حدثت ومورست الاختطافات وقطع الطرق وحدثت فتنة الحوثيين الظلاميين وكان ما‮ ‬يسمى بـ(الحراك‮) ‬في‮ ‬عديد من المناطق اليمنية والتي‮ ‬آخرها ما‮ ‬يحاول أن‮ ‬يقوم به بعض الناس في‮ ‬محافظة تعز‮.. ‬
فالسكوت عن الأخطاء ومداراتها أو التهاون بشأنها والتواطؤ في‮ ‬بعض الأحيان‮ ‬هو الذي‮ ‬شجع وأتاح للمشاكل والاختلالات أن تتفاقم وتزداد‮ ‬حتى صار من الصعوبة بمكان إنهاؤها إلا بجهود كبيرة وتضحيات جسيمة‮ ‬مع أنه لو‮ (‬وأعوذ بالله من كلمة لو‮) ‬تم الحسم والحزم وفرض هيبة الدولة وهيمنتها منذ البداية‮ ‬سواء تجاه عصابة الحوثيين ودعاة الانفصال من‮ ‬يسمون أنفسهم بالحراك‮ ‬وتجاه من‮ ‬يمارسون الاختطافات والتقطع‮ ‬أولا بأول وعند كل حالة وحادثة‮ ‬بالضرب بيد من حديد تحت شرعية الدستور والقانون لكنا خلصنا من كل تلك القضايا والإشكالات منذ زمن بعيد‮.. ‬
ولكن السلطة كما‮ ‬يظهر فضلت لغرض في‮ ‬نفس‮ ‬يعقوب أو لحكمة لا نعلمها أن تمارس التسامح والعفو تجاه الحوثيين‮ ‬حتى تهيأ لهم أن ذلك ضعف‮ ‬وهكذا عادوا وكرروا خمس مرات فتنتهم وتمردهم وحربهم ضد الدولة والوطن‮ ‬مع أن السلطة لو كانت حسمت الموقف ووأدت الفتنة حال بدايتها وظهورها لكانت وفرت على نفسها وعلى البلاد ما تعانيه وما‮ ‬يعانيه الوطن من خروج على الشرعية الدستورية والنظام الجمهوري‮ ‬ولما وجد أولئك المخربون المتمردون من‮ ‬يتجرأ على دعمهم أو تمويلهم وموالاتهم سواء في‮ ‬الداخل أو في‮ ‬الخارج‮.‬
ولكن التساهل وسياسة التسامح والمهادنة وغض الطرف عن كثير من الممارسات الخاطئة شجع آخرين على الحذو والاقتداء بعصابة الفتنة الحوثية ومتمردي‮ ‬صعدة‮ ‬ولهذا حدثت وتحدث العديد من الجرائم من قتل وتقطع واختطافات في‮ ‬مناطق متعددة من البلاد‮ ‬وبالذات بعض المحافظات والمناطق الجنوبية‮ ‬ذلك لأن السلطة أيضا تهاونت ولم تحسم الأمر منذ بدايته ومنذ حادثة القتل التي‮ ‬حصلت في‮ ‬منطقة‮ (‬جبر‮) ‬في‮ ‬الحبيلين‮ ‬أو منذ حادثة قتل المواطن العديني‮ ‬في‮ ‬لحج وغيره في‮ ‬العند والضالع‮ ‬مما أدى إلى تكرار الحوادث‮ ‬كان آخرها القتل والاعتداء الذي‮ ‬تعرض له بعض الجنود وهم ذاهبون لتقديم العزاء بأحد زملائهم‮.. ‬
وكيف لا تتكرر الحوادث إذا كان المجرم الذي‮ ‬قام هو وأولاده بالاعتداء والقتل في‮ ‬حادثة منطقة جبر في‮ ‬الحبيلين‮ ‬يعيش طليقا‮ ‬يسرح ويمرح دون خوف ولا وجل‮ ‬ويقال أنه‮ ‬يستلم راتبه شهريا حتى الآن‮ ‬ولم‮ ‬يحدث أن طورد أو اعتقل‮ ‬ولا ندري‮ ‬ماهو السر وراء ذلك ¿ هل هو خوف السلطة منه أو من قبيلته¿ أم أن هناك ضغوطاٍ‮ ‬قاهرة عليها من جهات تحمي‮ ‬ذلك المجرم¿ أم أن ما تقوله وتدعيه بعض الصحف وبالذات صحف المعارضة حول ذلك الحادث صحيح لا مراء فيه¿ فتلك الصحف تدعي‮ ‬أن السلطة هي‮ ‬وراء ذلك المجرم وأنها هي‮ ‬التي‮ ‬دفعته لأمر ما لارتكاب جريمته‮.. ‬
مع أن ذلك القول والادعاء لا‮ ‬يمكن أبدا أن‮ ‬يكون صحيحا ولا معقولا‮ ‬إلا إذا كان من‮ ‬يحكمون البلاد زمرة من عصابات الإجرام‮ ‬وحاشا لله أن‮ ‬يكونوا كذلك‮ ‬وإلا فعلى الدنيا السلام‮ ‬فالأمر لا‮ ‬يعدو أن‮ ‬يكون تساهلاٍ‮ ‬أو تهاوناٍ‮ ‬أو قصوراٍ‮ ‬من بعض الجهات الأمنية المختصة‮ ‬أو خشية من أن‮ ‬يحدث الحزم والقبض على ذلك المجرم في‮ ‬قضية منطقة‮ (‬جبر‮) ‬رد فعل من جهات تتحين الفرص لتجعل من المجرمين أبطالاٍ‮ ‬وسجناء رأي‮ ‬إلا أن هذا الأمر لا‮ ‬يصح التهاون فيه ولا‮ ‬غض الطرف عنه‮ ‬انطلاقا من الحرص على أمن الوطن والمواطن وعلى هيبة الدولة وهيمنتها المستندة على شرعيتها الدستورية والقانونية‮.. ‬
فلا‮ ‬يصح أن تداري‮ ‬السلطة أحداٍ‮ ‬أو تخضع لأية ضغوط من أية جهة‮ ‬وعليها أن تفِعل أجهزتها الضبطية والأمنية والعسكرية أيضا للقضاء على كل من‮ ‬يحدث فتنة أو إقلاقا أو إزعاجا لأمن الوطن والمواطنين تكون نتائجه إضعاف لسلطة الدولة وهيمنتها القانونية والدستورية‮ ‬وإلا‮ ‬فالعاقبة وخيمة وستستفحل الأمور ولن تصلح بعد ذلك إلا‮ ‬بضحايا وتضحيات جسيمة‮ ‬غالية‮ ‬كما هو حاصل الآن في‮ ‬صعدة وعمران وغيرهما‮.. ‬
فالوطن قد عانى كثيرا والشعب قدم كثيراٍ‮ ‬من الضحايا والتضحيات فلا تحملوه ما لا‮ ‬يطيق وفوق احتماله بسبب سياسة التسامح و(الطبطبة‮) ‬والتهاون والتواطؤ من بعض المتنفذين‮ ‬فالحزم والقوة والضرب بيد من حديد ضد الخارجين على القانون والدستور والثوابت الوطنية‮ ‬وعلى أيدي‮ ‬عصابات الإجرام في‮ ‬كل المناطق اليمنية‮ ‬هو الحل الأمثل والطريقة الصحيحة لقطع دابر الفتن والتقطع والاختطاف وقتل الأبرياء‮.. ‬
لأن من‮ ‬يتهاون أو‮ ‬يتواطأ ويتسامح ويغض الطرف تجاه أولئك المجرمين وعصابات الفتنة والتخريب والخطف والتقطع والقتل‮ ‬يكون مشاركا ضمنيا في‮ ‬أفعالهم‮ ‬عملا بالقول‮ (‬من رأى منكرا ولم‮ ‬يغيره فهو كفاعله‮) ‬ونحن لا نريد للسلطة أن تتهم بالسكوت عن الباطل ولا نريد أن تكون عاجزة عن حماية البلاد والعباد‮ ‬وندعو من الله لها بالتوفيق والسداد وأن‮ ‬يلهم حكامنا سبيل الرشاد إنه سميع مجيب‮..‬
يا متصدق بالمرق أهل بيتك أحق‮!!‬
من عجائب الأمور التي‮ ‬تتحفنا بها الأيام أن نقرأ عبر الصحف الرسمية أن السلطة ممثلة بالجهات المختصة بالكهرباء وقعت اتفاقية مع الحكومة الجيبوتية تقضي‮ ‬بمدها بالطاقة الكهربائية‮ ‬أي‮ ‬أن بلادنا هي‮ ‬التي‮ ‬ستزود جيبوتي‮ ‬بالكهرباء ولا ندري‮ ‬كيف سيتم الإمداد¿ إذا كنا نحن نعاني‮ ‬في‮ ‬كل محافظة ومدينة وحي‮ ‬وقرية من تعدد الانطفاءات‮ ‬يوميا‮ ‬حتى أصبحت أم المشاكل في‮ ‬البلاد‮..‬
والحال كذلك فمن أين سنمد جيبوتي‮ ‬بالكهرباء¿ إلا‮ ‬إذا كان هناك وفر كبير جدا في‮ ‬الطاقة الكهربائية‮ ‬ربما‮ ‬يكون ذلك ممكنا‮ ‬ولكن أليس‮ (‬جحا أولى بلحم كبشه‮) ‬وأليست البلاد وأبناؤها أحق بأي‮ ‬وفر من الكهرباء¿ بدلا من‮ (‬بعزقته‮) ‬على الآخرين‮ ‬والمثل‮ ‬يقول‮ (‬يا متصدق بالمرق أهل بيتك أحق‮) ‬فذلك الخبر الخاص بمد الكهرباء إلى جيبوتي‮ ‬صار لجميع المواطنين لغزا محيرا‮ ‬يطلبون من الجهات المختصة حله وتفسيره‮ ‬فكيف نعيش أزمة انطفاءات كهربائية متكررة‮ ‬يوميا وكيف سنمد الكهرباء إلى جيبوتي¿ افتونا أحسن إليكم‮..

Share

التصنيفات: منوعــات

Share