Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

توازن نفسي‮!‬

حسين محمد ناصر
‬عندما‮ ‬يزور أي‮ ‬منا مكتبة ما‮ ‬يجد من بين محتوياتها التي‮ ‬تزخر بها‮: ‬مؤلفات قديمة كْتبت قبل مئات السنين‮.. ‬وأقصد بالمؤلفات تلك التي‮ ‬تشتمل على آداب وعلوم تعبر عن واقع معاش أو تتنبأ بعالم آخر لم‮ ‬يكن‮ ‬يتصوره إنسان ذلك الزمان‮. ‬

ومن بينها ما ترجم عن لغات شعوب‮ ‬غير عربية‮ ‬تثبت حقيقة جلية تتمثل بسعة وعي‮ ‬ومعارف وعلم الأجداد الأدباء والفلاسفة‮.‬

وعندما‮ ‬يطلع المرء على بعض تلك الكتب‮ (‬المؤلفات‮) ‬يجد نفسه تلميذاٍ‮ ‬بليداٍ‮ ‬أمام كلماتها وعباراتها وأساليبها التي‮ ‬كانت‮ ‬غاية في‮ ‬الجمال‮ ‬وعميقة المعنى والهدف‮.‬

لا أعلم اليوم‮ ‬كم عدد أو ما نسبة من قرأ مثلاٍ‮ ‬من طلابنا الجامعيين أو من ذوي‮ ‬التخصصات الادبية‮ – ‬العلمية‮ – ‬المهنية‮ – ‬في‮ ‬مراحل أخرى‮ ‬الكتب الخاصة بـ(عبدالله بن المقفع‮) ‬أو‮ (‬ابن زيدون‮) ‬أو‮ (‬المتنبي‮) ‬أو‮ (‬ابن عبدربه‮) ‬وغيرهم الكثير من عمالقة الزمن القديم وكم منهم قرأ لـ(الزيات‮) ‬و(جبران‮) ‬و(طه حسين‮) ‬و(العقاد‮) ‬و(الجرادة‮) ‬و(نشوان‮) ‬و(البردوني‮)!!‬

الحقيقة أن في‮ ‬متون كتب الأجداد ما هو جدير بالافتتان به‮ ‬ومطالعته‮ ‬واستيعابه‮ ‬بعيداٍ‮ ‬عن السياسة‮.. ‬ها نحن نقدم مقتطفات من‮ (‬الأدب الصغير والأدب الكبير‮) ‬لـ(عبدالله بن المقفع‮) ‬تصلح لكل زمان‮ ‬وما أحوج قارئها للغوص في‮ ‬أعماق معانيها‮ ‬والأخذ بها وسيلاحظ القارئ كم كان‮ (‬ابن المقفع‮) ‬عليماٍ‮ ‬بطبائع الناس وتطلعاتهم ومشاعرهم في‮ ‬إطار ليس مجتمعه فقط ولكن مجتمعات أخرى توالدت وأتت بعده حتى‮ ‬يومنا هذا‮.‬

‮(‬1‮)‬

إذا سمعت من صاحبك كلاماٍ‮ ‬أو رأياٍ‮ ‬يعجبك فلا تنتحله تزيناٍ‮ ‬به عند الناس‮ ‬واكشف من التزين ما تجتني‮ ‬الصواب إذا سمعته وتنسبه لصاحبه‮.‬

واعلم أن انتحالك ذلك مسخطة لصاحبك وأن فيه مع ذلك عاراٍ‮ ‬وسخفاٍ‮ ‬فإن بلغ‮ ‬بك ذلك أن تشير برأي‮ ‬الرجل وتتكلم بكلامه وهو‮ ‬يسمع جمعت مع الظلم قلة الحياء وهذا من سوء الأدب الفاشي‮ ‬في‮ ‬الناس‮.‬

‮(‬2‮)‬

إن رأيت صاحبك مع عدوك فلا‮ ‬يغضبنك ذلك‮ ‬إنما هو أحد رجلين‮:‬

إن كان رجلاٍ‮ ‬من أهل الثقة فإن أنفع مواطنه لك أقربها من عدوك‮ ‬لشر‮ ‬يكفه عنك أو لعورة سترها منك‮ ‬أو‮ ‬غايته‮ ‬يطلع عليها لك‮ ‬فأما صديقك فما أغناك أن‮ ‬يحضره ذو ثقتك‮.‬

وإن كان رجلاٍ‮ ‬من‮ ‬غير خاصة إخوانك‮ ‬فبأي‮ ‬حق تقطعه عن الناس وتكلفه ألا‮ ‬يصاحب ولا‮ ‬يجالس إلا‮ ‬من تهوى¿‮!‬

‮(‬3‮)‬

احذر المراء واعرفه ولا‮ ‬يمنعنك حذر المرء من حسن المناظرة والمجادلة‮.‬

‮(‬4‮)‬

إذا تراكمت عليك الأعمال فلا تلتمس الروح‮ – ‬الراحة‮ – ‬في‮ ‬مرافضتها بالروغان‮ – ‬المداورة‮ – ‬منها فإن لا راحة لك إلا‮ ‬في‮ ‬إصدارها وإن الصبر عليها هو الذي‮ ‬يخففها عنك وإن الضجر منها هو‮ ‬يراكمها عليك‮.‬

‮>>>‬

إلى الاستاذ/عباس الديلمي

برنامجكم الإذاعي‮ (‬على ضفاف النغم‮) ‬بحاجة ماسة إلى مستشار‮ ‬يغذيك بمعاني‮ ‬الكلمات الشعبية الدارجة‮ ‬فلا‮ ‬يجوز أن تكون أنت المعد والمقدم والشارح والمجتهد‮.. ‬إلخ ومن خلال عدة حلقات استمعت إليها وجدت في‮ ‬شرحك لبعض الأبيات الشعرية أخطاء كثيرة ليس لعدم قدرتك على شرحها ولكن لأنك تجهل المعنى الشعبي‮ ‬الدارج لبعض كلمات الأغاني‮ ‬وخاصة الأغاني‮ ‬الحضرمية واللحجية والعدنية‮ ‬هذا أولاٍ‮ ‬أما ثانياٍ‮: ‬فقد سمعتك تقول‮: (‬خلوا جمالكمو‮ ‬يرعين في‮ ‬كبدي‮) ‬واستغربت أنك لا تفرق بين الجمل والناقة بالتذكير والتأنيث‮.‬

ثالثاٍ‮: ‬لماذا تصر على قول‮ (‬قصيطة‮) ‬بدلاٍ‮ ‬من‮ (‬قصيدة‮) ‬نحن نعرف ما تريد قوله أما المستمع العربي‮ ‬المتابع لبرنامجك فأنت تدري‮ ‬أنه لن‮ ‬يفهم ماذا تعني‮ ‬بذلك‮!..

Share

التصنيفات: الصفحة الأخيرة

Share