Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

أكاديميون‮: ‬هذه هي‮ ‬أسباب تردي‮ ‬وترهل الصحافة اليمنية

‬أكثر من‮ ‬300‮ ‬مطبوع صحافي‮ ‬والنسبة الأعظم منها لا تمتلك رؤية واضحة أو هدفاٍ‮ ‬محدداٍ‮ ‬كما أنها لا تلتزم بمعايير صحافية حقيقية والسبب‮ ‬يكمن في‮ ‬عدم وجود إشراف مهني‮ ‬من ذوي‮ ‬الاختصاص‮ ‬أي‮ ‬أن هكذا صحف لم تؤسس على أساس علمي‮ ‬ومنهجي‮ ‬إنما على أسس تجارية ودعائية بحتة‮!!‬

وفي‮ ‬سطور هذا الاستطلاع سرد عدد من الأكاديميين المهتمين بالشأن الإعلامي‮ ‬عددا من الأسباب التي‮ ‬أدت إلى تدهور وترهل الصحافة اليمنية ولم‮ ‬يكتفوا بذلك بل طرحوا حزمة من الحلول الهامة والضرورية لتطبيب جراح صحافتنا في‮ ‬الوقت الراهن فإلى الحصيلة‮:‬

 

استطلاع‮/ ‬رجاء عاطف

 

‮ ‬في‮ ‬البدء‮ ‬يقول الدكتور‮ »‬محمد سعيد مقبل‮« ‬نائب العميد لشؤون الطلاب في‮ ‬كلية الإعلام‮: ‬أن زيادة عدد الصحف‮ ‬يوماٍ‮ ‬عن‮ ‬يوم حكمها واقع التعددية الحزبية والحرية الصحافية وهي‮ ‬مسألة إيجابية لتعدد الصحف والآراء ووضع وجهات نظر مختلفة‮.. ‬ويرى أن السبب في‮ ‬عدم تخصصية هذه الصحف هو أن صحافتنا لا تلتزم بمعايير صحافية حقيقية لعدم وجود إشراف مهني‮ ‬أو لا توجد لوائح وقوانين تعمل على جعل هذه الصحف تقوم بتطوير نفسها وأن كثيراٍ‮ ‬من الصحف تصدر منذ زمن وهي‮ ‬نفس تلك الصحف من ناحية الإخراج الصحافي‮ ‬أو المضمون‮ ‬فلا‮ ‬يوجد تطور فيها‮ ‬ونحن نعلم أن الصحف تعكس واقعاٍ‮ ‬والواقع لابد أن‮ ‬يكون مبنياٍ‮ ‬في‮ ‬مضامينه على أدلة وبراهين عند مناقشة أي‮ ‬موضوع من الموضوعات‮.‬

وأضاف مقبل‮: ‬بالنسبة للمادة الصحافية فإننا سنجد‮ ‬غياباٍ‮ ‬كاملاٍ‮ ‬أو شبه كامل للفنون الصحافية وتلك الصحف لا‮ ‬يوجد فيها إلا ما قل من ريبورتاجات واستطلاعات وتحقيقات من الفنون الصحافية المعروفة‮ ‬حتى وإن وجدت بعض من هذه الفنون فهي‮ ‬ناقصة في‮ ‬مفهومها وذلك لقصور الفهم لدى القائمين على تلك المؤسسات أو ربما لعدم جدية وضع تلك الفنون في‮ ‬موضعها الصحيح‮.‬

وأوضح الدكتور مقبل‮: ‬مثلاٍ‮ ‬عند القيام بعمل تحقيق صحافي‮ ‬أو ريبورتاج صحافي‮ ‬في‮ ‬كثير من الأحيان‮ ‬يتم الحديث عن وجهة نظر واحدة ولا‮ ‬يؤخذ الموضوع بشكله الكامل حتى‮ ‬يخرج التحقيق بخلاصة ووضع مقترحات وحلول للقضية‮.‬

صحافة دعائية لا مهنية‮!‬

ويشير محمد سعيد إلى أن كثيراٍ‮ ‬من الصحف تستخدم المانشيتات فقط لجذب القارئ والمضمون‮ ‬يختلف عما هو موجود في‮ ‬المانشيت وبعضها‮ ‬يتجاوز حدود الدعاية أو الحديث عن موضوع ما‮ ‬بحيث تكون‮ ‬غير واقعية في‮ ‬طرحها وكل ذلك‮ ‬يجعلنا نبتعد تدريجياٍ‮ ‬عن المضمون الفعلي‮ ‬للصحافة‮.‬

وفي‮ ‬ما‮ ‬يتعلق بشكل الصحف التي‮ ‬تصدر قال‮: ‬إن هناك صحفاٍ‮ ‬لها‮ ‬20‮ ‬أو‮ ‬30‮ ‬سنة وصحفاٍ‮ ‬تأسست ما قبل استقلال المحافظات الجنوبية من الاستعمار البريطاني‮ ‬وعادت من جديد وصحفاٍ‮ ‬أخرى لا‮ ‬يوجد بها تحسن في‮ ‬الشكل أو الإخراج ونحن نعرف أن هناك مدارس في‮ ‬الإخراج الصحافي‮ ‬ولها استحداثات وتطبق على مستوى العالم ككل‮ ‬وإذا بحثنا هنا عن صحيفة تطبق إحدى هذه المدارس فلن نجد لأن عملنا في‮ ‬هذا المجال عشوائي‮.‬

ويرى بأن السبب في‮ ‬عدم وجود مخرجين صحافيين وليس سوى فنيي‮ ‬إخراج مارسوا عمل الإخراج إما عن طريق التقليد أو عن طريق توزيع المادة كيفما كانت ولا‮ ‬يوجد لدينا مخرجون درسوا الإخراج كعلم وطبقوه كمهنة وهناك فرق بين أن تكون مخرجاٍ‮ ‬صحفياٍ‮ ‬أو فني‮ ‬إخراج‮.‬

وأردف نائب العميد‮: ‬أن الزيادة المطردة في‮ ‬أعداد المطبوعات الصحافية تعود إلى القارئ نفسه والمستوى الثقافي‮ ‬لديه وهو الذي‮ ‬يحدد نوعية الصحيفة التي‮ ‬يقرأها والصحيفة هي‮ ‬التي‮ ‬تفرض عليه إما شراءها أو لا وهل هي‮ ‬تلبي‮ ‬رغبات القارئ واحتياجاته في‮ ‬المعلومات أم العكس‮.‬

ويرى أن كل ما‮ ‬يتعلق بتطوير الصحيفة من ناحية الإخراج الصحافي‮ ‬والمادة الصحافية والمضمون هو مسؤولية هيئة تحرير الصحيفة بدرجة أساسية أيضاٍ‮ ‬ويتطلع إلى نهوض وزارة الإعلام بدور في‮ ‬جانب وضع ضوابط لتطوير الشكل والمضمون لتغدو هذه الزيادة ظاهرة إيجابية في‮ ‬المجتمع‮.‬

غياب الرؤية والهدف

ومن جهة أخرى‮ ‬يرى الدكتور علي‮ ‬البريهي‮ – ‬أستاذ الإعلام بجامعة صنعاء‮ – ‬أنه من الإيجابي‮ ‬أن تزهر الصحافة اليمنية ولادة صحيفة بين فترة وأخرى ولكن من الملفت أن عدد القراء‮ ‬يقلون والسبب أن مضامين هذه الوسائل الصحافية لاتلبي‮ ‬الاحتياجات كما أنها لم تؤسس على أساس علمي‮ ‬ومنهجي‮ ‬وأن الساحة اليمنية تشهد انتشاراٍ‮ ‬للصحف واسعاٍ‮ ‬وكتابات مختلفة لكن هذه الصحف لا تمتلك رؤية واضحة وهدفاٍ‮ ‬موجهاٍ‮ ‬لتحقيق استراتيجية وطنية للبلد سواء على المستوى الصحافي‮ ‬الرسمي‮ ‬أو الأهلي‮.‬

ويقول البريهي‮: ‬أن هذه الزيادة المضطردة في‮ ‬أعداد الصحف لو كانت في‮ ‬بلد آخر لكانت ظاهرة إيجابية لأن تلك المجتمعات متخلصة من حالة الأمية ونحن ننشط باتجاه عكسي‮ »‬زيادة في‮ ‬عدد الإصدارات الصحافية مع نسبة أمية عالية‮« ‬بمعنى أن الصحافة المطبوعة لا تقرأ من عدد واسع أو شريحة من الناس‮!!‬

وأضاف‮: ‬أن الزيادة في‮ ‬الصحافة المطبوعة هو إدراك المعنيين بالشأن السياسي‮ ‬أنها‮ ‬غير مؤثرة لأن الناس أميون ولذلك سمحوا لنا بالتعدد وكان الأحرى أن‮ ‬يكون هناك سماح في‮ ‬وسائل الإعلام الأخرى كالتلفزيون حتى تحقق أثراٍ‮.‬

وقال البريهي‮ ‬أن الساحة اليمنية زاخرة بالإعلاميين والإعلاميات ولكن من‮ ‬يقومون بالعمل الإعلامي‮ ‬ليس لهم علاقة بالتخصص فصحيح أن التنوع إيجابي‮ ‬لكن‮ ‬يرافقها طرف سلبي‮ ‬هو أن المتخصصين لا‮ ‬يديرون هذه المؤسسات لهذا‮ ‬يجب أن تتطور المهن العلمية والأكاديمية بما تلبي‮ ‬هذه الاحتياجات وأن‮ ‬ينعكس هذا التحرر في‮ ‬وسائل الإعلام المطبوعة على الوسائل المرئية والتلفزيونية والإذاعية وأن تكون هناك مهنية وأهداف واضحة وعمل مقنن وهادف وكذلك وجود صحافة متخصصة تتطرق للمهنية وأيضاٍ‮ ‬استيعاب القائمين على العمل الإعلامي‮ ‬أولاٍ‮ ‬وأن‮ ‬يقوموا على إدارة هذه المؤسسات الإعلامية المتخصصة‮.‬

كم بلا كيف‮!‬

ويرى الدكتور خالد الصوفي‮ ‬رئيس وحدة التسويق بكلية الإعلام أن الزيادة ظاهرة ايجابية في‮ ‬مجتمع لايزال ديمقراطياٍ‮ ‬وكما أنها زيادة صحية ليست عيباٍ‮ ‬ولكن الزيادة إذا لم ترتبط بالمضمون تصبح إهداراٍ‮ ‬للمال وللإمكانيات ويرى أنه إذا وجهت هذه الزيادة للثلاثمائة مطبوع بأنها ستعمل قفزة نوعية في‮ ‬الثقافة الشعبية والثقافة المجتمعية وكذلك في‮ ‬التوعية لمختلف المجالات وستعبر تعبيراٍ‮ ‬أفضل عن الديمقراطية بمعنى أن تخصص هذه المطبوعات لكل الفئات بالمجتمع ما بين مطبوعات صحافية وثقافية وسياحية وصحافة نوعية متخصصة فستنشر الكثير من المضامين التي‮ ‬تحتاجها الدولة والمجتمع في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬لانزال فيه كبلد نامُ‮ ‬نسعى إلى أن نصبح دولة ديمقراطية بكل ما تعنيه الكلمة‮.‬

ويقول الصوفي‮: ‬إذا قرأنا هذا الرقم‮ »‬300‮ ‬مطبوعة‮« ‬قراءة مجردة لوجدنا أنه رقم إيجابي‮ ‬وليس سلبياٍ‮ ‬ولكن في‮ ‬النهاية سنبحث عن مضمون وإذا ركز المضمون في‮ ‬هذه المطبوعة فهذا سيكون جيداٍ‮ ‬للمجتمع وهذا‮ ‬يدل على الفهم عند الناس وعند المثقفين ومن زيادة المطبوعات نجد هناك فعلاٍ‮ ‬عدم وجود وقلة مطبوع والدليل أنها ازدادت الآن بهذا الكم‮.‬

وأوضح الدكتور خالد‮: ‬أنه مهما كانت الأخطار أو إذا كان هناك وراء هذه المطبوعات جهات تمول لأغراض شخصية أو لأغراض ما لكنها في‮ ‬النهاية ستعزز صحافة ومطبوعات مستقبلية ولن‮ ‬يبقى في‮ ‬الساحة اليمنية والساحة الثقافية إلا‮ ‬المطبوع الذي‮ ‬يؤدي‮ ‬هدفاٍ‮ ‬ووظيفة جيدة‮.‬

لن نقتنع بمطبوع جيد أو سيئ إلا‮ ‬من خلال مضمونها وخطابها الذي‮ ‬يعكسه هذا المطبوع فإذا كان هذا المضمون لا‮ ‬يرقى إلى مستوى التحدي‮ ‬ليواجه المجتمع أي‮ ‬أن تناوله سطحي‮ ‬أو الصحافة والمطبوعات تحولت لديه إلى سلعة تجارية‮.. ‬فبالتالي‮ ‬سيظل آو ستستمر المطبوعة السيئة شهرا أو شهرين أو سنة وفي‮ ‬النهاية ستنتهي‮.‬

ميثاق الشرف

وأشار رئيس وحدة التسويق إلى أنه من المفترض الالتزام بميثاق شرف صحافي‮ ‬وكما‮ ‬يجب أيضاٍ‮ ‬تفعيل دور كلية الإعلام وأقسام الإعلام في‮ ‬الجامعات اليمنية بتزويدها بالكوادر الأكاديمية الجيدة والكوادر التي‮ ‬تعي‮ ‬متطلبات المجتمع واحتياجاته في‮ ‬المرحلة القادمة وأن تكون مخرجات هذه الكليات والأقسام قادرة علي‮ ‬استيعاب هذه المتطلبات بالإضافة إلى تثقيف المجتمع والبلد بالأبعاد الإيجابية والسلبية لوجود مطبوع أو وسيلة إعلامية فمن خلال هذه المقومات ربما نخرج بمجموعة من هذه المطبوعات الموجودة في‮ ‬الساحة اليمنية ويكون لها دور فاعل على مستوى النهضة والتنمية في‮ ‬المجتمع وفي‮ ‬أي‮ ‬مجتمع‮ ‬يوجد إيجابي‮ ‬وسلبي‮ ‬وبالتالي‮ ‬لن‮ ‬يبقى في‮ ‬السوق إلا الذي‮ ‬يرضى عنه القارئ أو من‮ ‬يقدم رسالة تفيد المجتمع‮.‬

وفي‮ ‬الأخير لا قانون صحافة ولا محكمة تستطيع أن توقف هذا إلاِ‮ ‬بوجود ميثاق شرف صحافي‮ ‬ووازع الضمير داخل الصحافي‮ ‬لهذا ندعو من خلال الكليات ومن خلال نقابة الصحافيين أن تعمل دورات تدريبية ومن خلال المطبوعات تزرع المهنية لدى الصحافي‮ ‬ولمعرفة من هو الصحافي‮ ‬وليس الصحافي‮ ‬هو خريج كلية الإعلام بل هو من‮ ‬يلتزم بمعايير أخلاقية في‮ ‬الصحافة ومن‮ ‬يعبر عن قضايا الناس في‮ ‬الشارع وهو من‮ ‬يجعل همه الأول والأخير المجتمع وقضاياه وليس القضايا والمماحكات الشخصية‮..

Share

التصنيفات: منوعــات

Share