Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

شخصنة الخطاب الإعلامي

‬مازال خطابنا الإعلامي‮ ‬عبر الصحف الحكومية والأهلية والحزبية على حد سواء خطابا مشخصنا أي‮ ‬أنه‮ ‬يتوجه بالنقد اللاذع‮ ‬للأشخاص مركزا على انتماءاتهم أو الأسرية أوالمناطقية والحزبية أكثر من تركيزه على أفعالهم والسياسات والممارسات التي‮ ‬يتخذونها وخاصة إذا كانوا في‮ ‬مراكز اتخاذ القرار‮.‬
وغالبا ما‮ ‬ينحرف الخطاب الإعلامي‮ ‬عن مساره الصحيح في‮ ‬النقد الموضوعي‮ ‬البناء الذي‮ ‬يتعرض للسلبيات والايجابيات على حد سواء‮ . ‬ويتحول إلى خطاب ناري‮ ‬يأكل الأخضر واليابس‮ ‬ولا‮ ‬يراعي‮ ‬أخلاقيات المهنة‮.‬
ويتجلى ذلك في‮ ‬كثير من الموضوعات التي‮ ‬تلقي‮ ‬التهم جزافا‮ ‬وتكيل الشتائم على شخصيات معينة‮ ‬‮ ‬ولا تركز في‮ ‬محاكمتها لتلك الشخصيات على صفحات الجرائد على السياسات والممارسات السلبية لتلك الشخصيات من حيث مخالفتها للأنظمة والقوانين واللوائح ولكنها تولي‮ ‬اهتماما كبيرا لأصول تلك الشخصيات‮ ‬وتنقب في‮ ‬تاريخها‮ ‬‮ ‬وتقوم بعملية تحليل نفسي‮ ‬لتلك للشخصية من منظورها الخاص دون أن تكون مستوعبة لأصول التحليل النفسي‮.‬
ولست أدري‮ ‬إلى متى ستظل صحفنا مجالا خصبا لتصفية الحسابات الشخصية في‮ ‬الأساس‮ ‬وتبعد عن مناقشة القضايا المجتمعية دون شخصنتها‮. ‬فحين تقوم بعض الصحف بشن حملة صحفية ضد شخصية ما‮.
فكم من موضوعات تنشر تباعا على صفحات الجرائد اليومية والأسبوعية تفوح منها روائح كريهة‮ ‬‮ ‬فيها قذف وسب واضح لشخصيات في‮ ‬مواقع اتخاذ القرار‮ ‬ولا نوليها اهتماما رغم خطورتها على المدى القريب والبعيد‮.
كأن تتهم بعض الصحف شخصا ما‮ ‬بالعمالة أو الخيانة العظمى أو بأنها أي‮ ‬الشخصية موضوع الحملة ضد النظام الجمهوري‮ ‬و الوحدة الوطنية دون أن‮ ‬يكون لديها دليل مقنع‮ ‬ودامغ‮ ‬في‮ ‬هذا الشأن‮.‬
ولست هنا بصدد الدفاع عن شخصية ما‮ ‬بقدر ما أثير هذه الإشكالية المهنية التي‮ ‬تعاني‮ ‬منها صحافتنا حيث لا تلتزم بآداب وأخلاقيات المهنة‮. ‬
فلو أجرينا دراسات علمية للمضامين الصحفية‮ ‬‮ ‬وذلك لنتعرف على مدى التزامها بأداب مهنة الصحافة وأخلاقيتـها سواء ما أكدت علـيه الدساتير والتشريعات والقـوانين الدولـية أو العربيـة أو المحـلية سيتضح لنا بما لا‮ ‬يدع مجالا للشـك أن صحافتنا تشخصن الخطابات الإعلامية بدرجة كبيرة‮. ‬‮ ‬ولذلك‮ ‬ينبغي‮ ‬أن تركز بحوثنا الإعلامية على هذا الجانب أي‮ ‬المتعلق بكيفية الكتابة الصحفية الملتزمة بالقيم والتشريعات والقوانين السائدة لأن المخالفات الفاضحة للتـشريعات ولقـانون الصحافة ستؤثر سلبا على سـمعة الصــحافة وقدســيتهاـ وهيبــتها كســلطة رقابية‮.

samiaagbary@hotmail.com

Share

التصنيفات: منوعــات

Share