Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

الثورة وثقافة المحبة

نــور باعباد
‬لما كانت شوارع عدن حزينة ومتحفزة لغد أفضل وهو ما أبرزته إلى السطح ثورة ‮٤١ ‬أكتوبر الأبية التي‮ ‬انطلقت من قمم جبال ردفان ضد طائرات الاحتلال البريطاني‮ ‬الجاثم على الأرض اليمنية لأكثر من مائة عام وهي‮ ‬تحاول‮ »‬الطائرات‮« ‬قتل الثوار وهم عزل‮ ‬يقارعون وجوده حتى تحقق النصر عشية الـ‮٧٢ ‬من نوفمبر ‮٧٦٩١‬م وقد تفيأ شعبنا ونعم بظلال الحرية وليبرز إلى الوجود في‮ ‬نوفمبر ‮٧٦٩١‬م اسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ثم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية‮ ‬‮ ‬كانت القلوب والأفكار مشرئبة نحو حلم توحيد الوطن عشية ‮٢٢ ‬مايو ‮٠٩٩١‬م وكان الله مع شعبنا‮ ‬فهو أرق قلوباٍ‮ ‬وألين أفئدة ويكفي‮ ‬أبناء شعبنا فخراٍ‮ ‬أنهم هم صانعو وشاهدو هذا المنجز الذي‮ ‬لم‮ ‬يبخلوا بدمائهم ليتحقق‮.‬
إن ‮٦٤ ‬عاماٍ‮ ‬ليست بفترة طويلة في‮ ‬حياة الشعوب ليصار إلى القضاء على كل عوامل التخلف والجهل التي‮ ‬أفضت إلى قيام الثورة‮ ‬وليس الأمر مقصوراٍ‮ ‬باستمرارية وبقاء الحال على ما هو عليه وليست الثورة هي‮ ‬عصا موسى فنحن البشر اليمانيين أيضاٍ‮ ‬أفراداٍ‮ ‬وحكومات متعاقبة ثم أحزاباٍ‮ ‬وتنظيمات سياسية ما زلنا نمارس أدواراٍ‮ ‬نمطية إما في‮ ‬صحف الحاكم الذي‮ ‬يتمترس خلف كل منجز واما في‮ ‬صف المعارضة الذي‮ ‬لا نرى إلا الجوانب السلبية وتتخلى حتى عن المنجزات وكأنها تقر بأنها للحاكم‮ – ‬الدولة وصارت الوحدة فرزاٍ‮!!!‬
كما أن النشاط التنموي‮ ‬السائد‮ ‬يسير في‮ ‬اتجاه نمطي‮ ‬فهو‮ ‬يحمل العملية التنموية كل الأدوار والمهام التنموية ولا‮ ‬يبحث ويستوعب التطور لمهام وأدوار تنموية للبشر مما‮ ‬يكرس نمطية تنموية وحالة من اللامبالاة تصل إلى العنف والإهمال لدور الفرد وأنه تجاه التنمية والحال نفسه‮ ‬يمتد إلى مختلف منجزات الثورة سواء الرابع عشر من أكتوبر أو السادس والعشرين من سبتمبر والتباكي‮ ‬على الماضي‮ ‬والأمر سيان لهذين الحدثين أو الحدث الأكبر وهو الوحدة المباركة‮.. ‬أياٍ‮ ‬كانت معاناتنا اليوم واستياؤنا من تلك المعاناة التنموية والسياسية للسلطة الحكومية إلا أن المنجزات الوطنية الثورية التحررية ثوابت‮  ‬كبيرة لا‮ ‬ينبغي‮ ‬التقليل منها‮.. ‬تلك الثوابت التي‮ ‬رويت بدماء الشهداء وتضحيات الأبطال في‮ ‬السجون والمعتقلات وهي‮ ‬ثوابت أكبر وأعظم من أي‮ ‬صعوبات ويكفينا فخراٍ‮ ‬أننا اكتشفنا وأدركنا معاناتنا وسارعنا إلى الثورة وبفضل قيامها وتحققها كثوابت شاهقة نعمنا بالتعددية وحرية التعبير والصحافة على الأقل دستورياٍ‮ ‬وما خطط التنمية وتلك الاستحقاقات الوطنية الأخرى من قوانين وأنظمة إلا تحقيق لأهداف ومبادئ الثورة وبصرف النظر عن تلك المطالب سواء الحراك الجنوبي‮ ‬أو الحرب في‮ ‬صعدة فإن ثورة ‮٤١ ‬أكتوبر مكسب وطني‮ ‬عظيم‮ ‬ينبغي‮ ‬أن تتضافر وتتلاقى الجهود الوطنية لتحقيق ديمومة متجددة للثورة وتثبيت مداميكها عدلاٍ‮ ‬ومساواة ومواطنة صالحة ومصداقية وشفافية وتجفيف منابع الفوضى والفساد والسعي‮ ‬الجاد من أجل‮ ‬يمن سعيد أكثر نمواٍ‮ ‬وأكثر ديمقراطية والبعد عن دعوات الانفصال والاحتواء والتفسيرات الخاطئة وعلى الدولة دور وواجب كونها قامت على الوحدة التخلص من الفساد والحفاظ على الموارد والثروات وتوزيعها بشكل عادل‮ ‬فالدولة هي‮ ‬آلية الوحدة وديمومتها وحارسها‮.‬
لقد استشعرتني‮ ‬هذه المناسبة بالتفكير العميق نحو هذا الحدث العظيم‮ ‬‮ ‬فهل كل ما تحقق لا‮ ‬يمثل شيئاٍ‮ ‬أم هي‮ ‬طبيعة بشرية نمطية في‮ ‬التقييم الجائر لما تحقق وتعزيز كوامن الرفض والتنكر والبحث عن المجهول وعلى طريقة ما‮ ‬يسمى بالجمهورية الفاضلة‮.‬
إننا بحاجة اليوم لنظرة واقعية وألا نعيش نظرة ضبابية تعيقنا عن التفاؤل والعمل التنموي‮ ‬وتشل حركتنا وتجعلنا نراوح في‮ ‬النقد والترصد‮.‬
إن الشواهد كثيرة منذ قيام الثورة وحتى الوحدة وتكفينا زيارة من محافظة لأخرى لنقف على ما تحقق‮ ‬حيث طريق هذه الزيارة وبشكل متكرر لا تخلو من مدرسة‮ – ‬مستشفى‮ – ‬وتحف بها شريان نابض من الطرقات والجسور والسدود‮.. ‬إنها منجزات الثورة والوحدة إنها منجزات شعب واحتياج لا‮ ‬غنى عنه ومن أجله قامت الثورة لذا فإن علينا الحفاظ على الثورة وأن تجددها عطاءٍ‮ ‬وتنمية وعلينا تعزيز ثقافة المحبة والتوازن الثقافي‮ ‬والمذهبي‮ ‬والحزبي‮ ‬خاصة أن اليمن وبعد قيام الوحدة والنظام العالمي‮ ‬الجديد استفادت من تلك الاستحقاقات الوطنية التي‮ ‬تضمنها دستور الجمهورية اليمنية في‮ ‬التعددية السياسية والحزبية وحرية التعبير والقول‮ ‬واعتبار الشعب مالك السلطة عبر العملية الانتخابية وصناديق الاقتراع‮ ‬لذا فإن هذه الاستحقاقات هي‮ ‬منجزات الثورة والوحدة وتحتاج من الدولة والأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني‮ ‬والمواطنين إلى الاحترام والحفاظ عليها وتطويرها والسعي‮ ‬نحو حراك تنموي‮ ‬فعال وإلى تحقيق العدالة والقضاء على الفساد واحترام الحقوق والتنوع في‮ ‬الرأي‮ ‬والثقافة وتوازنها‮.‬
ليرحم الله عز وجل أولئك الذين خدموا الوطن وافتدوا أرض الوطن بأرواحهم وفي‮ ‬المقدمة لبوزة ومدرم وعباس وناجي‮ ‬ونجوى مكاوي‮ ‬ودعره وغيرهم في‮  ‬مختلف مراحل النضال والتنمية والاستقلال والوحدة‮..
Share

التصنيفات: منوعــات

Share