Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

الأجيال الجديدة لا‮ ‬يجب تركها فريسة للتضليل

محمد عبدالرحمن المجاهد
‬كثيرة هي‮ ‬القضايا والأحداث التي‮ ‬قد‮ ‬يرى البعض من الكتاب أن لها الأسبقية والأفضلية لتناولها والحديث عنها وقد‮ ‬يرى آخرون عكس ذلك‮ ‬إلا أني‮ ‬وفي‮ ‬هذه المرحلة بالذات أعارضهم جميعا‮ ‬وأرى أن ما‮ ‬يحدث في‮ ‬صعدة وفي‮ ‬غيرها من المناطق اليمنية من فتنة وخروج ليس على السلطة فحسب وإنما هو أيضا خروج عن وعلى كل الثوابت الوطنية ليمن الثورة‮ ‬يمن الوحدة والديمقراطية والحرية‮ ‬‮ ‬ومحاولة شرسة لتضليل السذج من عامة الناس بمشاريع أشد خطورة على البلاد والعباد وعلى كل مكتسباتنا الوطنية في‮ ‬التنمية والوحدة والديمقراطية والتعددية وحرية الرأي‮ ‬والتعبير‮ ‬‮ ‬تكون هذه المرحلة أهم وأولى بالتركيز عليها والكتابة عنها‮ ..‬
فأولئك المجرمون والمخربون والظلاميون دعاة الإمامة والانفصاليون الخارجون على الشرعية التي‮ ‬ارتضاها الشعب اليمني‮ ‬يومي‮ ‬26سبتمبر عام‮ ‬1962م و‮ ‬22عام‮ ‬1990م‮ ‬يريدون وبإصرار قوي‮ ‬إعادتنا إلى عهود الإمامة المتخلفة عهود القرون الوسطى‮ ‬‮ ‬بل و‮ ‬يريدون أخطر من ذلك‮ ‬‮ ‬أن نعود عبيدا وسخرية لهم‮ ‬‮ ‬بعد أن تحررنا‮ ‬يوم‮ ‬26‮ ‬سبتمبر المجيد‮ ‬‮ ‬وبعد أن انعتقنا من كل عوامل الجهل والتخلف والخوف والاستبداد‮ ‬‮ ‬وليس هذا فحسب بل‮ ‬يريدون أيضا إعادة السلاطين والمشيخات لعديد من المناطق اليمنية التي‮ ‬كانت قبل ثورة‮ ‬14أكتوبر الخالدة‮ ‬‮ ‬وربما لو استطاعوا إعادة الاستعمار لما توانوا أو قصروا أبدا‮ ‬‮ ‬لأنهم مشدودون جدا إلى الماضي‮ ‬‮ ‬فهم لا و لم ولن‮ ‬يستطيعوا التعايش مع الحاضر ولا العهد الثوري‮ ‬الوحدوي‮ ‬‮ ‬لتعارض ذلك مع مصالحهم وأطماعهم وطموحاتهم‮ ‬‮ ‬بأن‮ ‬يعودوا أسيادا‮ ‬يمارسون هواياتهم السادية في‮ ‬قتل الناس وجلدهم واستعبادهم‮ ..‬
فهم‮ ‬يرون أنهم ظل الله في‮ ‬أرضه وأنهم من طينة مقدسة‮ ‬غير الطينة التي‮ ‬خلق منها كل البشر‮ ‬‮ ‬فهم كما أظن‮ – ‬وبعض الظن أحيانا ليس إثما‮ – ‬يتشبهون بإبليس اللعين‮ ‬‮ ‬عندما رفض السجود لآدم عليه السلام امتثالا وطاعة لأمر الله سبحانه وتعالى‮ ‬‮ ‬متعللا بأنه خلق من نار وآدم من تراب‮ ‬‮ ‬فهو‮ ‬يرى‮  ‬قبحه الله أنه أرفع مقاما من آدم عليه السلام‮ ‬‮ ‬مع أنه رأى كل الملائكة تسجد لآدم طاعة لله تعالى ولم تقل أنها خلقت من نور‮ ‬‮ ‬والنور أعلى مقاما من النار‮ .. ‬
وهكذا أولئك الضالون المتعالون والمتكبرون حفدة الأئمة الطغاة لا‮ ‬يرون الآخرين من عباد الله إلا عبيدا‮ ‬‮ ‬خلقوا لطاعتهم و لخدمتهم وتقديم الولاء والخنوع لهم‮ ‬‮ ‬أي‮ ‬أنهم لا‮ ‬يختلفون في‮ ‬مسلكهم ودعواهم عن اليهود الذين‮ ‬يزعمون أنهم أبناء الله وشعبه المختار‮ ‬‮ ‬وأن أمم الأرض جميعا ما خلقت ووجدت إلا لخدمتهم وطاعتهم وأنه مباح لليهود اضطهادهم وسرقة أموالهم واستباحة نسائهم وإبادتهم إذا لزم الأمر‮ .. ‬والمؤسف أن الأغلب من الأجيال الجديدة التي‮ ‬لم تعايش عهود الإمامة ولم‮ ‬يعانوا ما عاناه آباؤهم فيها ومنها‮ ‬‮ ‬هم عرضة للتضليل عليهم والتشويش على عقولهم‮ ‬‮ ‬نتيجة لقصور كبير وضعف في‮ ‬التوعية والشرح والتوضيح المتواصل لهم عن مساوئ وجرائم‮  ‬و فظائع العهد الإمامي‮ ‬البغيض‮ ‬‮ ‬حصل ذلك من جانب النظام الجديد نظام الثورة والوحدة‮ ‬‮ ‬ومن قبل‮ ‬غالبية المثقفين ورجال الأدب والفكر وحملة العلم والعلماء ورجال التربية والتعليم وجميع الجهات والمؤسسات الرسمية والشعبية التي‮ ‬ورغم مضي‮ ‬أكثر من سبعة وأربعين عاما من عمر الثورة السبتمبرية الأكتوبرية‮ ‬‮ ‬إلا أنها لم تقم بكامل دورها وواجبها في‮ ‬التوعية الكاملة والتعريف الدائم والمستمر بمظالم ومآسي‮ ‬عهود الإمامة والسلاطين وما مورس فيها وخلالها من ظلم وجبروت وتجهيل لعامة الشعب‮ ‬‮ ‬وما بذله شعبنا من تضحيات وشهداء ودماء ليتخلص من تلك العهود‮ .. ‬
فما وصلنا إليه وما‮ ‬يحدث الآن من محاولات وتضليل لعقول العامة من الناس وخداعهم وتغييب وعيهم عما ارتكب في‮ ‬عهود الإمامة والسلاطين والاستعمار من جرائم ومجازر وآثام بحق كل المواطنين في‮ ‬شمال الوطن وجنوبه‮ ‬يتطلب حملة توعوية إعلامية مركزة ومستمرة و ليست موسمية أو مناسباتية‮ ‬تتكاتف فيها ومن أجلها جميع الوسائل والإمكانيات المسموعة والمقروءة والمرئية وجميع الوسائل والمرافق الثقافية‮ ‬باستكتاب الذين عاشوا وعايشوا تلك العهود الرديئة‮  ‬المظلمة وإجراء اللقاءات الصحفية معهم وعمل المقارنات الصحيحة بين عهود الإمامة والسلاطين وبين عهد الثورة والوحدة‮  ‬المشرق‮ ‬‮ ‬وما تحقق من إنجازات تنموية وسياسية‮ ‬‮ ‬وكيف كانت حياة الإنسان اليمني‮ ‬في‮ ‬تلك العهود الظلامية وكيف هي‮ ‬الآن في‮ ‬عهد الثورة‮ .. ‬
كما أن البرامج والتمثيليات والأفلام الوثائقية والروائية‮  ‬والمسلسلات عبر الإذاعات والقنوات الفضائية‮  ‬سيكون لها بلا شك الأثر الكبير والفعال في‮ ‬وعي‮ ‬الناس ومعلوماتهم ليروا ما هم فيه من نعمة وما كان‮ ‬يعيش فيه آباؤهم من بلاء ونقمة‮ ‬‮ ‬فهذا دور وعمل‮ ‬يستلزم الاهتمام به والإسراع في‮ ‬تنفيذه من كل الوزارات المختصة الثقافة والإعلام والتربية والتعليم والتعليم العالي‮ ‬وكل المؤسسات الإعلامية والثقافية‮ .. ‬
فالمؤامرة على أشدها داخليا وخارجيا‮ ‬والأخطر فيها هو عملية التضليل وبث الإشاعات الكاذبة والخداع التي‮ ‬يمارسها ويقوم بها دعاة الإمامة والانفصال وطرح الأفكار الفاسدة والمضللة في‮ ‬صفوف العامة الذين لا‮ ‬يعرفون ولا‮ ‬يدركون خطورة ما‮ ‬يسمعونه وما‮ ‬يتناقلونه في‮ ‬ما بينهم‮ ‬خصوصا وأن أعداء الوطن ومن والاهم أو‮ ‬يواليهم‮ ‬يضربون‮ ‬غالبا على أوتار حساسة وقضايا‮ ‬يلمسها المواطن‮ ‬كمثل ظاهرة انتشار الفساد وطغيانه وحصول بعض الاختلالات والقصور في‮ ‬الجوانب التنموية والخدمية كالكهرباء مثلا‮ ‬‮ ‬فيضخمونها معللين أن ذلك لم‮ ‬يكن حاصلا في‮ ‬عهد الإمامة عهد العدل وحزم الدولة وهيبتها‮ ‬‮ ‬كما‮ ‬يحاولون إسباغ‮ ‬ذلك على عهودهم قبل الثورة المباركة‮ ‬‮ ‬ولأن الغالبية من الناس لم تعايش تلك العهود الإمامية الظلامية‮ ‬‮ ‬فإنهم أحيانا بل‮ ‬غالبا‮ ‬يصدقون ما‮ ‬يقال لهم‮ ‬‮ ‬غير مدركين أو واعين أن عهد الإمامة لم‮ ‬يكن فيه إلا كما قال أبو الأحرار الشهيد محمد محمود الزبيري‮:‬
جهل وأمراض وظلم فادحَ
ومخافة ومجاعة وإمام
فالمقارنة مستحيلة جدا وغير منصفة بتاتا‮ ‬‮ ‬ويجب أن‮ ‬يوعى الناس بذلك فلا‮ ‬يتركون لجهلهم فنعرفهم بما كان‮ ‬يعاني‮ ‬منه آباؤهم في‮ ‬عهود ما قبل الثورة وما تكبدوه في‮ ‬ذلك الزمان من جهل ومرض وعزلة وانغلاق وتمزق بين نظامين‮ ‬إمامي‮ ‬مستبد في‮ ‬شمال البلاد وسلاطين واستعمار في‮ ‬الجنوب‮ ‬التوعية والتثقيف والتعرية والتعريف بمظالم وسوء العهود الإمامية الاستعمارية السلاطينية سلاح مهم جدا ولا‮ ‬يقل أهمية عن أهمية الجيوش وأسلحتها النارية‮ ‬والواجب‮ ‬يحتم أن تهتم الدولة بكل مؤسساتها بهذا الجانب وتعطيه الأقدمية أسوة بما تعطيه للجانب العسكري‮ ‬فكلاهما‮ ‬يتكاملان في‮ ‬خوض المعارك ضد أعداء الوطن وكل منهما‮ ‬يكمل الآخر‮.. ‬
نأمل أن‮ ‬يحدث ذلك حتى‮ ‬يقطع دابر المشككين ودعاة الإمامة والانفصال وتخرس ألسنتهم بفضح سوء مقاصدهم وماضيهم البغيض‮ ‬وفي‮ ‬الأخير لنتساءل‮: ‬أي‮ ‬عدل كان في‮ ‬عهد الإمامة¿ والإنسان فيه كان‮ ‬يعدم لمجرد عدم الاستلطاف¿ كما حدث للشهيد القاضي‮ ‬حمود السياغي‮ ‬رحمة الله تغشاه‮..

Share

التصنيفات: منوعــات

Share