Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

كفيفات.. في ميادين الإعلام!

استطلاع: عمر العمقي

 

»ليزا شروق هناء سرور« طالبات في كلية الإعلام بجامعة صنعاء غير أنهن يتعمدن يومياٍ عدم إحضار أقلامهن معهن إلى قاعات المحاضرات.. والسبب ببساطة أنهن كفيفات لذا فهن لسن بحاجة إلى القلم لدراسة الإعلام.. صحيح أنهن حرمن من البصر بيد أن لديهن ما هو أعظم منه إنه نور البصيرة بلا شك..

 

هناء الغزالي – كفيفة – مسقط رأسها مدينة إب التي عاشت فيها سنين عمرها الأولى في كنف والديها.. كانت »هناء« من أوائل الملتحقات بمعهد الشهيد فضل الحلالي للكفيفات بالعاصمة صنعاء الذي قادها بدوره لنيل شهادة الثانوية العامة بنسبة ٧٨٪ وبعد أن تمكنت من تحقيق هذا المعدل العالي وجدت نفسها على مقربة من حلمها وهو الالتحاق بكلية الإعلام. لتلتحق بعدئذ بكلية الإعلام واليوم »هناء« في سنتها الثالثة – وتقول: خلال دراستي للإعلام لم أقم بشراء المنهج الجامعي بسبب ما ابتلينا به من إعاقة بصرية ولعدم طباعة المنهج المدرس بلغة »برايل« الخاصة بشريحة المكفوفين كما هو حال الدارسين في المرحلتين الأساسية والثانوية قمت بالاستعانة بزملائي في الكلية وبصراحة في سنة أولى لم يكن الطلاب يتعاونون معي كنت أطلب منهم تسجيل المنهج في أشرطة كاسيت إلا أنهم كانوا يقولون لي »عندما تقترب الامتحانات سنسجل لك المنهج كاملاٍ«..

 

وتضيف: وفي السنة التالية وجدت الكثيرين يتعاونون معي ووجدت زملائي من طلاب وطالبات سنة ثالثة حريصين على خدمتي فهم يسألونني عن المواد المتبقية التي احتاج منهم أن يسجلوها لي عبر الأشرطة.

 

وأما الكفيفة »شروق الرداعي« فهي الأخرى تغلبت على إعاقتها فقد التحقت بنفس المعهد الذي التحقت به »هناء« لينتهي بها الحال في إحدى مدارس العاصمة التي نفذ فيها برنامج دمج المعاقين لتنال الشهادة الثانوية بمعدل ٧٧٪ لتلتحق بكلية الإعلام وتقول »شروق« عن يومها الأول في  الإعلام : كان الوضع مخيفاٍ جداٍ لقد شعرت بفارق كبير على ما اعتدت عليه أثناء الدراسة في المرحلتين الأساسية والثانوية فدراستي كانت محصورة مع الإناث في حين الذكور هنا هم الأغلبية.. وبصراحة الوضع غريب جداٍ ومخيف ولكن من أجل أن أحصل على العسل لازم أذوق المر.. كما يقولون..

 

وشروق بحسب شهادة دكاترتها في الكلية تجيب عن أسئلة الاختبارات بطريقة نموذجية عدا إعداد الأبحاث والتقارير والأخبار الصحافية.

 

وشروق تردد دائماٍ: »صحيح أنا كفيفة وعيناي مغلقتان لكن قلبي مفتوح..

 

وحين قابلتها قالت بنبرة إصرار وعزم وإرادة قوية: ممكن الصحافيين ما يقبلونيش أشتغل معهم ويقولون يمكن ما تعرفيش تكتبي خبراٍ مع أنني قادرة على إعداد وتحرير مختلف الفنون الصحافية..

 

يمكن أتقدم للإذاعة ويقولون عني ما أعرفش أقدم برامج إذاعية ولكن أتمنى منهم جميعاٍ إتاحة الفرصة لي.. فبصراحة لو أن أحدهم سعى الآن إلى ملامسة واقع المعاقين سيجد أن لدى هذه الشريحة إرادة وقدرة قلما تجدها عند كثير من المبصرين!!

 

وتضيف: »الكفيف يرى بقلبه ولا يرى ببصره ونور البصيرة أقوى من نور البصر.. الكفيف فقد بصره لكنه لم يفقد البصيرة وبالتالي لم يفقد الدنيا وحياته وكل ما يدور حوله.. فقلبه لا يزال ينبض بالحياة«.

 

»ليزا الكوري« هي الأخرى كفيفة لكنها الأكثر حضوراٍ في مهنة الصحافة مع أنها لا تزال في مستوى ثالث بكلية الإعلام انخرطت في المجال الإعلامي مبكراٍ حيث اعتادت منذ طفولتها على تقديم إذاعة طابور الصباح واعداد النشرات المدرسية.

 

 كانت »ليزا« تطمح للالتحاق بالعمل التلفزيوني غير أنها احبطت بعد أن التقت بإحدى قيادات القنوات الفضائية اليمنية والذي أخبرها باستحالة قبولها قائلاٍ لها: »عفواٍ ما نقبلش مكفوفين«.

 

وبالطبع كان لهذا الموقف أثر بالغ في نفسيتها خصوصاٍ وأنها ترى في العمل التلفزيوني هدفاٍ ينبغي عليها عدم التراجع عنه لكنها أجبرت نفسها على تأجيل ذلك الهدف!!.

 

وحالياٍ تعمل »ليزا« على إعداد وتقديم البرنامج الإذاعي »نحن هنا« الذي يذاع في تمام الثامنة من مساء كل سبت ويعاد بثه في العاشرة والنصف صباحاٍ من يوم الأحد عبر إذاعة راديو شباب نت.

 

وليس هذا وحسب بل حرصت »ليزا« على إيجاد مطبوعة إعلامية بلغة »برايل« فقامت بتقديم هذه الفكرة على مجلة »أسامة« للأطفال ومجلة »نجاح« ووجدت الفكرة حماساٍ وإعجاباٍ من قبل القائمين على المجلتين أما عملية تطبيق هذه الفكرة فلم تتحقق!!

 

وفي ذات الموضوع تتمنى »سرور الشريفي« كفيفة تدرس الإعلام أن تقوم وكالة سبأ للأنباء أو مؤسسة »الثورة« للصحافة بتقديم خدمات إعلامية لشريحة المكفوفين في بلادنا عبر لغة »برايل« الذي سيوفر فرصة عمل للكفيف الإعلامي وكذلك سيمثل حلقة وصل بين ثلاثية الصحافة والمجتمع وشريحة المكفوفين.

 

وتقول فاطمة العاقل – رئيسة جمعية الأمان لرعاية الكفيفات أن الجمعية تمتلك وحدة الطباعة الوحيدة في بلادنا بطريقة النقط البارز..

 

ونحن على استعداد للقيام بطباعة صفحة أو ملحق أسبوعي لصحيفة »الثورة« أو »السياسية« بلغة »برايل« ليتولى القائمون عليه تحرير المواد الصحافية المناسبة لشريحة المكفوفين.. وتستشهد العاقل بتجربة ناجحة في هذا المضمار وهي التجربة المصرية حيث قامت الفنانة حنان ترك بطباعة مجلة للكفيف وأثبت هذا المشروع نجاحه لذا نتمنى أن تلقى هذه الفكرة حقها من النقاش..

Share

التصنيفات: منوعــات

Share