Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

وداعاٍ أخا العرب

 

 

 

 

محمد عبد الودود غالب

 

 

لفظ أنفاسه أخيراٍ

 

 

بزاوية في غرفة بدار جده القديم

 

 

التي ظل يسكنها وتسكنه

 

 

تظلله ويرممها كلما أصابها الخراب

 

 

يطل من نوافذها وينشد قصيدته العروبية

 

 

المفضلة (نسر صرواح)

 

 

التي كان يحفظها عن ظهر قلب

 

 

ولقنها أجيالا بكاملها تعاقبت

 

 

من شباب قريته

 

 

لفظ أنفاسه بعد معاناة شديدة لمرض عضال

 

 

داهم جسده فجأة فجعله قعيد الفراش.

 

 

كما داهمت مسيرة حياته قبل ذلك حشرات

 

 

وبعوض بشرية حين كان يقف بكل

 

 

عنفوان على قدميه

 

 

أنهكته نعم لكنها لم تهزمه

 

 

وظل يقاومها بكل بسالة وفدائية

 

 

ظل يدفع ثمن مبادئه ووضوح مواقفه التي كانت

 

 

تنحاز دوماٍ لكل مايمت بصلة للخير والإنسانية

 

 

والرجولة الحقة

 

 

كان مشروعاٍ يمكن أن يكون ناجحاٍ بكل المقاييس

 

 

لمثقف وطني وقومي من طراز فريد

 

 

لهذا لقب بأخ العرب

 

 

لنزعته القومية التي تميز بها مذ وعي على الدنيا

 

 

وأحسن وعرف أن هويته عربية ودمه عربي

 

 

ونفسه عربي

 

 

أخ العرب…

 

 

عاش وهجاٍ متواضعاٍ غريباٍ في مجتمع صغير

 

 

وصغير وصغير في كل شيء وبكل المقاييس

 

 

(هو قريته)

 

 

التي يعشعش في عقول وأذهان أغلب أبنائها

 

 

الظلام الدامس رغم النور الذي يتظاهرون

 

 

الاغتسال به

 

 

والجهل الشديد رغم الوعي الذي

 

 

يرتدون قشوره

 

 

وتسود في قلوبهم العداوة والبغضاء

 

 

لكل ماهو مضيء وجميل ورائع

 

 

أخ العرب …

 

 

كان مثقفا فذاٍ بإمكانياته الخاصة ورجلاٍ

 

 

أصيلاٍ بالفطرة كما خلقه الله تعالى

 

 

عشق الحرية ودفع ثمنها باهظاٍ

 

 

بعذاباته ومحنه وبمماته أسعد وأفرح

 

 

أشباه الرجال الذين ناصبوه العداء …

 

 

لا لشيء سوى أنه كان يختلف معهم في

 

 

الرأي والموقف

 

 

لكنه ذلك الأبي الذي أذهلهم وزرع ورغم

 

 

أنوفهم وفي قرارات أنفسهم رجلاٍ وبطلاٍ

 

 

صاحب مبدأ وموقف

 

 

ظل وسيظل ضميراٍ حياٍ يؤنبهم ويسخر

 

 

من أفعالهم المقيتة ومواقفهم التي هوت

 

 

بهم في منحدرات الذل والمهانة والحياة

 

 

التي لا معنى لها …

 

 

مات عبدالرحمن

 

 

وظل أخ العرب

 

 

فلا نامت أعين الجبناء.

 

 

Share

التصنيفات: ثقافــة

Share