Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

حسن الوريث: صندوق دعم المستأجر

سألني زميلي المواطن العزيز لماذا انت مهموم وحزين يا صديقي الصحفي؟.. قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. انا أواجه مشكلة كبيرة مع المؤجر وكل الظروف ضدي .

قال لي زميلي المواطن العزيز.. فعلا يا صديقي الصحفي هذه مشكلة عويصة وصعبة وأغلب المواطنين يعانون من ظروف قاهرة جعلتهم عاجزين عن دفع الإيجارات بل وحتى توفير أبسط اساسيات الحياة ويتعرضون للطرد من المنازل والاهانات ليس من المؤجرين فقط ولكن من أجهزة الدولة التي تقف إلى جانب المؤجر ما يجعل المواطن بين فكي كماشة الفقر والعوز والبؤس من جهة والمؤجر والدولة من جهة أخرى مع ان الدولة يفترض عليها أن تقوم معه أو على الأقل صرف مرتباته حتى يتمكن من مواجهة أعباء الحياة المعيشية الصعبة والقاسية ودفع الإيجارات مع ان اقل واجب للدولة هو تأمين احتياجات الشعب من سكن وغذاء وصحة وتعليم .. قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. كلام يدمي القلب والكارثة أن الدولة والحكومة فعلا عاجزة بل إن كثير من اجهزتها متواطئة وتقف ضد المواطن المسكين والمغلوب على أمره.

قال لي زميلي المواطن العزيز.. ما رأيك يا صديقي الصحفي أن نقترح على الدولة فكرة يمكن أن تساعد المواطن في التغلب على مشكلة الإيجارات المتراكمة عليه؟ قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. تفضل ماهي هذه الفكرة عل وعسى نجد تجاوبا من قبل الدولة والحكومة؟.

قال لي زميلي المواطن العزيز..  شهدت اليمن خلال الفترة الماضية طفرة في إنشاء الصناديق الخاصة التابعة لبعض الوزارات والجهات الحكومية وكلما عجزت الدولة في جانب اخترعت لها صندوق لكن الصندوق الوحيد الغائب هو صندوق المواطن الذي يعاني من انقطاع راتبه منذ عدة سنوات وتسبب ذلك في عجزه عن مواجهة أعباء المعيشة وأول عجز تمثل في عدم قدرته على تسديد الإيجارات وتراكمها عليه والدخول في مشاكل مع المؤجرين ومع أجهزة الدولة والحكومة التي وقفت ضده ويسمى هذا الصندوق باسم صندوق دعم المستأجر ويخصص فقط لمساعدة المستأجرين العاجزين عن دفع الإيجارات وفق آليات معينة ومحددة سواء في تنظيم الموارد أو عملية الصرف ؟.. قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. فكرة رائعة لكن لابد أن يتم تنظيم هذا الصندوق وان لا يتحول مثل بقية الصناديق مجرد أبواب للفساد وتصبح مصدر إثراء للبعض كما حصل في تلك الصناديق ولكن السؤال الاهم من اين يتم تمويل هذا الصندوق؟.

قال لي زميلي المواطن العزيز.. لدينا هيئة طويلة عريضة تسمى هيئة الزكاة ومواردها بالمليارات تسهم اولا في رأس مال الصندوق بمبلغ لا يقل عن عشرين مليار ريال وشهريا بمبلغ مليار ريال ولدينا هيئة تسمى هيئة الأوقاف يمكن أن تسهم في رأس المال بخمسة او عشرة مليار ريال وشهريا بمبلغ نصف مليار كما يتم استقطاع مبالغ من الصناديق الموجودة كمساهمة في رأس المال ونسبة محددة شهريا ويتم فرض نسبة واحد بالمئة على الواردات ونسبة على المنتجات المحلية لرفد موازنة الصندوق ومن ثم يتم وضع آلية دقيقة لعملية الصرف ومن يستحقه واختيار إدارة كفؤة ونزيهة للصندوق حتى يحقق الغرض منه.. قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. كلام ممتاز وفكرة جديدة تحتاج إلى وضع دراسة علمية من قبل فريق متخصص لاخراجها إلى حيز التنفيذ لتسهم في حل مشكلة الإيجارات التي يعاني منها كافة الموظفين وكثير من المواطنين خاصة في ظل هذه الأوضاع وانقطاع المرتبات.

قال لي زميلي المواطن العزيز.. هل تعلم أن هذا الصندوق لو تم استثمار موارده بالشكل الأمثل يمكن الى جانب حل مشكلة الإيجارات أن ينفذ مشاريع سكنية للموظفين ؟.. قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. فعلا وهذه فكرة ممتازة أن يتم تنفيذ مشاريع سكنية بالتعاون مع هيئة أراضي الدولة والأوقاف والصندوق وتوزيعها بالتقسيط المريح جدا على الموظفين  والمواطنين من ذوي الدخل المحدود.

قال لي زميلي المواطن العزيز.. انا الان منزعج ومتألم عليك وبسبب مشكلتك مع المؤجر ولا أدري كيف اساعدك على ما تواجهه من مصاعب الحياة المعيشية وحل موضوع الإيجارات المتراكمة عليك.. قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. اولا انا اشكرك على مشاعرك النبيلة وثانيا اتمنى ان يتم تنفيذ مقترحك بخصوص إنشاء صندوق دعم المستأجر ولكن يجب دراسته بالشكل المطلوب حتى يحقق الغرض منه وأهدافه .

قال لي زميلي المواطن العزيز.. نتمنى ذلك كما نأمل من الدولة والحكومة أن تقف في صف الموظف والمواطن المغلوب على أمره وان يتم توجيه كافة الجهات الحكومية والأمنية بعدم إهانة الموظف والمواطن كما يحدث حاليا والأهم الذي تطلبه منها هو العمل على صرف رواتب الموظفين حتى يتمكنوا من العيش بكرامة في وطنهم .. قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. نتمنى ذلك ولو أنه بعيد المنال رغم أن الكل يزايد عليه لكنهم بعيدون عنه وعن همومه ومعاناته ومن يرفع صوته يتم اسكاته وحتى لا يظل المواطن معذب بين مرتب مقطوع ودولة هاربة من مسئوليتها وحكومة عقيمة ومؤجر فضا غليظ القلب.. فهل وصلت الرسالة ام أن الأمر سيبقى كما هو ويظل المواطن يبحث عن وطنه المفقود والمسلوب أو البحث عن وطن بديل طالما والكل هنا ضده؟.

 

Share

التصنيفات: أقــلام,عاجل

Share