Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

الشيخة مي وشرف الثقافة

واسينى الأعرج
منذ سنوات، شاركت في الدورة الثالثة ل”تاء الشباب”، وكان النص المرشح للنقاش والقراءة هو رواية الأمير (الفيديو)، ومصاعب الرواية التاريخية. كان الاستقبال جميلا وساحرا وحارا، حضره سفيرنا في البحرين، وحضرته المؤرخة معالي وزيرة الثقافة البحرينية الشيخة مي بنت محمد آل خليفة (الفيديو). وكان حضورها علامة لافتة مشجعة للشباب وللثقافة البحرينية.
سبق للشيخة مي أن استضافتني في بيت جدها الشيخ إبراهيم الذي رممته بمالها الخاص، قبل أن يتحول إلى وجهة ثقافية مميزة، يكفي أن النخب العربية الفاعلة ثقافيا، زارته وحاضرت فيه.
آخر مرة استضافتني فيه كان لإقامة إبداعية في حي المحرَّق الذي أصبح في سنوات قليلة رمزا للنجاح العمراني والثقافي والعلمي والحضاري. حي بكامله أخرجته الوزيرة من تحت ركامات التراب. ذكرني بحي القصبة الغني في بلادنا الذي ابتلع كل الميزانيات المتتالية دون أن يفلح المشرفون في تحقيق أي تقدم في الترميم.
بقي أن أذكر أن كل ما قامت به الشيخة مي لتنفيذ مشاريعها الثقافية العظيمة، لم يكن من ميزانيات الدولة، ولكن من الهبات ومن مالها الخاص ومن المنظمات الدولية. هذا يسمى الشغف الثقافي الذي افتقده الكثيرون وحفظ أموال الشعب.
الشيخة مي أقيلت قبل أيام قليلة من منصبها كوزيرة لأنها رفضت مصافحة وزير الكيان الصهيوني.
ما أشرف هذه الإقالة لأنها أتت بسبب موقف شريف، من امرأة مثقفة اختارت في النهاية نبل الثقافة وكرامتها وهي تعرف النتائج المترتبة عن خيار كهذا.
الشيخة مي ذاكرة حية. كل الذين مشوا ويمشون اليوم في المحرّڤ وفي البيوتات التاريخية القديمة، وحوافي البحر بمسارات سفنه القديمة، والمتاحف وقلعة البحرين، سيدركون جيدا أن الشيخة مي لم تكن وزيرة ثقافة ناجحة فقط ولكنها كانت حظا عظيما للبحرين، فقد رفعته ثقافيا عاليا بجهدها الكبير نحو الأسمى والأعلى.
حظ قد لا يتكرر بسهولة.
Share

التصنيفات: ثقافــة

Share