Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

تجربة الإصلاح الصحي في محافظة تعز

كتب/ أنس القاضي: قضية الصحة مرتبطة بالتدافع الاجتماعي في العصر الراهن، بين توجهين اقتصاديين ، استغلالي سلعي وإنساني خدمي، ومن صلب مهام الثورة الشعبية تحقيق الأمان الصحي للشعب، وفي هذا الإطار تبرز تجربة إصلاحات صحية مهمة في محافظة تعز.

تراجع دور القطاع الصحي الحكومي في بلادنا، عندما ظهر القطاع الخاص ودخل مع القطاع العام في منافسة تدميرية غير نزيهة، حيث أُخرج القطاع العام-عموماً- من المنافسة عن طريق آليات الفساد المختلفة، بدءً من استقطاب أطباء القطاع العام إلى القطاع الخاص، وليس انتهاءً بإيقاف مشاريع التنمية الصحية، وإيقاف ما وجد من مشافي ومراكز صحية حكومية وإهمالها حتى التهالك. وجاء العدوان على بلادنا في آذار مارس 2015م، ليستكمل تدمير البُنية التحتية للقطاع الصحي وبشكل أساس القطاع الصحي الحكومي الذي هو ملك للشعب، فيما تضرر القطاع الصحي الخاص هو أيضاً بتداعيات الحصار الظالم.

الصحة كقضية ثورية
تأخذ قضية الصحة المرتبة الثانية بعد قضية الإسكان في إنهاك المواطنين والطبقة الشعبية وامتصاص مدخراتهم وتحويلهم إلى مدينين وفقراء، وهذه الاشكالية تنطوي على الكثير من الجزئيات منها مسألة تحويل الخدمة الصحية والحياة الإنسانية إلى سلعة، والتعامل مع المريض كزبون، وإقرار العمليات والفحوصات والأدوية التي لا يحتاج إليها المريض في القطاع الخاص، وكذلك إشكالية المستشفيات الحكومية وتدني خدماتها المصاحب للفساد، وفي حالات أخرى وخاصة في الريف عدم وجود مستشفيات حكومية أو وجود ضغط على المستشفيات والمراكز البسيطة المهملة بتقديمها خدمة لعدد يفوق إمكانياتها. وكذلك مسألة ارتفاع أسعار الأدوية بعد أن تحولت إلى سلعة مالية، ففي غالب الأحيان تكون قيمة فاتورة الأدوية أكثر من قيمة الفحص والأجهزة سواء تمت في مشافي حكومية أو خاصة، ومنها كذلك مسألة الأخطاء الطبية.

تطوير البُنية الصحية الخدمية والإنتاجية هو السبيل الواقعي والسليم لحل هذه المشكلة أي ارتباط هذا القطاع بالقطاع الصناعي والتعليمي بصورة رئيسية وبالمهام الثورية والواجبات التي تقع على عاتق هذه القطاعات، وأول الحلول لمسألة الصحة، هي تشييد المستشفيات الجديدة والمدن الصحية في كل من المدينة والريف، وتشييد -القطاع العام والمختلط والخاص- صرح الصناعات الصحية التي تنقسم إلى قسمين إنتاج الأجهزة والمستلزمات الطبية وإنتاج العقاقير الدوائية، وكذلك الاهتمام بالتعليم الطبي العام والخاص وتطوير مراكز البحوث الطبية وتشجيعها، فهذا هو الحل الجذري لمشكلة.

أما الحلول الأولية قريبة المدى والتي يجب أن تتزامن مع تطبيق الحلول الاستراتيجية فهي متعلقة بدور الدولة الخدمي والرقابي، فالخدمي تطوير ما توجد من مستشفيات ومراكز صحية ومحاربة الفساد الذي يبدد الإمكانيات الموجودة، وكذلك على الدولة القيام بدورها الرقابي على معايير المراكز الصحية، وتجريم التلاعب بأسعار الأدوية واحتكارها، وتحديد أسعار الاستشارات والمعاينة الطبية، ووضع حد أعلى لخدمات الرقود وغرف الإنعاش والفحوصات والأشعة تكون خاضعة للوضع الاقتصادي في البلد تصدر بها وزارة الصحة تعميمات عند الحاجة وتتابع تنفيذها، وفيما يتعلق بالأخطاء الطبية فمن الضروري أن تكون لجان التحقيق الطبية مشكلة من البحث الجنائي والقضاء وليست حصراً على المجال الطبية.

تجربة الإصلاح الصحي في تعز
خلال فترة العدوان برز نموذج لافت للإصلاح الصحي في محافظ تعز-المناطق الحرة- يقودها مكتب الصحة العامة والسكان، أعاد الاعتبار للقطاع الصحي الحكومي، النموذج الجاري في تعز ليس نموذجياً وبقدر الطموحات الثورية، ولكنه قفزة متقدمة إلى الأمام في ظل هذه الظروف، أحدث حالة اختراق للوضع الصحي المتردي، وخاصة في الريف، حيث تردي البنية التحتية عموماً.

كانت الأزمة الصحية في محافظة تعز كبيرة من حيث الكثافة السُكانية الهائلة ونزوح الكوادر الصحية داخلياً وخارجياً، كما أن البُنية الصحية كانت خارج الخدمة وأنتهى عمرها الافتراضي، وقد بدأت جهود إعادة تأهيلها من عام لآخر، ومن الملاحظ ارتفاع نسبة من يأخذون الخدمة الصحية في المشافي والمراكز الصحية الحكومية، وخاصة بين عامي 2020 وعام 2021م مقارنة بالعام 2019م ويسعى مكتب الصحة والسكان على العمل بالتدريج إلى أن تصبح الخدمة الطبية والأدوية بأسعار رمزية.

تجربة الإصلاح الصحي في تعز، هي مؤشر على إمكانية القيام بعملية بناء للقطاع العام المدمر وتحسينه إلى حد ما في ظل الظروف الراهنة التي تتسم بضعف الإيرادات المالية الحكومية وخاصة الإيرادات النفطية والغازية التي كانت تغطي ثلثي الموازنة العامة للدولة، وأولوية الدفاع والأمن.

إن أبرز الأعمال التي يُمكن اعتبارها إنجازات وإصلاحات صحية في محافظة تعز تلك التي تتسق مع المهام والحلول الاستراتيجية لحل القضية الصحية، وهي إعادة الحياة إلى 8 مستشفيات حكومية تقدم الخدمة الصحية للمجتمع، والإصلاح فيها يتفاوت من إعادة افتتاح مستشفيات ريفية كانت مغلقة منذ سنوات والبدء من الصفر، ومن اصلاحات جزئية وتطوير لمشافي ومراكز صحية كانت خدماتها محدودة أو شبه معطلة.
ومن هذه النماذج ما يلي:

مستشفى الثورة في الراهدة

(من أعمال الترميم بمستشفى الثورة في الراهدة)

افتتاح قسم الحاضنات وتجهيزه.
افتتاح قسم العناية المركزة وتجهيزه.
تجهيز قسم المختبر.
افتتاح قسم طوارئ مستقل مزود بغرفة إنعاش قلبي.
تجهيز ثلاث صالات للعمليات.
انشاء محطة اوكسجين وعمل شبكة داخلية.
افتتاح بنك دم مزود بالأجهزة.
افتتاح قسم الدفتيريا.
صيانة قسم الطوارئ.
صيانة قسم المختبر.
صيانة قسم الإدارة.
صيانة قسم العمليات.
صيانة قسم رقود رجال.
صيانة قسم رقود نساء.
صيانة قسم عناية مركزة.
صيانة قسم الحضانات.
صيانة قسم مصنع الأوكسجين.
صيانة قسم الأسنان.
صيانة قسم الأشعة.
صيانة ساحة المستشفى.
صيانة المحرقة والثلاجة والمغسلة.

مستشفى الحرية شرعب الرونة

  • ترميم غرف الرقود عدد غرفتين وملاحقاتهم.
  • ترميم المختبر.
  • صيانة شبكة المياه داخل المستشفى وكذلك السكن.
  • تأهيل بئر مجاورة وإمداد المستشفى بالماء (بناء وخزانات ومنظومة شمسية وشبكة مياه)
  • صيانة الحمامات.
  • توفير الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة.
  • تأهيل الكادر الصحي.
  • صيانة مبنى المستشفى للمجاري وشبكة المياه والكهرباء.
  • توفير وصيانة التجهيزات والمعدات الطبية في المستشفى.
  • توفير الأجهزة الطبية

مستشفى حيفان الريفي

استكمال تجهيزات قسم الرقود للعمليات من أدوات ومستلزمات.
تجهيز قسم حديثي الولادة داخلي.
استكمال بناء قسم التغذية العلاجية في المستشفى.
توفير التجهيز النمطي للمستشفى وتحديث الأجهزة القديمة.
صيانة البنية التحتية لمجاري المياه داخل وخارج المستشفى.
صيانة شبكة الكهرباء والمياه داخل وخارج المستشفى، وتامين الطاقة الشمسية.
صيانة أجهزة غرفة الأسنان وتأهيلها.
صيانة سيارة الإسعاف.
توفير المستلزمات الطبية اللازمة للتعامل مع الحالات الاسعافية الطارئة.
توفير الأجهزة الطبية.
توفير الأدوية والمستلزمات الطبية الخاصة بغرفة العمليات.
تدريب وتأهيل الكوادر الطبية.
إعادة تجهيز قسم الطوارئ العامة وتوفير الأجهزة.
صيانة عامة للشبكة الداخلية للكهرباء بالمستشفى.
تأهيل وتدريب الكوادر الطبية.
توسعة المخازن بالمستشفى.
بناء غرفة جديدة لمنظومة الطاقة الشمسية.
استحداث وترميم غرفة للحاضنات.
استحداث غرفتين في قسم الطوارئ.
ترميم وصيانة قسم المختبر وبنك الدم.
صيانة عامة لمنظومة الصرف الصحي.
صيانة عامه للشبكة الداخلية للكهرباء.

مستشفى السلام –شرعب السلام

ترميم وصيانة المستشفى بشكل كامل.
بناء شبكة الصرف الصحي وتأهيل الحمامات وتوفير المغاسل المركزية.
بناء شبكة التيار الكهربائي، مولد كهربائي، وطاقة شمسية.
تجهيز المستشفى بالأجهزة الطبية الحديثة
تجهيز قسم الطوارئ.
تجهيز قسم العمليات.
تجهيز قسم الرقود.
تجهيز قسم المختبر.
استكمل تركيب أجهزة قسم المختبر في مستشفى السلام وشملت ( 1 الاليز و 1 الكيمياء وجهاز تحليل الدم العام CBC وتوابعها)
بناء وتجهيز محرقة طبية نموذجية.

(مختبرات مستشفى السلام)

مستشفى الفقيد حمود بني عون
توفير سيارة اسعاف.
توفير الأدوية والمستلزمات الطبية.
صيانة شبكة الصرف الصحي.
توفير اثاث خاص بالترصد التغذوي.
توفير جزء من اثاث TF C.
صيانة الغسالات وثلاجات اللقاح ومولد الكهرباء.
توفير اثاث خاصة بقسم التغذية.

مستشفى الوحدة
تم ترفيعه من مركز الى مستشفى الوحدة للأمومة والطفولة

تجهيز قسم الحاضنات.
تجهيز وفتح قسم الرقود.
تجهيز قسم المختبر وبنك الدم.
توفير منظومة طاقة شمسية متكاملة.
تجهيز قسم الاسنان.
تجهيز قسم الأشعة العادية.
توفير مولد كهرباء كاتم للصوت.
تجهيز قسم العمليات والعناية المركزة.
تجهيز قسم الطوارئ التوليدية.
صيانة شبكة الصرف الصحي.

مستشفى هجدة

افتتاح عيادات الجراحة العامة وطب الأطفال.
إعادة تأهيل شبكة الكهرباء داخليا وخارجيا وعمل صيانة للمولد الكهربائي والأجهزة الطبية وتوفير طاقةشمسية.
إعادة بناء شبكة المياه والصرف الصحي بالكامل واستبدال المغاسل في جميع الغرف.
تجهيز وافتتاح قسم العمليات.
إعادة افتتاح قسم الطوارئ التوليدية.
ترميم النوافذ والأبواب الداخلية والخارجية واستبدال التالف منها.
صيانة وترميم البلاط الأرضية وإعادة الطلاء لبعض الصالات والغرف.
توفير الأجهزة الطبية.
إعادة تأهيل وتجهيز قسم المختبر وتزويده بأجهزة حديثة.
تجهيز وافتتاح قسم الحاضنات بعدد ثلاث حاضنات.
ترميم وتجهيز وافتتاح عيادة الإسنان.
ترميم وتأثيث المستشفى.
تأثيث سكن الطبيبات توفير سكن خارج المستشفى للموظفات.
توفير سيارة إسعاف خاصة بالمستشفى.
ترکیب أجهزة تكيف ومرواح لبعض الأقسام في المستشفى.
إعادة تأهيل وتشجير ساحة المستشفى.
تجهيز قسم بنك الدم.

مستشفى الدمي أحكوم

إجراء بعض الترميمات بالصرف الصحي والكهرباء.
توفير الأدوية الضرورية لقسم الطوارئ.
توفير أجهزة طبية وأسطوانات اوكسجين
توفير جهاز باص وأطقم جراحية واسطوانات اوكسجين.
توفير ادوية ومستلزمات التخدير والعمليات الجراحية.
صيانة سرير العمليات وأجهزة الشفط.
توفير سيارة إسعاف.
استكمال عيادة الاسنان.
تأهيل وصيانة قسم العمليات، وقسم الطوارئ التوليدية.

مستشفى الشهيد عبدالجليل نصر

  • إعادة بناء الحمامات وشبكة المياه والصرف الصحي بالكامل.
  • توفير جهاز التراساوند للطوارئ التوليدية.
  • عمل منظومة طاقة شمسية.
  • توفير سيارة إسعاف.
  • ترميم وإعادة تأهيل قسم المختبر.
  • توفير أجهزة طبية لقسم المختبر وتخطيط القلب.
  • إصلاح المولد الكهربائي.
  • تجهيز صالة للتثقيف الصحي.
  • تجهيز وتشغيل غرفة الكشافة.
  • اصلاح حديقة للمستشفى وتشجيرها.

ميزة التجربة في واقعها التاريخي
إن مجرد إعادة افتتاح مشفى كان مغلقاً في قرية نائية، في هذه الظروف التي تشهدها البلد من عدوان وحصار وحرب اقتصادية، هو أمر ثوري جدير بالباحث، ويحمل مغزاً عميقاً ويعطي أملاً للشعب بإمكانية عودة الخدمات الحكومية في القطاعات المختلفة، بعد أن كان مسار بناء القطاع العام قد توقف، وذهبت الفلسفة الاقتصادية اليمنية ” تحرير السوق” إلى معالجة الإشكاليات الاقتصادية والخدمية بخصخصة المؤسسات الفاشلة بدلاً من تطويرها، على اعتبار أن دفع الدولة مبالغ مالية لرعايتها ودعمها يضعف القدرة المالية للدولة.

الإصلاح الصحي في تعز على تواضعه، هو مؤشر هام على استمرار حركة الثورة الشعبية، فالثورة الشعبية التي لها منجزات ملموسة في مجالات الدفاع والأمن وحل قضايا الثأر، يصب في مجراها الإصلاح الصحي في تعز.

فأهمية هذه التجربة هي إعادة مؤسسات القطاع العام للقيام بواجباتها في الأرياف وتقديم الخدمات الصحية للمواطنين في الريف، وتامين الريف صحياً هي مسألة هامة على الصعيد الاجتماعي تمثل قاعدة لإمكانية تنمية الانسان في الريف الذي يطلب أن يكون متعافي جسدياً ليستطيع العمل وبذل الجهود، فالجانب الصحي مترابط مع العلمي والزراعي الاقتصادي في مسألة تنمية الريف، وهذه المسألة تلقى أهمية خاصة لدى قائد الثورة الشعبية.

المصادر:

التقرير السنوي الصادر عن مكتب الصحة والسكان في محافظة تعز للعام 2020م

التقرير السنوي الصادر عن مكتب الصحة والسكان في محافظة تعز للعام 2021م

Share

التصنيفات: عاجل,متابعات|محليات

Share