Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

تعرف إلى أغرب خريطة في التاريخ

تعتبر خريطة العالم في العصور الوسطى لتوماس كانتلوب، أسقف هيرفورد، والمرسومة في عام 1300 تقريباً، أغرب خريطة معروفة في العالم، تستمد جماليتها من دهشة تنتابنا إزاء رجل الدين هذا الذي حاول أن يصنع خريطة مطابقة لمعارف عصره اللاهوتية، والفلسفية والسياسية والتاريخية والحيوانية.

تقتصر خريطة كانتلوب، المعروفة أيضاً بخريطة هيرفورد، على أسيا وأوروبا وإفريقيا، ويتجه الشرق فيها نحو الأعلى، والقدس في قلب الخريطة، ويشرح تفاصيلها جيري بروتون في كتابه «تاريخ العالم في 12 خريطة»، حيث تتعدد فيها رسومات لبشر وأشياء ومخلوقات مخيفة، حيث توجد سفينة نوح في أرمينيا، وفوقها يوجد مخلوقان مخيفان يتجولان ذهاباً وإياباً في أنحاء الهند، وعلى اليسار يوجد نمر، وعلى اليمين يوجد مونيتور…وتشمل الخريطة حيوان الغريفن الأسطوري، ومشاهد لأكلة لحوم البشر الأشرار..وفي الناحية اليسرى العلوية من الخريطة عند أقصى حدود العالم المعروف، توجد أسطورة مفادها ما يلي: توجد هنا جميع أنواع الرعب والهول، أكثر مما يمكن تخيله، برودة لا تطاق، ورياح متفجرة تخرج باستمرار من الجبال التي يسمى سكانها بيزو.

ويوجد هنا أناس شديدو الوحشية يأكلون لحوم البشر ويشربون دماءهم، أبناء قابيل الملاعين. وقد أمر الرب الإسكندر الأكبر بحبسهم، إذ وقع زلزال أمام مرأى الملك، وانغلقت الجبال عليهم من حولهم. وفي المنطقة التي لم تكن بها جبال، طوقهم الإسكندر بجدار غير قابل للتدمير.

في القلب تتحول الخريطة إلى دليل شارح لجغرافية القدس، وفق الكتاب المقدس، وفي الأعلى من القدس تقع حديقة جنة عدن، وتتطرق الخريطة إلى قصة الخلق و الموت والبعث.

تسترسل الخريطة في رصدها للعالم جنوباً، فتمتلئ بصور لغابات وحيوانات في إفريقيا، وتصف الإثيوبيين بأنهم عراة، ولأن إفريقيا جنوب الصحراء لم تكن معروفة آنذاك، فكان لابد أن تكثر الأساطير كلما اتجهنا جنوباً، فهناك شعوب بأربع عيون، وشعوب تزحف، وبشر بأفواه مغلقة يتناولون الطعام والشراب عبر ماصة، وبشر بساق واحدة، وبشر مزدوجو الجنس، وبشر بلا أذنين.
لقد حاول رجل الدين احتواء العالم بأكمله في خريطة يبلغ ارتفاعها 1.59متر، وعرضها 1.34 متر، ويقول لنا جيري بروتون في الكتاب إن كانتلوب كان يعبر عن روح عصر، إذ توجد حوالي 1100 خريطة تعود إلى أوروبا القرون المظلمة تأخذ المنحى نفسه.
الخريطة ليست مدونة تستقي فصولها وأصولها من الكتاب المقدس وحسب، ولكنها مترعة بالمرويات المتناقلة من ألسنة البحارة وحكايات الرحالة، وأساطير الذات عن الآخر، ورغبة دفينة في كشف المجهول، والمخبوء في شمال العالم وجنوبه.

Share

التصنيفات: ثقافــة

Share