Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

اليمن يحتفل باليوم العالمي للسكان في ظل حصار وعدوان

نجيب العصار:

احتفلت اليمن في مثل هذا اليوم 11 يوليو من كل عام باليوم العالمي للسكان، والذي يموت فيه 300 طفل كل يوم و83 طفل حديث الولادة بسبب نقص الأجهزة والأدوية، كما تموت ثمانية آلاف امرأة سنويا بسبب مضاعفات الولادة جراء الحصار والعدوان.

المحك في مسار التنمية

وفي الحفل الذي نظمها المجلس الوطني للسكان، اليوم الأحد بصنعاء، بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان ، أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أن القضية السكانية خلال سبع سنوات من العدوان والحصار، تشهد تحديات نوعية وانحداراً كبيراً في مؤشراتها الرئيسية.

وقال “نتحدث عن فعل وحشي يمارسه تحالف العدوان ضد الإنسان في هذا الجزء من العالم الجمهورية اليمنية بدعم وتواطؤ دولي” .. مؤكداً أن العدوان موجه ضد الإنسان اليمني بكل ما تحمله الكلمة من معاني وليس ضد أحد بعينه كما يروجون عبر ماكينتهم الإعلامية.

وأوضح رئيس الوزراء، أن الاحتفاء بهذه المناسبة،يأتي والشعب اليمني ما يزال يتعرض للعام السابع على التوالي لعدوان وحصار.

وأضاف ” نظريات كثيرة يتم إعادة دراستها من جديد في ضوء التطورات والمتغيرات التي يتم ملاحظتها في الواقع العملي، والتجارب الدولية أثبتت أن التعامل السليم مع الزيادة أو النقصان في عدد السكان هو المحك في مسار التنمية والتطوير وزيادة عدد السكان لا يمثل عائقاً أمام هذه العملية”.

وأشار بن حبتور، إلى أن سبع سنوات والتجمعات السكانية في اليمن تحت قصف العدوان والحصار مع هجوم مكثف على المدارس والمستشفيات ومقومات الحياة المعيشية للمواطن”.

لافتا إلى أن المؤشرات في هذا الجانب مخيفة بل وكارثية .. وتسأل “ما الذي يريده العالم من أنصار الله والمنضويين في إطار المشروع الوطني المقاوم؟ هل يريدوننا أن نسمح للمعتدين ومرتزقتهم بالوصول إلى العاصمة صنعاء؟”.. مؤكداً أن ذلك مستحيل ولا يمكن أن يقبل به أحد من رجال وأحرار الشعب اليمني.

وتطرق رئيس الوزراء بهذا الشأن إلى محاولة تحالف العدوان الأمريكي السعودي الأخيرة والفاشلة للسيطرة على مديرية الزاهر التي حشد لها الجماعات الإرهابية من القاعدة وداعش وأخواتهما والتي انتهت باستعادتها خلال 24 ساعة من قبل أبطال الجيش واللجان الشعبية وقبائل البيضاء الأحرار.

وعبر الدكتور بن حبتور، في ختام كلمته عن شكره للمجلس الوطني للسكان وصندوق الأمم المتحدة للسكان على تنظيم الاحتفال ولكل من حضر وشارك فيها.

وفي ذات السياق، أكد وزير التخطيط والتنمية عبدالعزيز الكميم، أن معالجة القضايا السكانية تحتاج إلى تكاتف جهود الجميع والتنسيق المستمر من قبل كافة الجهات الحكومية وغير الحكومية، وفقاً للإمكانات المتاحة، لتخفيف معاناة المواطنين والحفاظ قدر الإمكان على ما تم تحقيقه من إنجازات في السنوات الماضية.

وأشار إلى أنه في ظل الحصار العدوان لا يجب أن يقتصر الدعم الدولي من خلال المنظمات العاملة في مجال العمل السكاني والصحي على الجانب الإغاثي وإنما يجب أن يشمل الجانب الإنساني التنموي للأفراد والأسر والمجتمع بصورة عامة.

تفاقم الأوضاع الصحية

من جهته، دعا وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل، إلى التركيز على التحديات السكانية وكيفية معالجتها في ظل استمرار العدوان .

وقال “يحتفل العالم اليوم باليوم العالمي للسكان، وهناك خصوصية لليمن حيث ما يزال تحت العدوان والحصار” ، مبينا أن أول ما استهدفه العدوان البنية التحتية من مدارس وجامعات وطرق ومرافق صحية وغيرها ذات صلة مباشرة الإنسان.

كما أوضح المتوكل بلغة الأرقام إن العدوان استهدف الأجنة في بطون الأمهات، وهو ما حصل في منطقة بني حوات ”  مؤكدا أن ألفين و500 امرأة شهيدة وثلاثة آلاف و500 طفل شهيد نتيجة العدوان الذي استخدم مختلف الأسلحة المحرمة دولياً.

كما أكد أن 300 طفل كل يوم يموتون و83 طفل حديث الولادة بسبب نقص الأجهزة والأدوية، كما تتوفى ثمانية آلاف امرأة سنويا بسبب مضاعفات الولادة ، كما تموت ثمانية آلاف امرأة سنويا بسبب مضاعفات الولادة.

واستعرض وزير الصحة ما يعانيه القطاع الصحي جراء استمرار العدوان والحصار ومنع دخول الأجهزة الطبية خاصة التنفس الصناعي والحضانات وغيرها .. لافتا إلى أن قرار المنظمات الدولية عدم توفير الديزل للمستشفيات، يضاعف من معاناة المرضى وينذر بكارثة إنسانية جديدة.

كما تطرق إلى أهمية استغلال الكثافة السكانية كمصدر قوة والعمل للنهوض بالعملية التنموية في البلد في مختلف المجالات.

من جانبه، تطرق الأمين العام المساعد للأمانة العامة للمجلس الوطني للسكان مطهر زبارة إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للسكان، مناسبة للتذكير بالقضايا السكانية وتعزيز الوعي المجتمعي حول قضايا السكان والتنمية.

وأشار إلى أن من تداعيات العدوان تراجع المؤشرات السكانية خاصة في مجال الصحة والتعليم، وتفاقم معاناة الأمهات والأطفال بسبب تفشي الأوبئة والأمراض وكذا زيادة النزوح السكاني وآثاره المختلفة على المؤشرات الديموغرافية.

واستعرض زبارة جهود الأمانة العامة للمجلس الوطني للسكان في الاهتمام بتنفيذ المكون السكاني الوارد في الرؤية الوطنية لبناء الدولة وإجراء مراجعة للسياسة السكانية الحالية لتطويرها وتحديثها.

واعتبر الاحتفال باليوم العالمي للسكان فرصة لرفع الوعي المجتمعي بأهمية تعزيز الاتجاهات والممارسات الإيجابية لقضايا السكان والتنمية وتعزيز الشراكة بين الحكومة والمنظمات الدولية لتوفير الدعم للبرامج السكانية وخدمات رعاية الأم والوليد.

في حين أشار نائب ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن جاريك هايربيتيان إلى أهمية إحياء اليوم العالمي للسكان لتعزيز الوعي بقضايا السكان بما في ذلك ارتباطها بالبيئة والتنمية.

ولفت إلى أن الصندوق يعمل بشكل وثيق مع الحكومة والشركاء المحليين لضمان دمج الاحتياجات الخاصة للنساء والفتيات، لاسيما الحوامل، في الاستجابة لحالات الطوارئ.

وأوضح هايربيتيان أن الصندوق قدّم في العام 2020 خدمات لثلاثة ملايين مستفيد في كافة أنحاء اليمن، بما في ذلك 103 ملايين خدمة في الصحة الإنجابية، فيما استفاد حوالي 600 ألف شخص مباشرة من خدمات النازحين، و600 ألف خدمة صحة نفسية.

وبين أن صندوق الأمم المتحدة للسكان دعم 100 مرفق صحي و300 موظف يعملون في الصحة الإنجابية و170 قابلة توليد منزلي، وتم الوصول إلى حوالي مليون امرأة في خدمات الحماية.

أرقام صادمة

يشار إلى أن الأمم المتحدة حذرت من أن ما يقرب من نصف مليون طفل دون سن الخامسة قد يلقون حتفهم جوعا في اليمن إذا لم يحصلوا على معونة عاجلة، مضيفة أن 50 في المائة من جميع الأطفال دون سن الخامسة في اليمن يواجهون خطر سوء التغذية الحاد هذا العام.

وتضيف أن وكالات الأمم المتحدة المعنية بالأطفال والغذاء والصحة والزراعة قالت في بيان مشترك إنه في عام 2021 سيعاني 2.3 مليون طفل دون سن الخامسة من الجوع أو من خطر المجاعة هذا العام، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 16 في المئة عن عام 2020.

كما أضافت أن من بين هذا العدد، من المتوقع أن يعاني 400 ألف طفل من سوء التغذية الحاد، ما يعني أنهم قد يلقون حتفهم إذا لم يتم علاجهم بشكل عاجل، بزيادة قدرها 22 في المائة عن الأعداد في عام 2020.

كما حذرت وكالات الأمم المتحدة من أن عام 2021 سيشهد أعلى مستوى من سوء التغذية الحاد المسجل في اليمن منذ بداية الصراع، وسلطت الضوء على المحافظات التي مزقتها الحرب مثل الحديدة وعدن وتعز على أنها من بين الأكثر تضررا.

سوء تغذية حاد للأطفال والأمهات

وتشير التقارير الأممية إلى أن الأمهات يتأثرن بالأزمة أيضًا، حيث من المتوقع أن تعاني حوالي 1.2 مليون امرأة حامل أو مرضع في اليمن من سوء التغذية الحاد هذا العام.

إلى ذلك، أكد المجلس الوطني للسكان، في تقريري حالة سكان اليمن والعالم 2020، أن عدد سكان اليمن بلغ- حسب المؤشرات والإسقاطات السكانية- 30 مليوناً و800 ألف نسمة منتصف العام الحالي 2020 بزيادة قدرها 11 مليون نسمة عن آخر تعداد تم تنفيذه في البلاد قبل 16 عاما.

كما أن معدلات النمو تشير إلى وصول عدد السكان إلى 60 مليون نسمة في العام 2040 مما يتطلب تخطيطاً سليماً لتلبية احتياجات المواطنين من الخدمات والبنية التحتية.

Share

التصنيفات: أخبار وتقارير,تحقيقات

Share