Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

عبدالجليل الموشكي : بين يديّ “صاحبة الجلالة”

لا قيمة لأي عبارات سنكتبها في مقام الرحيل مهما كان بها من البلاغة، ولا قدرة لنا على التعبير عما يختلج مشاعرنا بطريقة أرقى وأنقى من الكتابة، فهي مُتنفس مشاعرنا ومأوى آهات حناجرنا وتطلعات محاجرنا الغارقة بالدموع والشجن.

ما يجبرنا على البوح بخجل ووجل في لحظات بها من الأمل والألم ما يجعل نفوسنا رهائن لخيارين أحلاهما مر، ولا مناص من مغادرة أروقة سكنتنا ولم نسكنها نحن.

بعد رحلة دراسية شاقة خطونا فيها على الجمر وطموحاتنا التي تكبُرُنا بعشرات السنين على كاهلنا المثقل بالهموم والأحزان في زمن الخذلان..

في السنة الأولى والثانية حتى الثالثة لم نكن على قناعة بالإعلام كتخصص اتخذناه سبيلاً للمرور إلى ما تبتغيه أنفسنا المتوجسة من السقوط والبائسة من ذواتها اليائسة.

ومع الأمل تخطت بقوتها الألم، حينما خرجنا بها عن إطار المألوف متخذين  صاحبة الجلالة “السلطة الرابعة” قبلة لها، حينما شرق الآخرون وغربوا وعندئذ تبدلت ظلماتها نوراً أضاء دربها في كل منعطف بمصابيح بددت ظلام الليال القاسية وأضفت على إصرارها عزيمة منحتها قوة دفعت بها إلى ما هي عليه اليوم وها هي تقف على قارعة ما بعد التخرج والوصول.

لولا المصابيح لكنا وأحلامُنا في مهب الريح، فطالما أمعن النور في تعتيق أرواحنا المظلمة حتى باتت بيضاء ناصعة بها من الهمة ما يلهب حماس العصور ويجدد فكر أمة بالوعي والمعرفة.

إن هامات علمية وصحفية كانت كفيلة بغرس الأمل وبث روح التفاني فينا بدأب، وهو ما جعل منا وأقلامنا رموزاً تقتفي أثر القمة على طريق السابقين لنا في الخيرات ممن سبق ذكرهم.

أيُ ثناء يمكن أن يليق بمربينا وهم من جعلوا من قسم الصحافة شعلة متقدة تضيء الجغرافيا اليمنية بالفكر والحرية والنضال، وعززوا فينا الثقة بأنفسنا حتى أضحى خريجو الصحافة يشار إليهم بالبنان.

قبل شهرين من لحظة كتابة هذه السطور كان حفل تخرجنا بما فيه من السعادة والشعور بلذة النصر، إلا أن كل تلك المراسيم كانت شكلية لا غير وتحضيرية للحفل الأكبر والتخرج الحقيقي يوم أمس 16 من ديسمبر الذي احتضن مناقشة مشاريع تخرجنا وفيه شعرنا فعلا بأننا حققنا نصراً ما.

يكفينا عن تعبنا وعنائنا ما قاله مشرف مجموعة مشروع تخرجنا أننا المجموعة الوحيدة التي لم تتعبه مثنياً على مجهودنا، علاوة على تقدير باقي الدكاترة لما قمنا به.

وماذا نريد بعد أن يقول أحد الأساتذة أن مشروعنا من بين أفضل المشاريع على مدى تواجده في القسم، وأن من يطلّع على مجلة “أبعــاد” السياسية لن يصدق أنها مشروع تخرج بل سيجزم بأنها مجلة متخصصة لها باع في الصحافة، واصفاً لطاقمنا بالصحفيين المتميزين والمتمكنين، وكما أشرنا أثناء المناقشة أن أي إبداع قدمناه إنما هو ثمرة لجهود أساتذتنا، وأن أي تقصير يطرأ عائد علينا، والحمد لله.

هذه السطور كتبتها بعد أكثر من 30 ساعة من الحَيرة والعجز لما حواه المقام من سعادة وسمو، ولن يكون الوداع “صاحبة الجلالة” فإلى اللقاء.

 

Share

التصنيفات: أقــلام

Share