Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

عبدالصمد القليسي: الهوية بين الدين والوطن

التعصب أوصل البعض إلى فقدان خصائص الهوية كلها أو بعضها.
لذلك وجدت من الضروري إيضاح ما يلتبس على البعض في هذا الأمر.
فهناك هوية وطنية وهناك هوية دينية. ويختلف الأمر في هذا من بلد لآخر.
فإذا أخذنا بلادنا اليمنية مثالاً لوجدنا أنهم حين كانوا يتعبدون قبل الإسلام – أياً ما كانت معبوداتهم – كانوا ” يمنيين “. فلما ظهرت اليهودية تهود يمنيون فأطلق عليهم اليهود “اليمنيون”. ولما ظهرت المسيحية إعتنقها يمنيون فأصبحوا ” نصارى يمنيين “.
ولما انتشر الإسلام أصبح “اليمنيون مسلمين”.
وهكذا نرى أن إسم الوطن كان ملازماً دائماً للعقيدة.
وصحيح أن دويلات نشأت داخل هذا الإطار الوطني العام؛ لكن كان إسم مجموعها في التاريخ ودائماً: ” الحضارة اليمنية “.
فإذا انتقلنا إلى دول عربية أخرى متعددة الأديان والمذاهب كلبنان مثلاً فإن الجميع يسمون بإسم وطنهم وليس بإسم دينهم أو مذهبهم.
ولو أخذنا بلداً أوربياً مثل فرنسا فسنسمع عن فرنسي عربي وفرنسي صيني وفرنسي بولندي وإلخ.
اليهود العرب وغير العرب الذين لبوا نداء الصهيونية العالمية لاحتلال فلسطين، مازالت أسماء أوطانهم ملازمة لهم:
يهود اليمن
يهود مصر
اليهود المغاربه
اليهود الروس وإلخ.
أرجو بهذا أن أكون قد أوضحت مفهوم الهوية.
فإذا أراد أحد أن يقول أن الدين وطن فقوله غير صحيح، فهناك مسلم أندنوسي ومسلم ماليزي ومسلم عربي إذا حاولنا إجمالهم في الهوية القومية.
أما المحدثين جداً من أبنائنا وبناتنا فسيقولون لك أن وطنهم أرض الله. وحيثما وجدوا العيش الهانئ والأمن والأمان فهو وطنهم.

Share

التصنيفات: أقــلام,عاجل

Share