Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

عبدالرحمن الأهنومي : غصة الرحيل.. وابتسامتك المؤبدة

رحلت مبتسماً بشوشاً يا عم طه وتركت الكل أيتاماً

وإنِّا لله وإنِّا إليه راجعون،

انتقل إلى رحمة الله تعالى الأستاذ والمربي والأب طه عبدالصمد العريقي بعد رحلة عمر مليئة بالعطاء والتجارب والتحديات والأفراح والأتراح وعذابات السنين والمهنة والتعب والطيبة والمحبة ، لقد كان -العم طه- عصارة مسيرة أجيال ونضالات وصراعات ومراحل ، لقد قضى -العم طه- ورحل أمس وللأبد.

رحل من يحب الناس ، يحب العمل والإشراف على تصحيح العدد دون كلل أو ملل ، وأحسب أني طلبت منه أن لا يجهد نفسه كثيرا في العمل اليومي ، رفض وقال “يجب علي أن أنتبه” ، وجدته في أيامه الأخيرة والمرض يفتك به ويطوي سنينه المليئة بالتجارب والأحداث صلبا يتحدى تقادم الحياة والعمر ويواصل الحضور يوميا وإلى فترات متأخرة من الليل.

لقد رحل من يحب الجميع وقضاء الوقت في إدارة التصحيح ، وأسعد لحظات حياته عندما يكون بين الزملاء مشاركاً وموجهاً ومصححاً.

قبل أن يشتد به التعب والمرض ، في بداية الشتاء ، قلت له” يا عم طه ما رأيك تجلس في البيت لأن البرد هذه الأيام مرهق لك” ، أجابني “أنا اشعر بالحياة حين أكون في الصحيفة”.. كان يشعر بالحياة مع التصحيح والمراجعة ، وتصويب العناوين وتصحيح الأخطاء.. “يا عم طه لا عاد تتعب نفسك ، ارتاح في البيت وكن جي زورنا فقط” طلبت منه أن يأخذ راحته ، فقد شاهدته تبدو عليه آثار الإرهاق الشديد ، وذلك عقب عودته من إجازة العيد التي قضاها في تعز ، رفض ورد “أنا آخذ العلاج والحمد لله”.

كان الراحل رحمه الله ذاكرة سياسية وصحافية متّقدة ، هو من جيل الطيبين ومن زمنهم أيضا ، كان يترجم للبردوني حياته ، ويحفظ لجار الله والجاوي وآخرين كتاباتهم ، هو ترنيم في الزوايا ، وأيقونة في سماء الصحافة ، وهو أب الجميع ومرجعهم.

وأنا أتذكره اليوم بعد رحيله أثبِّتُ صورته في مخيلتي وهو مبتسماً, واطمئن إلى أن غيابه ليس حقيقة ؛ فقد أكد لي يوم الثلاثاء الماضي انه سيعود إلينا من تعز بعد أن يقل البرد.

صحيح أن ثمة ملامح للغائبين تحضر دوما ، لكن ملامح وابتسامة العم طه راسخة في ذهني ومخيلتي ولن تغيب أبدا..ابتسامة مؤبدة.

لتنم بهدوء مرتاح البال في رياض الله بدون قلق ولا ألم ولا مرض ، ولا تعب صاحبة الجلالة “الثورة” وعنائها.

عصم الله قلوب كل الزملاء بالصبر ، وأعظم أجور أسرتك وأهلك ، رحمك الله يا عم طه برحمته الواسعة وأسكنك فسيح جناته ، وجعلك مع سيد الخلق الرسول الأعظم محمد صلوات الله عليه وعلى آله ومع أهل بيته.

Share

التصنيفات: أقــلام,عاجل

Share