Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

عبدالرحمن بجاش: ياعم طه..لماذا؟!

ليتني لم افعل، ليت يدي لم تمتد وتقلب في الصفحه الرئيسية الفيس…
ليتني ظليت لبعض الوقت اكتب وانهي عمودي …
أحس بالفحيعة، فجزء مني، من قلمي وورقي ومهنيتي، كل شيء يذهب هذه اللحظة مع الريح …
هذا القصير قامة، الرافع الهامة حتى تساوي قمة  ” العروس” والنهرالذي ظل يتدفق من شارع 26 سبتمبرحيث بدأنا إلى شارع عبد المغني حيث نستمر يتوقف الآن جريانه ….
طه عبد الصمد يرحل …
وأن يرحل طه فترحل معه أشياء كثيره.. قيم جميلة.. من الخير.. إلى بشاراته ..إلى تحية المساء: كيفك ياعم طه، تراها مذرذرة على الدرج والجدران حيث تتكئ يده صاعداً: مافيش معك قليل علف..
هابطاً يحييه الجميع، فالجميع في غرف الصحيفة التي كانت يوما ملجأ لنا، نضع فيه همومنا، واحلامنا، وما تبقى من دخان سجائرنا…
طه عبد الصمد الكتاب الجميل الذي قرأته من الستينات هناك عند عبد الله مهيوب أبو الحلاوه، وبورسعيد التمبل، والخميرعند هائل، والحليب عند أبو الذهب.. والذهب عند سيف أبوالذهب .. وعند نبيل الوقاد ما تيسر من لقمة تسد بعض الروح مشاعر شبع بالآتي الذي لم يأت..
“عمي طه” هكذا أناديه وينادونه، برغم أننا في نفس السن، لكن طه بسؤاله عنك، عن مادتك، عن العمل، عن التصحيح في رواق القسم الفني يعمره طه بنصيحة هنا، باشارة هناك…
ارسل عندما كنت ارسل ن..والقلم، وارسل صوتي: عم طه شوف…
تليفوني يرن: ياوليد الجملة تلك عدلتها، والكلمة تلك صححتها.. لا ازيد عن: ماتراه ياعم طه …
وأغيب، فيجد سؤاله طريقاً إلى سمعي وعقلي: أين انت؟ كيف حالك ؟ الزملاء هنا كلهم يبلغوك السلام ..
مساء الخير يامدير، أيش تشتي ياعم طه ؟ حق المواصلات، اروح ارسل بالمرتب لأم العيال في تعز، حاضر ياعم طه ….
اسمع حنينه طالعاً باتجاهي: ياوليد ارسلت المصروف، انا مرتاح، الباقي عليك.. حاضر ياعم طه علي ….
مالك ياعم طه؟، بنزل تعزاشوف أم الجهال …
نحس أن العيد بدونه ليس عيداً …
اتصل به إلى تعز، ياوليد لا تستعجل، انا شجن على المره، ومقهاية الإبي …
ويعود طه، ونفرح جميعاً…
هو طه ألذي لم يكذب أهله ..
يرحل طه في اللحظة غير مناسبة …
يرحل وانا وهم وانتم بحاجه اليه ..الى قيمه ..الى حضوره الطاغي في أرواحنا…
الو ياعم طه، أيش تشتي؟ كتابي حافة اسحاق جاهز، ارسله بسرعه أصححه …
واذهب به اليه بطريقتي إلى حيث التقينا….
هل بالضرورة ان ترحل الآن والوجع يكاد يشل كل مافي انفسنا؟
لمن اتصل لتسكن نفسي ؟
يكفي ياصاحبي انها كلما ضاقت، تاتي إلى خاطري، فتنظرالي، افهم الرسالة ، أواصل …
ياصاحبي ..ليتني اواصل الكتابه عنك الى ما لا نهايه لاشغل بالي، أو لاقنع نفسي انني اكتب اليك رسالة….
صاحبي طه …
عمي طه …
لماذا تفعل بي ما فعلت هذه اللحظة، ألم نتفق يوماً أن يخبر أي منا الاخر بموعد المغادرة؟!
خذلتني هذه المرة يا طه..

Share

التصنيفات: أقــلام,عاجل

Share