Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

محمد ناجي أحمد: مقتل خاشقجي وقناة الجزيرة

قناة الجزيرة في تناولها لجريمة مقتل خاشقجي داخل السفارة السعودية في تركيا، وفي ظل الحديث عن إخفاء أي أثر للجثة و (للمتعهد المحلي) الذي أخفى الجثة أو بقاياها،مع أن سردية الإذابة كيمياويا لاتبقي للمتعهد مهمة !-منذ بداية تغطيتها للحدث وإلى اليوم تنهج ذات المسار الاعلامي الأمريكي في تغطية الCNN ونشراتها الإخبارية التي كانت تقذف بسيل من الصواريخ والقنابل الإعلامية بشكل مجزأ ،بحيث لا نستطيع كمشاهدين أن نستخلص صورة كلية للحدث وعمق الجريمة وأهدافها.
وكيف لنا أن نشاهد عمقا ونحن محاصرين على مدار الساعة بأخبار جديدة ،وبوقائع تصرح بها هذه الجهة وتلك ،بما يهدف إلى تشتيت إدراكنا ،وعدم إعطائنا أية فرصة للتفكير والتأمل بهدوء علنا نفهم :لماذا حدث ما حدث في هذا التوقيت الذي تتسارع فيها خطوات تمكين الصهيونية من مقدرات المنطقة العربية ،من خلال المؤتمرات السياسية والاقتصادية والاستخباراتية والصناعات العسكرية ،والسياحة والتجارة .أي التفكير في الأسباب العميقة وراء هذا الحدث؟

تتم إدارة جريمة مقتل جمال خاشقجي وإخفاء جثته بذات النهج الأمريكي الذي يستلب التفكير ،ويُشيء المشاهد كمستهلك عاطل عن التفكير فيما يستهلكه،ومنعه من الوصول إلى الأسباب الجذرية التي ستؤدي إلى معرفة الأطراف التي قامت بعملية الاغتيال ،ودوافعها وغاياتها .

تدير قناة الجزيرة جريمة قتل خاشقجي كما لو كانت لعبة( أتاري ) كبيرة للمشاهدين إذا استعرنا توصيف استاذة علم النفس اللبنانية (منى فياض) في وصفها للحرب على العراق في تسعينيات القرن العشرين ،وحديثها عن الصواريخ الأمريكية التي (تطلق ولا ندري من أي مكان تحديدا ،وتذهب في الفضاء ولا ندري أين سقطت ،وأهم من ذلك لا نعرف ما هو الدمار الذي أحدثته) ص٦٢- السيد يسين- التحليل الثقافي لأزمة الخليج- أزمة الخليج وتداعياتها على الوطن العربي-مركز دراسات الوحدة العربية ١٩٩٧م.

إنها جريمة (نظيفة) تماما كما هي حرب الخليج الثانية (نظيفة) وصواريخها تحصد عشرات الآلاف دون أن تترك أثرا للدماء عالقة على جوانب الصورة المتلفزة! وكذلك حال إذابة جثة خاشقجي بطريقة إعلامية( نظيفة ) أنجزتها قناة الجزيرة ،لتترك المشاهد أسير العديد من التكهنات والتخيلات ،عداها الحقيقة التي عملت على طمرها وجعلها مبهمة الأهداف والدوافع والغايات !

يتم إخفاء الصورة الواقعية للجريمة لصالح تركيب صورة ضبابية هلامية وزئبقية ،بملامح ووقائع مزيفة ،وسيل من الصور المتدافعة ،والتي تحرف كل أثر لمعنى ،وكل أثر لجريمة وجثة! تماما كما يحدث من جرائم لمئات الآلاف من المدنيين في الحرب التي تشنها الولايات المتحدة الامريكية على اليمن بقفازات مشيخات الخليج والتحالف الذي تقوده السعودية طيلة سنواتها الخمس،وكما حدث من قتل لعشرات الآلاف من المدنيين العراقيين في حرب الخليج الثانية ،ثم مئات الآلاف طيلة حصار الغراق وغزوه !فلا حقيقة في الإعلام الغربي للأشلاء المزقة ،فالحقيقة هي ما تصنعه وتقدمه الصورة الإعلامية الأمريكية،باغتصاب لغوي للحقيقة على حد تعبير المفكر السيد يسين في دراسته سابقة الذكر.

Share

التصنيفات: أقــلام

الوسوم: ,

Share