Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

د.عبدالله صلاح: هل من استجابة أم أننا على موعد مع التعازي وبيانات النعي؟!

ضجيج التعازي وبيانات النعي وإبداء الحزن والأسى يقض مضاجع الفيسبوك وتويتر وسواهما من مواقع التواصل الاجتماعي؛ لوفاة الدكتور محمد مطهر وزير التعليم العالي سابقا، وقبل شهرين تقريبا حدث الضجيج نفسه وزيادة؛ لوفاة الدكتور صالح باصرة وزير التعليم العالي سابقا أيضا، رحمة الله تغشاهما معا..
لا خلاف أن الموقف إنساني، لكن ما فائدته بالنسبة للميت، وما جدوى تعازي الرئيس والوزراء ورؤساء المؤسسات والزملاء والأصدقاء، والفقيد لا يحس بها، ولا يسمع لها خبرا؟!!.
لماذا لم يلتفت هؤلاء إلى هذه الشخصيات العلمية المشهود لها بالنزاهة وعفة النفس وعزتها، وهي تصارع الحياة وظروفها الصعبة، وتعاني المرض والفاقة في آخر أيامها؟!!، لماذا لا ترد الدولة ورجالاتها ومؤسساتها الجميل لهذه القامات السامقة، وتعترف بدورها في خدمة الوطن، وهي تسمع وتبصر وتحس وتدب على الأرض؟!!..
ما ضر مؤسسات الدولة الحكومية وغير الحكومية لو التفتت إلى الشخصيات العلمية والأدبية والفكرية والثقافية والاجتماعية في حياتها وعملت على تكريمها والاحتفاء بها وهي على قيد الحياة، ألم يقل فولتير: “كلمة واحدة رقيقة أسمعها في حياتي، وأنا حي خير عندي من صفحة كاملة في جريدة كبرى كلها تمجيد، تكتب عني حينما أكون قد مت ودفنت”.
لقد ظل أديب اليمن الكبير الشاعر عبد الله البردوني يعاني الفاقة والاهمال في الجزء الكبير من حياته، وعندما فاز بجائزة المربد، وحصل على مبلغ كبير من المال، سأله المذيع في لقاء تلفزيوني، ماذا تصنع بالمال الذي حصلت عليه؟، فأجابه البردوني: “أما اليوم فقد جادت بالوصل حينما لا ينفع الوصل”.
صحيح، ماذا يصنع بالمال وقد تساقطت أسنانه وأضراسه؟!!، ماذا يصنع بالمال وقد هزل جسده وضعفت همته، وأمسى يصارع الأمراض والشيخوخة؟!!
اليوم، هناك الآلاف من العلماء والأكاديميين والأدباء والمثقفين والشخصيات الاجتماعية المشهود لها بالحكمة والوطنية يذوقون مرارة الجوع والفقر والمرض بسبب الاهمال واللامبالاة من قبل الدولة ومؤسساتها، وما إن يموت واحد منهم بغصته حتى يتسابق الجميع للتعازي وإبداء الحزن والألم..
أي قبح هذا وأي لؤم، ونحن نكرم الموتى بالكلام المنمق والفارغ، والذي لا يسمن ولا يغني من جوع، بينما ندعهم وغيرهم من العظماء الأحياء يلوكون أوجاعهم وأحزانهم ومآسيهم بصمت، ومن دون أن يلتفت إليهم أحد..
بقي معنا واجهة اليمن الأدبية والفكرية والثقافية الدكتور عبد العزيز المقالح، وأمنيتنا أن يلتفت الرئيس والحكومة ومؤسسات الدولة العلمية، وفي مقدمتها الجامعات الحكومية إلى تكريم أديب اليمن وأستاذ الأجيال وهو على قيد الحياة، بتأسيس جامعة باسمه أو مكتبة مركزية كبرى، أو ما شابه.
هل من استجابة، أم أننا على موعد مع التعازي وبيانات النعي والأسى والحزن؟!!!

 

Share

التصنيفات: أقــلام

Share