Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

محفوظ الشامي:المرأة اليمنية، معاناة لا تموت!

كما تأثرت كل مكونات المجتمع من تبعيات الحرب، لاقت المرأة أشكالًا متعددةً من الأعباء و القُبح المترامي نحوها دون توقف، فمنذ زمن ما قبل الحرب و هي تتعرض لصنوف الانتهاكات و شتى أنواع التهميش لحقوقها المدنية.

فإذا ما قورنت بالمرأة في الدول العربية و باقي نساء العالم، فهي المرأة الأكثر تعاسًة على وجه الكرة الأرضية، كما ضاعفت من معاناتها و حرمانها و تشردها الحرب الدائرة حاليًا في البلاد.

دومًا، و على مرور العصور، تدفع المرأة ثمنًا باهظًا لتحافظ على نسيجها المجتمعي و الأسري و تمثل دورًا مهمًا و محوريًا في الحفاظ على توفير سبل الطمأنينة و السلام، و يتجلى هذا الأمر في دور المرأة اليمنية و تحديها لظروف الحرب التعسفية.

إن توسيع حقوق المرأة هو المبدأ الأساسي لكل تقدم اجتماعي، و قد وعت شعوب العالم مبكرًا بمدى أهمية المرأة و منحوها أهميًة بالغة مكنتها من إرساء دعائم الحفاظ على المجتمع و تقويمه و الارتقاء بحضارته.

لكن واقع حال المرأة اليمنية في سوءٍ متصاعد و فتكٍ مستمر، فالتقارير الصادرة عن الأمم المتحدة تقول أن 30% من ضحايا الحرب في اليمن البالغ عددهم نحو 47 ألف قتيل و جريح هم من الأطفال و النساء.

كما يوحي واقع الحال أيضًا عن المخاطر المتعددة التي تواجه المرأة اليمنية، و منها المخاطر الصحية و توسعها نتيجة انتشار الأمراض و الأوبئة و سوء التغذية، مما يؤثر سلبًا على صحة الحوامل و الأطفال بالضرورة. ناهيك عن وجود شبح المخاطر النفسية التي تنتشر في أوساط النساء، فالخوف من مواجهة مصير البقاء بالتفرد إثر فقدان الرجل في الحرب، أصبح همًا يلاحق كل النساء.

إن أبرز ما تعانيه اليوم المرأة اليمنية هو ضعف فرص التعليم في البلاد، فقد أعتبر التقرير الدولي أن اليمن من الدول التي فشلت في توفير فرص تعليم النساء، خصوصًا في مراحل التعليم الأساسية.
و أكد على أن الفجوة في التعليم تقود بالضرورة إلى فجوةٍ في العمل و المشاركة السياسية، فضلًا عن ذلك صُنفت اليمن من أسوأ الدول فيما يتعلق بالمساواة بين الرجال و النساء، حيث يسيطر الرجال على 80% على الأقل من الوظائف الحكومية.

يعتبر تهميش المرأة في التعليم المدخل الرئيسي لتضييع كافة حقوقها المدنية و عدم تقديرها كما ينبغي، لأن تعليم المرأة سيجعلها بالضرورة تثمن جيدًا حريتها و تعمل على إزاحة القيود المجتمعية و التعسفات التي تتعرض لها.

كثيرة هي الآثار السلبية و المدمرة التي طغت على واقع المرأة اليمنية اليوم.
ترى متى سنعي خطورة انكسار المرأة في وقت نحن فيه بأمس الحاجة إليها كي لا يموت نصفنا الأهم. متى سندرك جيدًا أن إضعاف حرية المرأة و مصادرة حقوقها سيؤدي إلى انهيار النظام الاجتماعي برمته. متى سننظر إلى المرأة بعين العاطفة و نقول للحرب كفى.!؟

في تقديري، لا يمكن أن نتحدث عن حلول ما لم تتوقف الحرب، لأن ضمان وقوفها أمر سينصف المرأة و يُباعد من تصاعد وتيرة تلك الآثار التي تُثقل كاهلها، و هي بطبيعة التكوين البيولوجي كائن رقيق و لا تقوى على تفاهة الحرب.

Share

التصنيفات: أقــلام

Share