Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

تقرير حقوقي: التجويع سلاح محرّم أباحه العدوان في اليمن

الوحدة نيوز:

نظمت مؤسسة الشرق الأوسط للتنمية وحقوق الإنسان بصنعاء الخميس ورشة عمل تناولت استعراض مسودة تقرير” جرائم الحرب في اليمن .. تعزيز المساءلة وعدم الإفلات من العقاب” بمشاركة 30 محامي وحقوقي.

وأكد منسق الورشة نور الدين العزعزي ، على أهمية الورشة في ظل استمرار جرائم العدوان بحق المدنيين وتأتي في إطار مشروع تعزيز دور الآليات الدولية للمساءلة الجنائية لمرتكبي جرائم الحرب في اليمن.

وأشار إلى أن مسودة التقرير تغطي خمس جرائم تمثل انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والتي ارتكبها التحالف العربي بقيادة السعودية في سبع محافظات هي (صعدة, صنعاء, عدن, حضرموت, الحديدة, تعز, البيضاء) للفترة من 26 مارس 2015 وصولاً إلى ديسمبر 2017م.

وقالت مؤسسة الشرق الأوسط أن الغارات الجوية منذ مارس 2015م وحتى مارس الجاري قتلت (15388 مدني) منهم (2773 طفل) و(2248إمرأه) كما جرحت (30213مدني) منهم (3350طفل) و(3713إمرأه) وهي مرشحة للتنامي في ظل استمرار الغارات الجوية والعدوان على اليمن.

ووثقت المؤسسة العديد من الغارات الجوية لطائرات التحالف نفذت في 20 محافظة، وكانت أشدها فتكا بالمدنيين في محافظة صعده تليها أمانة العاصمة، ثم محافظة حجة وتتفاوت بقية الجرائم في بقية المحافظات، لافتة إلى أن المئات من تلك الغارات انتهكت قوانين الحرب، ولم تحترم قواعد ومبادئ القانون الدولي الإنساني .

وأكد التقرير الذي حمل عنوان :”حرب اليمن المنسية … واقع الانتهاكات وجهود الحماية” أن الغارات الجوية التي نفذها التحالف إستهدفت تدمير البنى التحتية والمقدرات الأساسية للسكان المدنيين في مختلف مدن وقرى وأحياء محافظات الجمهورية اليمنية.

وقدم التقرير نماذج من تلك الوقائع التي وثقتها وتحققت منها المؤسسة، كإستهدفت المدنيين في الأحياء والمدن السكنية والأسواق وصالات الأعراس والعزاء ومخيمات النزوح وقوارب الصيد.

وذكر التقرير أن الغارات الجوية التي استهدفت القطاع الصحي، أحدثت أضرار مباشرة في (270) مرفقاً صحياً منها 180 مستشفى ومستوصف ومركز صحي ، كما أدت إلى تدمير (كلي وجزئي) في (232) وحدة صحية و(2) مصانع لإنتاج الاوكسجين وتدمير وإحراق (40) سيارة اسعاف.

وبينت مؤسسة الشرق الأوسط ،أن العديد من المرافق الصحية تعاني من انعدام الأدوية والمستلزمات الطبية وشحت الوسائل والأدوية الوقائية ومياه الشرب ،وتراكم مئات الأطنان من القمامة والنفايات ،مما أدى إلى ازدياد حالات الوفاة بين المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة كداء السكري وأمراض القلب والشرايين والفشل الكلوي ومختلف أنواع السرطان.

كما تطرق التقرير إلى تفشي وباء الكوليرا نهاية عام 2016، في عدد من محافظات الجمهورية هي أبين، وعدن، والبيضاء، والضالع، والحديدة، والجوف، وعمران، وذمار، وحجة، وإب، ولحج، وريمة، وصنعاء، وتعز، ومدينة صنعاء.

إضراب 173 ألفاً من المعلمين في 13 محافظة

وعن استهداف المؤسسات التعليمية تشير الإحصائيات التي وثقها التقرير ،أن حجم  الأضرار بلغت  في مدارس السبع محافظات التي تم اختيارها عينة للتقرير هي التدمير الكلي لـ 165 منها، والجزئي لـ 553 مدرسة، واستخدام 76 مدرسة لإيواء النازحين في بعض المناطق، وسيطرة المسلحين على 23 مدرسة في مناطق أخرى.

ولفت التقرير إلى أن العام الجاري شهد شهراً كاملاً بسبب إضراب 173 ألفاً من المعلمين في 13 محافظة بسبب إنقطاع رواتبهم.

تدمير وتلويث عدد  19 منشأة مائية

إلى ذلك ، رصد التقرير استهداف الآبار والسدود والحواجز المائية ومنها تدمير وتلويث عدد  19 منشأة مائية ما بين سد وحاجز وخزان مائي وقنوات ري وعدد 98 مضخة مياه آبار وغطاسات وشبكات ري حديثة ومتنوعة .

كما تطرق إلى تعمد العدوان في استهداف الموانئ والمطارات المدنية ومخازن وناقلات المواد الغذائية وصوامع الغلال، وأبار المياه والسدود والحواجز المائية لتجويع اليمنيين رغم الحماية الدولية ،التي يوفرها القانون الدولي الإنساني لهذه المنشآت المدنية.

وأكدت المسودة أن استهداف تلك المنشآت تسبب في إحداث أضرار مباشرة على السكان المدنيين وفاقم من معاناتهم، وتندرج ضمن الوسائل غير المشروعة في قواعد الاشتباك الذي يجرم إستخدام التجويع كواحدة من وسائل وأساليب المواجهة العسكرية والحرب وتعد من الجرائم الخطرة التي تستوجب الملاحقة الجنائية للمسؤولين عن إرتكابها.

 

استخدام العدوان أسلحة محرمة دوليا

وقال التقرير أن استهداف تلك المنشآت تسبب في إحداث أضرار مباشرة على السكان المدنيين وفاقم من معاناتهم، وتندرج ضمن الوسائل غير المشروعة في قواعد الاشتباك الذي يجرم إستخدام التجويع كواحدة من وسائل وأساليب المواجهة العسكرية والحرب وتعد من الجرائم الخطرة التي تستوجب الملاحقة الجنائية للمسؤولين عن إرتكابها.

واستعرض استخدام العدوان للأسلحة المحرمة دولياً من بينها (قنابل عنقودية ،انشطارية، فراغية ،صوتية، نترونيه وفسفورية) في أحياء مأهولة بالسكان في فج عطان – نقم – النهدين – حي الدائري – حي مذبح) بأمانة العاصمة ومحافظة صعدة.

وأشارت مؤسسة الشرق الأوسط للتنمية، إلى أن انتهاكات القانون الدولي الإنساني والكارثة الإنسانية المأساوية والمتنامية جراء قصف العدوان والحصار واستهداف المدنيين ونزوح الملايين وانعدام الاحتياجات الأساسية ،وتوقف منظومة الخدمات وانهيار القطاع الطبي، بالإضافة إلى التحذيرات الدولية من خطورة حجم الكارثة التي يعاني منها اليمنيون واتهامات تقارير المنظمات الحقوقية الدولية دول تحالف العدوان بارتكاب انتهاكات خطرة للقانون الدولي ترتقي إلى جرائم الحرب، يتطلب تحقيق ومساءلة دولية بما يضمن تحقيق العدالة وإنصاف الضحايا وتعزيز آلية المساءلة وعدم الإفلات من العقاب.

 

ووصف التقرير أن الآليات الدولية منذ بدء العدوان على اليمن وحتى اليوم بخصوص انتهاكات حقوق الإنسان ضلت قاصرة ، ولم تتخذ الأمم المتحدة إزاء ذلك أي إجراءات تضمن المسائلة وعدم إفلات مرتكبي تلك الجرائم والانتهاكات من العقاب .

وبين أن تقاعس الأمم المتحدة في عدم اتخاذ خطوات جادة وعاجلة لوقف العمليات الجوية والحصار وعن تأسيس آلية دولية مستقلة للتحقيق في الانتهاكات والجرائم كان الدور البالغ في تنامي الكارثة الإنسانية في اليمن واستمرار مسلسل القتل اليومي لآلاف المدنيين واستمرار كافة التجاوزات والانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي طيلة الثلاثة أعوام الماضي.

ودعت مسودة التقرير المجتمع الدولي بالتحرك العاجل للوفاء بالتزاماته القانونية والأخلاقية تجاه السكان المدنيين في اليمن واتخاذ قرارات فورية لوقف العدوان ورفع الحصار الجوي والبري والبحري والسماح بدخول كافة الاحتياجات الأساسية الغذائية والطبية والمشتقات النفطية وتقديم الإغاثة العاجلة للشعب اليمني وضمان إعادة النازحين والمهجرين إلى مناطقهم.

الدعوة  إلى تشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق

وشددت على تشكيل لجنة دولية مستقلة ومحايدة لتقصي الحقائق والتحقيق في الجرائم المرتكبة ضد المدنيين وتفعيل الملاحقة والمساءلة وضمان عدم إفلات مرتكبيها من العقاب.

كما أدانت مسودة التقرير دعم التحالف للإرهاب .. داعية إلى تكليف المقرر الخاص بالجماعات الإرهابية ولجنة الجزاءان المفروضة على تنظيم القاعدة ،وذلك للتحقيق في علاقة السعودية ودول التحالف بتبني ودعم وتمويل الإرهاب في اليمن والوفاء بالالتزامات الدولية في مكافحة الإرهاب لضمان تعزيز الأمن والسلم الدوليين.

وأوضح التقريران  شهدت مدينة تعز تنامي نفوذ وسيطرة التنظيمات الإرهابية مثل “أنصار الشريعة” و” حماة العقيدة” وتنظيم “داعش” وكتائب الحسم” وكتائب الموت” وغيرها وتنضوي جميعها ضمن تشكيلة القوات الموالية لهادي وتتلقى الدعم والتمويل المباشر من قبل قوات التحالف.

ارهاب وقتل وتخريب المراقد التاريخية

ووثق التقرير العديد من الأعمال الإرهابية التي نفذتها عناصر التنظيم في مدينة تعز ومنها عمليات القتل والذبح والسحل و جرائم التطهير العرقي والإبادة لأسرتي آل الجنيد والسروري في قرى الصراري بمحافظة تعز، وكذا عملية تفجير المراقد التاريخية كجامع جمال الدين الأثري في قرية الصراري، والباب الكبير وسط مدينة تعز، ونبش مقابر بيت المتوكل (الباشا)

وأشار إلى أن دول تحالف العدوان قام بإدخال العديد من المرتزقة الأجانب والعرب للقيام بعمليات قتالية في الأراضي اليمنية منها عدن, حضرموت والبيضاء، وقدمت الدعم المباشر للعناصر والجماعات المسلحة المتطرفة كالقاعدة وداعش وأوكلت إليها تنفيذ العديد من المهام القتالية، وقيادة المواجهة المسلحة في مختلف الجبهات الداخلية، وتم تمكينها من السيطرة على العديد من المدن اليمنية والقيام بتنفيذ عمليات القتل والإبادة والذبح والإعدامات.

سجون سرية وتعذيب وإخفاء قسري

وبينت مسودة التقرير أن الإمارات قامت باحتلال الأراضي اليمنية وإنشاء السجون السرية وممارسة التعذيب والإخفاء القسري وانتهاك السيادة اليمنية ، والعبث الممنهج بمحمية سقطرى الطبيعية من خلال النهب وتجريف الثروة الطبيعية والشعب المرجانية والأحياء البحرية والنباتات النادرة.

من جانبهم ،دعا المشاركون في الورشة الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤوليتها وفقا للقرار 2216 .. مؤكدين أهمية التنسيق والتعاون مع المنظمات المحلية والإقليمية للحفاظ على حقوق الضحايا في المسائلة والمتابعة.

وطالبوا بالعمل الجاد على ملاحقة التحالف بقيادة السعودية لدى المؤسسات الدولية المعنية بمحاكمة مجرمي الحرب .. لافتين إلى عدم مشروعية التدخل السعودي في اليمن وارتكاب الجرائم بحق المدنيين.

 

 

 

Share

التصنيفات: أخبار وتقارير,تحقيقات

Share