Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

عبد الرحمن بجاش : فؤاد أخر الوجع !

ريشة أخرى تودع ، وجع آخر يصل إلى المنتهى … عدت لتوي من شارع اغتسل لتوه بمطرة مساء أمس الاول ، فظهر بوجه اخضر ، وان كان ارتفاع الأسعار القى بظلاله على الوجوه من جديد ….
عدت إلى البيت مبتهجا قدر الامكان ، لاتصل بزميلي وصديقي علي ربيع ، عدت الى طه حسين ، فاستحضرت وصفه للشاي ، فصنعت لنفسي فنجانا يعدل المزاج ، خاصة وقد تعودت في مثل هذا الوقت من كل يوم أن اكتب وفنجان الشاي بجانبي ، مددت يدي لأطوف سريعا على الواتس ، وافتح باب الديوان الرئيسي الفيس بوك ، لا لمح سريعا وجهه ، اقترب بحذر ، أجد ما نعبر عنه كلما اصابتنا مصيبة (( انا لله وانا اليه راجعون )) ……..
الموت نهاية حتمية للحياة ، لا نشك في ذلك ابدا ، ما يزيد الحنق فقط ، عندما يموت مبدع في لحظة قاسيه …..
فؤاد طه الفتيح ، بلدياتي كما يقال من عائلة مبدعه …عبد العزيز الفتيح ، محمد الفتيح ، ونجل السيد طه الرجل المحترم رحمه الله .
أول معرفتنا العامة به كريشة وفنان تشكيلي في ذلك التاريخ من العام 81 ، اذا ذاكرتي ما تزال حيه ، مادة منشوره في مجلة (( الطليعه)) العراقيه ، والتي منها ربما في ذلك التاريخ سرق منها من سرق رواية بأكملها ليكشف الأمر عبد الله سلام الحكيمي …..
تحقيق عن الفنان التشكيلي اليمني فؤاد الفتيح أرسله إلي الاستاذ الكريم يحي العرشي وزير الإعلام والثقافة يومها ، وتوجيه بإعادة النشر (( ليتعرف الجمهور على فنان يمني مبدع ))، لا زال توجيه ابينا يحيى يرن في اذني ، كذلك ما زلت احفظ توجيهه الآخر وأحتفظ به : (( الاخ مدير عام مؤسسة سبأ العامة للصحافة والانباء , ابارك لكم انضمام أول فتاة يمنيه للصحيفة رؤوفة حسن……. )) ……
نشرت الماده رئيسية في إحدى الصفحتين اللتين كنت احررهما كل جمعه ..ادب ….ثقافه ….فن …….
ومن لحظتها عرفته وعرفناه، وظل الاستاذ يحيى يزودنا بأخباره كلما توفرت ، حتى عاد بشحمه ولحمه …..
لا تكاد تسمعه حين يحدثك ، خلوق مؤدب, فنان ، تلفت نظرك في لوحاته اتساع العينين ، وفي ديواني لوحة منه اهدانيها لمنارتي الأشرفية ، وجزء من مدينة البهجة الاولى تعز …..
(( الجاليري )) ، في شارع مجاهد صار ملتقى الأجانب تحديدا من يقتنون اللوحات ، أما اليمني تاجرا ، مسئول ،ا أو أي قادر فلا احد يشتري ، فالفن له رجاله على أية حال ، من يمتلكون عيونا تقدر على التقاط الجمال المبنى والمعنى …..
فجأة اختفى الفتيح والجاليري ، وهو شيء مؤكد، فحين تمر بجانب ما اسمي يومها المعرض الدائم للفنون التشكيلية في شارع حده ، وقد تحول إلى دكاكين لبيع احمر الشفاه ، فلا يصبح الأمر مستغربا …..
في 16 ابريل 2017,كتبت له رساله عبر الفيس :(( كيف الحال ? أين أنت ? مشتاقين …..
في 28 سبتمبر رد علي :تحياتي لكم ، انا حاليا في زيارة للأهل في عدن …عندما اعود سأتواصل معكم ….
24 ديسمبر تلقيت منه رسالة تهنئه بالعام 2018 ……
صورة أخرى في تاريخ آخر بحثت عنها في صفحة القعود فلم أجدها ….
الصورة الأخيرة ، اليوم ….
وداعا الفتيح …أخشى أنك توفيت جوعا ، قهراً ، وجعاً…..
وسؤال وجل خجول : ما مصير لوحات الفتيح التي لم يجد لها عيونا تتذوق، ولا من يقتني إحساسا بالفن التشكيلي ، أخشى ايضا ان يندثرن كما يندثر زمن ترحل حتى معالمه !!..
لله الامر من قبل ومن بعد .

Share

التصنيفات: أقــلام

Share