Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

صادق وجيه الدين: نقطة ولو جَبْر خاطر!

على الرغم من إدراكنا حجم الظروف الصعبة التي مرَّ ويمرُّ بها المنتخب الوطني لكرة القدم، في ظل توقُّف الدوري المحلي منذ أكثر من ثلاث سنوات؛ فإنَّنا ظللنا حريصين على مواجهة ضيق العيش بفسحة الأمل، متطلِّعين إلى التمكُّن من تسجيل مشاركة طيبة في بطولة كأس الخليج العربي الثالثة والعشرين (خليجي23)، المقامة حاليًا في دولة الكويت، بيد أنَّ الرياح أتت بما لا تشتهيه سفننا؛ إذ كان الاستهلال مخيِّبًا للآمال، بالخسارة أمام حامل اللقب (العنابي القطري) بأربعة أهداف فقط لا غير..!!.
لم تكن الخيبة التي نتحدَّث عنها هنا مقتصرةً على جانب النتيجة فحسب، ولكنها قبل ذلك في الظهور المتواضع الذي ظهر به منتخبنا في اللقاء، وبالذات في الشوط الأول منه؛ فلم يقدِّم لاعبوه أقلَّ ما كان منتظرًا منهم، بمعنى أنَّ السلبية شملت جانبي المستوى والنتيجة معًا، وبرز التأثُّر السلبي، واضحًا على الصعيدين النفسي والفني؛ جرَّاء الهدفين القطريين اللذين جاءا في الدقائق الأولى من زمن اللقاء، لكنَّي لحظتُ التأثُّر السلبي في الجانب النفسي أكثر؛ الأمر الذي من شأنه أن يعكس ضعف القدرة لدى الجهاز الفني على تأهيلهم وتهيئتهم لمواجهة مثل هذه الظروف والأجواء، التي توقعهم تحت تأثير الضغط النفسي والشد العصبي، اللذيْنِ يضعفان من التركيز الذهني، ويحولان دون الحفاظ على الانضباط التكتيكي..!!.

ما يثبت أنَّ مشكلة منتخبنا أمام نظيره القطري كانت نفسيةً أكثر منها فنيَّةً؛ أنه استطاع أن يظهر بشكل مغاير في مباراته الثانية التي واجه فيها المنتخب البحريني، فقدَّم نفسه بصورة إيجابية فرض بها احترامه على المتابعين، ونال من خلالها الإشادة والثناء من الخبراء والفنيين والمعلِّقين والمحليين، فكان التنظيم موجودًا في مختلف الخطوط التي بدتْ مترابطةً ومتصلةً ببعضها، وشاهدنا فصولًا طيبةً من اللمحات واللمسات والمهارات، ومِنْ ثمَّ فإنَّ الانطباعَ العام طيِّبٌ عن المباراة لدى الكثيرين، بالرغم من الخسارة بالهدف البحريني الناتج عن الظلم التحكيمي الذي تعرَّضنا له من الحكم السعودي الحربي، بشكل واضح وفادح وفاضح..!!.
إنَّ حديثنا عن الظلم التحكيمي لا يأتي –كما قد يظنّ البعض- في سياق البحث عن شمَّاعة لتعليق الفشل عليها؛ فقد أجمع الخبراء التحكيميون في مختلف القنوات على أن منتخبنا تعرَّض لظلم مركَّب؛ إذ تمَّ حرمانه من ركلة جزاء واضحة، في مقابل احتساب ركلة جزاء ظالمة جاء منها الهدف البحريني الوحيد، ويمكن لمن يريد التأكّد من مصداقية ما نتحدّث عنه، أن يعود لمتابعة هاتين الحالتين بالإعادة التلفزيونية البطيئة، وحينها سيدركون أن التحكيم ساعد المدرِّب التشيكي ميروسلاف سكوب، المدير الفني للمنتخب البحريني، على الخروج من الموقف المحرج الذي أوقعه فيه لاعبو منتخبنا، الذين بدتْ حماستُهم قويةً أمام مدرِّبهم في النسخة السابقة من البطولة (خليجي22)، الذي كان يتوقَّع سيطرة أحمر البحرين على كل شيء، وفقًا وما فهمناه من عموم تصريحاته التي سبقتْ المواجهة!.
وبعيدًا عن التباكي على المباراتين الماضيتين، فإنَّ الفرصة لا تزال قائمةً أمام منتخبنا لتحقيق الانتصار الأول له في مشاركاته ببطولات كأس الخليج، طالما أنَّ لديه مباراةً أخيرةً غداً الجمعة أمام المنتخب العراقي الشقيق، مع إدراكنا التام لقوة منتخب بلاد الرافدين، الذي سيدخل وهو يبحث عن الثلاث النقاط، متطلِّعًا إلى بلوغ الدور الثاني، على عكس منتخبنا الذي لا يريد سوى الخروج بشكل إيجابي، بعيدًا عن حسابات المنافسة، ويمكن أن يسهم هذا العامل في تمكينه من عمل شيء في اللقاء، وإن لم يتوِّج ذلك بالفوز، فعلى الأقل “نقطة ولو جبر خاطر.. وإلا هدف من بعيد”!، مع الاعتذار للفنان محمد سعد عبدالله.

sadikwagih@yahoo.com

Share

التصنيفات: أقــلام

Share