Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

وردة في طريق أيلول

محمد ناصر السعيدي


خمسٌ و خمسونَ لا خبزاً و لا عسلا

و حادي العيسِ يا أيلولُ ما وصلا

 

مازالَ في لجّةِ الرمضاءِ مرتحلاً

يطوي المسافاتِ _ وهماً _ يقطعُ السُّبُلا

 

حيناً يغنّي و أحياناً يهيمُ أسى
و صوتُهُ شاحبٌ إن ناحَ أو زَجلا

رفاقُهُ انكسروا يوماً و فارقَهم
عندَ البداياتِ لم يلقَ لهم بدلا

 

يمضي على دربِهم .. يلقي قصائدَهم

على القوافلِ يتلو حبَّهم جُمَلا

 

في كفّهِ عَلَمٌ خفقاتُهُ مطرٌ

على القلوبِ و مجدٌ يعتلي زحلا

 

وفي حناياهُ شوقٌ للحياةِ
و في خيالِهِ ألفُ ليلى تكسرُ الخجلا

 

مادَت بهِ الرّيحُ عمراً فانحنى تعباً

يعاهدُ الرّملَ ألّا يتركَ الإبِلا

 

و كلما تعتريهِ الحربُ ينهضُ من
قيلولةِ السَفَرِ المنسيّ مشتعلا

يُهدي لذاكرةِ الأجيالِ أغنيةً

يقولُ مطلعُها : من ( حبَّ ) ما بخلا

* * *

خمسٌ و خمسونَ يا أيلولُ ذاهبةٌ

و لم تزل أنتَ فينا تبعثُ الأملا

 

تستنهضُ الشعبَ من تحت الرّمادِ ضحى

و الحبُّ يشرقُ في عينيكَ مكتملا

 

و توقدُ الفجرَ قنديلاً و تشعلُهُ

في ليلِ مَن أنكرَ الأضواءَ أو جهلا

 

مازلتَ مصباحَنا السحريَّ
ننهلُ من سناكَ أحلامَنا

إن نجمُنا أفلا و ما يزالُ لنا
في ضفّتيكَ صدى
يصغي لهُ الكونُ
يهمي صمتُهُ قُبَلا

* * *
ذكراكَ أنفسُ ما نلناهُ من زمنٍ

بينَ النفائسِ ما ساقَ المدى مثلا

أهدافُكَ السّتةُ الغرّاءُ نحفظُها

عن ظهرِ قلبٍ و نرويها لمن سألا

 

Share

التصنيفات: ثقافــة

Share