Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

مع استمرار العدوان والحصار الغاشم .. نصف مليون طالب وطالبة يؤدون الامتحانات في 14 محافظة

أحمد المالكي

مطلع الأسبوع الجاري وللعام الثالث على التوالي بدأ ما يقارب النصف مليون طالب وطالبة امتحاناتهم النهائية للشهادتين الثانوية والأساسية العامة في ظل استمرار العدوان والحصار الغاشم حيث أكد الدكتور عبدالعزيز بن حبتور رئيس حكومة الإنقاذ الوطني أثناء قيامه مع وزير التربية والتعليم يحيى الحوثي وعدد من مسؤولي التربية بتدشين العملية الامتحانية لهذا العام على أهمية إجراء الامتحانات في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد وهي تواجه أعتى القوى العدوانية على وجه الأرض حيث حرصت الحكومة على اجراء امتحان الطلاب في المحافظات التي تقع تحت سلطة المجلس السياسي الأعلى إضافة إلى أن الوزارة حرصت على فتح مراكز امتحانية للطلاب القادمين من المحافظات الجنوبية المحتلة.. وفي تحد مهم يسطره اليمنيون في مواجهة العدوان تستمر العملية التعليمية فيما يواجه اليمن تحديات مركبة اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية أخذت تتجمع من مختلف نظم المجتمع وأنشطته ومن أبعاد مؤثراتها الدولية والأقليمية منها ما هو ماثل للعيان تضغط بقوة على المجتمع وتحول دون تطويره الموازي للتحديات والبعض الآخر في طور التشكل مما يحمله المستقبل من متغيرات متسارعة ومن مفاجآت ومخاطر ومن امكانيات لا حدود لها ناجمة عن الثورة العلمية والتقنية ونظم المعلومات والاتصالات واقتصاد ومجتمع المعرفة ولعل تحديات منظومة التربية والبحث العلمي تأتي في مقدمة تلك التحديات ليس لأنها السبب الرئيسي لاستفحال تحديات المجتمع اليمني فحسب وإنما لأن العلم والمعرفة والتقنية غدت طاقة التنمية وقاعدة النهوض الحضاري القادم كما يتوقف إحداث ثورة في العلم والمعرفة والتقنية على إحداث ثورة في التربية والبحث العلمي وعلى الرغم من وضع استراتيجيات تطوير نظم التعليم اليمني موضع التنفيذ وعلى مدى عقود متوالية إلا أن مشكلاتها تزايدت وتنوعت وتعقدت ما أدى إلى مشكلات وعوائق خطرة أمام خطط التنمية وسوق العمل… إلى التفاصيل:

أكد الدكتور عبدالعزيز بن حبتور رئيس حكومة الانقاذ على أهمية إجراء الامتحانات في ظل استمرار العدوان الذي يسعى لإفشال المسيرة التعليمية وحرمان أبنائنا من إكمال تعليمهم وبناء مستقبلهم.. وقال أن الامتحانات بالنسبة للحكومة مهمة تتعلق بالطلاب والجهد الذي بذلوه مع أسرهم طيلة العام والحكومة مع السلطة المحلية يوفران مناخاً مناسباً لإجراء الامتحانات في المناطق التي تقع تحت سلطة المجلس السياسي الأعلى وحكومة الانقاذ وهي 14 محافظة تقريباً وهناك أعداد كبيرة من الطلاب الذين يأتون من المحافظات الواقعة تحت الاحتلال وقد تم التوجيه للمسؤولين في التربية والتعليم بفتح صفوف لهم وامتحانهم وتسجيلهم بشكل عاجل وسريع كي يلتحقوا بزملائهم في الامتحانات مع العلم أن الامتحانات تجري والتربويون لم يستلموا مرتباتهم لأكثر من 8 أشهر وهو جهد وتضحية كبيرة من قبل المعلمين والمعلمات لاستمرار العملية التعليمية وتنفيذ الامتحانات التي تعد مفصلية ومهمة في مستقبل وحياة أبنائنا الطلاب وما يقدمه المدرسون والمدرسات يتوازى مع ما يقدمه المقاتلون في الجبهات بالفعل.

مسؤولية

فيما أكد وزير التربية والتعليم الأخ يحيى الحوثي في تصريحات إعلامية أن الدافع الوطني والمسؤولية الأخلاقية الملقاة على أعناق التربويين هما الوقود الذي جعل المعلمين والمراقبين حريصين على التواجد في مراكز الامتحانات وإنجاح العملية التعليمية وأن الروح العالية وحب الوطن هو من يدفع اليمنيين إلى مواجهة العدوان وأذنابه ولا رهان للمعتدين ومرتزقتهم على أوهان همة اليمنيين في المواجهة في ميادين القتال أو في ميادين العلم والمعرفة.

وكيل وزارة التربية والتعليم لقطاع المناهج والتوجيه الدكتور محمد السقاف أوضح أن عدد المتقدمين للامتحانات العامة بلغ 446670 طالباً وطالبة للشهادتين فيما بلغ عدد المراكز الامتحانية 3444 مركزاً وزعت على جميع المحافظات وفي ما يخص الطلاب الوافدين من المحافظات الجنوبية أكد الدكتور السقاف أنه تم تخصيص مراكز امتحانية للطلبة الذين يحملون أرقام جلوس صادرة من المحافظات المحتلة وهناك إمكانية دخول الامتحانات والالتحاق بزملائهم في المحافظات الشمالية وبعد أن يتم التأكد من وثائقهم وهم يقاربون 20 ألف طالب وطالبة ثانوية فيما هناك أكثر من 190 ألف طالب وطالبة ثانوية في المحافظات الشمالية..

مدير مكتب التربية والتعليم بأمانة العاصمة بدوره أشار إلى أن عدد المراكز الامتحانية في الأمانة بلغ 94 مركزاً بينما بلغ عدد الطلاب المتقدمين 33 ألف طالب وطالبة وأن الوزارة راعت الظروف الصعبة التي يمر بها الطلاب والفروق الفردية بينهم عند وضع الأسئلة للامتحانات.

تحديات

وتواجه منظومة التربية والتعليم في اليمن تحديات وهموماً خارجية وداخلية في مختلف الأنواع تقريباً حيث تشكلت التحديات مما مر ويمر به المجتمع وما هو مقبل عليه من تحديات وتغيرات اقتصادية واجتماعية وعلمية تتحول إلى مطالب وضغوط على التعليم كي يستجيب لها ويلبيها في حين تشكلت التحديات الداخلية من بنى التعليم التي تكونت عبر عقود من الزمن شكلاً ومضموناً تنظيماً وإدارة تخطيطاً وتنفيذاً وتقويماً من خلال خطط وبرامج ومشاريع تعليمية ضعيفة وغير محققة.. حالت دون إحداث التغييرات والتحولات المنشودة في التعليم..

وبحسب الأستاذ الدكتور أحمد علي الحاج أستاذ التخطيط الاستراتيجي واقتصاديات التربية فإن التحديات للتعليم والبحث العلمي في اليمن تأتي ضمن تزايد ضغوط الزيادة السكانية العالية على مواد التعليم الشحيحة في ظل فتوة السكان حيث 50% من سكان اليمن هم أقل من 15 سنة فيما وصل عدد المحرومين من التعليم  الأساسي إلى قرابة 40% وعدد المحرومين من التعليم الثانوي إلى 70% وهناك أكثر من 92% محرومون من فرص التعليم العالي وتدني نوعيته كما أن الزيادة السكانية العالية والمتوقعة ستؤدي إلى عدم قدرة نظم التعليم من استيعاب السكان في سن التعليم أو الحد من الأمية أو من تحسين نوعيته إذ سوف تسوء أوضاع التعليم إلى جانب ما هو قائم اليوم وسوف تتدهور صلته بمجتمعه حيث ستكون مخرجاته أكثر عبئاً على خطط التنمية في وقت تعول فيه استراتيجيات التنمية على البشر كأقوى عنصر في التنمية المستديمة وأكبر عائقاً أمام إجراء التحولات الاجتماعية والسياسية والعلمية والتقنية المأمولة وما يترتب على ذلك من زيادة معدلات الأمية والبطالة..

متطلبات

ومن التحديات التي يواجهها التعليم في اليمن بحسب الدكتور الحاج تزايد شكوى أصحاب العمل من تدني قدرة التعليم على تلبية متطلبات سوق العمل من القوى العاملة في مختلف التخصصات وعلى كافة المستويات وعدم ملائمتها لمواصفات أداء الوظائف والمهن وتدني قدرتها على تنمية مهاراتها ومعارفها والتطور المستمر لها لرفع قدرتها على مواكبة التغيرات السريعة والتكيف معها بالإضافة إلى حدوث تغير جذري في مفاهيم التنمية ومضامينها وذلك من خلال بروز مفهوم التنمية البشرية المستديمة القائم على رأس المال الاجتماعي كمفتاح للتنمية القابلة للاستدامة بالتكامل مع رأس المال الطبيعي «موارد وأرض» ورأس المال المادي «الادخار والاستثمار» ورأس المال الانتاجي «آلات ومعدات» ورأس المال البشري «معارف ومهارات وأفراد» وإنماؤها معاً يحقق التنمية المسديمة والتي بدورها توائم وتوازن بين مقتضياتها وأبعاد كل من الجانب الاقتصادي الذي يعمل على تلبية الحاجات المادية للإنسان وبين الجانب البيئي الذي يسعى للإبقاء على العناصر الأساسية للحياة وكذلك بين الجانب الاجتماعي الذي يعمل على معالجة مشاكل الفقراء وتوفير فرص عمل جديدة وتحسين نوعية حياة البشر بقدر أكبر من العدالة للأجيال الحالية دون التضحية بحاجات الأجيال القادمة والتأكيد المستمر لدور رأس المال الاجتماعي في التنمية بحيث يتم نقل النظام التربوي إلى موقع الحركة والفعل من قضايا المجتمع بهدف مواجهة ثلاثة انفجارات «السكان والمعرفة والطموحات» وثلاث مشكلات هي «الحرب والسلام، والإنسان والبيئة، والثقافة والتقنية» وثلاث نزاعات «بين النفس والعالم الخارجي وبين العلم والروح وبين الحرية الفردية والتنظيم الاجتماعي» إضافة إلى ثلاثة اختلالات «بين الدول المتقدمة صناعياً والعالم الثالث وبين المعرفة والحكمة وبين القوة والحب».

استهداف

وبالإضافة إلى وجود عجز كبير في البنى التحتية في كل نظم ومؤسسات التعليم في اليمن وافتقار الكثير من المؤسسات التعليمية بما فيها الجامعات والمدارس إلى الاحتياجات الأساسية ليس للقيام بالعملية التعليمية فحسب وفي مقدمتها غياب شبه كامل لتقنيات التعليم الحديثة في معظم المؤسسات التعليمية وخاصة في أرياف اليمن مقابل ضعف مصادر تمويل التعليم ومع ذلك كله تستمر قوى تحالف العدوان الأمريكي السعودي على استهداف المنشآت التعليمية بشكل ممنهج بالقصف المباشر واستهداف الطلاب حتى وهم في مدارسهم حيث تم استهداف أكثر من 450 مدرسة ومنشأة تعليمية بما فيها الجامعات والمعاهد التقنية.. ومع ذلك اليمنيون مستمرون في تعليم ابنائهم ومؤمنون بأن العلم والتعليم يجب أن يستمر ولا يتوقف موقنين بالنصر المبين على قوى الشر والاستكبار العالمي والنصر بلا شك نراه قريباً يلوح في الأفق..

Share

التصنيفات: تنميـــة

Share