Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

معاذ الخميسي: وأد البنات..واجب.!

– البعض يظهر عنده “إحساس” التدين فجأة..وبعض آخر يعتبر نفسه من الأولياء الصالحين..وكلاهما يقفزان بلا إي إحساس..وبلا بريك..ليرميان بالمشكلة وسببها على الأب والأم عندما حصلت كارثة إغتصاب وقتل طفلة صغيرة لا تتجاوز الثلاث سنوات..ويذهبان إلى حد الاسهاب في الحديث وفي ذكر الأسباب التي تجعل الطفلة هدفاً للوحوش البشرية ومن لا يردعهم دين ولا أخلاق ولا قيم..ويؤكدون أن ماتلبسه الطفلة من ملابس غير محتشمة هي السبب.. !

– أولئك..ابتعدوا عن “جوهر” الكارثة في وقت تشتعل فيه قلوب الناس ألماً وحزناً وقهراً..وتجاهلوا تماماً قبح ودناءة ووضاعة ووساخة وقذارة وبشاعة جريمة اغتصاب طفلة..وأكررها..طفلة..وأداروا ظهورهم أمام حالة شاب أو رجل أرتكب جريمة وحشية..وأرادوا أن يقنعونا بأن السبب هي الأم والأب..وكأن الطفلة “تستاهل” ما حصل لها كون ما كانت ترتديه من ملابس أشعل الرغبة لدى من اغتصبها ولم يستطع أن يقاوم ولا أن يلعن أبو الشيطان الذي قاده للاختطاف والاغتصاب والقتل!!..وبالتالي من الضروري أن يتم محاسبة الأب وقبله الأم..ومن المهم أن تتركز الآراء والكتابات على خطورة “ملابس” الطفلة وكيف أنها تتسبب في الإغراء..وتقود إلى الاختطاف والاغتصاب والقتل!!

*- بما يعني في اتجاه آخر..أن الذي يسكنه “الإجرام” وفي ذاته يقبع “وحش” وفي سلوكه “الإنحراف” وفي نياته “الجريمة” وفي طبعه “الغدر” وفي رأسة “الف شيطان” لا ينبغي أن يحاسب..ولا أن يعاقب..ولا أن يتحد المجتمع في تجريمه ولا في التأكيد بأن ما فعله أكبر وأفدح وأوجع وأصعق وأبشع من كلمة “جريمة” !*

– تركوا بشاعة وفظاعة ماحدث..وذهبوا يوجهون اللوم للأسر..ويعددون مظاهر “الافتتان” التي رصدتها عيونهم “الزائغة” وهم يحاصرون البراءة عند الصغيرات وهن يلعبن في الحي أو بصحبة آبائهن أو امهاتهن في متجر أو مطعم أو حديقة..ونسوا أن الخطأ هنا في ذواتهم المريضة..وفي وساخة وحقارة نظراتهم..
وشذوذ أفكارهم !!

*- صحيح..مطلوب وواجب ومهم أن نربي أطفالنا على الصلاح والاستقامة وتعاليم ديننا..وأن نغرس في نفوسهم السلوكيات الصحيحة والأخلاق الفاضلة..وأن نحافظ عليهم من أي مظاهر خاطئة أو خادشة..ومن الأولويات في الحياة تربية الأطفال منذ الصغر وتعليمهم الصح والخطأ..وهذا أمر مفروغ منه ولا يحتمل التهاون ولا التقصير..لكن هل يعني ماحدث من اختطاف واغتصاب وقتل لطفلة “العامين أو الثلاثة أعوام” أن يتم حرمان من هن في عمرها أو حتى أكبر منها بسنوات “وهن في سن الطفولة” من حقهن في الطفولة واللبس واللعب وحشرهن في “بالطوهات” الفتيات..فقط..لأن هناك وحوش مفترسة وليس هناك من يجرم أفعالها ولا من يردعها !*

– مالكم كيف تفهمون..وتتحدثون..وتكتبون..اختصروا المسافات وبدلاً من تسطيح ما حدث..أريحوا أنفسكم الأمارة بالسوء وقولوا “وأد البنات واجب”..وخلصونا من هداركم وهذيانكم !

Share

التصنيفات: أقــلام

Share