Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

اﻷزمة الخليجية..خطوات لتكرار حرب العراق.!

عاصم السادة

تنجح الولايات المتحدة الامريكية في خطواتها المرسومة نحو تفكيك البلدان العربية واغراقها في متاهة الفوضى والاقتتال فيما بينها كدول وشعوب، حيث بدأت بتشجيع الدول العربية النفطية بإحداث تغييرات في الانظمة السياسية للدول العربية الاخرى ذات الاقتصاد الهش والمثقلة بالمديونيات الخارجية، اذ صدرت لشعوب هذه الدول الشعارات البراقة بان “ثوراتهم الربيعية” ضد انظمتهم ستنقلهم من واقع الحضيض الذي هم فيه الى مراتب الرفاهية التي يعيشونها دول الخليج العربي.

وبعد ان تمت الخطوة الاولى لأمريكا بنجاح وتأكدت ان الوضع في اليمن وسوريا وليبيا والعراق بات منفلتا وخارج ارادة الجميع، انتقلت مباشرة الى خطوتها التالية مستهدفة تلك الدول الغنية التي شجعتها في خطوتها الاولى ضد اخواتها وجعلتها تدمر كل المقومات الحياتية فيها.

 

واﻵن الدور يأتي على دول الخليج النفطية العرابة لكل اشكال الفوضى في دول المنطقة، حيث بدأت الانقسامات تتعمق ووتيرة التصادم والتصعيد ترتفعان بين السعودية والامارات من جهة وقطر من جهة اخرى.

 

لم تكن زيارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب للسعودية مؤخرا ذات مغزى نبيل، الهدف منها توطيد العلاقات وتجديد المصالح المشتركة بين الدولتين فحسب، وانما ما اعلنه ترامب في خطاباته كبرنامج سياسي مستقبلي في حملته الانتخابية، بدأ يترجم عمليا لاسيما فيما يخص دول الخليج وعلى رأسها المملكة السعودية.

 

ما ان غادر ترامب السعودية متجها الى إسرائيل حتى تغير التوجه السياسي بين السعودية وقطر وتفاقمت الازمة بينهما وصار كل منهما ينشر غسيل اﻷخر ويتهمه بدعم الارهاب والعناصر المتطرفة المتمثلة (بالقاعدة وداعش) في المنطقة العربية والتدخل في شؤون الدول وموضوع الارتباطات بايران والاخوان المسلمين وغيرها.

تتسارع الاحداث يوما بعد اخر  بين دول الخليج ويزداد الامر تصدعا في ظل فشل الوساطة الكويتية وفرض الشروط المجحفة من السعودية على قطر والعكس، وهذا ما ينبئ بخطر التفكك في جسد الاتحاد الخليجي وتحويله الى ساحة صراع قد تستغله القوى الامبريالية الغربية لشفط نفطها وغازها وكل ثرواتها بدون مقابل وبتكلفة باهضة كما فعلت في العراق.

فاذا كانت السعودية والامارات تعتقدان ان الانتهاء من قطر بالقوة سيجعلهما قويتان بنظر العالم؛ فهذا امر خاطئ بل الدور سيأتي اليهما وحدة تلو الاخرى.

واذا كانت السعودية ترى ان امريكا غافلة عنها ولا تعلم من اين يأتي الارهاب فقد استغبت نفسها.

صحيح ان قطر تمول الارهاب والجماعات المتطرفة لكن لم نسمع يوما ان ارهابيا نفذ هجوما او فجر نفسه في مكان ما  كان يحمل الجنسية القطرية، بينما معظم منفذي العمليات الارهابية في العالم يحملون الجنسية السعودية، ولعل قانون “جاستا” الذي اقره الكونجرس الأمريكي العام الماضي يستهدف النظام السعودي لمقاضاته على احداث 11 سبتمبر 2001م.

 

ورغم انكشاف المخططات الغربية حول تقسيم البلدان العربية على اسس عرقية وطائفية ومذهبية ودينية غير ان الانظمة العربية وخاصة السعودية والامارات وقطر لا تزال تمضي وفق تلك المخططات في اليمن وسوريا وليبيا والعراق، في حين ان الدور ساري عليها لا محالة.

 

وفي حال استمرت الازمة الخليجية مستعرة، لا نستبعد ان تتطور الى تدخل عسكري مباغت من السعودية والامارات بدعم امريكي ضد قطر خاصة وان تركيا ارسلت قوة عسكرية الى الاخيرة تحسبا لاي طارئ.

 

على دول الخليج ان تضع في حسبانها فترة رئاسة ترامب لامريكا ال4 سنوات قابلة للتجديد وما هي الاحداث الدراماتيكية التي سينفذها هذا “الرئيس التاجر” في المنطقة لكي يجني المزيد اموال الخليج، فالامر لن يقف عند 450 مليار دولار التي عاد بها ترامب هذه المرة الى بلاده، بل سيفوق ذلك وستكون صفقات ضخمة.

Assem_alsadah@yahoo.com

Share

التصنيفات: أقــلام

Share