Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

عكس صورة مغلوطة حول العدوان على اليمن .. الإعلام يدمر ما عجزت عنه الصواريخ والطائرات!

الوحدة/ عبده حسين

د.الفقيه: المال هو القوة الأولى وأساليب التضليل لم تعد خافية على المهتمين والمتابعين

د.العمار: توحيد الخطاب الإعلامي ونبذ الخلافات بين فرقاء الصراع ضرورة وطنية

العوافي: أين اختفى الإعلام الذي طبل وزمر للعدوان على اليمن منذ اليوم الأول؟

أصبحــت وســائل الإعلام اليـــوم وسيلة من وسائل الصراع وأداة من أدوات الحـرب، تستطيع أن تحدث من الدمار والانهيار ما تعجز عنه الصواريخ والطائرات.

ويؤكد عــدد من الأكاديمــيين أن الخطاب الاعلامي الموجــه والمزيف للحقائق التاريخية حول العدوان على اليمن واستهداف وحدته واستقراره وسيادته، يعــكس صورة مغلوطة عن ما يجري في اليمن نتيجة للحرب العدوانية العبثية، نظراً لامتلاك العدو لآلة إعلامية ضخمة، معززة بالانحياز السافر لكثير من بلدان العالم.

الحيادية أكذوبة

الدكتور محمد الفقيه – استاذ الاتصال السياسي بجامعة صنعاء – يرى أن “الاعلام صار اليوم وسيلة من وسائل الصراع وأداة من أدوات الحرب، يستطيع ان يحدث من الدمار والانهيار ما تعجز عنه الصواريخ والطائرات، وأكذوبة الحيادية لا توجد إلاّ في المؤتمرات الاكاديمية والنظرية، إذ ليس هناك إعلام محايد”.

وأكد الدكتور الفقيه في تصريح خاص لـ”الوحدة” أن “الاعلام في النهاية يعبر عن قائم باتصال؛ هذا القائم تحكمه مجموعة من العوامل التي تؤثر على ما يقدمه مثل تنشئته الاجتماعية وثقافته وعاداته وانتمائه الحزبي والمجتمعي، الى جانب تقيده بالسياسة الاعلامية للوسيلة التي يعمل بها، والتي تجعله في النهاية يتأثر بكل هذه العوامل في ما يطرح، كما أن الوسائل الاعلامية مملوكة لدول وأحزاب وشركات وهي بالتالي تنفذ أجندات هذه الجهات التي تمتلكها، فأسطورة الجزيرة سقطت عندما بدأت أحداث الربيع العربي، والعربية والحدث سقطتا أيضاً في تغطيتهما لأحداث الحرب التي دمرت كل شيء في اليمن، وأيضاً الفضائيات اليمنية (المملوكة للدولة والاحزاب مع أو ضد تحالف العدوان) وكذلك الصحافة ليست بعيدة عن كل هذا”.

ويضيف الدكتور الفقيه: “ومن هنا لا نستطيع أن نقول أن هناك وسيلة محايدة أو حتى مهنية، فالقنوات الاجنبية الموجهة باللغة العربية(روسيا اليوم، بي بي سي، وغيرها) سقطت أيضاً في نفس الفخ، فالمال هو القوة الاولى والاكبر في هذه المعركة، استطاع ان يشتري المنظمات الدولية، فما بالنا بوسائل الاعلام المختلفة، ومع ذلك فإن أساليب التضليل لم تعد خافية على المهتمين والمتابعين وحتى الجمهور العادي”.

توحيد الخطاب ونبذ الخلافات

بدوره دعا الدكتور علي العمار- أستاذ ورئيس قسم الصحافة بجامعة صنعاء، الى” توحيد الخطاب الاعلامي ونبذ الخلافات بين كافة فرقاء العمل السياسي، من أجل النجاح في نقل حقيقة الاوضاع المأساوية التي تعيشها اليمن، للرأي العام العالمي والاقليمي”.

وقال الدكتور العمار في تصريح خص به “الوحدة” أن ” الشعب اليمني يحتفل بالعيد الـ27 لتحقيق الوحدة الوطنية وقيام الجمهورية اليمنية، في ظروف أدت وتؤدي الى تمزيقها الى أشلاء نتيجة للفجور في الخصومة بين فرقاء الصراع السياسي، والتي كان آخرها إعلان ما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي” الذي قوبل برفض كبير من قبل أبناء اليمن جنوباً وشمالاً، ناهيك عن الرفض الاقليمي والدولي لهذه الخطوة الانفرادية، وهذا انعكس سلباً في خطابات وسائل الاعلام خصوصاً، الوسائل التابعة لتحالف القوى الوطنية الصامدة ضد العدوان من جهة، والوسائل الممولة والتابعة لدول تحالف العدوان من جهة أخرى”.

وأشار الدكتور العمار الى أن “الخطاب الإعلامي العربي يعكس صورة مغلوطة عن ما يجري في اليمن نتيجة للحرب العدوانية العبثية التي ترتكبها دول التحالف بقيادة السعودية، نظرا لامتلاك العدو آلة اعلامية ضخمة، وأيضاً الانحياز السافر لكثير من بلدان العالم، نتيجة شراء مضمون الخطاب الاعلامي من قبل المملكة العربية السعودية، التي تسعى جاهدة إلى تشويه الصورة على أرض الواقع في اليمن، والأدهى والأمر أن يواجه ذلك بخطاب إعلامي داخلي يعمق الخلافات بين طرفي التحالف الوطني الصامد في وجه العدوان الغاشم والحصار الظالم، بما يؤدي الى خدمة العدو، الى جانب اللامبالاة من قبل طرفي التحالف الوطني الصامد في وجه العدوان بمصير اليمن وبفداحة ما يمكن ان تؤول اليه نتائج هكذا خطاب، والذي بدوره يعكس عدم تقدير مسؤولي الطرفين المتحالفين، لظروف المرحلة الحرجة التي يمر بها الشعب اليمني، الذي يعاني من عدم تسليم المرتبات منذ أكثر من ثمانية أشهر، في ظل صمت عربي واسلامي ودولي على جرائم تحالف العدوان الغاشم والحصار الظالم”.

صدمة قادمة

ويرى الكاتب العربي عادل العوفي أن المعلومة إياها التي تكون بدايتها بعناوين لامعة براقة سرعان ما تتبخر وتكشف عن الصدمة القادمة لا محالة، من التحرير والحزم وإعادة الأمل ? وغيرها الكثير من الاكاذيب التي تخفي خلفها حقائق مخجلة لهدف واحد بدأت اولى ?ثماره? تظهر على الارض لتفتح نقاشا من نوع آخر عن خطر داهم سيأتي على الاخضر واليابس.

ويضيف العوافي في مقال له قائلاً: مجبر أنا على فتح جرح اليمن مجددا وتحت عنوان جديد عريض هذه المرة وهو التقسيم الذي لم يعد ممكنا البتة تجاهله أو طرحه من باب التحذير لما هو قادم في المستقبل ذلك أن الايام الحالية فضحت المستور وكشفت الوجه الحقيقي لمخططات الحزم ومن يقف خلفها.

الآن لم يعد ممكنا الحديث بنفس النسق السابق و بالأخص ان كل من أعرب عن توجسه منذ اليوم الاول وفي عز هيا? الكثيرين بذلك المولود العاق باسم التحالف العربي هوجم وشتم واتهم بأقدح النعوت والصفات، فاين اختفى الإعلام الذي طبل وزمر له منذ اليوم الأول يا ترى؟ هذه المرة لا يقتصر الحديث عن العربية? والقنوات المحلية الغارقة في الدجل والكذب، لكن ماذا عن قنوات عربية رسمية احتفت بغزو اليمن مستسلمة للأطروحة السعودية? وهي عاجزة حتى عن رفع اليد للمناقشة كحال تلميذ كسول في قاعة الدرس؟ وهنا اتذكر جيدا كيف خرجت علينا القيادة السعودية بطرح مشابه وهو التحالف الاسلامي مع مفاجأة أو بالأحرى فضيحة من العيار الثقيل أن أغلب الدول التي ذكرت في ذلك التحالف لم تتم استشارتها أصلا وتلقت الخبر مثلها مثل الجميع. المهم حين نقوم بجولة واسعة على الشاشات العربية سنخرج بخلاصة معلومة بأن الأغلبية منخرطة في ذلك العنوان  المنمق في ما يتعلق بحرب اليمن، السؤال هنا: لماذا لا تكلف هذه المحطات نفسها عناء الاجتهاد والتقصي ونحن نتحدث عن بلد تنهشه المجاعة والأمراض الفتاكة وسؤالي هنا موجه للقنوات الخاصة بالطبع (بما ان الرسمية مغلوبة على أمرها)؟ من وجهة نظري اننا دخلنا غمار مرحلة جديدة أخطر من السابقة لأن التطبيق العملي للمخططات بات ينفذ على أرض الواقع، وهنا لن اخوض في التفاصيل بين مسؤولية طرف على حساب الآخر أو تنحية شخص يدين بالولاء لأحدهم في منطقة معينة لأن المحصلة التي تهمني شخصيا وهي البلد الذي يسير نحو المعلوم ولن اكتب المجهول وكل هؤلاء ليسوا سوى كراكيز تحرك يمينا ويسارا والجميع يلام في خراب وتقسيم اليمن وتشريد أهله. سأعود لنقطة ظلت الطاغية في الإعلام العربي حول كل شخص يملك الشجاعة على الوقوف ضد الغزاة ومن يملكون الفضاء والهواء.

ويوضح العوافي: أخشى أن يكون الوقت قد فات على استفاقة الإعلاميين العرب الآخرين ونحن نقف أمام سيناريو آخر بعد العراق وليبيا وسوريا والكارثي أن الأمر ينفذ بأيدي عربية ،ومباركة عربية وكل من يرفع صوته مجاهرا بالحقيقة يصنف عدوا أو عميلا وخائنا.

تأجيج الصراع

وكانت دراسة تقييمية حديثة لمستوى أداء وسائل الإعلام المرئية في اليمن، أظهرت مستويات متفاوتة في الأداء حيث غلب على معظم برامجها وجهات نظر واحدة  في حين أن ما يقارب من 21% من البرامج المرصودة لم  تقدم أي مصادر أو مراجع للمعلومات المقدمة للجمهور.

وكشفت الدراسة التي نفذها مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، حصلت “الوحدة” على نسخة منها، هيمنة  اللغة التحريضية التعبوية بشكل كلي أو جزئي  على ما يقارب من 51% من  اجمالي البرامج المرصودة في ظل انحدار مستوى الحيادية في البرامج والاخبار التلفزيونية.

واشارت الدراسة الى ضعف وعي الصحفيين اليمنيين بمعايير الحيادية والموضوعية في تناول القضايا ومعايير الصحافة الحساسة للنزاعات بالإضافة الى تأثير الوضع الاقتصادي الصعب على الصحفيين، وذلك يعد من ابرز الاسباب التي تقف وراء الاداء الحالي لوسائل الاعلام المرئية في اليمن..

Share

التصنيفات: حريـــات

Share