Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

استمراره خلق بيئة نفوذ خصبة للإرهابيين لكن وعي اليمنيين جعلهم يكافحونه بصورة حقيقية .. هل وجد الإرهاب ضالته في سياق العدوان وغياب الاستقرار؟

عبده حسين

يبدو أن تنظيم القاعدة الارهابي، ليس على عجلة من أمره وإن اختلفت مسمياته فالهدف والمنبع والراعي واحد، طالما أن تحالف العدوان بقيادة السعودية، خلق بيئة مناسبة لانتشار العناصر الارهابية، وصعود القاعدة وداعش نتيجة للفراغ الأمني والانهيار الاقتصادي، وفقاً لتقارير دولية.

وقال الباحث ماجد حسين سراج في تصريح خاص إلى «الوحدة» أنه «مع بدء عمليات عاصفة الحزم التي اعُلنت من واشنطن عبر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير صبيحة السادس والعشرين من مارس 2015م دخل تنظيم القاعدة مرحلة جديدة من نشاطه تمثل في تمدده عبر المحافظات الجنوبية واتساع النطاق الجغرافي لمناطق سيطرته، إذ تمكن تنظيم القاعدة من السيطرة على كبرى محافظات الجنوب (حضرموت) وتحديداً عاصمة المحافظة (المكلا)  بالإضافة الى سيطرته على الواقع الامني في عدن وابين ولحج تحت غطاء عملياتي منسق مع قوات التحالف العربي السعودي وهو ما اكده الناطق الرسمي باسم قوات التحالف اللواء احمد العسيري الذي قال «ان قوات التحالف تقدم التسليح والدعم المطلوبين للقوات اليمنية الشرعية وبعض الفصائل المنضوية معها للسيطرة على المحافظات اليمنية « والتي اتضح في ما بعد انها فصائل تتبع تنظيم القاعدة وبعض القبائل التي على تنسيق مع التنظيم خصوصاً وأن التنظيم وعبر كتائبه الاعلامية كان يتبنى كل عمليات السيطرة على المناطق وينشر تسجيلات لعناصره التي تنفذ عمليات إعدام وذبح  وتعذيب بحق المدنيين من أهالي المناطق التي يسيطر عليها بحجة موالاتهم للحوثيين وقوات صالح».

وأكد الباحث سراج «أن حالة الفوضى التي عمت المحافظات الجنوبية خصوصاً بعد انسحاب المعسكرات الرئيسية من المدن والمحافظات الجنوبية في أعقاب تكثيف غارات طيران العدوان السعودي عليها عزز من قدرة التنظيم التسليحية ومكنه من الحصول عن اسلحة متعددة تنوعت بين المدافع والرشاشات وصولاً الى القطع والمعدات الثقيلة كالدبابات وقاذفات الصواريخ،  وهو ما يثير العديد من التساؤلات لناحية تغاضي طيران التحالف السعودي على تحركات التنظيم على الارض وعدم استهداف المواقع التي تمت السيطرة عليها من قبل التنظيم بل والمساهمة المباشرة في تأمين قوات التنظيم أثناء انسحابها من بعض المناطق وإعادة تموضعها كما حدث لاحقاً في انسحاب قوات التنظيم من مدينة المكلا وتراجعها الى المناطق الداخلية لحضرموت».

ويضيف سراج: « نشأ تنظيم القاعدة في اليمن إثر اندماج فرعي التنظيم في اليمن والسعودية في العام 2009م. وشهد العام نفسه تزايداً ملحوظاً في نشاطه كماً وكيفاً وبشكل خاص بعد لجوء عدد كبير من منتسبي الفرع السعودي لليمن بعد تضييق الخناق عليهم في السعودية التي اتجهت الي اخراجهم من أراضيها وملاحقتهم خصوصاً اولئك العائدين من افغانستان والعراق».

ونوه سراج بأن « تنظيم القاعدة وجد ضالته في اليمن التي تعاني من أوضاع أمنية غير مستقرة، وتراجع ملحوظ لدور الدولة خاصة في مناطق الاطراف ما مكنه من إقامة شبكة من العلاقات مع القبائل والمشايخ، خصوصاً في المناطق والمحافظات الجنوبية التي شهدت منذ العام 2007م  حراكا سياسيا نشطا آخذا في التطور من حراك اجتماعي مطلبي الى حراك سياسي يدعو للانفصال،  ووجد دعماً اقليمياً من بعض دول الجوار صاحب هذا الحراك نشاط ملحوظ  لتنظيم القاعدة ففي العام 2007م تولى ناصر الوحيشي قيادة التنظيم واستطاع في الفترة الممتدة حتى العام 2010 م تنفيذ عدد من العمليات النوعية بالإضافة الى أنه استطاع في نفس الفترة إقامة علاقات تعاون وتشبيك مع المنظمات الراديكالية المشابهة له في الشمال الافريقي وخصوصاً في مالي وجنوب الجزائر وكذلك مع التنظيمات الارهابية الجديدة في أوروبا، إلاَ أن البارز في نشاطه والذي مثل تحولا في أساليب عمله هو مشاركته في ما عرف لاحقاً بالربيع العربي، الذي شهدته بعض الدول العربية واليمن منها حيث سجل تواجد أعضاء التنظيم وقياداته ضمن القوى المشاركة في الحراك الشعبي آنذاك ولم يقتصر الظهور المذكور على القواعد بل ظهرت القيادات الاساسية لفروع التنظيم في ساحات الاعتصام مثل جلال بلعيدي وحارث النضاري  وآخرين، وهنا يمكننا التأكيد على أن ما عُرف بثورات الربيع العربي كانت النواة الاولى للتنسيق بين بعض القوى السياسية في الداخل وبعض القوى الاقليمية التي لها مصالح واجندات خفية تسعى لتحقيقها بشتى الوسائل وهو ما ينسحب أيضاً على التنظيمات الارهابية كتنظيم القاعدة الذي ظل يمارس نشاطه منذ ذلك الحين».

صعود القاعدة

صعود القاعدة وتنظيم داعش، تحمل مسؤوليته كافة أطراف النزاع اليمني، محليين وأجانب، وفقاً لمجموعة الأزمات الدولية.

المجموعة دعت في تقرير حديث لها، اطلعت عليه «الوحدة» إلى إنهاء النزاع الأساسي، وتعزيز الحكم في المناطق المعرضة للخطر واستخدام الوسائل العسكرية بتعقل وبالتنسيق مع السلطات المحلية?.

وقالت في تقريرها، إن الفرع اليمني لتنظيم القاعدة بات أقوى من أي وقت مضى، منتقدة مقتل مدنيين في غارة أمريكية في البيضاء في يناير الماضي.

وأوضحت المجموعة المستقلة التي تحلل النزاعات حول العالم، في تقرير بعنوان القاعدة في اليمن قاعدة في طور التوسع، كيف استفاد تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب ومنافسه ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية من الفوضى والحرب المستعرة في اليمن منذ العام 2014م

وأشار التقرير إلى أنه رغم الانتكاسات التي لحقت بالتنظيم، إلا أنه يزدهر بسبب انهيار الدولة، وتنامي الطائفية، والفراغات الأمنية، والانهيار الاقتصادي.

مكافحة الإرهاب

تدمير البنى التحتية في اليمن ومقرات الأمن والخدمات جاء لدعم تنظيم القاعدة وتوسيع نفوذه وانتشاره لخلق بيئة خصبة مدمرة وممزقة ونسيج اجتماعي مفكك» وفقاً لتأكيد عبد الله علاو الناطق باسم «التحالف الدولي لرصد جرائم العدوان». وقال علاو لـ«سبوتنيك» في وقت سابق أن «وعي اليمنيين لما يجري في بلدهم، جعلهم يعملون على مكافحة الإرهاب بصورة حقيقية».

التدخل بالقوة

ليس بخاف على أحد أن أميركا عملت على تغيير استراتيجيتها بدعم الجماعات الإرهابية بالتنسيق مع دول عربية وإسلامية ومنها السعودية التي أوجدت داعش والقاعدة والحركات الإرهابية، مشروعها بالعمل العسكري وتدخلها بالقوة في أفغانستان والعراق وغيرها من الشعوب، وفقاً لما يراه أكاديميون وقانونيون.

وأشاروا في ندوة « الإرهاب الأمريكي على حقوق الشعوب»، نظمها المركز القانوني للحقوق والتنمية، خلال مايو الجاري بصنعاء الى «أن بعض الجرائم الإرهابية التي ارتكبتها أميركا تحت مزاعم محاربة الإرهاب، تعد مخالفة لأحكام القانون الدولي من خلال قتل الأشخاص في أوطانهم ومنازلهم وإزهاق أرواح الأبرياء بطائرات بدون طيار، وأن التدخل المباشر للولايات المتحدة بعيدا عن المؤسسة الدولية ودون موافقتها في الاعتداء على الدول الأعضاء في المنظمة يعد في حد ذاته جريمة إرهابية لا يجوز للمجتمع الدولي السكوت عليها».

وتطرقوا الى «جرائم الولايات المتحدة الاميركية في أفغانستان تحت مزاعم تنظيم القاعدة والعراق بمبررات سلاح الدمار الشامل، وما ترتكبه من جرائم بحق الشعب اليمني من خلال أدواتها عبر الاغتيالات والتفجيرات والاختطافات وزعزعة وإقلاق السكينة العامة إضافة إلى العدوان المباشر بقصف الاحياء المدنية والمواطنين والحصار».

انتشار واسع

وخلال الأشهر الماضية، شهدت عدن موجة اغتيالات طالت قيادات أمنية وعسكرية وفي السلطة المحلية ومدنيين، وسط انتشار واسع للعناصر المتشددة من تنظيم داعش والقاعدة، على مرأى ومسمع قوات تحالف العدوان بقيادة السعودية.

وتقول تقارير دولية، إن تواجد تحالف العدوان بقيادة السعودية، خلق بيئة مناسبة لانتشار تلك العناصر في جنوب اليمن.

موطن جديد

أصبح تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية أقوى من أي وقت مضى في سياق الحرب، وفقاً للبروفيسور والباحث الألماني جينز هيباش، في مقابلة مع صحيفة «كليس اورينت» الألمانية.

وقال جينز، الذي عمل ملحقاً ثقافياً بالسفارة الألمانية في صنعاء من عام (2008 – 2009)، أن «عواقب الحرب قد تتجاوز المنطقة فعلاً. فقد أصبح تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية أقوى من أي وقت مضى في سياق الحرب، وهو يتطلع إلى رسم وتنفيذ هجمات ضد الغرب كما أشار فريق الخبراء المعني باليمن في وقت متأخر. ثم مرة أخرى، داعش الذي بدأ يتراجع نفوذه في سوريا والعراق، يبحث عن موطن جديد، واليمن يبدو الملاذ الذي سيكون آمنا بالنسبة للتنظيم.»

إفساح للمتشددين

وفي مارس العام الماضي، عرض تلفزيون «بي بي سي» فيلماً وثائقياً للصحافية صفاء الأحمد، ضمن السلسلة الوثائقية «عن قرب». أثبت الفيلم بالصوت والصورة استعانة «تحالف العدوان الذي تقوده السعودية بمسلحين من تنظيم «القاعدة» لقتال الجيش واللجان الشعبية في جبهة المخا غرب محافظة تعز. إعترض صفاء الأحمد مسلحون عند بوابة معسكر تابع لـ»تحالف العدوان» في مديرية ذباب، ومنعوها من البقاء والتصوير لأنها «امرأة»، لتكتشف صفاء أن المسلحين ينتمون إلى «أنصار الشريعة»، ذراع تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب».

وعلى مدى أكثر من عامين، أفسحت حكومة «الفارين» المجال للجماعات المتشددة لبسط نفوذها في مدينة تعز، التي شهدت أكثر من 100 عملية اغتيال، بعد أن كشفت مصادر اعلامية موثوقة، أن المعهد المهني والتقني في منطقة الحصب بمدينة تعز صار معسكراً لتنظيم «القاعدة».

ازدهار وتبدل

وخلال العدوان على اليمن بقيادة السعودية ، ازدهر الدور الوظيفي لتنظيم «القاعدة في اليمن» الذي استفاد من طبيعة اليمن واقتصاده وبناه الاجتماعية للتمدد خلال السنوات السابقة، مرتكزاً على اتفاق سعودي ــ إخواني، اليوم، ومع تبدّل الاصطفاف الداخلي واستمرار الحرب، يبدو أن دور القاعدة يرمي راهناً إلى استقدام جهة تؤمّن المحافظات الجنوبية، قد تكون تحالفاً دولياً على غرار سوريا والعراق، إذ يعتبر اليمن من ضمن المجال الحيوي لتنظيم القاعدة وتفرعاته، وقد تمدد التنظيم في مناطق واسعة. ووفق دراسات وأبحاث لمنظري «القاعدة»، يمتلك اليمن ميزات جغرافية (تضاريس ومرتفعات) تمثل موانع طبيعية يُستفاد منها في حماية المناطق التي تتم السيطرة عليها. ويقتصر مستوى العيش في اليمن على الضروريات وضعف الاقتصاد ووجود بنى تحتية قديمة غير معقدة.

أرضية للتمدد

ونشأ تنظيم القاعدة في اليمن تحت اسم «أنصار الشريعة» في ظلّ التفاهم بين «الإخوان المسلمين» والسعودية، وهو التفاهم الذي بقي قائماً لعقود طويلة. ورعى مصلحة الطرفين، واستطاع إقامة منظومة فكرية وسياسية قابلة للاستثمار من الجانبين..

Share

التصنيفات: الشارع السياسي

Share