Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

ناصيف ياسين .. “هل كُسِرَ الحاجزُ النّفسيّ … يا أولي الألباب ؟! “

ناصيف ياسين

 بمناسبة ما سُرِّبَ عن اللقاء السّرّيّ في ” العقبة ” الأردنية حول اجتماع الملك الأردني : عبد الله الثاني والرئيس المصري : السيسي وجون كيري ، و رئيس وزراء كيان العدو الصهيوني : نتانياهو ، ثم موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المؤيّد – بالمُطلَق – للصهاينة … وفي حومةِ الهياج الذي تعيشه ” إسرائيل ” وقادتُها حول التخمينات في المدى الذي توصّل إليه ” حزبُ الله ” في امتلاكه من إمكانياتٍ ” كاسرةٍ للتوازُن ” لمصلحتِهِ ، وعنصر ” المفاجآت” التي حمل الإشارةَ إليها خطاب السيد حسن نصرالله ، الأخير في ذكرى ” القادة الشهداء الثلاثة ” ، مع مناورات الصهاينة ،” البحرية ” ، أول أمس ، تحسّبًا لِما يترقّبونه من البحر – إضافةً للبَرّ والجو – تجدرُ العودةُ للتساؤل الذي يطبع تاريخَنا العربيّ المُعاصِر ، بِوَجْهَيْهِ : الاستسلاميّ والكفاحيّ : هل يُمكِنُنا التلاقي مع الصهاينة ،في نزاعِ حدودٍ ، أم أننا ما زلنا معهم في صراع وجود ؟

بدايةً :

– يقول الراحل محمد حسنين هيكل : إن خطّةَ ” عبور قناة السويس ” وتحرير سيناء وُضِعَت أيام الرئيس الراحل : جمال عبد الناصر . وبعد وفاته ، قدّم الفريق محمد فوزي ” خطة العبور ” تلك ، مع إضافاتِ ما استجدّ من تقنية السلاح ، للرئيس أنور السادات الذي قال له : ” أنا كلّ ما أريدُهُ عشرة سنتيمترات من سيناء ” ؟!

هذا يعني ، إذن : من البداية : أنّ نوايا السادات الاستسلامية موجودة ، مُسبقًا ، وأنه يريد فعلًا : حرب” تحريكٍ ” لا حرب ” تحرير” وهو ما فسّر في ما بعد : تباطؤَهُ ” المُدهِشَ” الذي سمح لأرييل شارون بالوصول إلى اجتياز قناة السويس ، والوصول إلى ” البحيرات المُرّة ” في حرب أكتوبر 1973، وتركِهِ الجيش العربيّ السوريّ يقاتلُ ، وحده ، مدة 84 يومًااستفرد به العدوّ فدفع عشرات الشهداء وتراجع بعد إن كان قد وصل إلى بحيرة طبريّا … ثم إيصال السادات رسالةً إلى هنري كيسينجر فَهِمَ منها أنه الأخيرُ أنه يريد إيقاف الحرب ، من طرَفٍ واحدٍ – وفي لحظة انتصارٍ كبيرٍ للجيش المصري ، وارتباكٍ غير مسبوقٍ وعصيبٍ لدى الجيش الصهيونيّ – وهو ما أبْهَرَ كيسنجر نفسَه ، لا سيّما بعدما كان قد أخرج السادات ، قبلًا ، أحد عشر ألف خبيرٍ سوفياتيّ ، مُعرّيًا مصرَ من مُعينيها الذين ساعدوها في بناء ” السّدّ العالي ” ومنشآتٍ حيويةٍ إخرى ، إضافةً للتسليح .

وبعد تصفية إنجازات عبد الناصر في الداخل : كرّتِ السُّبْحَة : أعلن السادات في مجلس الشعب المصريّ في 9/ 11 / 1977نيّته زيارة ” الكنيست الإسرائيليّ ” و” كسْرَ ما سمّاهُ ” الحاجزَ النفسيّ ” ؟! فرقص الصهاينة ، طربًا ، في الشوارع الفلسطينية المحتلة ، مثلما رقصت مجنّداتُهم على الدّبّاباتِ أثناء احتلال ” جبل المُكبّرِ ” والقدس الشرقية عام 1967!!

وفي اليوم التالي : وجّهَ ” الكنيست ” دعوةَ الزيارة للسادات ، مُرفقةً – مُسبقًا – بلاءاتٍ ثلاثٍ من رئيس الوزراء الصهيونيّ مناحيم بيغن : لن نعود إلى حدود عام 67 – لن نعترف بالدولة الفلسطينية – لن نقبلَ بإجراء اتصالاتٍ مع منظمة التحرير الفلسطينية ، ضاربًا بذلك ” لاءاتِ ” عبد الناصر الثلاث في مؤتمر الخرطوم في 29 / 8 / 1967: لا صلح – لا تفاوض – لا اعتراف بِ ” إسرائيل ” ؟!

مع ذلك : أصرّ السادات على الزيارة التي كان قد صفّق لها ” ياسر عرفات ” بكلتا يديه ، أثناء حضوره الخطاب في مجلس الشعب ، ثم عاد ولعنها في اليوم التالي ولعن مصرَ والسادات !

– استغلّ السادات يوم التاسع من ذي الحجّة ( وقفة الحجيج على جبل عرفات ) الموافق في 19 / 11 / 1977 ، لزيارة ” الكنيست ” فكانت تلك أول خطوةٍ عمليةٍ مُعلَنَةٍ ” داعشيّةٍ ” كسرت ” مُحرّمات المسلمين ” في ” اليوم الحرام ” لصالح الصهاينة ، إذ استقبله عددٌ من أبرز مُجرمي الحرب بحقّ العرب : مناحيم بيغن – موشي دايان – أرييل شارون – إسحاق شامير ، وغولدامائير التي قالت – حينها – بدهشة : ” شيءٌ لا يُصَدّق ” ؟!

– وبعدها : تمّت اتفاقية كمب ديفيد الخيانية في 26 / 3 / 1979، ثم عاد ” أبو عمّار ” وعقد اتفاقية ” أوسلو ” المُذِلّة في 1973 ، ماسحًا بذلك لعناته عن السادات … وأعقبتها اتفاقية وادي عرَبَة …! والسعودية هي ” الظلّ الحارسُ ” لكل هذا : قبل السادات – منذ مؤتمر حرَض – أيام عبد الناصر في اليمن ، مرورًا بكل العدوانات الصهيونية داخل ، وخارج فلسطين ، واغتيال القادة المقاومين في الأرض المحتلة وخارجها … فهل كسر السادات ” الحاجز النفسيّ ” مع الصهاينة ، أم أنه كسر ” العزّة العربية ” و” القومية العربية ” لصالح الصّلف والتصلّب والطغيان الإحتلاليّ الصهيونيّ ، لدرجةِ تهافُتِ الأنظمة العربية نحو العدو الصهيونيّ للاعتراف به ، ورقصة ” المسؤولين في البحرين ” مع ” الخامات الصهاينة ” رقصة الدعاء بعودة ” بناء الهيكل المزعوم ” في الوقت الذي يُخصّص فيه هؤلاء” الخامات ” يوم السبت من كل أسبوع لِ ” صلاة مصرايم ” والدعاء الدائم فيها لتهديم مصر ؟!

– واقع الحال : أن السادات ، وخلفاءه ، وأمثالهم من الملوك والأمراء والحكام العرب وضعونا في ” بحرٍ آسنٍ ” من الذلّ ، لم ينتشلنا منه غير المقاومين البواسل : داخل فلسطين ، والمقاومة الإسلامية خارجها … لا سيّما بعد انتصار الألفين والألفين وستة ، وكل ما أعقبهما من عملٍ مقاومٍ منذ ” انسفاحِ ” ما سُمّيَ – زورًا – بِ ” الربيع العربي” وما ولّده من ويلاتٍ … ومقابِلَها أعمالُ مقاومةٍ ضدّ الإرهاب التكفيري والحلف الداعم له …!

فهل يُمكنُ اللقاء ، أو التماهي ، بين خطّين متناحِرَيْن إلى درجةٍ لا يمكن أن يحيا أحدهما إلّا بمحوِ الآخر ؟! وهل يستوي صاحبُ الحقّ مع مُغتَصِبِه ؟! … الجوابُ عند أولي الألباب ؟!!

Share

التصنيفات: أقــلام

Share