Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

نسبته تعدت الـ (85 ) % .. الفقر في عدن تجاوز كل الخطوط !

عدن/ عمر حسن

يومياً وبشكلٍ دؤوب تسعى أم أمجد خارج المنزل لتوفير لقمة العيش لأولادها الأربعة بعد أن تقطعت بها السُبل وأوصد العطاء أبوابه بوجه أسرة مات عائلها الوحيد ولم يترك لأولاده ما يؤمن حياتهم حتى يبلغوا رشدهم وتبلغ الأسرة أشدها في ظل غلاء فاحش للمعيشة يصاحبه انهيار اقتصادي التهم شريحة الفقراء إلى أن أضحت أشد فقراً تتأفف حاجتها في قارعة الطريق وأبواب المساجد والأماكن المزدحمة.

ورغم عفة البعض إلا أن التضور جوعاً اختصرت معه بعض الأسر الوجبات واستغنت عن الكماليات قسراً ؛ فيما يقتصر طعام من انحدروا إلى الفقر على الخبز الجاف وأردى أنواع الأرز الفتنامي ؛ وفي الغالب تكون هذه الوجبات لا تتوفر إلا في قوالب القمامة الذي يجد جوف الجائع معها طوق نجاته.

تنامي شريحة الفقراء

الحرب هي الأخرى إلى جانب الركود الاقتصادي أثرت بشكل كبير على حياة الناس وحولت الكثير من الأسر إلى مُعدمة تمد يدها وجلة في كل النواحي علّ الرحمة تنساب إلى قلوب فاعلي الخير وأهل العطاء فيجودون سخاءً لهذه الأسر ?.

تروي أم أمجد فضل مأساتها بعد غياب زوجها المتوفى بداءٍ عضال قبل ثلاثة أعوام، مأساةٌ أجبرتها للخروج من منزلها الكائن بأحد أحياء مديرية دار سعد _شمال محافظة عدن_ وبسبب عدم مواصلتها للتعليم كي تعمل بعمل يناسبها تجني من خلاله راتباً شهرياً كبقية النساء الدارسات، حملتها الحاجة في بعض الأحيان لجلب بقية الأطعمة من براميل القمامة بعد رفض الناس إعطاءها المال بشكل دائم..

ولم تكن أم أمجد وأسرتها سوى حالة من الأسر التي تعاني من شظف العيش وقلة الحيلة بالتزامن مع تهاوي العملة المحلية والركود الاقتصادي الذي تعاني منه عدن  الأمر الذي ألقى بظلاله سلباً على حياة الناس.

الأحياء الشعبية هي الأشد فقراً كأحياء الخُساف والعيدروس والشِعب في كريتر وعبود والعريش والسعادة في خور مكسر وكاسترو والريل في المعلا والسنافر والمحاريق والقاهرة في الشيخ عثمان والبساتين في دار سعد وأحياء أخرى.

فقر مدقع رغم وفرة المنظمات

رئيس اللجنة العليا للإغاثة في اليمن جمال بلفقيه افاد  بأن منظمات دولية وأخرى عربية محلية تسابقت على توزيع مساعدات إنسانية وقال بلفقيه إن تلك المساعدات أسهمت في إغاثة المتضررين من الحرب شملت العديد من المناطق المحررة سيما عدن.

هذا ويعمل منتدى ?الأتشا? على تنسيق الجهود الإغاثية بين الأمم المتحدة والمنظمات من خلال قاعدة البيانات التي يملكها ؛ وتُوزع عشرات المنظمات الدولية ومنظمات محلية أخرى مساعدات غذائية تتوزع بين (50) كيلو دقيق و(10) كيلو سكر و(10) كيلو أرز ولترين زيت وكيلو شاي وخمس علب فاصوليا وعدد من أكياس الطماطم المُعلب وهذه الأصناف تشكل في مجملها سلة غذائية واحدة وهي وجبة لشهر واحد فقط.

أكرم البجيري الناشط الشبابي بعدن يذهب إلى أنه: لا توجد مؤسسة تُعطي بصفة دائمة _باستثناء منظمة الغذاء العالمي_ الذي يقتصر عملها على توزيع مواد غذائية كل ثلاثة أشهر لكنها تعطى حسب إحصائيات قديمة ولعدد محدود من الناس ومبدأ عمل المنظمات هو تحصيل حاصل.

الأسباب والحلول

الارتفاع الجنوني لأسعار المواد الغذائية أثر سلباً على القدرة الشرائية للمواطنين حيث وصل سعر الكيس الدقيق عبوة (50) كيلو إلى (7000) ريال يمني بزيادة(1000) ريال وكيس السكر البرازيلي بـ(12000) ريال بزيادة (2000)ريال وارتفع كيس الأرز عبوة (9)  بزيادة (1000) ريال عن سعره السابق.

كل شيء ارتفع في مدينة عدن وخاصة بعد الحرب والسبب يرجع إلى التدهور في أسعار العملة المحلية أمام الدولار ؛ حيث بلغ سعر الريال اليمن أما الدولار الواحد (310) ريالات في السوق السوداء و(250) ريالاً ضمن التسعيرة الرسمية.

وبحسب آخر إحصائيات للبنك الدولي قدرت نسبة الفقر في اليمن بنسبة تجاوزت الـ(85 )% من عدد السكان الذين يقدر عددهم بـ(26) مليون نسمة جراء تداعيات الحرب.

ومن الأسباب التي أدت إلى تفاقم الفقر وزيادة أعداد الفقراء بعدن : التدمير الذي طال المرافق الحكومية والخاصة والتي كانت مصدر دخل لعشرات الآلاف من العاملين وبتسريح هذا العدد الكبير من أعمالهم أضحت أسرهم بين سندان الفقر ومطرقة الحاجة وخاصة أصحاب القطاع الخاص بدرجة أساسية.

ويقتصر الحل – حسب اقتصاديين – بإعادة تفعيل القطاع الخاص وتسهيل عودة الاستثمار وتوفير الجو المناسب أمام رؤوس الأموال وذلك لفتح المجال أمام استيعاب البطالة وتشغيل أكبر قدر ممكن من الناس ؛ والذي من شأنه تحسين عملية التصدير وعودة القطاع السياحي والصناعي والتجاري والإنتاج النفطي والسمكي..

Share

التصنيفات: تحقيقات

Share