Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

ناصيف ياسين :”قرارُ مجلس الأمن : والميلادُ في فلسطين المحتلّة ” .

يوم الجمعة الفائت ، في 23 كانون الأول ، اتَّخَذ مجلس الأمن الدوليّ قرارًا : رقمه 2334 ، بأغلبية 14 عضوًا ، وامتناع أميركا وحدها عن التصويت ، يُطالب ” إسرائيل” ” بِوقْف الإستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية … واعتبر المَعنيّون المُباشرون بشؤون الشعب الفلسطيني ، داخل ” السلطة الفلسطينية ” ،وخارجها ، أنه ” قرارٌ تاريخيٌّ” ، ما جعل ” الفرحة ، داخلَ فلسطينَ المحتلّة ، فرحتَيْن : واحدة بإقرارِه ، والثانية: بعيد الميلاد المجيد ” !
وحينما يتمّ إلقاءُ الضّوءِ على ” ولادةِ هذا القرار ” نقعُ في ما يُسمّى : المُضحِكُ/ المُبكي :
– كانت مصرُ قد تقدّمت بمشروعِ القرار إلى مجلس الأمن ، ثمّ سحبته قبل البحث فيه وإقراره بيومٍ واحد ، بذريعةٍ ظاهرةٍ – كاذبة ، مُزدَوِجَة : الأولى : مفادها السّعْيُ للحصول على المزيد من الوقت ” للتّأكّد من عدم استعمال ” حقّ النّقض – الفيتو ” من قِبَلِ الولايات المتّحدة ، وهي خدعةٌ مكشوفة ، لأنّ أمريكا لم تخضع ، يومًا ، لضغوطاتٍ مصرية ، بل العكس هو الصحيح … والثانية : أنها تريد أنْ تلعب دَوْرَ ” الوسيط” بين الفلسطينيّين و” إسرائيل” ، أي بين صاحب الحقّ – الشريف ، واللصّ الفاجر ؟! وما يكذّبُ كلَّ ذلك ، أنّ القرار نفسه ، عادت وقدّمته ، بعد يومٍ واحدٍ فقط : كلٌّ من : نيوزيلندا ، ماليزيا ، السنغال و فنزويلّا …!
ومع ذلك ،- استغراقًا في الدّجَل – يقول صائب عُريقات إنّ ” نجاح القرار هو انتصارٌ لمصر ؟! ”
والأدهى من كل هذا ، أنّ ” نتانياهو ” استدعى سفراء جميع الدول التي وافقت على القرار – المُنتَدَبين في ” إسرائيل ” – ما عدا سفير الولايات المتحدة – وذلك للإحتجاج على مواقف بلادهم ، وتأنيبهم ، ولم يُستثنَ السفير المصريّ من ذلك ، و ” لم يشفعْ له ” موقفُ نظامه وسحبه للمشروع ؟!
– وبالمناسبة : فإنّ الولايات المتحدة ، – كعادتها في المراوغة والإحتيال – امتنعت – الآن – عن ” الفيتو ” وعن ” التصْويت ” ، مع أنها كانت قد استعملت سابقًا حقّ النّقض ” الفيتو ” للمضمون نفسه الذي قُدِّمَ عام 2011 ، فأبطلت مفعول الإدانة … وهو ما يعني : أنها انتظرت ليُصبحَ الاستيطان الصهيونيّ ” أمرًا واقعًا ” في الضفة الغربية والقدس الشرقية ، بوجود 600ألف مستوطن صهيونيّ فيهما ، ما ينفي إمكانية : حتى ما يمكن تسميته وجودَ ” دولتَيْن ” داخل فلسطين المحتلّة ، مع خياليّة طرحه من الأساس ، حيث كان ديدن أميركا مع الصمت عن الإستيطان في الضفة والقدس منذ عام 1979 ؟!
هذا القرارُ ، الذي يُدين الإستيطان – مع أنه يظهر كانتصارٍ دبلوماسيٍّ للحقّ الفلسطينيّ – لكنه كما قال أرييل شارون عن مبادرة الملك عبد الله السعوديّ حول ما سُمِّي ” مبادرة السلام ” التي طرحها في مؤتمر القمّة العربية في بيروت عام 2002 بأنها ” لا تُساوي قيمة الحبر الذي كُتِبَت به !! ” وهي بالفعل : ككلّ قرارات الأمم المتحدة ومجلس أمنها التي اتُّخِذَت ضدّ ” إسرائيل ” منذ إنشائها؟؟!
لكنّ هذا القرار ، في الوقت نفسه ” تعويمٌ ” لِنَهجِ محمود عباس و” سلطته ” التي لا همّ لها سوى التسلّط ، والتعاون مع الكيان الصهيونيّ في مكافحة وعرقلة أيّ شكلٍ فعليٍّ من أشكال العمل الفلسطينيّ المقاوِم ضدّ الصهاينة ، و إحباط معنويات المقاومين ، و” التّأكيد لهم ” أنّ ” دبلوماسيّته ” هي الأجدى – لا سيّما بعدما ” تُوّجَ رئيسًا ” من جديدٍ لسُلْطَةِ النهب وابتزاز موظّفي ” بطانته ” برواتبهم !
صحيحٌ أنّ شعبنا العربيّ يعاني في كل أقطاره من ويلات المصائب والحروب ، ولكنّ مُصِيبَة الشعب الفلسطينيّ مزدوجة : كيان استيطانيّ تدميريّ من جهة ، وقيادةٌ فلسطينيةٌ تساعد العدو على إخمادِ أيّ نفَسٍ مقاوِمٍ ضدّ المُغتَصِبين !
وإذا كان المثلُ العربيّ يقول : آخر الدواء الكيّ : فنجاح الشعب الفلسطينيّ وخلاصُهُ : أوّلُه وآخره الكيّ : ألعمل المقاوِمُ بكل أنواع الأسلحة : الحجرية والمعدنية ، ما عدا ” خطَط محمود عباس وزبانيته ” ؟!
تحيةً للشعب الفلسطينيّ البطل : بكلّ أطيافه وشرائحه وتوجّهاته النضالية العظيمة : وما زلنا ننتظر معه ساعة الفَرَج ، وفرحة الإنتصار الكبرى والنهائيّة على أعدائه وعملائهم ؟!!

Share

التصنيفات: أقــلام

Share